البطة القبيحة

                

                             البطة القبيحة

                Den stygge andungen
                   The Ugly Duckling

     

كان ذلك اليوم يوما صيفيا رائعا، والشمس تشرق على الحقول والمروج.

تحت الحشائش الطويلة، وبقرب جدول صغير، كان هناك تقيق الضفادع.
كانت هنلك بطة أم مضطجعة وسعيدة وهي تحتضن بيضها وتنتظره حتى يفقس.
مضى الوقت وأخيرا ـ أصوات طقطقة وتهشم، طقطقة وتهشم ـ
فإحدى البيضات تصدعت وتلتها البقية.
وفي وقت قصير أصبحت الأم محاطة بعدد من الكرات الناعمة.
.....
صاح الصغار: بيب! بيب! كانوا سعدا جدا لأنهم رأوا أخيرا أمهم.
وقفت الطة الأم لتتأكد من ان الصغار جميعا عندهم الأجنحة والزعانف كاملة،
ثم اكتشفت إن البيضة الكبيرة لم تفقس بعد.
لم يكن عندها خيار سوى أن تستمر في إحتضانها، لذا فقد صبرت عليها.
إتنظرت وإنتظرت، لكن لم يحدث شيئا.
ثم إنتظرت لفترة أطول، ولكن البيضة ما زالت لم تفقس بعد.
.....
قال عابر سبيل ببطة الأم متأثرا: كنت سأترك البيضة الكبيرة لوكنت مكانك
من النادر أن تفقس البيضة الكبيرة، إنك تضيعين وقتك.
لكن البطة الأم أدارت له الإذن الطرشاء
وجلست علىبيضتها وهي تنتظر.
إنتظرت لفترة طويلة، ثم في النهاية، كان هناك صوت تصدع عالي.
وتدحرج للخارج أكبر وأقبح بطة يمكن للواحد ان يتصورها.
.....
أخذت البطة الأم كل صغارها لتعلمهم السباحة.
صاحت الأم: راب! راب! عندما خاضت بالماء، إتبعوني!
صوت تساقط في الماء (يتكرر خمس مرات)
الواحد تلو الآخر قفزوا إلى الماء.
وعندما قابل البط الكبير الماء كان صوت التصادم عاليا جدا.
تعلم الصغار جميعهم السباحة بسرعة، وكان أفضلهم في السباحة البطة الكبيرة القبيحة.
.....
وبعد يوم قامت البطة الأم بتنظيف صغارها والعناية بهم
وأخذتهم معها إلى حقل البط.
قالت الأم للصغار: كونوا قريبين مني!
ومهما فعلتم عليكم أن تتذكروا بأن تكونوا مؤدبين من البطة العجوز
التي تجلس في الجزيرة وسط بركة البط.
إنها أكبر البط سنا والأكثر تميزا في الحقل.
كان حقل البط كبيرا ومكانه مخيفا
ذهب الدجاج لينقروا في الحصى الناعم، وتسلل قط حولهم.
......
اخذت البطات الكبيرات تحدق بحدة في البطات الصغيرات، اللواتي يتهادين في مشيتهنٌ.
قالت البطة العجوز المميزة واللطيفة: الصغار رائعو الجمال حقا!
الجميع ما عدا البط الكبير القبيح أخذوا يتحدثون فيما بينهم
والجميع استداروا محدقين بالبط الكبير
لذا ابدأوا يضحكون، والبطة العجوزالكبيرة المميزة أخذت تضحك أيضا.
.....
تآلفت بطة الأم وصغارها بسرعة مع الحياة الجديدة في الحقل.
ما عدا البط القبيح كان سيء الحظ، لأن الجميع يضحكوا عليه ويسخروا منه.
المضايقات أخذت تسوء وتسوء، وفي أحد الأيام قرر أن يهرب.
وضع خطواته على الطريق ولم يتوقف، لحد ما وصل الى هور (مستنقع) تعيش فيه البط الوحشية.
لكن عندما رأوا البط القادم ضحكوا ساخرين، لأنهم ببساطة لا يعرفوه.
.....

إستمر البط المسكين في طريقه بين الحقول والمزارع إلى أن وصل إلى بيت قديم بسيط.
وفي أسفل الباب يوجد كسر، فتسلل البط منه إلى داخل البيت.
......

في هذا البيت كانت تعيش سيدة عجوز ومعها قطة ودجاجة.
ولا تمتلك السيدة اشياءا كبيرة في عالمها الصغير، لكن طالما القطة ترسم والدجاجة تبيض، فهي سعيدة بذلك.
هتفت عندما ألقت نظرة على البطة الكبيرة: شيء رائع!
الآن سأحصل على بيض البط أيضا.
....
لكن البط الذكر لا يبيض، عندما إصطحبتاه الدجاجة والقطة إلى الباب.
رجع البط القبيح مرة أخرى للهور، وبدأ يسبح مرة اخرى لوحده.
...
جاء الخريف، وأخذت الأشجار تتخلص من أوراقها.
إذن اصبح الجو شتاءا، وهبت رياح باردة فوق الهور.
وفي مساء أحد الأيام حلقت مجموعة من الطيور البيضاء الجميلة، ذوات الرقاب الطويلة والنحيفة في السماء.
إنها مجموعة من البجع.
لم يرى البط من قبل اشياء جميلة، ثم فكر بشوق: " كم سعيد من يستطيع أن يطير معهم".
أخذ الجو يبرد أكثر وأكثر.
وسبح البط بشكل دائري من أجل أن لا يجمد الماء.

في احد الايام لم يستطيع البط الكبير أن يبقى يقظا، وفي اليوم الآخر أصبح البط متجمدا
وعالقا في الثلج.
من حسن الحظ، مرٌ فلاح وأخذ البط الكبير معه إلى بيته.
.....
عندما حصل البط الكبير على الدفء والنشاط
أخذ أطفال الفلاح بلعبون معه
لكن البط كان يتخوف من أصواتهم العالية.
بسبب الخوف رفرف البط الكبير فوق وعاء الحليب مباشرة، فقلبه.
ضربت الزوجة يديها ببعض من الغضب، فطار البط فوق كيس الطحين مباشرة.
صاحت الزوجة بقوة.
ضحك الأطفال وحاولوا الإمساك به، لكن البط الكبير كان لديه الوقت ليهرب بنفسه.
....
عاد مرة أخرى الى الهور البارد المتجمد
وبقي هناك طوال الشتاء البارد الصعب
وفي صباح أحد الأيام أحس بدفأ الشمس
وسمع صياح طائر الواقواق، فعرف بأن الربيع جاء.
نشر البط جناحه وخطى في الهواء
طار إلى أن وصل إلى حديقة كبيرة، حيث أشجار الصفصاف
تغطس عروقها الطويلة في الماء الضحل
ثلاثة طيور بيضاء جميلة برقبة طويلة وأنيقة كانوا يسبحون في الماء
إنهن البجعات، التي رآها مرة منذ وقت طويل.
.....
إشتاق البط الكبير للصحبة، لذا قرر أن يطير قريبا منهم
قال في نفسه" من الأمان ان اتعقبهم على بعد، لأني قبيح جدا"، لكن هذا لا ينفع.
ثم حط في الماء، وعطف رأسه فيه، لكنه كان ينتظر منهم ان يبعدوه.
ولكن عندما نظر الى انعكاس صورته على سطح الماء، ذُهل!
لم يعد بعد ذلك البط الرمادي القبيح
لقد تحول إلى بجع أبيض جميل
صاح به احد البجع" تعال واسبح معنا!
قال الآخر: أنا قادم توا.
....
الجميع كانوا يسبحوا حول البط القبيح، وهم معجبون بريشه الجميل
ورقبته الأنيقة الرقيقة.
قال اكبر البجعات" أعتقد بأنك الأكثر جمالا منا".
نفش البط ريشه مفتحرا
وأخيرا وجد المكان الذي ينتمي إليه، والسعادة التي كان يحلم بها.

الى اللقاء مع حتوتة جديدة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

483 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع