سيف الدين الألوسي
جوليت والجواز الصحي !!! ذكريات بغدادية
في السبعينيات والستينيات، كانت بعض الدول تطلب جوازا صحيا للمسافرين العراقيين ، يبين فيه المسافر خلوه من الامراض السارية والمعدية ، وملقح ضد الهيضة او الكوليرا !! من هذه الدول كانت لبنان !!! وبعض الدول العربية ،، اما الاوروبية وغيرها لم تطلب هكذا جواز !!!
( مسافرين وعمال من مختلف الدول عربية وغيرها،، دخلوا بالملايين دون فحص طبي وجلبوا البلهارزيا ، والتهاب الكبد ، والسيلان الذي لا يستجيب لعلاج !!! والجرب ووووو دون فحص وشهادة طبية !!! )
،،، ملخص القول احنه الكل تمضيك براسنه ونحن نقبل بذلك بكل ممنونية وهذا من كرم اهل العراق .
نرجع الى سالفتنه ،، استلمت جوازي بعد معاناة وموافقة التجنيد العامة بالكرنتينة وكفالة ٤٠٠ دينار ،، ثم ذهبت للحجز ، كانت هنالك خيارات لحجز البطاقة ،، فانا يجب ان ازور بيروت ، ومهما كانت الظروف ، وكان مخططي للسفر الى اليونان وايطاليا بالاضافة الى لبنان !!! افتريت عدة شركات طيران لاخذ عروض للاسعار ، منها الميدل ايست والساس الاسكندنافية والكي ال ام ،،، لان الساس والكي ال ام ، كانت تنزل في اثينا !!! اخيرا وجدت ضالتي في شركة ال ايطاليا وكانوا وكلاؤها ال رمضان الكرام ،، ذهبنا انا والاصدقاء الى مدير ال ايطاليا المفوض ، الشهيد والاخ والصديق والقريب عماد عبد الجبار رمضان مليون رحمة عليه ،،، كتله عيني عماد فد روت وسعر زين الي والربعي لان الدولار نازل !!!!! عماد رحمه الله سوالي فد روت روعة ، السفر من بغداد الى بيروت بالميدل ايست ، وبعدين الايطالية تقوم بالبقية لحين العودة لبغداد ، وبسعر بطاقة شباب لا يتجاوز ٨٠ دينار عراقي ، يعني ٢٥٠ دولار بذاك الوكت ، والتواريخ مفتوحة !!! طلعنه الفيزا الايطالية واليونانية بساعة ،،،،، عماد رحمه الله گاللي اللبنانيين مرات يسألون عن جواز صحي ، طلع واحد وارتاح ،،،!!!
الساعة ١٢،٣٠ ظهرا بمنتصف تموز ١٩٧٥ ، ذهبت الى دائرة الصحة براس شارع الكفاح من جهة الباب الشرقي ،، لما طبگت السيارة طلعت روحي ،، صعدت في بناية ابوها مستلك ، وامة الثقلين من الازدحام والريحة بالغرفة استغلتها الشركات لعمل العطور ومكافحة الصنان !!!
اشتريت الطابع ابو نص دينار ، واخذت المعاملة والجواز والجواز الصحي القديم لموظفة الطابعة جوليت المسكينة الوحيدة التي تطبع الاسم بالانكليزي ورقم الجواز وتطمغه ، ليوقعه المدير ، ودون اي تلقيح ولا هم يحزنون !!!
جوليت الوردة وهي امرأة في بداية الاربعينات ، دايخة من البوخه والريحة،،، شعرها اسود طويل سرح فيه بعض الشيبات، حزينة ولابسه اسود، طويلة، وضعيفة جدا ، كاعده وتدردم ،،، منا لنهاية الدوام يا دوب اخلص طبع الباقيات ، اللي جوي هسه باجر يجون !!!!! زبگت بين الهوسة ورحت على جوليت ، فدوه جو جو ، تره اني طيارتي باجر الصبح ، شلون!!! تقبلين !!! گلتلها هذا الجواز ورح انزل اجيبلج سينالكو بارد ، يبرد كلبج يا وردة ،،،، ضحكت وگالت خلي عل الميز بس انتظر لنهاية الدوام ،ميخالف ، نزلت جبتلها لجو جو سينالكو بارد وبسكت وصعدت ، وبنص الهوسة دخلت ، وگالتلي اني رح اطبع المعاملات وانت صيح على الاسماء ،(مثل السقيفة بمستشفى الرشيد العسكري من يوزعون الاجايز لاحقا !!!! ) ،، جيب الكرسي ، اكعد يمي !! صرت منادي للجوازات ، كل جواز بنصه الجواز الصحي وبعد ان اچيك واطابق الاسم والسبيلنك !!! جوجو تطبع واني اوزع الى الساعة الثانية ، حيث خلصنه كل المعاملات ،، وبعد ان صرنه ميانه ، گلتلها والله هل الندارة وخفة ايدج وهل الجمال. ،،،( هي مو كلش حلوة بس روعة بشخصيتها وخفة دمها)،،، گلتلها ، عجب متزوجتي !!!؟ گالت غير الثولان ما عدهم ذوق !!! يقشمروهم بالصبغ والتنعوص !! گلتلها والله اني لو شوية اكبر چان اتزوجتج !!!!!!!
جاوبتني وهي تضحك ، امشي ولك سرسري ، تضحك عليا !! استلمت جوازي ووقعته من المدير وانا اضحك ، وصرت واسطة لكل من يريد اصدار جواز صحي ، ادزه على جوليت ، واسلم عليها كلما اكون قريب من دائرتها ، ومن ثم تحولت دائرتها وضيعت عنوانها، يحفظك تعالى يا جوجو اين ما كنت ،ويرحمك اذا توفيت بواسع رحمته ،مع كل المحبة لجوليت وكل المسيحيين العراقيين اين ما كانوا .
1133 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع