انتقاد جارح..اعتذار..تبرير

                                    

               هناء الداغستاني

تصادفنا في الحياة الكثير من الامور التي تجعلنا نتخذ موقفا حازما لا رجعة فيه من بعض الاشخاص الذين يسيئون لانفسهم قبل ان يسيئوا للمجتمع ولكنهم لايكترثون للصورة البشعة التي يأخذها الناس عليهم بل واكثر من ذلك تراهم يتبجحون بافعالهم ويعيدونها مرات ومرات لانهم ومع الاسف يجدون من يسمع لهم ولكلامهم المريض,افكر كثيرا..لماذا يتصرف هؤلاء بهذا الشكل..

هل هم مرضى نفسيا ام ان الظروف المحيطة بهم تشكلهم وهم لاحول ولا قوة وانا هنا لااريد ان ابرر ولكن هذه النماذج آخذة بالازدياد واصبحت ذات تأثير مباشر او غير مباشر على مايحدث للعلاقات الاجتماعية وماعليها من حقوق وواجبات والتزامات,والذي دعاني لتسليط الضوء على هذا الموضوع هو البعض من الناس الذي ينتقد الناس بسبب او بدونه وهو الفاشل في حياته كما نراه نحن,وهو المبدع بقناعته المريضة وتراه يتكلم كلاما تافها عن اشخاص يتمتعون بسمعة طيبة حتى يلفت الانظار اليه وليبين انه الجيد والحريص والمحب والمضحي على حساب هؤلاء الطيبين ولكن الله بالمرصاد لمثل هكذا منافقين والغريب بالامر اننا عندما نواجهه بما قاله وفعله تراه يبرر ويعتذر ويحاول ان يظهر لنا انه لم يقصد ذلك بل ولربما يحلف بالله العظيم من اجل ان يبرأ نفسه وقد تسامحه مرة ومرتين وثلاث وتعطيه الفرصة تلو الاخرى كي يكون بشرا يتقي الله ولكنه يستمر في شره ويريد اقناع الاخرين بانك تظلمه ولاتريد الخير له وتغار منه وربما يصدقونه ولكن الى حين..عندما يلدغون منه ويعانون ماعانيته عندها تدور قصتهم معه مثلما دارت قصتك وليبحث عن فريسة اخرى وهكذا دواليك لان في كل يوم له قصة ورواية وحكاية ينسجها ببراعة ويعش دوره فيها بكل حبكة وخبرة وساروي لكم حكاية واقعية عن رجل تعود ان ينتقد الناس..بالخالي بلاش..اذ كان جالسا مع مجموعة من الاشخاص وذكروا في سياق حديثهم شخصا خيُرا قدم المساعدة للعديد منهم فانبرى لهم يتحدث بسوء ولؤم عن هذا الشخص ليشوه صورته وعندما سألوه..هل تعرفه فاجاب بكل ثقة..نعم اعرفه جيدا وتبجح ليكمل..لقد نصحته كثيرا ولكنه لم يتعظ,ولان الله اراد ان يكشفه على حقيقته جاء هذا الرجل صدفة ليجلس معهم وليستمع الى الكلام السيء الذي يقوله هذا الرجل عنه الذي استمر بالكلام دون ان ينتبه الى الاحراج الذي اصاب الجميع ليسأل بعد ان بث سمومه.. الجالس بقربه ..من هذا الرجل فاجابه هذا بعصيبة والم كبيرين ..انه الذي كنت تمزقه قبل قليل وكنت تقول انك تنصحه دائما ولكن بلا جدوى وحاول الفرار عندها طلب منه الرجل المطعون بامانته ان يجلس ثم سأله بهدوء..هل تعرفني..فاجاب بارتباك واضح..لا, فرد عليه اذن لماذا تنتقدني وتتكلم عني بهذا السوء البشع الذي لايقوله الا العدو اللدود وتصر على تشويه صورتي امام الناس بدون اي سبب ولايوجد لديك اي مبرر لاني اعرف انك كاذب..اجبني ولك الامان..فقال وعينه للارض..انا كنت اعتقدك شخصا اخر اعرفه..فاستوقفه قائلا..العذر اكبر من الصوج,لعنك الله..ولن ازيد لانك اصبحت معروفا لدى الجميع وهذا كاف لينبذك الكل بلا استثناء واذا دفعك طمعك لتأخذ مكانتي الاجتماعية المرموقة بين الناس فلم يكن هناك داع لتشويه صورتي بل كان عليك ان تخاف الله وتعمل الخير بلا مقابل وتحب لاخيك مثلما تحب لنفسك ولاتنتقد اهل الخير ووجه وانصح من يريد سوءا بالناس لان الكلمة الطيبة صدقة فاخرج عليك اللعنة فهرع مسرعا رأسه قبل رجليه ولكني واثقة انه لم يترك عادته المريضة,هذا نموذج من نماذج كثيرة ازدادت بشكل مرعب هذه الايام وعلينا ان نقف بحزم امامها وامام كل من تسول له نفسه الطعن بالاخرين ولنعلم ايضا ان من ينتقد غيرنا ويجرحه امامنا سينتقدنا ويجرحنا امام الاخرين لانه بهذا العمل البشع يداوي ويعالج نفسه المريضة التي لن تبرأ من مرضها الخبيث الا بجرعة من الخسة واللؤم لتهدأ قليلا ثم يعيد الكرة طالما هناك من يسمع له ولا يوقفه عند حده,ولهذا علينا ان نأخذ دورنا في الوقوف بوجه هؤلاء لانهم آفة اذا استفحلت ابتلعت المجتمع باكمله ولنتوكل على الله العزيز القدير في محاربة امثالهم وايقافهم عند حدهم بعدم السماح لهم بالتجاوز على الاخرين حتى ولو بالمزاح او..الميانه..
مع مودتي وسلامي لجميع المبدعين..هناء الداغستاني

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

675 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع