التعصب داء يفتك بالمجتمع

                                              

                          حسن الجبوري

التعصب داء يفتك بالمجتمع

في تاريخنا العربي والاسلامي صفحات سوداء تعج بانتشار الكراهية والتعصب و الفتك بالاخرين لمجرد الاختلاف بالرأي ؛ ودوما كانت تضهر هذه الازمات وقت ضعف الدول والامارات العربيه وتفككها حيث تلقى الانقسامات والجدالات رواجا وغالبا ما يكون التحريض سمتها البارزة .
وهذه الانقسامات تؤدي احيانا الى انتشار الفرق وانشطارها مما ينعكس في المحصلة النهائية على المجتمع الذي يفقد الاستقرار وتكثر فية بؤر التوتر ، ومن الفتن البارزه التي يذكرها التاريخ والتي كانت سببا في ازهاق الارواح هي فتنه "خلق القران" حيث كان لانتشار الجدل الديني في تلك الحقبة اثرة على شيوع المدارس والمذاهب الفكرية المختلفه ؛وكان المعتزلة احد هذه الفرق ... ونتيجه لتسيد ثقافه التعصب والتشدد في تلك الحقبه اصبحت مسأله خلق القران الشغل الشاغل للعلماء والعامه واهل الحكم والسياسه على السواء ؛حتى ان المأمون الذي كان يميل للمعتزلة قد فرض هذه مسأله خلق القران كتوجه عام للدولة العباسيه انذاك ونكل وحاسب كل من لا يدين بهذه الفكره ؛وكان من ابرز ضحايا تلك الحقبه الامام احمد بن حنبل ... هذه القضية وغيرها كان من الممكن ان تبقى حبيسه المجالس الفقهية وان تخضع للمناضرات بين العلماء بدون ان تكون سببا للفرقه وازهاق الارواح لو لا خطاب التعصب والكراهية ، واليوم يتكرر ذات الامر حيث تشب جذوة خطاب الكراهية والتحريض مستندة لاتفه الاسباب كما نلاحظ ان التعصب والتحريض وشيوع خطاب الكراهية قد عصف ببلداننا العربيه وخاصة العراق وادى الى نتائج كارثية ؛ وكان من نتائجه شيوع روح البغضاء التي استغلها الكثيرون واتخذوها كواسطة للصعود حيث اعتمدوا خطاب التحريض وسيله عبر التحجج بحماية المذهب او الطائفه او القومية ، وان التصدي لخطاب التحريض والكراهية مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المثقفين والكتاب بالدرجة الاساس اذ أن الواحب يحتم عليهم توعية الناس وجعلهم يدركون حقيقه هذا الخطاب واضرارة على المجتمع ؛ ومن جهه ثانيه يجب زيادة ضغط مؤسسات المجتمع المدني لاجل اقرار قانون تجريم الطائفيه الذي من المؤمل ان يضع كل من يعبث بالنسيج الوطني العراقي تحت طائله القانون ؛ويقينا أن اصدار مثل هكذا قانون وتفعيله كفيل بوضع حد لانفلات الخطاب التحريضي .
اخيرا ان العراق قد عانى الكثير من جراء هذا الخطاب وقد ادى ذلك تدهور كبير كاد يودي بالوحده الوطنية العراقيه ... وان هذا الامر يحز في نفس كل عراقي حريص على بلدة ويدعوه ليتخذ موقفا منه وان تكون له بصمة في اشاعة روح المواطنة والتعايش السلمي بين الاديان والمذاهب والاعراق المختلفه في ارض الرافدين العزيزة .

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

800 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع