السيول تعيد رفات جندي عراقي مفقود منذ ٣٧عاماً

        


العربي الجديد/البصرة ــ براء الشمري:أعلنت السلطات العراقية جنوبي البلاد، اليوم الثلاثاء، العثور على رفات جندي عراقي فُقد خلال الحرب الإيرانية العراقية ثمانينيات القرن الماضي، وجرفته سيول قوية من إيران إلى داخل الأراضي العراقية ليستقر قرب بلدة المشرح العراقية في محافظة ميسان جنوبي البلاد.

وصرح مسؤول محلي في محافظة ميسان لوسائل إعلام محلية عراقية "إن رفات الجندي العراقي عبد الأمير حاج جبار الجادري، عاد للعراق مع السيول، وتم التعرف عليه من قرص معدني بقلادة معلقة في الرقبة تحمل اسمه، كما عثر على مقتنيات له من قطع نقود وساعة يدوية".

وفُقد الجادري عام 1982 خلال اجتياح القوات العراقية مدناً إيرانية حدودية، رداً على قصف الجيش الإيراني لمدينة البصرة على مياه الخليج العربي جنوبي العراق.

ونقل موقع إخباري عراقي عن رئيس المجلس المحلي لناحية الفجر جنوبي العراق، زهير كامل، قوله "إن أهالي الفجر تسلموا رفات المقاتل في الجيش العراقي عبد الأمير حاج جبار الجادري الذي فقد في عام 1982 أثناء الحرب الإيرانية العراقية، أي قبل 37 عاماً"، لافتاً إلى أن السيول الإيرانية القادمة إلى البلاد حملت رفاته إلى منطقة المشرح في العمارة. وأضاف أن الأجهزة الأمنية والقضائية في محافظة ميسان تعرفت على رفات الجادري من خلال القرص الحديدي الخاص بالجنود العراقيين الذين كانوا يحملونه أثناء الحرب.

 

محمد الجادري قريب الجندي الضحية قال لـ"العربي الجديد"، "إن عظامه حنّت لتراب وطنه ولعلها توسلت بالسيل أن يجرفها إلى هنا". وتابع "كان التشييع مهيبا له وشارك به الجميع"، مبينا أن "أهله بكوا وكأنه مات اليوم".

مواقع التواصل الاجتماعي تداولت صوراً قالت إنها لتشييع الجادري في بلدة تابعة لمحافظة ذي قار جنوب العراق.


وأكدت صفحة "يلا" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" التي نشرت صورا للجادري، وأخرى لتشييعه، أن سكان بلدة الفجر بمحافظة ذي قار شيعت جثمانه بعد التعرف عليه من خلال القرص التعريفي الذي كان يحمله الجنود العراقيون أثناء المعارك.

وقالت إن هذه الأنباء منقولة عن رئيس المجلس المحلي لبلدة الفجر، مبينة أن الجادري فقد خلال الحرب العراقية الإيرانية قبل 37 عاما.

أما المهندس المدني رضا عادل فعلق في صفحته على "فيسبوك" قائلاً: "سبحان الله جاذبية أرض الوطن حتى عند الأموات، مهما تتغير الأمور ويتبدل الزمن يبقى الوطن هو السكن الأخير".

في حين قدم الناشط محمد قاسم المترفي، شكره للسيول الجارفة التي كانت سببا في الكشف عن جثة الجادري، قائلا في صفحته على "فيسبوك": "شكرا لك أيتها السيول الجارفة، يا من أرجعت الغرباء لأهليهم وهم لا يعلمون بأن الأعداء قد تصالحوا بعد رحيلهم".

وقالت الإعلامية العراقية هناء رياض على "فيسبوك" أيضاً "في حادثة تقشعر لها الأبدان جرفت السيول القادمة من إيران جثة الشهيد العراقي عبد الأمير حاج جبار الجادري الذي كان مفقودا من 37 عاما"، مؤكدة أن التعرف عليه تم من خلال "القلادة التعريفية".

واندلعت الحرب العراقية الإيرانية في سبتمبر/أيلول عام 1980 واستمرت ثماني سنوات ليعلن عن انتهائها في الثامن من أغسطس/آب 1988. وتسببت الحرب بمقتل نحو مليون شخص من الدولتين، فضلاً عن خسائر مادية فادحة. وزرعت خلال الحرب مساحات واسعة من الأراضي بالألغام ما تسبب بفقدان جنود عراقيين لم يعرف ذووهم مصيرهم لغاية الآن.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع