أخبار وتقارير يوم ١١ أيلول
كيف يمكن للعراق تجاوز أيام الطائفية المريرة
يعاني العراق في العقدين الأخيرين من تبعات قاتلة ومدمرة خلقتها الطائفية، هذه الكلمة التي صارت تتردد كثيرا كلما انطلق الحديث عن العراق، ولكن الظاهرة أبعد مما هو ظاهر وأعمق مما تتداوله شاشات الأخبار، ولذا فإن أي محاولة لتجاوزها تبدأ ضرورةً من محاولة فهمها والبحث عن جذورها.
حي حين جرى الاستفتاء حول الانتخابات التي أجريت عام 2005 في العراق، وصف 89 في المئة من الشيعة الانتخابات بالنزيهة، فيما وصفها 94 في المئة من السنة بغير النزيهة، ولم تكن رؤية الشيعة مغايرة للرؤية ذاتها التي يبديها السنة تجاه نظام صدام الدكتاتوري إذ يمنحه الأفراد – أغلبهم وليس الجميع – السنة العاديون شرعية معقولة حتى عندما يبدون ناقمين منه أو عليه.
مفهوم ملتبس
من هذا التلاعب بجوهر المعايير تنطلق الهوية الطائفية في جو من الأدلة الدينية التي يسهل استمالتها ضمن سياق خاص ومعين وبالتالي فإن الطائفية مشكلة سياسية أكثر مما تبدو مشكلة دينية أو صراعا مذهبيا لعله كان منذ بدايته خلافا على إدارة السلطة لا على طريقة عيش الناس.
مسار الدولة العراقية الحديثة منذ بدايته لم يكن مسارا وطنيا خالصا، فقد تم إقصاء الشيعة ووضعهم في زاوية الفرس أو المرتبطين بالأجنبي الفارسي، وهي النظرة التي ترسخت مع الصراع الصفوي العثماني، ليبدو السنة عربا وينسب الشيعة إلى الفرس، حتى إن قولا شائعا نسب للنبي؛ “ما حن أعجمي على عربي قط”، ظل يغمز به الشيعة بسبب ارتباطات دينية معينة مع أن العجم هم غير العرب وليسوا الفُرس فحسب.
عام 1920 وصف مزاحم الباجه جي، وهو أفندي عراقي مؤثر آنذاك، الاحتجاجات التي اندلعت قائلا “إن الحركة ليست حركة عربية خالصة بل هي ممتزجة بعنصر أجنبي”. وهو قول يريد به ربط أي معارضة شيعية بالعنصر الفارسي، ولعلها السياسة ذاتها التي اعتمدها صدام حسين بعد انتفاضة عام 1991 حيث تم التنكيل بالشيعة وتجريدهم من أصولهم العربية وربط مذهبهم العربي العريق بالطموح الإيراني.
قسمتْ الدولة العراقية الناشئة العراقيين إلى أصلاء وغير أصلاء، والأصلاء هم الذين سجلوا كرعايا عثمانيين بينما غير الأصلاء هم المسجلون كرعايا أو تبعية إيرانية، وقبل إصدار قانون الجنسية كان الدستور العراقي عام 1921 يسير لصالح الرعايا العثمانيين أي العراقيين الأصلاء، ليمضي عام 1922 قانون انتخاب الجمعية التأسيسية بعيدا ويعرف العراقيين بوصفهم “كل من كان من الرعاية العثمانيين ممن يقيم في العراق الآن ولا تجوز عليه جنسية أجنبية”.
ولا يعني هذا الكلام بأننا ننسب الطائفية لطرف دون طرف بقدر ما نعني أن مشكلة الطائفية هي مشكلة عجز الدولة العراقية عن حماية نفسها من الهويات الدينية وهي الملاحظة التي يمكننا أن نبديها تجاه ما حدث في المظاهرات العراقية الأخيرة في أكتوبر، إذ بذلت الحكومة الشيعية جهدا كافيا لإقناع جمهورها بارتباط ذلك الحراك بدول أخرى أو بالسفارة الأميركية في لحظة استثنائية حاولت فيها السلطة الشيعية تجريد أبنائها من هويتهم دون مراجعة إخفاقاتها الكارثية على مستوى الأمن والصحة والاقتصاد.
الطائفية مفهوم ملتبس ليس لصعوبة تفكيكه إنما لتداخله الديني والاجتماعي والثقافي، ويبرز هذا التداخل بشكل أوضح في العراق الحديث مع أن بدايته ظهرت مع العصر الأموي، وتبلورت مع العصر العباسي مرورا بالعصرين الصفوي والعثماني.
جذور الطائفية
يبدو الإسلام أقل الديانات انقساما لأن جميع الطوائف تؤمن بالإله الواحد والكتاب الواحد والنبي الواحد، وتتجه نحو القبلة الواحدة في عبادتها، لكن تلك النظرة ما تلبث أن تتلاشى بمجرد الاطلاع على الصراعات المذهبية وحروب التكفير، وهي وإن بدت سياسية فإنها لا تخلو من جانب ديني في بنيتها.
يقر القرآن بالاختلاف بل يذهب إلى أبعد من ذلك إذ يعتبره ضرورة في بناء أي مجتمع، حتى نقرأ في سورة هود “ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين” لكن محاولة كل مذهب انتزاع الأحقية في فهم القرآن ومعرفة مقاصده صنعت لنا مشهدا آخر.
برز الاختلاف الطائفي على مسرح الأحداث لأول مرة بصورة جلية حين توفي النبي، إذ اختلف المهاجرون والأنصار على من يخلفه فيدير الأمور من بعده ويرعى المصالح، ثم ما زاد الاختلاف شراسة هو عدم وجود وصية دقيقة للنبي يسند فيها أمر الخلافة لأحد من الصحابة.
غير أن الطائفية لم تتبلور على نحو من الجدية إلا مع حرب صفين حيث سينقسم المسلمون انقساما مؤلما بين معسكر علي ومعسكر معاوية، وهو الانقسام الذي كان من تبعاته واقعة كربلاء في العراق.
أريد للعراق أن يكون مسرحا للصراعات الطائفية إذ حدثت على أرضه معظم ثورات العصر الإسلامي، وقد ساهم اضطهاد الشيعة في العصرين الأموي والعباسي باتساع الفجوة بين السنة والشيعة، وهو الاضطهاد الذي لم تتخفف حدته إلا مع مجيء المأمون، وقد كان شيعي الهوى، فقرب الإمام الرضا منه وأعلنه وليا للعهد.
يرى المؤرخ المصري أحمد أمين أن المأمون اتخذ هذا الإجراء لأسباب يشرحها يهمنا منها أن المأمون استعرض الفتن التي حدثت في تاريخ الإسلام فوجدها تضعف الكلمة وتشتت المسلمين، وأساس تلك الفتن هو اضطهاد مذهب يدين به جزء كبير من المسلمين مثل مذهب الشيعة.
وإذا كان عهد المأمون عهدا منطقيا من الناحية السياسية فإن المتوكل أقصى جميع المذاهب وحاربها عدا مذهب أهل الحديث أي أهل السنة من أتباع الحسن الأشعري، سفك المتوكل دماء كثيرة من المعتزلة والشيعة وهدم قبر الحسين حتى سماه المستشرقون “نيرون الشرق”، وبالتالي كان المتوكل استمرارا لتأسيس دولة شديدة على أساس طائفي وهي الصيغة التي لا تزال تجر المزيد من الويلات على أبناء الطوائف وتمنعهم من التعايش ضمن بلد واحد بسلام ورفاهية.
ما يمكن ملاحظته أن الطائفية تزداد وتختفي حسب الصراعات والرهانات السياسية وهو ما نراه بشكل جلي في العهد العثماني إذ شاء أن يكون ثمة صراع بين إمبراطورية عثمانية سنية وإمبراطورية صفوية شيعية، وأن يكون العراق مسرحا لهذا الصراع الكبير.
يكشف التاريخ أن الولاة العثمانيين ساهموا مساهمة كبيرة بتمزيق الروابط الدينية والاجتماعية في نسيج المجتمعات التي سيطروا عليها، فما الذي يفسر عدم تعيين وال شيعي في العراق خلال الـ400 سنة من حكم العثمانيين؟
إذ جرت أكبر حملات إبادة الشيعة في أوائل هذا العهد على يد العديد من ولاته ولم يسمح للشيعة مثلا حتى بإقامة مجالس العزاء للحسين في أيام عاشوراء.
وتشير حادثة الهجوم على كربلاء في العام 1801 إلى نظرة الولاة العثمانيين للشيعة، فقد هاجمت مجموعات مسلحة مدينة كربلاء وتزامن الهجوم مع أحد أعياد الشيعية وهو عيد الغدير، حيث ذهب أكثر أهالي كربلاء إلى مدينة النجف لزيارة مرقد الإمام علي.
قتل المهاجمون من أهالي مدينة كربلاء حتى الشيوخ والنساء والأطفال فتجاوز عدد القتلى 2000 – 5000 شخص واستولوا على مرقد الحسين وهدموا القبة ومع استمرار الهجوم لثماني ساعات فإن القوات العثمانية لم تحرك ساكنا، بل إن الجندرمة اكتفت بالتفرج. ويشير ستيفن لونكريك في كتابه “أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث” إلى أن هناك تواطؤا سريا من قبل عمر آغا (حاكم كربلاء) مع المهاجمين من الحركة الوهابية، إذ يقول “لكن الملاحظ أن عمر آغا هرب إلى قرية قريبة من كربلاء أول ما علم بالخطر فلم يدافع قط، مع أن الناس كانوا يتهمونه بالتواطؤ”.
متى بدأت الفتنة الطائفية الأخيرة؟
وجد العراقيون أنفسهم فجأة في صراع لإثبات هوياتهم الدينية والمفارقة أن الهويات القبلية أصبحت دالة على مذهب الشخص، إذ يشير لقب أحد ما إلى مذهبه فهناك عشائر شيعية وأخرى سنية وأخرى فيها كلا المذهبين، وهو ما كان يدفع السيطرات الوهمية إلى اختبار الشخص عبر امتحان لمعلوماته الفقهية ضمن المذهب الذي يدعيه.
قتل أشخاص كثر بسبب قبائلهم وأسمائهم، وهي اللحظة التي يبدو فيها مصطلح المفكر اللبناني أمين معلوف “الهويات القاتلة” مصطلحا دالا على نحو هائل من الواقعية حين يتعدى حالته المجازية تماما.
إن السؤال من بدأ الفتنة؟ سؤال طائفي مهما كانت النوايا التي تحاول تفكيكه، أما السؤال الحقيقي فهو كيف بدأت ومتى؟ ولأن المقال ينبغي أن يكون قد قدّم عبر خطابه الكلي جوابا عن كيفية حدوث الطائفية، فإن سؤال متى كسؤال عن زمن الحدث الراهن هو ما يتوجب إجابته.
الجواب حين يتم تبسيطه يشير إلى الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة في فبراير عام 2006 حين انفجرت عبوة ناسفة داخل ضريح الإمامين العسكريين في سامراء، لم يخلف الانفجار أضرارا بشرية، لكن مشاهدة القبة الذهبية للإمامين علي العادي والحسن العسكري وهي تنهار دفع الشيعة إلى الغضب الانتقامي الذي لم توقفه أي قوة قانونية رادعة، بل إن الدولة الهشة سمحت به بطريقة أو أخرى وهو ما يكشفه زلماي خليل زاده السفير الأميركي في العراق في مذكراته “السفير من كابول إلى البيت الأبيض رحلة في عالم مضطرب”.
يقول زاده إنه ذهب إلى إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء آنذاك ليطالبه باتخاذ إجراء لخطورة ما حدث، فاكتفى الجعفري بأن العراقيين بحاجة إلى التنفيس عن غضبهم. وبصرف النظر عن دقة ما نقله زلماي أو عدم دقته فإن الكلام الذي ينقله له مقابله الموضوعي في الواقع العراقي إذ لم يحرك الجعفري أي ساكن، بل إن الميليشيات الشيعية كانت تقتل السنة بسيارات الدولة وأحيانا تستخدم سيارات الإسعاف لاختطاف الأفراد السنة وقتلهم في عمل همجي يبرز خلو الحالة العراقية لا من الدولة فحسب، إنما أيضا من الأخلاقيات المعهودة في أي حرب.
اشتعل الشارع العراقي غضبا وفورانا، وصار الأمان آخر ما يمكن التفكير به، إذ لم يعد العراقيون يعرفون من العدو ومن الصديق؟ من الملثم ولأي جهة ينتمي؟ لمن قواطع التفتيش للميليشيات السنية أو الشيعية أم للدولة الهشة؟
لقد نشطت الميليشيات لتمثل بديلا سيئا للدولة بالحفاظ على حياة مكوناتها عبر قتل أبناء المكونات الأخرى، وإذا كان الشيعة مدفوعين بسبب القهر الذي عاشوه طوال العقود، وهو القهر الذي تلمسوه بأيديهم في المقابر الجماعية حيث عثر الأهالي على جثث أولادهم وأقاربهم ممن نكل بهم النظام البعثي المحسوب على السنة، فإن السنة اندفعوا بغضب فقدانهم السلطة وخروجهم من إدارة الحياة العراقية وقلقهم من عدم وجود دولة عراقية تعاملهم كعراقيين لا كأبناء نظام سني مخلوع.
خلص “تنفيس الشيعة عن غضبهم” حسب رؤية الجعفري إلى أن أكثر من 66 ألف مدني لقوا مصرعهم بين عامي 2006 و2008، وهي الفترة التي وصلت الحرب الطائفية فيها إلى ذروتها. لتظل تلك السنوات أبشع ما يتذكره العراقيون، سنوات الخوف والدم وعدم الثقة وفقدان الحكمة، سنوات تعلم منها هذا الجيل درسا متأخرا: العراق يسع الجميع لكنه لا يكفي لأن يكون وطنا لأحد دون أحد.
دفاعا عن التنوع
هل انتهت الطائفية بالفعل؟ تلزم الإجابة على هذا السؤال إعادة التعريف بالطائفية والبحث عن أسبابها وهي الأشياء التي حاولنا مقاربتها، فالمسألة الطائفية في بعدها السياسي غالبا ما تعزى من قبل الناس البسطاء وبعض النخب أيضا إلى تدخل العالم الغربي أو المستعمر على نحو أدق، وهو كلام لا يمس جوهر المشكلة وإن كان يحمل شيئا من المعقولية.
يرى الأكاديمي اللبناني أحمد خليل أن “الطائفية في لبنان والعراق تعكس الحرب على الإسلام وهي الطريقة التي تصب في خدمة الاستعمار الجديد للشرق الأوسط”.
تبدو نظرية المؤامرة جوابا جاهزا لمشكلة الطائفية بدلا من الذهاب أبعد نحو إعادة تعريف الهوية الطائفية بغية كشف هشاشتها وبدائيتها والتركيز على قيم المواطنة أو تحويل المواطنة إلى سلوك راسخ وهو الأمر الذي يقع على عاتق الدولة والمؤسسات سواء الحكومية أو غيرها.
الخوف من الطائفية وكراهيتها لا يقود إلى التخلص منها، بمعنى أن اعتبارها تابوها محرما يزيد من خطورتها، وقد ظل هناك تهرب من الحديث عن الطائفية في العراق حتى أدى هذا التهرب إلى انفجار طائفي فظيع وهو التهرب الذي بدأت معه كلمتا سني وشيعي كلمتين للتفرقة، مع أن الانتماء المذهبي لا يتقاطع مع القيم الوطنية الجامعة والقوانين والدساتير التي ترسخ تلك القيم وتحمي انحيازها الإيجابي للإنسانية.
العراق بلد متنوع، وذلك التعريف الصغير بحاجة إلى الإيمان به وفهمه مجددا، ولن يتحقق هذا الفهم إلا مع شجاعة الاعتراف بتلك التنوعات.
ما هو أخطر من الطائفية هو الطائفية الخفية وهذا ما ينبغي التركيز عليه وتحليله، ونعني بذلك الصراع الذي يتم إخفاؤه مع ترسيخه إذ يضطر كل مذهب إلى خلق جيوب سرية لا تجد الوقت مناسبا للظهور كشبح، إنها تنتظر الفرصة المناسبة، وقد عاش العراق في عصوره كوارث هذا الانفجار الطائفي.
عام 1950 كتب السير البريطاني هنري ماك السفير البريطاني في العراق “إن الصراع بين الطائفتين يبقى مخفيا ويخجل من الحديث عنه كلا الطرفين وكلاهما يرغبان بحله دون حدوث صدام سياسي علني”.
إن الهوية الطائفية هوية هشة رغم أنها متأصلة لأن فطرة العراق المتعدد أكثر رسوخا منها حتى تجد من الصعوبة تسويق فكرة إنهاء مكون طائفي بكامله، ولا أحد يفكر بذلك غير بعض رجال الدين محدودي الفكر، ومع تذكر ما حدث في 2007 و2008 فإن معظم العراقيين وجدوا أن العراق المتعدد هي الفكرة الأسلم والأفضل حتى إن تلك القناعة أصبحت تحاصر الخطاب الديني الذي يتغذى غالبا على تضخيم العقد الدينية وتهويل الفجوات التاريخية بين المذهبين.
إن صناعة هوية عراقية ينبغي ألا تكون على حساب إلغاء الهويات المتنوعة بل على فهمها واحترامها ومحاولة التركيز على خيوط التقارب بينها، بما أنها هويات توحدها الرؤية إلى الأرض والمصير والمستقبل.
يقترح الباحث العراقي سليم مطر في كتابه “الذات الجريحة” حوارا شاملا بين الطوائف إذ يرى أن التأكيد على هوية موحدة على حساب تفهم الاختلافات الطائفية كان له أثر ضار على التماسك الاجتماعي.
إن أغلب العراقيين لا يملكون معلومات عن التنوعات الدينية التي يؤمنون بها إذ تبدو الثقافة الدينية منحصرة بالمذهب الذي يدينون به لذا من اللازم تأسيس معرفة شاملة لا تبحث في نشوء المذاهب الدينية في العراق إنما في ضرورة وجودها وحمايتها فلا جمال للعراق ولا قيمة لهويته الموحدة مع فقداننا أي مكون صغير من مكوناته الدينية أو العرقية، وعبر هذا الفهم ينبغي أن تؤسس الإرادة العراقية دولتها الحديثة إذا كانت ترغب ببناء عراق أكثر سلاما وازدهارا
---------------------
١-جريدة المدى…تحالفات 2025 تنفخ النار في قضيتي "جوحي" و"حنون".. ماذا يقصد المالكي بأن: "الانتخابات بدأت"؟
بغداد/ تميم الحسن
في يوم 5 آب اخذ نوري المالكي، زعيم دولة القانون، ثواني ليرد على سؤال مقدم بأحد البرامج الحوارية العراقية حول الانتخابات المبكرة، ليجيب "نحن بدأنا الانتخابات بالفعل"!كان المالكي يلمح في الحوار الذي اجري معه في منزله ببغداد، وهو أحد قصور النظام السابق، بالمنطقة الخضراء، إلى أن الأجواء السياسية المتشنجة في اخر شهرين، تشبه "اجواء الانتخابات".في العراق، في اغلب الاحيان، تسبق الانتخابات موجة من الفضائح السياسية والتخلص من شخصيات مهمة، كما حدث مع محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان، قبل الانتخابات المحلية 2023.وتأسيسا على كلام المالكي في حواره الاخير "لو فتشنا قليلا الان سنرى ان الماكينات الانتخابية قد تحركت" فإنه يمكن وصف الشد والجذب السياسي حول مواضيع مثل "سرقة القرن" و"شبكة التنصت" ضمن أدوات الترويج الانتخابي.يقول مقربون من الإطار التنسيقي، ان كل الاحداث السياسية في اخر شهرين "مقسومة على اثنين" داخل التحالف الشيعي؛ مؤيد ومعارض، يمين ويسار.وكلام قيس الخزعلي، زعيم العصائب، عن "محاكمة علنية" للمتهم الرئيسي بما بات يعرف بـ"سرقة القرن" هو تاييد لدعوة عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة بهذا الخصوص.الحكيم والخزعلي، يبدوان وفق معادلة "القسمة على اثنين" في فريق واحد، على الرغم ان الزعيمين يختلفان في قضايا اخرى.الخزعلي أكد بانه يؤيد "دعوة سماحة الأخ السيد عمار الحكيم (أعزه الله) إلى إجراء محاكمة علنية وكبرى في قضية سرقة القرن"، بحسب تغريدة لزعيم العصائب على منصة "إكس".وأضاف: "تبثها القنوات الفضائية ووسائل الإعلام بشكل مباشر، ليطلع شعبنا العراقي العزيز على الحقيقة كما هي".وكان رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، دعا يوم الخميس، إلى أن تكون محاكمة المتهمين بسرقة القرن علنية، فيما رد على من يخشون إعلان أسماء متورطين، بالقول: "خل ينكشف، خل يجي جره (في اشارة الى اعتقال اي متورط بالحدث مهما كان)"، وذلك في فيديو نشره مكتبه الإعلامي.هذا الاندفاع والاتفاق نحو "محاكمة علنية" يصوب ضد محمد السوداني، رئيس الحكومة، لانه هو المعني بهذه القضية (سرقة القرن)، خصوصا وانه أعلن قبل نحو عامين، بان حكومته استلمت جزء من مبلغ السرقات من نور زهير "وسيخرج بكفالة ليعيد باقي المبالغ".يقابل ذلك سكوت من الزعيمين (الحكيم والخزعلي) وأطراف اخرى داخل الفريق الشيعي، عن استضافة علنية اخرى، يتم الدعوة اليها، بخصوص ما وصف بـ"قنابل حنون"، التي كشف عنها المؤتمر الاخير لرئيس هيئة النزاهة حيدر حنون.حنون في المؤتمر الذي عقد في اربيل مساء الاربعاء، كان قد رمى مسؤولية التلكؤ في قضية نور زهير، في ملعب القضاء، بعيداُ عن الحكومة.ويقول مستشار للسوداني، بان الاخير ليست له علاقة بما آلت اليه أحداث سرقة القرن، وهروب المتهم الرئيسي. ويضيف "حسنا فعل ضياء جعفر حين اعترف بانه هو من أصدر قرار الكفالة عن زهير".وكان نواب عدة، جمعوا تواقيع بعد مؤتمر حنون، وطالبوا الرئاسة باستضافة القاضيين "حنون وجعفر" في البرلمان لكشف ملابسات "سرقة القرن" بشكل علني، لكن رئاسة مجلس النواب لم تعلق حتى الان.في قضية التنصت حين انتشرت الاخبار عن ما سمي بـ"شبكة جوحي" للتجسس على هواتف زعامات شيعية، استخدم جزء من الاطار التنسيقي "ماكينات اعلامية"، ومجموعة من المحللين السياسيين بعضهم كان قد غاب عن الفضائيات لفترة، لمهاجمة السوداني.وبحسب ما سربت أطراف قريبة من فريق يمكن وصفه بـ"المعارض" للسوداني داخل التحالف الشيعي، بان رئيس الحكومة "منع من حضور اجتماع الاطار"، حتى مساء الاربعاء الماضي.وفي الاجتماع الاخير كان الإطار التنسيقي قد اتفاق على انتظار "نتائج القضاء" في قضية التنصت، بحسب بيان للتحالف.وقبل ذلك كان "الإطار" قد اجتمع مرتين؛ مرة بمنزل المالكي، ومرة اخرى بمنزل هادي العامري (زعيم منظمة بدر) بدون السوداني، تحت عنوان "مناقشة ازمة رئيس البرلمان"، لكن الحقيقة ان "الاجتماع كان حول التنصت"، بحسب ما يتداوله الاعلام.وقال المالكي في خطاب اسبوعي، وهو تقليد كان يتبعه زعيم دولة القانون إبان رئاسته للحكومة سابق، وعاد اليه مؤخرا، بان "التجاوز على القضاء أخطر من الارهاب"، في اشارة فهمت على انه يلمح إلى احتمال تعرض فائق زيدان، رئيس مجلس القضاء، الى عملية تنصت، كما يجري الحديث عنه بالإعلام.وأضاف المالكي متحدثا عن قضية التنصت "نثق بالقضاء للفصل في المسائل والأمور التي تحتاج إلى قرار قضائي".وقبل يوم الاربعاء، كانت العصائب التي تعتبر أكبر الداعمين لحكومة السوداني "زعلانه" من الاخير، بحسب وصف فادي الشمري المستشار السياسي الأبرز لرئيس الحكومة.وقال الشمري ان "سوء فهم" حدث بين الطرفين، مؤكدا ان "اعلام العصائب سوف يهدأ" في اشارة الى التصعيد الاخير الذي قام به إعلام الخزعلي ضد رئيس الحكومة.
وبثت المنصات الاخبارية التابعة للعصائب، معلومات كثيرة على "شبكة جوحي" المزعومة بحسب وصف الحكومة، وحملت الحكومة كذلك مسؤولية ماجرى بـ"سرقة القرن".وكشف الشمري عن ان في اجتماع الإطار التنسيقي يوم الاربعاء والذي حضره السوداني، حدث "عتب احبه"، في اشارة الى الخلاف بين الخزعلي والسوداني وربما أطراف اخرى.ونفى مستشار السوداني نية رئيس الحكومة "تفكيك الإطار التنسيقي".وبحسب التسريبات، ان الخلافات انطلقت بسبب التسريبات عن وجود "تحالف للسوداني" سيخوض الانتخابات في 2025، وكان الاخير رفض المشاركة بالانتخابات المحلية الاخيرة، وقيل حينها بانه "منع من قبل الإطار".ويقول علي مؤنس، وهو قريب من تيار الفراتين الذي يقوده السوداني في اتصال مع (المدى): "لو كان هناك بند في ورقة الاتفاق السياسي (الورقة التي حكمت أساسيات تشكيل الحكومة بعد انسحاب التيار الصدري في 2022) تمنع السوداني مثل الكاظمي (مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء الاسبق) من الانتخابات، فليكشفوا عنه الان".وكان احمد الاسدي، وزير العمل كشف في آذار الماضي، بان هناك تحالف جديد للسوداني. وقال بانه "اول المنضمين اليه".
وبحسب مقرب من زعيم شيعي تحدث لـ(المدى) بان "الخلافات مع السوداني هي بسبب رغبة بعض أطراف الإطار التنسيقي بمشاركة مكاسب متوقعة بالانتخابات المقبلة".السوداني يتوقع، بحسب محللين، بانه قد يجمع 50 مقعدا، نصفهم الى التحالف الشيعي، على حد وصف المقرب من الزعيم الشيعي.وكانت ذات المشكلة قد حدثت مع فالح الفياض، رئيس الحشد، الذي لايزال يتعرض لهجوم من العصائب، يطالبه بالتنحي عن المنصب.
وبحسب تحليل محمد نعناع، الباحث في الشأن السياسي في اتصال مع (المدى) ان "الانزعاج من الفياض لأنه يريد ان ينفرد بمشروع سياسي بعيدا عن الإطار التنسيقي، وبمشاركة زعامات سُنية في الموصل وصلاح الدين". ويوصف الفياض بانه من فريق السوداني.وعن خطة الإطار التنسيقي في خوض الانتخابات المقبلة. قال المالكي في حواره الاخير "لم نتفق حتى الان بالنزول بقائمة واحدة او عدة قوائم".
٢-الجزيرة …مصادر تكشف تفاصيل اتفاق لسحب قوات التحالف الدولي من العراق…توصلت بغداد وواشنطن إلى اتفاق حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وذلك وفق خطة يجري تنفيذها على مراحل خلال العامين المقبلين.وأوضحت مصادر لرويترز أن الخطة تتضمن خروج مئات من قوات التحالف -الذي تقوده أميركا- بحلول سبتمبر/أيلول 2025 والبقية بحلول نهاية العام 2026.وتم الاتفاق بشكل كبير على الخطة وتنتظر موافقة نهائية من البلدين وتحديد موعد للإعلان عنها.وقال مسؤول أميركي كبير "توصلنا إلى اتفاق، وحاليًا يتعلق الأمر فقط بموعد الإعلان عنه".ويسعى البلدان أيضا إلى إقامة علاقة استشارية جديدة قد تسمح ببقاء بعض القوات الأميركية في العراق بعد الانسحاب.وقالت المصادر إن الإعلان الرسمي كان مقررًا في البداية أن يصدر قبل أسابيع لكنه تأجل بسبب التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولتسوية بعض التفاصيل المتبقية.ونقلت لرويترز هذه المصادر، أن الإعلان عن الاتفاق قد يحدث خلال الشهر الجاري.
*(علاقات ذات طابع ثنائي )
وقال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية، إن المحادثات الفنية مع واشنطن حول الانسحاب انتهت.وأضاف "نحن على وشك نقل العلاقة بين العراق وأعضاء التحالف الدولي إلى مستوى جديد يركز على العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية".وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ومسؤول دفاعي إن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكدا في بيان مشترك في أبريل/نيسان أنهما سيراجعان عدة عوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف في العراق والانتقال إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة.
*(انتصار سياسي للسوداني)
وقال السوداني في وقت سابق إن القوات الأميركية -رغم تقديره للمساعدة التي تقدمها- أصبحت عامل جذب لعدم الاستقرار، إذ يجري استهدافها على نحو متكرر، وعادة ما ترد بهجمات دون تنسيق مع الحكومة العراقية.ومن المرجح أن يمثل الاتفاق عند إعلانه انتصارًا سياسيًا لرئيس الوزراء العراقي الذي يسعى إلى تحقيق التوزان في موقف بغداد باعتبارها حليفة لكل من واشنطن وطهران اللتين على طرفي نقيض بخصوص الشرق الأوسط.ولدى الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق إضافة إلى 900 في سوريا المجاورة، وذلك في إطار التحالف الذي تشكل في 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بعد اجتياحه مساحات شاسعة في البلدين.وسيشكل انسحاب قوات التحالف تحولًا ملحوظًا في الموقف العسكري لواشنطن بالمنطقة.
٣-إسطنبول (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الدول الإسلامية يتعين عليها أن تشكل تحالفا ضد ما وصفه “بالتهديد التوسعي المتزايد” من جانب إسرائيل، مما أثار انتقادات من وزير الخارجية الإسرائيلي.وأدلى أردوغان بهذه التصريحات بعد أن قال مسؤولون فلسطينيون وأتراك إن امرأة تحمل الجنسيتين الأمريكية والتركية قُتلت برصاص القوات الإسرائيلية خلال مشاركتها يوم الجمعة في مسيرة مناهضة للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.وقال أردوغان خلال فعالية لجمعية للمدارس الإسلامية بالقرب من إسطنبول “الخطوة الوحيدة التي ستوقف الغطرسة والبلطجة الإسرائيلية والإرهاب الحكومي الإسرائيلي هي تحالف الدول الإسلامية”.وأضاف أن الخطوات التي اتخذتها تركيا في الآونة الأخيرة لتحسين علاقاتها مع مصر وسوريا تهدف إلى “تشكيل خط تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد”، والذي قال إنه يهدد أيضا لبنان وسوريا.وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان إن تصريحات أردوغان “كذبة خطيرة وتحريض”، وإن الزعيم التركي يعمل منذ سنوات مع إيران لتقويض الأنظمة العربية المعتدلة في المنطقة.واستقبل أردوغان نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في أنقرة الأسبوع الماضي وناقشا حرب غزة وسبل إصلاح العلاقات الفاترة منذ فترة طويلة، وذلك خلال أول زيارة لرئيس مصري إلى تركيا منذ 12 عاما.وبدأت العلاقات بين البلدين في التحسن في عام 2020 عندما بدأت تركيا جهودا دبلوماسية لتخفيف حدة التوتر مع دول في المنطقة منها الإمارات والسعودية.وقال أردوغان في يوليو تموز إن تركيا ستوجه دعوة إلى الرئيس السوري بشار الأسد “في أي وقت” لإجراء محادثات محتملة لاستعادة العلاقات بين الجارتين بعد انقطاعها في عام 2011 في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية.وقال الجيش الإسرائيلي بعد واقعة يوم الجمعة إنه يحقق في تقارير تفيد بمقتل امرأة أجنبية “نتيجة إطلاق نار في المنطقة. تفاصيل الواقعة والظروف التي أصيبت فيها قيد المراجعة”.ولم يصدر تعليق حتى الآن من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على واقعة يوم الجمعة.
٤-بغداد (رويترز) – رفض مستشار سياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتهامات ترددت في الآونة الأخيرة بأن موظفين في مكتب رئيس الوزراء تجسسوا وتنصتوا على مسؤولين كبار وسياسيين.ومنذ أواخر أغسطس آب، تتحدث وسائل إعلام محلية وبرلمانيون عراقيون عن أن موظفين في مكتب السوداني قُبض عليهم بتهم التجسس على مسؤولين كبار.وقال المستشار فادي الشمري في مقابلة مع إحدى جهات البث العراقية أذيعت في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة “هذه كذبة مضخمة”، وهو النفي الأكثر صراحة من عضو كبير في فريق رئيس الوزراء.وأضاف أن الاتهامات تهدف إلى التأثير سلبا على السوداني قبل الانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها العام المقبل.وتابع “كل ما حدث خلال الأسبوعين الأخيرين هو مجرد تضخم إعلامي يخالف الواقع والحقيقة”.وأثارت التقارير قلقا في العراق الذي يشهد فترة من الاستقرار النسبي منذ تولي السوداني السلطة في أواخر عام 2022 في إطار اتفاق بين الفصائل الحاكمة أنهى جمودا سياسيا استمر عاما.وقال الشمري إنه تم إلقاء القبض على شخص في مكتب رئيس الوزراء في أغسطس آب، إلا أن الأمر لا علاقة له علاقة بالتجسس أو التنصت. وأضاف أن ذلك الموظف اعتقل بعد اتصاله بأعضاء في البرلمان وسياسيين آخرين منتحلا صفة شخص آخر.وأردف “تحدث مع نواب مستخدما أرقاما مختلفة وأسماء وهمية وطلب منهم عددا من الملفات المختلفة”. ولم يخض الشمري في تفاصيل.وتابع “لم يكن هناك تجسس ولا تنصت”.
٥-واع …
الخارجية: السلطات السورية اعتقلت عدداً من الأشخاص المتورطين باختطاف مواطن عراقي بحمص……أكدت وزارة الخارجية، انها تتابع قضية اختطاف احد المواطنين العراقيين في حمص، وفيما اشارت الى ان السلطات السورية اعتقلت عدداً من الاشخاص المتورطين بعملية الاختطاف ، اعلنت مواصلة الجهود للوصول الى المواطن المختطف.وذكرت الوزارة في بيان تلقته وكالة الانباء العراقية (واع)، أنها "تتابع عن كثب قضية اختطاف أحد المواطنين من أهالي محافظة البصرة في قرية البياضية بمدينة حمص بتاريخ 24 آب 2024. وفي هذا السياق، تقوم سفارتنا في دمشق، عبر القائم بالأعمال، بإجراء اتصالات مكثفة مع الجهات الأمنية العليا في الجمهورية العربية السورية لضمان إطلاق سراحه في أقرب وقت ممكن".وأضافت، أن "السلطات السورية المختصة قامت باعتقال عدد من الأشخاص لتورطهم في حادثة الاختطاف، وتواصل الجهات الأمنية جهودها الحثيثة للوصول إلى المواطن العراقي المختطف وضمان سلامته".وأعربت وزارة الخارجية العراقية ، عن "تقديرها للتعاون المستمر من قبل السلطات السورية، وتؤكد التزامها بمتابعة هذه القضية حتى يتم إطلاق سراح المواطن العراقي وإعادته إلى وطنه سالماً"، مشددة على "أهمية تواصل المقيمين والزائرين العراقيين مع السفارة العراقية في دمشق، وعدم التوجه إلى أماكن غير آمنة في المناطق السورية، حفاظاً على سلامتهم".
٦-الشرق الأوسط…إسرائيل تستعد لمعركة طويلة وسط «تضاؤل» فرص الهدنة
تستعد إسرائيل لمعركة مكثفة وطويلة على عدة جبهات، في ضوء المعلومات والتقديرات المتزايدة حول فشل التوصل إلى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة. ويشمل المخطط الإسرائيلي تغيير خطط القتال في غزة، ومواصلة العمليات في الضفة الغربية، وحرباً محتملة على جبهة لبنان قد تتحول إلى نزاع إقليمي.وأكدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية هذا الواقع، قائلة إن إسرائيل تستعد فعلياً لسيناريو عدم التوصل إلى صفقة لفترة طويلة، ومن ثم ستتغير طريقة المعارك في قطاع غزة بهدف زيادة الضغط العسكري على «حماس»، في حين سيواصل سلاح الجو تدمير القاذفات بشكل منهجي في لبنان، استعداداً لمعركة كبيرة، وسيعمل في كل مناطق الضفة الغربية.في الأثناء، أرجأت الولايات المتحدة تقديم خطة جديدة لوقف النار لعدة أيام، بسبب عدم التفاؤل بفرص نجاحها في الوقت الحالي، وفق ما قالت هيئة البث الرسمية. وجاء في تقرير بثته شبكة «كان» أن الإدارة الأميركية متشائمة إزاء رغبة «حماس» في التوصل إلى اتفاق، وإمكانية المضي قدماً في المفاوضات معها.ويأتي ذلك، من بين أمور أخرى، في أعقاب مقتل المختطفين الستة في قطاع غزة. وقالت «كان» إن «حماس» طالبت في الأيام الأخيرة بالإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين بوصفه جزءاً من الصفقة، على الرغم من أن هناك عدداً أقل من الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين يمكن إطلاق سراحهم. إضافة إلى ذلك، صدمت الإدارة الأميركية من قيام «حماس» بنشر مقاطع فيديو للمختطفين الذين قتلوا مؤخراً.ووفق «كان»، فإن كل ذلك قاد إلى تأخر البيت الأبيض في تقديم الخطوط العريضة لخطته. وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن الوسطاء يحاولون باستمرار تقديم اقتراح وساطة للتوصل إلى حل، «لكن في الوقت الحالي تعتقد كل من إسرائيل و(حماس) أن الجانب الآخر لا يريد صفقة؛ لذلك لا يوجد اتفاق في الأفق».
*(فيلادلفيا والأسرى)
وكتب روني بين يشاي، كبير المراسلين العسكريين والمحللين الاستراتيجيين في صحيفة «يديعوت»، وهو مقرب من قيادة الجيش، أن اقتراح التسوية الأميركي بشأن صفقة وقف الحرب متوقف حالياً، بسبب مطالب جديدة تقدمت بها «حماس»، وهي إصرار قائد الحركة يحيى السنوار على تحديد عدد من الأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية، دون ارتباط بعدد المختطفين الأحياء الذين سيطلق سراحهم. كما رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التنازل تماماً عن موضوع محور فيلادلفيا، لتصبح هاتان المسألتان أهم العقبات أمام التوصل إلى صفقة.وقال بين يشاي إن المؤسسة السياسية والأمنية في إسرائيل توصلت فعلاً إلى استنتاج مشترك تجمع عليه جميع الأطراف المعنية بأن فرص تحقيق انفراجة في صفقة تؤدي إلى وقف طويل لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع، ضئيلة، إن لم تكن بالأساس معدومة، ومن ثم، عقد رئيس الوزراء نقاشاً أمنياً بمشاركة فريق التفاوض وكبار مسؤولي الأمن، الخميس الماضي، بهدف الاستعداد لسيناريو عدم وجود صفقة لفترة طويلة، واستمرار الحرب على جميع الجبهات والساحات.ووفق «يديعوت»، فإن إسرائيل لا تعلق كثيراً من الأمل على اقتراح الوساطة الأميركية، وتقدر أنها تهدف فقط إلى الحفاظ على زخم المفاوضات لمنع إيران وحلفائها من زيادة تحركاتهم في المنطقة. وعلى خلفية ذلك، تستعد إسرائيل لمعركة مكثفة وطويلة على جميع الجبهات، بما في ذلك في الشمال وفي الضفة، والصعوبة الرئيسية التي سيتعين على الجيش الإسرائيلي مواجهتها في حالة مثل هذه الحملة هي الحاجة إلى زيادة قواته البشرية إلى أقصى حد، بما في ذلك الاحتياطي.
*(المرحلة الرابعة)
ووفق الخطة الإسرائيلية، سينتقل الجيش في غزة إلى المرحلة الرابعة؛ حيث ستعمل إسرائيل بشكل أساسي فوق الأرض بناءً على معلومات استخباراتية، وستمنع عودة السكان والمسلحين إلى شمال غزة من خلال وجودهم العملي والهجومي في محور نتساريم، بما يضمن أيضاً تجنيب الجيش البقاء داخل مواقع دائمة تجعله هدفاً ثابتاً لهجمات «حماس».ويقدر الجيش الإسرائيلي أن «حماس» تنهار فعلياً، لكنها لا تزال قادرة على شن حرب عصابات؛ لذلك سيقوم الجيش بعمليات متنقلة بشكل رئيسي فوق الأرض وفي الأماكن التي يقدر الجيش بأنه لا يوجد فيها أسرى إسرائيليون تحت الأرض، وسيعمل على ألا يسمح للمسلحين الفلسطينيين بالخروج إلى السطح من أجل الضغط عليهم.وضمن الخطة، ناقش السياسيون والعسكريون مسألة «اليوم التالي»، خاصة فيما يتعلق بتوزيع المساعدات الإنسانية، وثمة اقتراح بأن يقوم الجيش الإسرائيلي بهذه المهمة. وبالفعل، بدأ الجيش بدراسة الطرق التي يمكن من خلالها السيطرة على عملية التوزيع بالتعاون مع الولايات المتحدة، بحيث لا تتحول هذه المساعدات إلى شريان حياة لقيادات وعناصر حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي».
*(الخطة الأخرى)
أما الخطة الأخرى التي تجري مناقشتها، وفق «يديعوت»، فهي كيفية نقل سكان شمال القطاع إلى ملاجئ آمنة وسط القطاع، وعندما يصبح الشمال خالياً من السكان سيعمل الجيش الإسرائيلي بعدوانية ضد نحو 5 آلاف مسلح أو أقل ما زالوا في بيت لاهيا وبيت حانون والزيتون والدرج وغيرها.وجرى وضع الخطط لغزة، فيما تقرر مواصلة مهاجمة شمال الضفة الغربية، وربما جنوبها، حسب الحاجة، كما جرى الاتفاق على الحاجة المتزايدة للتحرك لإعادة سكان الشمال المهجرين قرب الحدود مع لبنان. وقالت «يديعوت» إن الجيش منخرط بالفعل في مرحلة تحضيرية لحملة جوية وبرية واسعة النطاق في جنوب لبنان.ووفق الصحيفة ذاتها، فإن «حزب الله» لا يزال يمتلك القدرة على إطلاق الصواريخ؛ لذلك، وبصفته جزءاً من التحضير لحملة كبيرة في جنوب لبنان، يقوم سلاح الجو بتدمير منصات إطلاق الصواريخ بشكل منهجي، وفقاً لمعلومات استخباراتية أو طريقة جرى تطويرها لـ«اصطياد منصات الإطلاق».وأضافت: «المداولات في الوقت الحالي تتعلق بشكل رئيسي بنطاق العملية البرية والجوية». وقال مسؤول إسرائيلي: «سنحتاج إلى الأميركيين معنا في الشمال، سواء في تحقيق التسوية من خلال المفاوضات الدبلوماسية، خاصة إذا اضطررنا قريباً جداً إلى الدخول في حملة بلبنان». وتابعت الصحيفة «أنه يمكن التقدير بأن نقطة اتخاذ القرار على المستوى السياسي والأمني في إسرائيل بشأن الشروع في هذه الحملة أصبحت الآن أقرب من أي وقت مضى، وأن القيادة الشمالية تستعد لها بشكل محموم».
٧-سي ان ان …
مدير CIA يتحدث عن "اقتراح تفصيلي منقح" بشأن صفقة وقف إطلاق النار والرهائن في غزة
قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، بيل بيرنز، إنه يأمل في التوصل إلى اقتراح "أكثر تفصيلا" بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار لعرضه على مفاوضي إسرائيل وحماس في الأيام المقبلة، لكنه أكد أن نجاحه سيعتمد على "الإرادة السياسية" من جانبهما.وتحدث بيرنز خلال حدث عام مشترك غير مسبوق مع ريتشارد مور مدير جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني المعروف باسم MI6، في مهرجان "فاينانشال تايمز ويك إند".وأكد الجانبان على أهمية الشراكة الاستخباراتية بين البلدين في وقت يتعرض فيه النظام العالمي للتهديد، وخاصة بسبب العدوان الروسي. كما أيدا توغل أوكرانيا في إقليم كورسك الروسي، حيث قال مور إنه غير السردية، وقال بيرنز إنه كان إنجازا تكتيكيا مهما.وفي حديثه عن المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، قال بيرنز إن الولايات المتحدة تعمل بجدية مع الوسطاء الإقليميين لحمل كل من إسرائيل وحركة حماس المسلحة على الاتفاق على خطة السلام. ومع ذلك، قال إنه على الرغم من كل العمل الذي يتعين القيام به، فإن إنهاء الحرب في غزة "مسألة إرادة سياسية في نهاية المطاف".وأضاف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن الولايات المتحدة تعمل حاليا مع الوسطاء المصريين والقطريين لتنقيح المقترح الذي قدمه بايدن في مايو/أيار الماضي، و"وضعه في شكل اقتراح جيد بما فيه الكفاية" بحيث ترى القيادة الإسرائيلية وقيادة حماس قيمة من المضي قدما فيه.وشدد بيرنز على أنه من خلال تجربته مع مفاوضات الشرق الأوسط، فإن "الكمال ليس على القائمة أبدا"، وأضاف أنه لا يستطيع أن يقول بالتأكيد "إننا سننجح في ذلك"، ولا مدى قرب الولايات المتحدة والوسطاء من التوصل إلى صفقة في الوقت الحالي.وأردف بيرنز: "الحقيقة أنه إذا نظرت إلى النص المكتوب، فقد تم الاتفاق على 90% من الفقرات. ولكن في أي مفاوضات شاركت فيها، فإن آخر 10%، هي النسبة الأصعب للاتفاق عليها".وقال بيرنز إنه يوجد الكثير على المحك للفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك استراتيجيا في المنطقة. ولكن قبل كل شيء، فإن ما هو على المحك هو "من الناحية الإنسانية"، مشيرا إلى الرهائن المحتجزين في "ظروف جهنمية" في غزة، ومعاناة سكان غزة وسط أزمة إنسانية متفاقمة
٨-السومرية …صلاح الدين.. الدفاع المدني يوضح لـ السومرية بشأن سقوط مصعد داخله "شيوخ
كشف مصدر من مديرية الدفاع المدني، الاثنين، تفاصيل سقوط مصعد داخله "شيوخ" في محافظة صلاح الدينوقال المصدر، لـ السومرية نيوز، أن "مصعد داخل مبنى حكومة صلاح الدين، داخل 9 أشخاص، سقط اليوم، لكنه لم يؤدي إلى وقوع إصابات أو خسائر بشرية"
.وأضاف، أنه "تم انقاذ الأشخاص بعمل فتحة من أعلى المصعد وإخراجهم جميعاً".وفي وقت سابق من اليوم، تداولت مواقع التواصل وبعض المواقع الإخبارية، انباء عن سقوط مصعد كهربائي يقل 10 شيوخ من وجهاء محافظة صلاح الدين في مبنى المحافظة وإصابة عدد منهم.
مع تحيات مجلة الكاردينيا
1768 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع