فوزية الشندي: لست ميتة.. لكنني شبعت!

    

العباسية نيوز/حوار: قحطان جاسم جواد:فنانة من مدرسة التمثيل المثقف الذي يقدم عمله  ببصمة خاصة لا يمكن ان تنسى ابدا، فنانة تركت اثرا واضحا في المشهد الثقافي العراقي عبر اعمال مهمة جدا مثل مكاني من الإعراب مع الكبير الراحل جعفر السعدي والدمعة الباردة وسطور على ورقة بيضاء مع الفنان الكبير يوسف العاني وافلام الجابي  مع جعفر علي  والرأس مع فيصل الياسري ويوم آخر  مع صاحب حداد.

الفنانة فوزية الشندي من اهم ممثلات العراق من جيله الذهبي يوم كان الفن عطاءُ ثراً والتزاما ورسالة سامية.

الفنانة المبدعة الشندي غادرت العراق الى الاردن وعملت هناك في جامعة اليرموك كمدرسة للمسرح وخرجت ثمانية اجيال من الفنانين عبر ثمانية سنوات قضتها في الجامعة.. كما كتبت اعمالا منها مايتضمن السيرة الذاتية لها وقدمت على الشاشة.

        

بعدها غادرت الى مدينة الضباب.. مدينة لندن لتعيش هناك لحد الان ولم تغادرالفن بل ظلت متواصلة معه عبر الحضور والمحاضرات في المركز الثقافي العراقي. والمركز الاسلامي في لندن... لكنها غادرت التمثيل لاسباب سنتعرف عليها من خلال الحوار معها.... قلت لها:

في فترة ما سحبت نفسك من المشهد الفني؟

- سحبت نفسي يعني اني مت! وها انا اقف أمامك حية! وانا دائما موجودة في المركز الذي يسير بأمان... ويسير في مياه صافية.. وجاءت فترة لم نعد نمثل فيها لكننا ظللنا في اجواء الفن والثقافة.. ونفكر جيدا ونكتب جيدا ونقرأ جيدا ونشاهد جيدا. وهي فرصة لنا للتأمل والتفكير والمشاهدة والقراءة حتى نتعلم من ابداعات الكبار لاننا نعمل باستمرار وفرص القراءة والمشاهدة كانت قليلة بحكم ارتباطنا بأعمال مستمرة. وهذه فرصة الاستراحة يجب ان يتمتع بها كل فنان.

يعني انسحابك كان برغبتك أم...؟

- ليس انسحابا بل اني سافرت الى خارج العراق وعملت في جامعة اليرموك لثماني سنوات. وقد تغيرت عليٌ جغرافية المكان وابتعدت عن اعمالي واصدقائي... ومع ذلك درست في الجامعة واخرجت اعمالا 16 مسرحية وكتبت واشرفت على الدراسات العليا. كنت ادرس المكياج والالقاء والصوت والتميل والاخراج المسرحي ودراما القرن العشرين والدراما العربية  اي انني لم افترق عن اختصاصي لكني ابتعدت عن الشاشة حسب ، لانني لم اعمل في اعمال تليفزيونية تليق بتاريخي ومسيرتي. خصوصا اني اتعامل مع الدراما الثقافية التي لم اجدها بصراحة في الاعمال الموجودة في الساحة الفنية.

ثم غادرت الى لندن وفيها العمل صعب جدا وليس هيناً بحكم قلة الاعمال والمكان للعرض..

هل عرضت عليك اعمال تليفزيونية ورفضت؟

- لم تعرض عليٌ اعمال كثيرة. لكن هناك عملا دينيا فيه خاصية الدراما الجيدة نصا واخراجا وفيه حياة اجتماعية جيدة مثلت فيه وكذلك شاركت في القادم الجديد لقناة الديار.

وفي لندن؟

- شاركت في نشاطات المركز الثقافي العراقي والمركز الاسلامي المنفتح على الثقافة العامة على نحو كبير.

لماذا غادرت الى عمان ولندن؟

- لظروف خاصة واخرى عامة. لكل فنان وقت يتألق فيه لاسيما حين يكون شابا.. كلها مررت بها وشبعت من العمل والجوائز في السينما والمسرح والتليفزيون. ولابد ان هناك وقتاً لابد ان تستريح فيه.. كنا في زمن ذهبي من العمل الفني.. وحين وجدت ان اعمالنا باتت اقل مستوى فلا بد للفنان المبدع الذي يحترم فنه ونفسه لابد ان ينسحب وهو في اوج تألقه وعطائه فأنسحبت وسافرت الى الخارج ، وتركت اثرا اجتماعيا وثقافيا فنيا في المشهد الفني العراقي.

  


عدم التواصل والاستمرار في العمل الا يؤثر على اداء الفنان؟

- الذي يود البقاء في الساحة ويمثل كل مايعرض عليه لمجرد البقاء في الساحة فهذا امر خطير. وانا لست من هذا النوع.. لكن الفنان الذي يترك عمله لفترة لابد ان يتأثر اداؤه.

الم تفكري بكتابة مذكراتك الفنية؟

- عملت سيناريوهات عن حياتي (بعضها وليس كلها) وقدم وانتج في شركة الاندلس في الاردن.

هل شاهدت اعمالا عراقية؟

- وهل يمكن ترك الفن العراقي وعدم مشاهدته.. اني استمتع بالعمل العراقي. وقد شاهدت مؤخرا بعض الاعمال التي تستحق المشاهدة منها رجال وقضية والباب الشرقي واخر الملوك اعمال لطيفة وافضل من غيرها وفيها جهد كبير في الاداء والنص والاخراج.

لو قارناها بأعمالكم السابقة؟

- لاتقاس ابداً... كل الذي يقدم لايقاس بالماضي.. لان فناني الماضي رسموا اعمالهم بريشة خاصة وتجمعت الريش لتصنع عملا كبيرا.

 
من لفت انتباهك من الفنانين في الاعمال التي شاهديتها؟

- هناك مجموعة منهم خليل فاضل وهو فنان جيد وكذلك احدى طالباتي في الاردن الفنانة ريام الجزائري.

اخر قراءاتك؟

- هناك كاتب عراقي متميز جدا اسمه (عامر حسين) يعيش في الدانمارك لثلاثين عاماً ثم جاء الى لندن. لديه روايات منها المجانين والمأزق وواحدة في الطريق قرأتها واعجبت بها... وشعرت بالخجل لان هذا الكاتب لم يحصل على نوبل او البوكر على رواياته لما فيه من قيمة ثقافية.

لمن تسمعين من اغان؟

- اي اغنية لطيفة وصوت جميل ولحن مؤثر اسمعه.

مثلاً؟

- احب ابو بكر سالم ومن العراقيين الحان طالب القرة غولي في جميع الاصوات التي لحن لها. وهو فنان كبير وراقٍ.

هل رأيت نفسك في احدى الممثلات؟

- سؤال ذكي وسأجيب عليه بصدق.. الشاعرة ورود الموسوي لو انها طالبة عندي لحصلت على مائة في المائة لتقطيعها الدرامي وادائها الجميل وهي مرهفة الحس وتعيش في لندن واجدها مثلي في شبابي حيث الحيوية والعطاء والحماس والثقافة.. تذكرني بشبابي لاسيما حين كنت اقرأ شعرا.

من اقرب اليكِ فنيا من بناتك هند ام هديل؟

- لكل واحدة لون خاص، هند برستيج وهديل تحبها وتتعاطف معها بسرعة.. وكل واحدة تعمل حسب طبيعتها. واعتقد ان هند غنيا اقرب لي من ناحية الاداء وطبقة الصوت نفسها.

العودة الى بغداد؟

- عدت الى عشقي – بغداد- الجميلة الرائعة وان شاء الله تكون عودة دائمة وقد كتبت عملا جميلا عن بغداد. وانا اتعامل مع الجهات الرسمية في العمل.

هل توفقين على العمل مجدداً؟

- نعم لكن بشرط.

ماهو؟

- أن يتلاءم الدور مع تاريخي الفني وشخصيتي الفنية... وان يقول المسلسل جملة مفيدة ولفته عالية.

رصيدك في السينما؟

- سبعة افلام سينمائية منها وجهان في الصورة لحسن الجنابي والرأس والملك سنطروق وبابل حبيبتي لفيصل الياسري والجابي مع جعفر علي ويوم اخر مع صاحب حداد.

والمسرح؟

- 59 عملا مسرحيا منها شهرزاد لجعفر السعدي ومصرع كليوباترا لابراهيم جلال وتاجر البندقية لسامي عبد الحميد والنسر له رأسان ووراء الافق.

  

التليفزيون؟

- اكثر من 350 ساعة درامية.

ابرزها؟

- المسلسل الذي لا ينسى مكاني من الاعراب مع الفنان الكبير الراحل جعفر السعدي والدمعه الباردة وسكور على ورقة بيضاء والصرير مع الفنان الكبير يوسف العاني ويالها من مفارقة اننا (انا والعاني) لم نلتق على المسرح ولا مرة. وقد لاحت فرصة لامثل معه في مسرحية مسألة شرف لكن احد القريبين مني منعني من الذهاب الى الكويت حيث ستعرض المسرحية ولذلك لم تتحقق الفرصة.

شاركنا الفنان يوسف العاني فقال:

فوزية علم من اعلام المسرح العراقي فهي ممثلة وكاتبة وهي مبدعة، وحين تؤدي الدور كما حصل امامي في بعض الادوار التي مثلناها سوية اشعر لو لم تكن فوزية امامي اشعر بفراغ لايملأه غيرها. انها شبه مدرصة في التمثيل المثقف في العراق. وانا سعيد باني مثلت امامها في غير عمل فني.


  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

599 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع