لبنان وأيام زمان - الجزء الثالث والأخير

    

             لبنان وأيام  زمان...الجزء الثالث والأخير

          

                                          

      
بالعودة من رحلتنا الى بيروت ومن زحلة وشتورة , سنتجه اليوم الى مصايف أخرى تقع  الى الشرق والشمال الشرقي  من بيروت, حيث  من منطقة فرن الشباك  في بيروت  يأخذنا  الطريق الي  مصيف برمانا الرائع ,وفي أول الطريق  تبدأ منطقة  المنصورية الحديثة نسبيا  , وهي مقابل منطقة الحازمية التي هي بداية طريق بحمدون( تقع فيها السفارة العراقية الجديدة )  وحسب ما ذكرناه سابقا ...

        

يفصل  بين المنصورية والحازمية  وادي  جميل جدا  ويقع بين الجبلين  ,,   ثم  يأخذ الطريق  بالصعود  وبين أشجار الصنوبر الجميلة  ويمر بعدة بلدات جميلة حديثة نوعا ما  مثل عين سعادة , حتى نصل الى بيت مري  والفندق الشهير فيها (فندق البستان)  ...  

فندق البستان  كان ولا يزال من الفنادق  المعتبرة وقد  تم تصوير  العديد من الأفلام  فيه لموقعه المميز  ,  وأطلالته على بيروت ومينائها ...

        

 في سنة 1971  الخالدة  !!  تم  أنتخاب ملكة جمال لبنان  فيه  والتي أصبحت ملكة جمال الكون  جورجينا رزق ( صدك  خلقة وكاشان كرك  أصلي), تم  زواجها  لاحقا بأحد القادة الفلسطينيين !! كانت حفلة وملكة  لا تزال في عقول كثير من الشياب  مثلي  الان .

              
أعتقد  مثلت جورجينا  رزق فيلم  مع  فريد الاطرش  الف رحمة  على روحه الطاهرة .
كانت هنالك مسافة  تقدر بثلاثة كيلومترات  بين مصيف بيت مري وبرمانا (  الان  أصبحت مدينة واحدة ) .

      

وبرمانا هي من أرقى وأقدم وأعلى مصايف لبنان  ,  كانت تقام فيها  سنويا بطولة برمانا للتنس (  تعادل ويمبلدون  على الأقل في منطقة الشرق الأوسط ) وفي ملاعبها الجميلة الغناء بأرضيتها الحمراء ومدرجاتها الخضراء وبين  أشجار الصنوبر والخضرة المنقطعة النظير !
كذلك  وجود واحدة من أشهر المدارس الرصينة في الشرق الأوسط وهي مدارس برمانا  ,  والتي كانت  تضم عدد من أبناء العراقيين  في  الفترة الذهبية للعراق . (  كانت هنالك محاولات لفتح  فرع لها في كوردستان قبل عدة سنين  ومن قبل  الدكتور الفاضل  التربوي شيرزاد النجار ) .
نعود الى برمانا  وفنادقها الجمبلة ومن أقدمها فندق برنتانيا العريق وموقعه المميز , وعدد أخر من  أجمل الفنادق الغنية  بكل شئ.( اليوم بنيت العديد من الفنادق الفاخرة  جدا  ولكن لايزال لفندقي البستان وبرنتانيا صدى كبير  ومؤثر  للستوكات )  .
في هذا المصيف الرائع  أمس واليوم  العديد والوفير  من المطاعم  والكازينوات والبارات والنوادي الليلية , والتي تكون  البديل الناجح والاكيد  لأي  من أدوية الكابة المزمنة والقلب  والضغط  والسكر والربو  للكبار والصغار !!!!!!!!!!!

    

بالخروج من هذه الجنة المصغرة المسماة برمانا ( لا أعتقد هنالك من يحب الخروج منها ), وفي أتجاه الشمال حيث الطريق الى بكفيا ,  يمر الطريق  بغابات  ومطاعم وقرى( مطعم طوني مثلا عند مفرق دير مار يوسف البديع) ,  تجعل هذه المناظر ونسمات الهواء العليل  بحيث تجعل  سائق أي سيارة  يغني ويطرب  لوحده  حتى لو كان متوجها الى وحدته العسكرية !!!!
بالوصول الى بكفيا(  مسقط رأس ال الجميل في لبنان ) ومقر حزب الكتائب سابقا .. 

تقل الأمور السياحية بعض الشئ  كون هذه المدينة وغيرها من القرى المجاورة  , مبنية ومسكونة من قبل العديد من العوائل اللبنانية المتنفذة والعريقة .
ينزل الطريق من بكفيا  ويلتقي بالطريق الساحلي الذاهب الى طرابلس  وقبل مدينة جونيه الشهيرة سابقا والان , وفي موقع غير بعيد عن منطقتي الرابية وضبية ... عند  هذا الطريق الحيوي ( أوتوسراد اليوم) ,  طريق ساحلي جميل بالأمس  موازي  للأوتوستراد  ,  تتفرع منه عدة طرق  بأتجاه الجبال الى اليمين للقادم من بيروت ,  تبدأ بأنطلياس والكازينو المشهورة فيها !!!  والمؤدية الى الرابية ,  وثم مفرق  غارة جعيتا  المشهورة للقاص والداني  , 

  

ومفرق  فاريا , وما أدراكم ما فاريا !!! فهي المشتى ومركز التزحلق على الثلوج القريب من بيروت  ,, ( منتجعات سويسرية راقية في لبنان )  ,   هنالك فندق فاريا الجميل على الطراز السويسري وباره المعتق  و ناديه الليلي ووو!!!..

 في سنة 1975 كنا مجموعة من الأصدقاء في زيارة شتوية الى لبنان خلال العطلة الربيعية للجامعة ..  كنا في زيارة لفاريا وهبت عاصفة ثلجية ولم نكن نملك ( زناجيل تايرات  للسيارة  الحديثة المستلمة من الشركة العامة للسيارات من نوع رينو 12  )  فاضطررنا للمبيت في هذا الفندق  ,   كانت ليلة  يمكن  جعلها فيلم سينمائي جميل اليوم !!!!  ولكن  من أين لنا  بفريد الأطرش وجورجينا ؟؟؟؟

      

الطريق الساحلي  القديم  يكون مجاورا للساحل  وبلاجاته  ومطاعم السمك المنتشرة , حيث يمر بجونية ( الان أصبحت هذه المناطق متصلة تقريبا ببيروت )  , وكان فيها ولا يزال  التلفريك  ( كان من عجائب الدنيا السبع عند أفتتاحه أواخر الستينيات في الشرق الأوسط !! وقبل أفتتاح التلفريك المعجزة في مدينة الالعاب في بغداد ) , وهو الواصل بين( كنيسة السيدة)  وهي كنيسة مباركة للمسيحيين والمسلمين ( كما كنيسة مار  شربل) ,تم تصوير  عدد من الأفلام  عن التلفريك   في السبعينيات !!!

              

بعد  جونية  ولرواد  الميسر  والعروض الاستعراضية الراقية  توجد  (لاس فيغاس مصغرة )  وهي كازينو لبنان الخالدة !!!! لا تزال  موجودة  ولكنها  أصبحت  مكانا للميسر أكثر من الفنون الأستعراضية !!!
يبقى الطريق الساحلي  متجها  نحو الشمال  وبموازاة خلجان البحر المتميزة بألوانها وقرى الصيادين ومزارع الموز , (  الان أصبحت  منطقة المعلمتين مركز  للثقافة السياحية والأدبية !!!!!!!!!!  والتي أنتقلت اليها معظم ملاهي بيروت السابقة والمدارس القديمة  !!!!!!!  ) .

         

                    
 نصل الى منطقة حالات (فيها جامعة أميركية حديثة اليوم) , حيث  سكنها المعماري العراقي المعروف رفعت الجادرجي  وقد بنى بيتا (أقل ما يمكن القول عنه  أنه قمة في التصميم والذوق )  وفي وسط البحر , منذ أول السبعينيات  حيث عمل وليمة للأصدقاء كنت موجودا فيها  (  فيلم لفرانك سيناترا!!!) ,  حيث يضم هذا البيت قسمين , أحدهما للسكن والأخر مكتبة عامرة بالكتب والصور والافلام الموثقة عن العراق والعمارة في العالم . (غرق هذا البيت بسبب عاصفة  وبأمواج عاتية قبل سنين مما أستوجب أعادة تنظيم كل شئ من قبل الأستاذ رفعت الجادرجي ) .
  بعد حالات تأتي جبيل  التأريخية الجميلة والميناء التأريخي الجميل  ومطاعمها البحرية ,  حيث تتمازج رائحة اليانسون  مع رائحة  التبولة والخس  و رائحة الشواء , لتخلق  غازا عطرا لمركب كيمياوي نادر لا يقاوم !!!!!! ومزيجا من الألوان  لأصناف وأصناف من الخيرات والارزاق   بحرية كانت أم برية!!!!!!
  في  ختام  هذه الذكريات الشخصية  لبلد  أحببته كبلدي  ,  كان  درة الشرق الأوسط  وسيبقى  ,  حيث لم أرى  مثله  الى اليوم  وبعد أن شاهدت أكثر الدول تقدما  , أرجو  أن أكون قد أوفيت ببعض الذكرى الطيبة للبنان ولأهله الكرام  .....   
كذلك  أتقدم  بالشكر والعرفان لكافة الأخوات والأخوة الأصلاء  المحترمين ممن زادت تعليقاتهم على الموضوع  بأجزائه عنفوانا وأنفاسا زكية عطرة وجمالية.. 
وأخيرا  أتقدم بكل التقدير والأمتنان والشكر العميق للأخ الصديق الغالي جلال چرمگا  على جهوده الطيبة وكرمه الذي لا ينضب   في أخراج  وتعزيز الموضوع  بالصور  الأرشيفية  .... مع كل التقدير والأحترام للجميع. 

         

الگاردينيا: الأخ والصديق/ سيف الدين ..شكرا لهذه الذكريات الجميلة وهذا الأسلوب الرائع ..

لبنان كانت جنة الشرق.. نهدي لكم وللقراء الكرام هذه الصور التي تعود تأريخها الى أكثر من نصف قرن.. وممكن للقارىء أن يقيس مدى تقدم هذا البلد ومن كافة النواحي ..

 

   

 

                    

              صورة لزيارتي الى بيروت في العام الماضي

  

         حتى لو ما تدخن الجو يجبرك على الشيشة!!!

  

الكاردينيا:للراغبين الأطلاع على الجزء الثاني:

http://www.algardenia.com/ayamwathekreat/223-2012-09-05-07-21-13.html

       

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

498 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع