العرب محمد رجب:تضمن كتاب الدكتور جاري نومان الحقيقة حول الخيانة ما خلصت إليه الدراسة التي أجراها على 2000 رجل، لمعرفة أسباب إقامة الرجل لعلاقة مع امرأة غير زوجته.
وقام الباحثون في الدراسة بمقابلة أزواج مخلصين وخائنين، وتوجيه عدة أسئلة إليهم، للتوصّل إلى الأسباب الحقيقية للخيانة، ومعرفة الأمور التي تمنع خيانة الرجل، فتوصّلوا إلى أن 48 بالمئة من الرجال أرجعوا سبب خياناتهم لزوجاتهم إلى عدم الارتياح العاطفي، وعدم وجود الحب في العلاقة الزوجية، وهذا يلغي افتراضية أن الخيانة تكون بهدف الحميمية الجسدية والجنسية، خاصة وأن 8 بالمئة فقط منهم أكدوا أن عدم الارتياح الجنسي كان السبب في خياناتهم.
كما توصّلوا أيضا إلى أن 12 بالمئة من الرجال الخائنين، أكدوا أن المرأة الأخرى كانت تتمتّع بجاذبية جنسية أكثر من زوجاتهم، وهذا ما يعني أن الأقلية من كان ينقصهم الجمال ويبحثون عنه، وهذا يؤكد على أن الرجل لا يخون دائما من أجل المرأة الأجمل بل لملء احتياج عاطفي، فهو يشعر بالارتباط العاطفي مع المرأة أولا، ثم تأتي العلاقة الجنسية بعد ذلك، وهذا ما يؤكد أن 37 بالمئة من الرجال كانوا على علاقة بالمرأة لمدة شهر قبل حدوث أيّ علاقة جنسية.
وأكد الدكتور نومان في هذه الدراسة أن الرجل ليس كائنا تحرّكه دوافعه الجنسية فقط، بل إنه في الحقيقة كائن عاطفي يحتاج للشعور بالتقدير والاهتمام، ولكنه لا يعبّر عن هذه الاحتياجات لفظيا، وهو ما يجعل المرأة تغفل عنها فلا تقوم بإشباعها وتهملها تماما، مما يخلق لديه شعورا بالافتقاد لهذه الأشياء، فيتجه للبحث عنها لدى امرأة أخرى، وعادة ما تكون تلك التي تمتدحه كثيرا وتثني عليه، فالتي تستطيع التعبير عن الإعجاب والتقدير والانبهار به، تستطيع لفت انتباهه وشغل تفكيره.
وبناء على الدراسة فإن 66 بالمئة من الرجال يشعرون بالذنب أثناء الخيانة، أيّ أكثر من النصف غير راض عما يفعله، وهو ما ينفي فرضية أن الرجل خائن دون إحساس، كما أظهرت الدراسة أيضا أن 68 بالمئة من الأزواج الخائنين لم يتوقّعوا ولم يريدوا أن يكونوا كذلك، وعلى الرغم من شعورهم بالذنب إلا أنه لم يمنعهم من ذلك.
وهذا يرجع إلى قدرتهم على التعامل مع مشاعرهم والتحكّم فيها، كما أشارت الدراسة أيضا إلى أن 77 بالمئة من الأزواج الذين يخونون زوجاتهم، لديهم أصدقاء من شاكلتهم أيضا، هذا إلى جانب أن 44 بالمئة منهم التقوا بالمرأة الأخرى في عملهم.
وفي هذا السياق يقول الدكتور مصطفى مرتضى، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس: إن هذه الدراسة شملت وجها واحدا للمشكلة، وهو خيانة الرجل من وجهة نظره هو، ولم تشمل وجهة نظر المرأة، حتى يتم الإلمام بالمشكلة والوقوف على الأسباب الحقيقية لها، كما أنها لم تعر الانتباه إلى الفروقات بين المجتمعات المختلفة، من حيث العادات والتقاليد والمعتقدات، والتي تؤثر بشكل مباشر على خيانة الرجل لزوجته، موضحا أن الدراسة أشارت إلى أمر مهم، وهو أن الخيانة لم تكن من أجل الجنس ولا من أجل امرأة أجمل، بل في الغالب كانت من أجل حاجات عاطفية وتوافق فكري وشعور بالانجذاب.
وينصح مرتضى المرأة في حالة اكتشافها للخيانة بعدم مواجهة زوجها، والسيّطرة على ردود أفعالها، بل والعمل على تحسين العلاقة به وإشعاره بالتقدير، والحرص على قضاء معظم الوقت سويا، والمبادرة في إظهار العاطفة والحب، حتى تعيده إلى البيت وتحافظ عليه.
بينما تشير الدكتورة بسمة جمال، المتخصصة في الإرشاد الأسري، إلى أنه لتجنّب المرأة خيانة زوجها، يجب عليها التركيز على خلق علاقة أكثر حبا وارتباطا وإشباع حاجته العاطفية، ولا يكون تركيزها فقط على الجمال والاهتمام بنفسها، موضحا أن الحميمية الجسدية مهمة، ولكنها ليست كل ما يحتاجه منك، فالاحتياجات العاطفية والروحية أهم من الاحتياجات الجسدية والجنسية، مؤكدة على عدم تمادي الزوجة في ذكر عيوب زوجها وانتقاده والتركيز على أخطائه، وإن كان لابد من الانتقاد فليكون بطريقة تحافظ على كرامته وشخصيته، حتى لا يخلق هذا حاجزا نفسيا بينهما.
وتوضح جمال أن الأصدقاء هم عامل مهم في خيانة الرجل لزوجته، خاصة وإن كانوا يفعلون الشيء ذاته، لافتة إلى أن الزوجة لن تستطيع منع زوجها من مجالسة أصدقائه، لكنها تستطيع أن تجعله يلتقيهم في بيئات آمنة كالبيت، مع ضرورة أن تحيط بيتها اجتماعيا بأزواج صالحين وحياة زوجية ناجحة ومستقرة، وبيئة تدعّم الزواج وتقدّسه. هذا بالإضافة إلى بناء علاقة زوجية مشبعة من كافة الجوانب، تكون كالحصن المنيع ضد الخيانة.
1473 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع