علي السوداني
ألوضعُ خطيرٌ في بلادي .جدُّ خطير. بلادي صار اسمها، بلاد ما بين القهرين .
سأُعيد لوك وتشكيل وتلوين وتجويد وترتيل الجملة الأولى ، كي تبدو حزينة ومؤثرة وفجائعية وسودة ومصخمة . بلادي تنتحر وتركض صوب الإنقراض المبين . ألشراكة الوطنية ، كلاو أصلي ، وطقطوقة وطني الذي لا يقبل القسمة على إثنين ، هي طقطوقة تنام على سبعة كلاوات . يوم ملغّم بالسيارات المركوبات ، وآخر مفخّخ بالكلام . ألكلام حلو ومعسول وطيّب مثل شربت زبيب حجّي زبالة وشربت رمّان جبّار ، لكنّ الأرض محروقة تكاد تميّز من غيظها . ألشاشات أقسى من أسلحة الدمار الشامل ، والكتّاب يفصّلون النبأ ، على قدْر شهوة وسلطة بيت المال . راعي الوقف الشيعي متحمّس ، ومثله راعي الوقف السنّي . أقوم وأقعد وأتناوح على تهويسة " إخوان سنّة وشيعة ، هذا الوطن مَنبيعهْ " وحيث أهبط صوب متّكئي الذي خدّرته الهوسة ، يخمش قلبي مانشيتٌ ضخمٌ ، رائحته وزبدته تشي بأنّ كلاب المدينة ، شوهدت قبل ساعة زمان ، وهي تنهش وتتلمّظ وتتمطّق عند سور مزبلة عظمى ، نامت فوقها بأمان ، جثّتا الولد عمر والولد عبد الحسين . صلاة موحّدة في قعر نصب الشهيد ، ومقتلة مروّعة بباب الكاظم . مسيحيّون يضحّون بطقس عيدهم من أجل ملْطَمةٍ في الجوار ، وملثّمون يذبحون كمشة أيزيديين في خمّارة . عمامة سوداء تستضيفها كنيسة ، وعمامة بيضاء ، تنزل في بحرة صابئة ، وتكية صوفية تنصب قدْر هريسة ملحّمة مطيّبة ، تشتهيها الناس الدابّة من كلّ غورٍ عميق . شعراء تتململ مؤخراتهم من ثقل القصيدة ، وتهفو أفئدتهم شطر حانة أبي مايكل الرحيم . منظر الزمايل عند عتبات كُوَر الطابوق ، يقطّع القلب ، ويشتل الحياة على مبعدة شهقة من الآن . لوحة سوريالية ضخمة ومدهشة ، لم يدركها حتى أبو سلفادور دالي المخبّل . كلاوات بكلاوات . كلاو يلعب مع كلاو . مسبحة دعاء ، كلُّ خرزة ملظومة بخيطها ، هي كلاو حيدري . ألكلاو في معجم أهل سومر وبابل وآشور ، هو الكذبة سليلة الكذبات . خالق الكلاو ، هو الكلاوجي . صانعة الكلاو ، هي الكلاوجية . بلادي تنام فوق كلاو عظيم . فحل التوت بالبستان هيبةْ . ألحمار خال البغل . تلفزيونات كثيرة ، وماكياج الفضيحة يسيح . للرئيس قناع ، وللشيخ أربعة . كثرة من أصدقائي صاروا كلاوجية . أعرفهم واحداً واحداً . منهم من كان مهزولاً مثل الفتى رباح نوري ، لكنه الآن يحيا في مباززة قوية ضد كرش نبيل شعيل . طبعاً أقصد مباززة من ضلع الفعل بزَّ . أقول له إنَّ المعدة بيت الداء ، فيجيبني بإشّ مسحولة بعشرة شينات . سأخلع الفذلكة عن الأمر ، وأرسم الصورة كما تشتهون : إششششششششششش . سمعتها مرة من أبي ، مرسومة على صورة إسسسسسسسسسسسسس . مكتوبي الليلة ، لا يخلو من رائحة كلاو . ثمة محاولة شرسة لتثمير بستان كلاوات . بلادي دخلتْ جبَّ كلاوات عميق . هي سعيدة وفرحانة ومنسجمة ، وليس من العدل أن أكون حزيناً .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عمّان حتى الآن
984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع