خوض في كتاب: [ الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية]/٥

 عبد الرضا حمد جاسم

خوض في كتاب: [ الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية]/٥

يتبع ما قبله لطفاً

في السابقة تكلمنا حول ما طرحه البروفيسور قاسم عن العراقيين قبل التاريخ "لقطتان" واليوم اناقش بعد التاريخ حيث كانت لقطتان ايضاً هما:

*اللقطة الاولى*قبل الإسلام:

حيث كتب في ص 14التالي:[وصف العراقيون بعنفوانهم وانهم ما استسلموا لضيم و ما رضخوا لظالم و لا انبطحوا لسلطة] انتهى

واليكم ما يناقض هذا القول حيث كتب في ص16 من نفس الكتاب التالي:

1 ـ [العراقي اكثر بني البشر، عبر تاريخه، تعرضاً للقسوة و الذل و الإهانة] انتهى

2 ـ [لألف عام تعرضت بغداد للتدمير و النهب و اهين أهلها و اذلوا من قبل الغزاة] انتهى

أقـــول: كيف لم يستسلموا لضيم و ما رضخوا لظالم و لا انبطحوا لسلطة وهم اكثر بني البشر عبر تاريخهم تعرضوا للقسوة و الذل و الإهانة حسب قولك...و ان غزاة بغداد اهانوا أهلها و اذلوهم...

أسئلة يفرضها هذا الطرح وفق علم النفس و علم الاجتماع منها:

1 ـ ماهي تأثيرات/آثار هذا الحجم الهائل من الذل و الإهانة على شخصية الفرد العراقي؟

2 ـ هل يمكن ان نقول إن ""الشخصية العراقية شخصية مُهانة و ذليلة"" وفق تأثير ذلك الإذلال و تلك الإهانة التي تعرضت لها أجيال العراقيين عبر تاريخهم و من ""السومرية الى الطائفية""؟

3 ـ الا يدفع ذلك الإذلال و تلك الإهانة بالأستاذ الكاتب و غيره من المهتمين بعلم النفس و علم الاجتماع الى نحت نظرية او شبه نظرية جديد يتكرمون بها على علم النفس و علم الاجتماع كما عودنا البروفيسور قاسم على نحت الجديد من تلك النظريات او شبه النظريات التي اعرض عليكم أيها القراء الكرام بعضها كما التالي :

1 ـ في مقالة البروفيسور قاسم حسين صالح :[العراقيون والغضب/مهداة الى معهد غالوب] /بتاريخ /06.07.2022
ورد التالي: [هذا يوصلنا الى نتيجة علمية فسلجية سيكولوجية نصوغها بما يشبه النظرية:(ان تعرض الأنسان الى الضغوط النفسية، وتوالي الخيبات لسنوات متتالية، وشعوره بالظلم والغبن والمهانة.. يؤدي الى تنشيط الانفعالات السلبية، وان ديمومة هذا التنشيط يؤدي الى برمجة الدماغ عليها لتصبح سلوكا ثابتا). وبما ان الغضب أحد اهم مكونات الانفعالات فانه شاع أكثر بين العراقيين زمن الحكم الطائفي واستفراد الحكّام بالسلطة والثروة] انتهى.

أقـول: ذلك الذل و تلك الاهانة التي تعرض لها العراقيين كما ورد أعلاه و بتلك الشدة و تلك الاستمرارية (لعشرات القرون دون توقف) اكيد ولدت ضغوط نفسية هائلة و توالي الخيبات و الشعور العالي بالظلم و الغبن و الإهانة ووفق نظرية البروفيسور قاسم اكيد أدى ذلك الى تنشيط الانفعالات السلبية لدى العراقيين وديمومة ذلك اكيد أدى الى برمجة ادمغت العراقيين على ان يكون تقبل الذل و الإهانة سلوك ثابت لدى العراقيين دون تمييز.

2 ـ في مقالة البروفيسور قاسم حسين صالح: [9نيسان..تنظير جديد في علم النفس و الاجتماع السياسي] بتاريخ11 نيسان2023 ورد التالي:[تنـــويــه: يعمد علماء النفس الى اجراء التجارب في المختبرات على الفئران، الكلاب، القردة، الطيور..، لمعرفة كيف تتصرف حين تتعرض الى موقف مؤلم، ضاغط، قاس.. ليستفيدوا من نتيجة التجربة فيما لو تعرض الانسان الى موقف مماثل. ويجرون احيانا تجربة على انسان او مجموعة افراد (ضمن حدود الاخلاق) ليعرفوا مثلا مدى قدرتهم على تحمل ضغط معين او صدمة كهربائية. والذي حصل في (9 نيسان 2023 ) وما بعده، أن العراق صار بكامل ارضه مختبرا لتجارب ميدانية فريدة من نوعها على 27 مليون من البشر نجم عنها تنظير وقوانين سيكوسوسيولوجية تشكل اضافة عراقية في ميدان علم النفس والاجتماع السياسي، على الصعيدين العربي والعالمي. ويفترض بأساتذة قسمي علم النفس والاجتماع في الجامعات العراقية، وطلبة الدراسات العليا فيهما، ان يعتمدوها ويضيفوا لها، لا ان يظلوا معتمدين على ما يكتبه الأجانب عن الذي اصابهم! وكأن العراق خلا من علمائه]انتهى.

أقــول: ارجو الانتباه عزيزي القارئ الى ما ورد أعلاه و بالذات:

1 ـ (...المجتمع العراقي يكاد يكون الوحيد بين مجتمعات العالم...) .

2 ـ (العراقي اكثر بني البشر، عبر تاريخه، تعرضاً للقسوة و الذل و الإهانة)!!!؟؟؟

كيف عرف البروفيسور قاسم حسين صالح ان المجتمع العراقي هو الوحيد بين مجتمعات العالم و العراقي اكثر بني البشر تعرضاً للإهانة و الإذلال هل درس بقية مجتمعات العالم منذ المجتمع الأول وهل درس حال كل الكتل البشرية/الشعوب التي عاشت و تعيش على سطح المعمورة منذ ""السومرية حتى الطائفية""؟؟؟

لا اعرف!!!! أي تناقض هذا و أي علم و أي بحث و أي دراسة و أي استطلاع يقبل هذا؟!!! أين إذاً عنفوان العراقيين وانهم ما استسلموا لضيم وما رضخوا لظالم و لا انبطحوا لسلطة... وكل تاريخهم إهانة و إذلال؟؟

(ملاحظة: اشرتُ الى ذلك بالتفصيل في مقالتي : [السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي/13] المنشورة بتاريخ 18.07.2023

*اللقطة الثانية: بعد الإسلام:

ورد: [الخلفاء الراشدين كانوا يراعون العراقيين في التعامل ويأخذون اعتراضاتهم مأخذ الجد] انتهى.

أقـول:

سبق للبروفيسور قاسم ان ذكر هذا الموضوع في مقالته :[العراقيون والغضب]بتاريخ06.07.2022

مهداة الى معهد غالوب ..تحت عنوان فرعي هو : (وجهة نظر عراقية): حيث كتب التالي:[كل مجتمع بشري فيه الجميل وفيه القبيح، وما ينفرد به العراقيون انهم اصعب خلق الله، فتاريخهم يحدّثنا بانهم اكثر الشعوب قياما بالثورات والانتفاضات، وهذا لا يتعلق فقط بظلم السلطات التي حكمتهم بل بطبيعة الشخصية العراقية التي اصدرنا عنها اربعة كتب. فهم وصفوا بأنهم كانوا حتى قبل الاسلام أعزّة كبار يمتازون بعنفوانهم ويعتقدون برفعتهم وعلّو شأنهم، ولهذا كان الخلفاء الراشدون اول الحكّام في التاريخ الاسلامي الذين فهموا سيكولوجية العراقي فكانوا يراعون العراقيين في التعامل ويأخذون اعتراضاتهم مأخذ الجد، لأنهم كانوا يعرفون ان العراقيين اذا غضبوا فأنهم لا يرحمون] انتهى!

أقـول:

بخصوص الخلفاء الراشدين و مراعاتهم للعراقيين و فهمهم لسيكولوجية العراقيين و اخذهم اعتراضات العراقيين مأخذ الجد أتمنى و تمنيت سابقاً على البروفيسور قاسم حسين صالح ان يقدم لي و للقراء الكرام و للأرشيف ما يؤيد قوله هذا... أي ان يطرح علينا نماذج من تلك مآخذ الجد التي اخذها الخلفاء الراشدين على اعتراضات العراقيين او يذكر لنا نماذج من اعتراضات العراقيين التي أخذها الخلفاء الراشدين مأخذ الجد...ارجو عرض ولو قول او فعل واحد لكل من الخلفاء الاربعة: [الشيخ أبو بكر الصديق و الشيخ عمر بن الخطاب و الشيخ عثمان بن عفان و الشيخ علي بن ابي طالب]؟

و هنا اضع امامكم ما نُشِرَ/نُسِبَ الى البروفيسور قاسم حسين صالح بخصوص رأي الخلفاء الراشدين بالعراقيين حيث ورد التالي في مقالة السيد عامر عبود الشيخ علي المعنونة أ.د. قاسم حسين صالح...ضيف ملتقى رواد المتنبي الثقافي المنشورة بتاريخ 12.حزيران/يونيو2023 /الحوار المتمدن...الرابط

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=795564

حيث ورد التالي: [مؤكداً ان افضل من شخص العراقيين هم الخلفاء الراشدين اذ قال احد الخلفاء ان كنتم تريدون ان ترسلوا حاكم على عراق ولم يرضوا عنه عليكم ان ترسلوا اخر خلال عشرة ايام، لان اهل العراق اهل فكر وثقافة وفطنة] انتهى

ان كان هذا القول غير المعقول صحيح ارجو ان يتكرم علينا البروفيسور قاسم بذكر المصدر و ان لم يكن صحيح أتمنى تقديم الصحيح و معالجة الموضوع مع الشكر لأن هذا القول سيُشاع/يُعَّمم برفقة اسم البروفيسور قاسم و ربما ليس له ذنب في ذلك...وسيلازم هذا القول ما يطُرح و طُرِحْ عن قول الجاحظ حول فطنة اهل العراق.

اسأل هل كان هناك عراق في وقت الخلفاء الراشدين و ان كان فهل هو العراق بحدوده الجغرافية و مكونات سكانه الحالية؟ ومن كان والي/حاكم العراق وقت ذاك؟ أو من كان والي العراق وقت أبو بكر أو وقت عمر بن الخطاب أو وقت عثمان بن عفان أو وقت علي بن ابي طالب؟ من هو والي العراق في زمن الدولة الاموية و بعدها العباسية ثم العثمانية؟

هل مكونات الشعب العراقي عند الفتح الإسلامي للعراق هي نفسها اليوم؟ وانت القائل في ص(15): [وهو البلد الذي تنوعت فيه الأعراق و الأديان و المذاهب بمساحة مسكونة صغيرة نسبياً]؟؟

وفي ص(15) ايضاً و تحت عنوان فرعي هو: [ الشخصية العراقية و العنف] كتب البروفيسور قاسم حسين صالح التالي:

[ تاريخ العراق هو تاريخ العنف و الدم و المعارك ليس من بدء المشهد الكربلائي بل لتاريخ قديم جدا يذكر معلومة لها دلالة هي ان: ان المهاجرين الى العراق القديم كانوا من المحاربين الاشداء...المجتمع العراقي يكاد يكون الوحيد بين مجتمعات العالم الذي خبر العنف لزمن يمتد لآلاف السنين و ما يزال...] انتهى

يتبع لطفاً حيث تبدأ التالية بمناقشة هذا المقطع.

عبد الرضا حمد جاسم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1036 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع