النزاع الإيراني - الإسرائيلي يهدد "الخضار" ويستنزف جيوب العراقيين

شفق نيوز/ يتخوف العراقيون من أن تؤدي الحرب الإسرائيلية الإيرانية إلى تدهور الوضع الاقتصادي في المنطقة عموماً والعراق خصوصاً، مما قد يؤثر على أسعار الغذائية السلع الأساسية، وفيما ترجح لجنة الزراعة والمياه النيابية العراق، ارتفاع أسعار الفواكه والخضر نظرا لاستيرادها من دول اصبحت "ساحة حرب"، وفي الوقت الذي اتفق معها خبير زراعي، استبعدت وزارة الزراعة هذه التوقعات وأكدت ان الانتاج الحالي يغطي حاجة الاستهلاك المحلية.

ويقول عضو لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي، ثائر مخيف الجبوري، لوكالة شفق نيوز، إن "العراق يعتمد على الواردات اليومية من الفواكه والخضر من الدول المحيطة وأهمها إيران والأردن وسوريا وهذه جميعها أصبحت ساحة حرب".

ويتوقع الجبوري: "حصول قفزة محدودة في الأسعار، لكن ما دام الأمن الغذائي يعتمد على القطاع الخاص، فهذا القطاع بإمكانه جلب المواد بأي طريقة لوجود منفعة له".

ويؤكد أن "العراق يفتقر للتخطيط المسبق، حيث عادة ما تقع المشكلة ومن ثم يتم التفكير بكيفية الخروج منها، وهذا على جميع الأصعدة وليس في الزراعة والمياه فقط"، موضحا أن "قطع المياه الجائر من قبل تركيا وإيران عن العراق، أثر بشكل مباشر على المواطنين، ما يتحتم على الحكومة الحالية والحكومات اللاحقة أن تجعل معالجة هذا الملف في الصدارة والأولويات".

غياب خطط الطوارئ

من جانبه، يبين الخبير الاقتصادي، مصطفى الفرج، أن "العراق يفتقر لبرامج طوارئ اقتصادية شاملة تتضمن حماية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أو دعم سلاسل التوريد المحلية، أو توفير حوافز ضريبية وقت الأزمات".

ويضيف الفرج لوكالة شفق نيوز، أنه "في ظل الأزمات الإقليمية والدولية المتعاقبة، لم نشهد بعد خطة طوارئ اقتصادية متكاملة قادرة على حماية الفئات الهشة أو تحفيز القطاع الخاص عند الأزمات".

ويبين، أن "هشاشة البنية الاقتصادية، والاعتماد المفرط على الإيرادات النفطية، وتباطؤ الإصلاحات البنيوية، كلها عوامل تجعل الاستعدادات محدودة".

وبناءً على ذلك، يؤكد الاقتصادي، أن "العراق، ورغم بعض عوامل القوة، غير مستعد بما فيه الكفاية لمواجهة أي طارئ اقتصادي كبير، ما لم يتم تمكين القطاع الخاص وجعله شريكاً حقيقياً في التنمية، لا مجرد مكمّل للقطاع العام".

يشار إلى أن التوتر بين إسرائيل وإيران تصاعد بشكل حاد منذ 13 حزيران 2025، عندما شنت إسرائيل هجوماً صاروخياً مباغتاً استهدف مواقع داخل الأراضي الإيرانية، وردت طهران في الليلة ذاتها بسلسلة هجمات صاروخية كثيفة، استمرت لأيام متتالية، وطالت أهدافاً عسكرية ومنشآت داخل إسرائيل.

وتسببت هذه الهجمات المتبادلة في خسائر بشرية بالعشرات وأضرار مادية جسيمة في كلا الجانبين، ما أثار قلقاً دولياً وإقليمياً واسعاً، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع تهدد أمن المنطقة واستقرارها.

اكتفاء ذاتي و"حاجة"

بدوره، يوضح الخبير الزراعي، خطاب الضامن، أن "العراق وصل إلى مراحل الاكتفاء الذاتي من محصول الحنطة الاستراتيجي الذي يعتبر عماد الأمن الغذائي في البلاد".

ويضيف الضامن لوكالة شفق نيوز، "أما فيما يخص المحاصيل الأخرى، فلم نصل إلى مراحل يمكن اعتبارها اكتفاءً ذاتياً، حيث يتم استيراد البطاطا والطماطم في مواسم معينة، لعدم وجود ما يكفي من الإنتاج".

ويتابع، "كما هناك مستويات اكتفاء ذاتي من الخضروات، لكن في بعض الفصول يحصل قصور في الإنتاج نتيجة الظروف الجوية، أما الفواكه فهناك فجوة كبيرة في كميات الإنتاج".

ويشير إلى أن "العراق يعتمد على الفواكه التي ترد من إيران وتركيا وبعض الدول الأخرى، وخصوصاً التفاح والحمضيات وغيرها من الفواكه".

وفي ظل الحرب الحالية، يرى الخبير الزراعي، أن "الأمن الغذائي في العراق غير مستعد لتحمل تقلبات أو انقطاع الواردات في سلاسل الإمداد من المواد الغذائية أو المحاصيل الزراعية، بسبب قصور الإنتاج وعدم استغلال الموارد الزراعية وزراعة الأرض بشكل كافي".

ونتيجة لذلك، يحذر الضامن، من أن "أي انقطاع في سلسة توريد محاصيل زراعية معينة سيؤدي إلى ارتفاعها وبأضرار على الأمن الغذائي والمائدة العراقية، وربما زيادة نسب الفقر والحرمان في البلاد".

استقرار بالأسعار

لكن أمام هذه المخاوف، يطمئن الوكيل الإداري لوزارة الزراعة العراقية، مهدي سهر الجبوري، بأن "المنتج المحلي الموجود من محاصيل الخضر الصيفية يغطي حاجة السوق المحلية بالكامل، إضافة إلى استقرار الأسعار التي هي في حدود مناسبة وملائمة للمزارع وكذلك للمستهلك".

ويوضح الجبوري لوكالة شفق نيوز، أن "البلاد حالياً في الموسم الصيفي، ورغم معاناة الخطط الزراعية الصيفية من شحة المياه فضلاً عن الوضع الأمني الدائر في منطقة الشرق الأوسط، لكن يلاحظ أن هناك استقراراً في أسعار الخضر والفواكه المحلية، وكذلك في منتجات الثروة الحيوانية واللحوم الحمراء والبيضاء".

ويعزو الجبوري هذا الاستقرار، إلى "توفر العرض الذي يتجاوز الطلب المحلي، وبالتالي هناك فائض في بعض المنتجات خاصة البطاطا والطماطم، وبالتالي يتم تصديرها إلى الخارج".

ويؤكد المسؤول الزراعي، أن "الإنتاج الحالي يغطي حاجة الاستهلاك المحلي بالكامل، لذلك لا توجد أي منتجات يتم استيرادها من الخارج عموماً وليس من إيران فقط".

ويشير إلى أن "وزارة الزراعة منعت استيراد المنتجات الرئيسية من الرقي والبطيخ والطماطم والبطاطا والبصل والخيار والباذنجان والفلفل والبيض".

ويدعو الجبوري في ختام حديثه جهاز الأمن الوطني والأمن الاقتصادي إلى أهمية "متابعة أي حالات تلاعب بالأسعار من قبل التجار للحفاظ على الأسعار في الأسواق المحلية وعدم رفعها نتيجة وفرة المعروض".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

508 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع