صبري الربيعي
في صحيفة (الأنوار) كنت احرر صفحة بعنوان(عالم الفن) وذلك عام 1964, إذ كانت واحة لنشر الاخبار والتحقيقات عن الفنانين العراقيين , ونشاطات معهد الفنون الجميلة,
وقد تشكلت لي صداقات وعلاقات طيبة مع اساتذة المعهد وطلبته المبرزين , و حدث ان كتبت موضوعا إعتبرته ( نقدا) ,عن مسرحية (شكسبير – تاجر البندقية ) اخرجها القادم من دراسته بعد حصوله على درجة (الماجستير) سامي عبد الحميد , لااذكر اني تلقيت اعتراضا من احد , حتى ان سامي عبد الحميد نفسه اعرب عن تقديره لما كتبت ! حدث ذلك بالرغم من أني أعرف أن النقد علم ينبغي أن يدرس , ويعّمد أيضا بالتجارب العملية والخبرات .
كانت الساحة مفتوحة, وما أكتبه مقبول ..لماذا لاأستمر ؟ الحقيقة توقفت عن إبداء تلك الملاحظات النقدية ,لأني شعرت بغرابة ممارسة أمرلا أفهمه ولم أدرسه ! وأذكر أن جاسم المطير, بعد أن استأنف تواصله مع الصحافة عام 1975 قد مارس كتابة ملاحظات حول المنتج المسرحي والتلفزيوني في ( مجلة الإذاعة والتلفزيون , وخلال حديث بيني وبينه إقترح عليّ المضي في الكتابة بإتجاه ( النقد), إلا أني قلت له (لاأريد أن أكون متطفلا على كتابة ملاحظات نقدية, لم أدرس أصول ممارستها وعلمها) ..في الوقت الذي رأيت بعد ذلك التأريخ , العديد من الأسماء التي لم يدرس أصحابها النقد, أو تكون لهم فيه خبرات عملية , يمارسون النقد الفني أو الأدبي , ومع إستمرارية الممارسة, صار يشار اليهم على أنهم نقادا ! وبناء على تطلع الفنان أو الأديب الى من يقوّم نتاجه الفني أو الفكري , خاصة وأن المتوفرين على علم النقد كثيرغير أنهم لم يسجلوا ممارسة في مجال ألنشر الا بعدد محدود , إذ حسروا فعالياتهم العلمية في أطر الجامعات, من دون الإنفتاح على الصحافة …من هنا صارالنقاد غيرالدارسين ضرورة (اضطرارية) لإدامة التفاعل بين المنتج الفني والأدبي, وبين المتلقي.
3338 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع