قصة "خفي حنين".. وكيف أنقذت الهمزة حياة أبي نواس؟

     

   قصة "خفي حنين".. وكيف أنقذت الهمزة حياة أبي نواس؟

يردد الكثيرون المثل "رجع بخفي حنين" -في رواية "عاد"- في إشارة إلى عودة المرء دون تحقيق غايته، فما هي حكاية هذا المثل الشائع؟

الحكاية تتعلق بشخص يدعى حنين وقد كان إسكافيا من أهل مدينة الحيرة، فساومه أعرابي على شراء خفين حتى اختلفا، وغضب حنين فأراد إغاضة الأعرابي، فلما ارتحل الأخير أخذ حنين أحد الخفين ووضعه في الطريق، ثم مشى لمسافة ووضع الآخر في مكان غير بعيد عن الأول.

فلما مر الأعرابي ورأى الخف الأول قال "ما أشبه هذا الخف بخفي حنين، ولو كان معه الآخر لأخذته"، ومضى في طريقه ولما رأى الخف الآخر ترك راحلته بما عليها وعاد لأخذ الخف الأول من مكانه.

وحينها كان حنين قد كمن للأعرابي، ولما تأكد من ابتعاده في طلب الخف الأول أخذ الراحلة بما عليها، وعاد الأعرابي سعيدا لفوزه بالخفين معا، لكن فرحته لم تكتمل لأن راحلته ليست في المكان الذي تركها فيه.

وعاد إلى دياره دون الراحلة وهو يحمل في يديه الخفين، وعندما سأله قومه عن الراحلة قال لهم "جئتكم بخفي حنين"، وصارت مثلا، وبات الناس يقولون لمن يرجع دون حاجته "رجع بخفي حنين".

أبو نواس وخالصة
يحكى أن الخليفة العباسي هارون الرشيد استدعى الشاعر أبا نواس ليلقي شعر بوجود جاريته الحسناء خالصة، وعندما شرع أبو نواس في قصيدته تجاهله الخليفة، وعند انتهائه منها لم يكافئه، بل أهدى جاريته عقدا ثمينا، مما سبب استياء أبي نواس، فما كان منه إلا أن ذهب إلى باب حجرة خالصة وكتب عليه "لقد ضاع شعري على بابكم.. كما ضاع عقد على خالصة"، قرأت الجارية البيت وغضبت وأوصلته إلى سيدها الخليفة، فغضب بدوره وأرسل في طلب أبي نواس.

وعندما سأله الخليفة مستنكرا ومعنفا عما كتب، أجابه: أيد الله الخليفة، إنما قلت "لقد ضاء شعري على بابكم .. كما ضاء عقد على خالصة".

ويسمى ما فعله أبو نواس بالمواربة، إذ حوّل العين إلى همزة، فتحول المعنى من الضياع إلى الضوء.

وتقول الكتب إن خالصة عندما رأت صنع أبي نواس قالت الجملة التالية: "هذا شعر قُلِعت عيناه فأبصر".

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

716 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع