رِفعت الحاج سرّي وقفة بطولية للتاريخ

       

            رِفعت الحاج سرّي وقفة بطولية للتاريخ

  

روى سكرتير عبد الكريم قاسم انه لما حكم على رفعت الحاج سري بالاعدام كان موقوفاً بمعسكر الرشيد وكان المرحوم شخصية عسكرية فذّة، وعلى خلق عال، بحيث وصفه احد الضباط الاحرار بان الارض التي يمشي عليها تؤدي له التحية لاخلاقه الفياضة ؟؟؟

كان الجميع ينتظرون اصدار عفو من الزعيم عنه لان عبد الكريم كان يكنّ له الاحترام الكبير وقد بادر عدد من الضباط للإتصال بعائلته مقترحاً عليهم بأن يقدموا (طلب التماس للرحمة) إلى عبدالكريم قاسم لتخفيف الحكم ونصحوهم أن تأتي عائلته امام وزارة الدفاع وقت المغرب حيث سوف يستدعيهم الزعيم ويقدموا له الطلب وسيعفو عنه فوراً......
وصل الخبر الى المرحوم رفعت الحاج سري وهو المعروف بأنفته واحترام كرامته ، فغضب غضبا شديداً، وطلب من حرسه ان يخرجوه لمدة ساعة الى بغداد لامر هام ... ولكن الحرس وضابط الخفر ارتبك واعتذر ... فقال له المرحوم رفعت: (( ولدي وهل تعقل اني اهرب حتى لو فتحت الابواب وذهبت الى اهلي ؟))،
ذهب ضابط الخفر الى مقدم الخفر واخبره بطلب العقيد رفعت، وكان برتبة نقيب ، فاسرع فوراً بسيارة الواجبات الى موقف المرحوم العقيد، وقال له :

هيا سيدي انا اوصلك الى بغداد وليكن ما يكون.....

   

ذهبا الى ساحة الميدان ، وفعلا وجدوا العائلة هناك ، فنزل المرحوم وأخذو يُقبلونه ويبكون....

يقول النقيب : كنت انصت اليهم ، قال المرحوم رفعت للعائلة :

الآن رأيتموني .. فأعطوني الطلب ، ولما أعطوه الطلب ظنوا أنه سيوقع عليه ، ولكن العقيد رفعت اخذه ومزّقه ... وقال لهم مهدداً بأغلظ الأيمان، والله إذا علمت ان طلب استرحام سيقدم من احد ، فسوف ارسل برقية بالرفض ....

واعاد العائلة وودَّعهم، وجاء الى السيارة العسكرية ، وصعد فيها وقال للنقيب : تحرك يا ولدي الى ثكنتنا ؟؟

فرد النقيب بغضب : سيدي ماذا فعلت نحن ننتظر صدور العفو عنك من الزعيم لحظة لحظة ..

فردَّ عليه الشهيد بحسرة وهدوء وقال له قولته المشهورة : يا ولدي انتم لا تعلمون ، وحقكم يا ولدي فعندما بدأنا تنظيم الضباط الاحرار بداية الخمسينات ، كنت أولهم ، وتسربت اخبارنا فارسل عليَّ معاون رئيس اركان الجيش ، وقال لي يا ولدي رفعت انت شاب من عائلة مرموقة ، فاسمع نصيحتي .. انتم لا تعلمون بحور السياسة.. وتلعبون بالنار .. ولدي رفعت ، والله اذا وقعت ادارة البلد بايديكم ، فالله وحده يعلم اين سيكون مصير البلد؟؟ .. وستقع البلاد في وحل الغدر والخيانة والتآمر، ولا أحد يتنبأ مصيرها يا ولدي رفعت فكّـــر بنصيحتي ؟؟
ويضيف العقيد ، ويقول:

               

بعد 6 سنوات بدأنا التنظيم من جديد ، فارسل عليَّ نوري السعيد وقال لي :

يا ولدي رفعت،لا تلطخ يدك في تهديم البلد ولا تجعل مصيرك مظلم ..فوالله والله اذا سيطرتم على البلاد ستبدأون بقتل بعضكم البعض ... نصيحتي خالصة لانك من أشراف العوائل..
ويقول المرحوم رفعت للنقيب :

        

                           ناظم الطبقجلي

ها أنت ترى يا ولدي انا والطبقجلي وعبد السلام وعبد الكريم وغيرهم علاقاتنا سابقاً كانت اكثر واكبر من اي شيء .. ولكن حانت نبوءات من نصحني من قبل ليوقّع الزعيم بيده إعدام عبد السلام والطبقجلي ووووووو ؟؟ خليني أصعد الى المشنقة بنفسي مرتاحاً .. فإن لم يعدمني الزعيم سيأتي غيره ليعدمني ... خليني أموت مُرتاح على يد شريف مثل عبد الكريم قبل أن يقتلنا إبن سوء !!!
يقول النقيب :

صُعقت من كلام الشهيد العقيد ... ولم انطق بكلمة وسردت القصة فيما بعد الى الرائد الركن جاسم العزاوي..
رحمك الله أيها العقيد السعيد رفعت الحاج سري فقد كنت علما من اعلام عشائر اللهيب ، فقد مُتَّ شهيدا ولحقك أخاك مدحت شهيداً مغدوراً مظلوماً ..
نعم والله انها نقمة السياسة
كانت الاخوة بين الضباط الاحرار فوق كل شيء دارت الايام فنصبت المشانق لبعضهم

كتبها نزهان مظلوم في موقع عشائر اللهيب

           

الگاردينيا: المادة اعلاه.. أرسلها الدكتور/هاني سالم حافظ ..فشكرا له..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

603 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع