بعد مفاوضات بين مركز موييز خيرالله لدراسات الانتشار اللبناني (lebanesestudies.ncsu.edu) التابع لجامعة ولاية نورث كارولينا (NC State University) في الولايات المتّحدة الأميركيّة، ومؤسّسة أمين الرَّيحاني في واشنطن العاصمة، ومتحف أمين الرَّيحاني لبنان، وقعت المؤسّسات الثلاث اتّفاق شراكة في ما بينها من أجل نشر المجموعة الكاملة لأوراق أمين الرَّيحاني وأرشيف متحفه نشرًا إلكترونيًّا مبوّبًا وموثّقًا.
تنظر الولايات المتّحدة إلى أمين الرَّيحاني (1876- 1940) على أنّه كاتب تنويريّ من كبار مُفَكّري القرن العشرين من خلال نتاجه الفلسفيّ والأدبيّ والسياسيّ باللغتين العربيّة والإنكليزيّة، ومن خلال تأثيره الكبير في مثقّفي العالم العربيّ والقُرّاء الغربيّين المهتمّين بالشؤون الفلسفيّة والأدبيّة والفكريّة السياسيّة. وتُعتبَر روايته كتاب خالد (1911) من أولى الروايات العربيّة الأميركيّة الناطقة بالإنكليزيّة. ويعود له فضل الريادة في إدخال الشعر العربيّ الحديث إلى الأدب العربيّ المعاصر. وقد نشر الرَّيحاني مقالاته وقصائده في أبرز الصحف والمجلاّت الغرْبيّة والعرَبيّة، ومنها: النيويورك تايمز، والتايم اللندنيّة، والأهرام، والمقتطف، والهلال؛ إضافةً إلى مجلاّت الاختصاص، ومنها: الأتلانتِك مَنثلي، ترا ﭬل، آسيا، الإنترناشيونال ستوديو، والبرِنت كونِسور؛ كما حاضر في أبرز الجامعات الأميركيّة والكنديّة والبريطانيّة ومؤسّسات ثقافيّة أخرى حول العالم، ناشرًا أفكاره الفلسفيّة والأدبيّة والسياسيّة مشدِّدًا على أهمّيّة الوحدة العربيّة وعلى أبعاد التوافق بين الشرق والغرب.
ويعود تاريخ الأرشيف الأدبيّ في متحف الرَّيحاني إلى عام 1897، وهو لا يزال ينمو ويتّسع حتى اليوم. هذه المجموعة الفريدة من نوعها تضم أوراقه المختلفة ومذكّراته، ومخطوطاته، ومقالاته المنشورة، إضافة إلى المقالات المنشورة عنه والوثائق التاريخيّة المتعلّقة بسيرته ونتاجه. وتتعدّد لغات هذه المجموعة إذ بَلَغَتْ 36 لغة من حول العالم. وهي محفوظة في متحف الرَّيحاني في نحو 25 ألف صفحة. منها نحو 20 في المئة بخط الرَّيحاني نفسه بالعربيّة والإنكليزيّة، وبين 8 و10 في المئة بخط عدد كبير من رؤساء الدوَل والكُتّاب والمستشرقين والباحثين من حول العالم.
وصرّح الناقد والأكاديمي أمين ألبرت الرَّيحاني، رئيس مجلس أمناء متحف الرَّيحاني، بقوله: «سيُشكّلُ هذا المشروع دعامةً رئيسة للأدب العربيّ- الأميركيّ والآداب العالميّة المكتوبة بالإنكليزيّة أو بالعربيّة». وأضاف قائلاً: «لئن شُيِّدَ اليوم هيكلٌ ثقافيّ في لبنان يُدعى متحف أمين الرَّيحاني فسيُشادُ غدًا هيكلٌ مماثل في الولايات المتّحدة الأميركيّة يُدعى أرشيف أمين الرَّيحاني المنشور إلكترونيًّا. هذه الخطوة الجبارة باشرتُ بتنفيذ أهدافها بفضل الاتفاقيّة الدوليّة الثلاثيّة التي وُقِّعَت مؤخّرًا بعد الجهد الخاص والمتواصل من الدكتور موييز خيرالله والدكتور أكرم خاطر».
وسيشهد ربيع 2018 تدشين المرحلة الأولى من هذا المشروع، أي مرحلة التصوير الإلكترونيّ والتي ستستغرق نحو ستة أشهر.
740 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع