شفق نيوز/ كشف الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرا، عن لقاءات عقدت مع وفود عراقية لم يحدد هويتها، جرت في دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار تحركات ترعاها إسرائيل والولايات المتحدة، من اجل الدفع بالعراق نحو التطبيع مع تل أبيب، والتخلص من نفوذ إيران، ومكافحة "الارهاب"، مشيرا، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أن النقاشات تتناول ايضا وضع الكورد والدروز في سوريا والاتفاقات الإبراهيمية.
وأشار التقرير الإسرائيلي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن الوزير السابق قرا، الذي وصفه بأنه شخصية اسرائيلية من أقلية الدروز، ولا يشغل حاليا منصبا سياسيا رسميا، بحث خلال وجوده في أبو ظبي، قضية تطبيع العلاقات الاسرائيلية مع العراق، والوضع في سوريا، وقضايا تخص الدروز في اسرائيل وسوريا، وذلك في مقابلة أجراها هذا الاسبوع.
وتابع التقرير، أنه برغم عدم توليه أي منصب رسمي، إلا أن قرا التقى ايضا أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، الذي يعتبر من اقوى الشخصيات في العالم المسيحي، وطلب منه المساعدة في تهدئة التوترات بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس السوري احمد الشرع، وذلك من اجل منع وقوع ابادة جماعية تستهدف المسيحيين والدروز والعلويين في سوريا.
وأشار إلى أن، قرا التقى في ابوظبي وفدا من العراق يأمل بتعزيز التعاون مع إسرائيل، ونقل التقرير عن قرا دعوته الى عدم التعجب من الذي سيقوله حيث انه "برغم التذمر من اشخاص في اليمين (الاسرائيلي)، إلا اننا ننجح في إيجاد تواصل مع معظم الدول العربية، بما في ذلك دول لا تربطنا بها علاقات رسمية، مثل ليبيا، سوريا، لبنان، والعراق"، مضيفا "اننا نجلس مع اشخاص على اعلى المستويات لتعزيز التعاون مع إسرائيل".
وعندما سئل قرا عما إذا كان هو وفد فعلي من العراق، رد قائلا "نعم، هم يريدون علاقات مع اسرائيل. لا يريدون ايران على أرضهم ويضغطون علي لدفع الحكومة الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي لطرد ايران من العراق".
وردا على سؤال عن السبب الممكن لان تساعد اسرائيل العراق، قال قرا إن "حرب السيوف الحديدية (حرب غزة) أفادتنا، بعد 75 عاما من الكراهية من الدول العربية ومحاولاتهم إلحاق الضرر بنا وإنكار شرعيتنا، اليوم نحن مرغوبين في كثير من المناطق وينظر الينا كدولة شرعية".
واضاف قرا، أن "التطور الأكبر حاليا هو التغيير في العراق، الكورد والسنة والشيعة يريدون علاقة وثيقة مع اسرائيل، بعضهم يطلبها علنا، وليس فقط عبر قنوات سرية، هذا أمر مذهل، ومهم، ويشير الى تغير كبير في علاقة اسرائيل مع من اعتبروا اعدائها في الماضي".
وعندما سئل قرا عن كيفية مساعدة مساعدة اسرائيل للعراق، أوضح الوزير السابق الذي ينتمي الى حزب الليكود، أن "اسرائيل تمتلك تقنيات دفاع متطورة أثبتت نفسها وتباع للدول الصديقة، وبامكان هذه التقنيات ان تساعد العراق وغيره من الدول التي تريد، مثلنا، ان تتخلص من النفوذ الإيراني في الشرق الاوسط".
ونقل التقرير عن قرا قوله، إن "الوفد العراقي طلب أيضا دعما إسرائيليا في التأثير على الولايات المتحدة، من خلال تحرك إسرائيل ضد ايران للحد من تهديدها لإسرائيل والعراق".
وردا على سؤال عن طبيعة مصلحة اسرائيل في العراق وهي تقاتل إيران مباشرة، قال قرا كما نقل عنه التقرير، انه "عندما تنجح اسرائيل في محاربة ايران، فانها تضعف قبضة ايران على العراق ايضا"، مضيفا ان "العراقيين يريدون الانضمام الى مجموعة الدول المتحررة من النفوذ الإيراني، مثل لبنان وسوريا".
وأشار إلى أن "مصلحة اسرائيل هي بقاء الارهاب بعيدا عن حدودها، وهذا ينعكس على كامل الشرق الاوسط".
وبحسب التقرير فان الوفد العراقي الى جانب وفود اخرى من دروز سوريا، واقليات في لبنان، ودول لم يسمها، يحصلون على استقبال ملكي من الممثل الإسرائيلي غير الرسمي في الامارات، وذلك في إطار مبادرة "جسر الى السلام الاقتصادي"، وهي مبادرة أسست بالتعاون مع أمريكيين وأوروبيين لمواصلة الدفع باتجاه الاتفاقات الإبراهيمية، وخلق ديناميكية من التعاون الاقتصادي التي تساهم في "قيادة العلاقات، ومحو الكراهية، والتخفيف من التطرف".
واوضح التقرير انه، بالرغم من أن رئاسة المشروع اسرائيلية، الا ان مقر المبادرة الرئيسي هو في الإمارات، وله فروع أخرى في الولايات المتحدة ورومانيا، والهدف المعلن من المبادرة استقطاب شركات وتقنيات متطورة الى الشرق الاوسط للتأثير في العمليات الجيوسياسية من خلال الاقتصاد، في حين ان الهدف غير المعلن والأكثر اهمية، هو تعزيز عمليات سياسية هدفها الحد من العنف في المنطقة.
كما نقل التقرير عن قرا قوله، بشأن سوريا "اسمع كلاما عن جعل جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح وتتمتع بحكم ذاتي، مثل منطقة الكورد، واذا كان هذا صحيحا، فهو خبر جيد، ربما تم التوصل الى اتفاق قبل وصول ترامب، وربما يكون هذا هو الثمن للسماح لمن كان يرتدي زي القاعدة وداعش بقيادة تلك المنطقة"، مضيفا انه "اذا كان هذا هو الحل الوسط، فسأقبله، لانه يعني عدم وجود إرهابيين على حدود إسرائيل".
وردا على سؤال حول كيفية مساعدة الدروز القريبين من الحدود، نقل التقرير عن قرا قوله انه "يجب شق طريق من الجولان الى مدينة السويداء وجبل الدروز في جنوب سوريا، ويجب ايجاد حل للسنة لان هناك منطقة سنية كبيرة تتواجد على الطريق، الا انه بمجرد معالجة ذلك، سيساعد الطريق كثيرا الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن العاملة في المنطقة".
واضاف أن "السويداء يمكن ان تصبح منطقة مزدهرة تتمتع حكم ذاتي، والسكان هناك لا يطلبون الجنسية الاسرائيلية، وانما يريدون التجارة مع اسرائيل والتعاون امنيا واقتصاديا، مثل الامارات ومصر والاردن".
وعما اذا كانت هذه الفكرة يمكن ايضا تطبيقها مع الكورد في شمال سوريا، قال الوزير الاسرائيلي السابق انه "يجب تطبيق نفس النموذج هناك، ففي النهاية، تتقاطع المصالح، ويحصل الدروز على دفاع جوي ضد اي تهديد، واذا نجح هذا وجلب الاستقرار، فلن يحتاج الجنود الاسرائيليون للتواجد في تلك المناطق".
686 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع