الرئيس الراحل / عبدالرحمن محمد عارف ..العفوعند المقدرة

     

      الرئيس الراحل / عبد الرحمن محمد عارف ...العفو عند المقدرة

         

بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بهذا الدين القويم الذي أكمله، وهذه الشريعة السمحة التي أتمها ورضيها لعباده المؤمنين، وجعلهم أمة وسطاً، فكانت الوسطية لهذه الأمة خصيصة من بين سائر الأمم ميزها الله تعالى بها فقال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }(143) سورة البقرة، فهي أمة العدل والاعتدال التي تشهد في الدنيا والآخرة على كل انحراف يميناً أو شمالاً عن خط الوسط المستقيم، ولقد كان من مقتضيات هذه الوسطية التي رضيها الله تعالى لهذه الأمة اتصافها بكل صفات الخير والنبل والعطاء للإنسانية جمعاء، وكان من أبرز تلك الصفات (العدل، والتسامح، والمحبة، والإخاء، والرحمة، والإنصاف).. لقد جاء الإسلام بالحب والتسامح، والصفح، وحسن التعايش مع كافة البشر، ووطد في نفوس أبنائه عدداً من المفاهيم والأسس من أجل ترسيخ هذا الخلق العظيم ليكون معها وحدة متينة من الأخلاق الراقية التي تسهم في وحدة الأمة، ورفعتها والعيش بأمن وسلام ومحبة وتآلف.
ومن تلك المفاهيم ( العفو، والتسامح، والصفح عن المسيء، وعدم الظلم، والصبر على الأذى، واحتساب الأجر من الله تعالى.. )
حيث جاءت نصوص قرآنية وأحاديث نبوية لتأكيد هذه المفاهيم، وإقامة أركان المجتمع على الفضل، وحسن الخلق ومنها:
قال تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}(199) سورة الأعراف
قال تعالى {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}(85) سورة الحجر
قال تعالى {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (22)سورة النور
قال تعالى {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (134) سورة آل عمران
قال تعالى {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }(43)سورة الشورى.

اعزائي قراء مجلة الگاردينيا
إليكم هذه القصه كما وردتنا نأمل أن مستفاد منها كدروس وعبر
مع تحيات رئاسة تحرير مجلة الگاردينيا
(نص القصه ):
ﺭﻭﻯ (ﺃﺑﻮ ﻗﻴﺲ) ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺎﺭﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ:

ﻓﻲ إﺣﺪﻯ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻛﻨﺖ ﻧﺎﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺪﺍﺭ إﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻭإﺫﺍ بأﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺘﻲ أﻳﻘﻈﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﻟﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﻲ أﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﻄﻠﺐ إﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ

ﻗﻤﺖ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻣﻦ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭأﻧﺎ أﺭﺩﺩ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ (ﺍﻟﻠﻬﻢ إﺟﻌﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً إﻥ ﺷﺎﺀ الله) ﻭأﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ؟ فليس ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺑﻌﺪ أﻥ إﺭﺗﺪﻳﺖ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻭأﺣﻀﺮﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭإﺳﺘﻘﻞ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ:

أﺑﻮ ﻗﻴﺲ ﺗﻮﺟﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﺳﺠﻦ أﺑﻮ ﻏﺮﻳﺐ .

فأﺟﺒﺘﻪ: ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ

ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺻﺎﻣﺘﺎً ﻭﺳﺎﺭﺣﺎ بأﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍلأﺭﻕ ﻭﻋﺪﻡ إﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻟﺴﺠﻦ أﺑﻮ ﻏﺮﻳﺐ ﺗﺮﺟﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭأﺧﺒﺮﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ بأﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺟﺎﺀ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻜﻢ

ﺗﺴﺎﺭﻉ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻟﻓﺘﺢ ﺒﺎﺏ السجن ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭأﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻔﺖ أﻣﺎﻡ إﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭﻗﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ﺑﺎلإﻋﺪﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﻜﻤﻪ ﻗﺒﻞ أﻳﺎﻡ ﻭﺳﻴﻨﻔﺬ إﻋﺪﺍﻣﻪ ﻓﺠﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ

فأﺟﺎﺏ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺠﻦ: ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ ﻟﻘﺪ ﺟﻬﺰﻧﺎ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍلإﻋﺪﺍﻡ ﺣﺘﻰ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﺘﻠﻘﻴﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺍلإﻋﺪﺍﻡ

ﺻﻤﺖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺎﺭﻑ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺑﻌﺪ أﻥ ﺳﻤﻊ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺛﻢ أﻣﺮ بإﺣﻀﺎﺭ ﺍﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ﻓﻮﺭﺍ ﻭﺑﻌﺪ أﻥ إﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺷﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﻠﻤﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ (ﻳﻠﻐﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎلإﻋﺪﺍﻡ) ﻭﺗﻌﺎﺩ ﺍلأﻭﺭﺍﻕ (ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ) ﻟﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ لإﺻﺪﺍﺭ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻋﻦ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍلإﻋﺪﺍﻡ ﻭﻋﻠﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻗﺎﺋﻼً: إﻥ الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻭﻭﻫﺒﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻧﺤﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ نأﺗﻲ ﻟﻨﻨﺘﺰﻋﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻣﺨﺎﻟﻔﻴﻦ إﺭﺍﺩﺓ الله ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻣﻤﻜﻦ أﻥ ﻧﻄﺒﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ

ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺗﻢ إﻟﻐﺎﺀ ﺣﻜﻢ ﺍلإﻋﺪﺍﻡ ﻭﺑﺪﻝ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﻤﺆﺑﺪ.

أسم الكاتب: محمد مجيد الدليمي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

787 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع