الگاردينيا تحضر ندوة للحزب الشيوعي العراقي بالدنمارك

   

   الگاردينيا تحضر ندوة للحزب الشيوعي العراقي بالدنمارك

     

   

الاستاذ سلم علي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

كوبنهاغن/ الزميل أحمد فخري:أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدانمارك ندوة عامة بمدينة كوبنهاغن يوم الأحد 29 نيسان 2018 بعنوان " تحديات المعركة الانتخابية وضرورة التغيير"، استضافت فيها الاستاذ سلم علي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حضرها جمهورمن بنات وابناء الجالية العراقية، الى جانب ممثلي بعض الأحزاب العراقية.

   

وبعد ان رحب مقدم الندوة الاستاذ يوسف موسى بالحضور وبالاستاذ سلم علي بدأت الندوة بأستعراض آخر التطورات على الساحة العراقية وتم التركيز على الانتخابات البرلمانية المرتقبة في 12 آيار 2018 والتحالفات المختلفة، حيث اشار الضيف الى ان التحالفات الانتخابية موضوع حيوي. واوضح ان تحالف "سائرون" هو الشىء الجديد الأبرز الذي يستأثر بالاهتمام في المشهد الأنتخابي وفي المشهد السياسي عموماً، وهو يضم الحزب الشيوعي، حزب الاستقامة الوطني، التجمع الجمهوري، نداء الرافدين، حزب الدولة العادلة، حزب الشباب والتغيير، حزب الترقي والإصلاح، وحزب الأمة. بعدها قدم لمحة سريعة لأبرز معالم المشهد السياسي والذي جرى على خلفيته تشكيل تحالف "سائرون"، حيث اعتبر ان ذلك هو المدخل الأسلم لفهم المقدمات التي أدت لتشكيل هذا التحالف الانتخابي، فمن شأن ذلك ان يضع هذا الحدث في السياق الصحيح ويقدم الأجابة على الكثير من التساؤلات المشروعة التي اثارها التحالف، من منطلق ان كل جديد يستأثر موضوعياً بإهتمام الناس. ومن ضمنها اسئلة من قبيل: ما الذي جمع بين "اضداد عقائدية"، بين المدني والاسلامي؟ كيف يمكن لهذا التحالف ان يحدث تغييراً في الوضع بمواجهة قوى متنفذة مهيمنة، تحت تصرفها موارد الدولة واجهزتها وما نهبته من المال العام خلال سنوات تسلطها منذ عام 2003؟
ومن ثم تناول برنامج تحالف "سائرون" والضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها. وقال ان هذا التحالف هو الشىء الجديد الوحيد في خريطة التحالفات السياسية وان بقية التحالفات التي تشكلت، وبالأخص الكبيرة، ولا تتعدى الخمسة، هي في الغالب إعادة انتاج لتحالفات سابقة ذات هوية طائفية او اثنية". واضاف انه "لا يغير من هذه الحقيقة كون ان بعضها يستخدم احيانا كثيرة عناوين وشعارات مدنية لاخفاء هويته الحقيقيةً".

وقدم الاستاذ سلم مداخلة ضافية عن الوضع السياسي الذي لا يزال يتميز بانسداد أفق حل الأزمة البنيوية المستعصية على كل الصعد، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية، واصرار المتنفذين على مواقفهم ونهجهم، نهج المحاصصة والطائفية السياسية والفساد، واستمرار التدخلات الخارجية، الأقليمية والدولية، والتجاوزعلى السيادة الوطنية. وقال ان الحلول الترقيعية للاصلاح التي طرحها رئيس الوزراء في اواخر 2016 سرعان ما تبخرت، بل شهدنا هجوماً مضاداً شرساً من القوى المتنفذة، وصولاً الى ابقاء المنظومة الانتخابية الجائرة دون تغيير يذكر، باعتماد قانون سانت ليغو 1,7، من اجل إعادة تقاسم الحصص والمغانم.
واعتبر ان الانتصار العسكري على داعش وتحرير الموصل ومناطق اخرى من سيطرة هذا التنظيم الارهابي لم يغير شيئاً من قتامة هذا المشهد، على رغم ان هذا الانتصار الكبير تحقق بفضل تضحيات وبسالة القوات المسلحة ومتطوعي الحشد الشعبي والبشمركة والتأييد الشعبي الذي حظيت به. وقال ان هذا الانتصار قدم مثلاً ودليلاً على ان الوحدة الوطنية كانت العامل الحاسم في تحقيقه، في مقابل السياسة الطائفية والفساد الذي كان سبباً رئيساً في انهيار الجيش امام داعش. وكان يفترض ان يكون هذا درساً بليغاً من اجل اعادة بناء الجيش والقوات المسلحة على اساس المهنية والولاء للوطن. لكن بدلا من استخلاص هذا الدرس ومحاسبة المسؤولين عن انهيار الجيش واحتلال الموصل وثلث اراضي العراق من قبل داعش في حزيران 2014، والمسؤولين عن مجزرة سبايكر، نجد ان البعض سعى الى تجيير هذه الانتصارات العسكرية لحسابات سياسية ضيقة واهداف انتخابية مفضوحة تحت ستار الحديث عن استحقاقات سياسية لهذا الانتصار.
ولفت الى المستويات العالية للتدهور الاقتصادي والمعيشي في محافظات الوسط والجنوب التي لم تعاني بشكل مباشر آثار الحرب ضد داعش، اذ تدفع هذه المحافظات وسكانها ثمناً باهضاً لانتخاب ادارات محلية فاسدة تابعة للاحزاب المتنفذة ورموزها. وهو ما يكشف زيف وعود هذه الاحزاب ايام الانتخابات والادعاء بأنها تدافع عن الدين والطائفة والمذهب بوجه "المدنيين والكفار والملحدين ...الخ" كما تزعق جيوشها الاعلامية.
كما اشار الى ان نقطة الضوء الوحيدة في هذا المشهد القاتم هي الحركة الأحتجاجية الشعبية التي انطلقت في نهاية تموز 2015، وتمثل حدثاً فريداً في المنطقة والعالم. وان اهميتها السياسية تكمن في تحولها من مطالبة مشروعة بتحسين الخدمات الى تحدي النظام السياسي والطائفية والفساد والمطالبة باصلاح وتغيير حقيقي، فضلاً عن الحفاظ على سلميتها وطابعها المدني. فقد هزت دعائم هذا النظام وفضحت هشاشته وكشفت امكانية الخلاص منه، وان هناك امكانات كبيرة لدى شعبنا من اجل تحقيق التغيير لم تستنفذ بعد.
واعتبر ان مساهمة التيار الصدري في الحركة الاحتجاجية منذ مطلع 2016 قدم دعماً كبيراً لها وأكسبها بعداً جماهيرياً أوسع، ومكّنها من ممارسة ضغط اكبر على مؤسسات الدولة والقوى الحاكمة والمتنفذة. وجاءت هذه المشاركة على أسس واضحة من التنسيق والتعاون تقوم على الاحترام المتبادل للخصوصية الفكرية والسياسية والثقافية للتيارين المدني والصدري.
وهذا يجيب على تساؤل يطرح حالياً عن خلفية تشكيل تحالف "سائرون" وكيف تم كسر الحواجز بين الأسلامي والمدني. فان تشكيل هذا التحالف لم يكن شيئا مفاجئاً بل هو احدى ثمار التعاون والتنسيق الذي تحقق في سوح التظاهر والحراك الاحتجاجي على مدى اكثر من سنتين.
واوضح ان الحزب توصل في مؤتمره الوطني العاشر، المنعقد في نهاية 2016، الى ان إنسداد أفق حل الأزمة السياسية وإصرار المتنفذين على مواقفهم جعل التغيير ضرورة ملحة، وان التغيير يتطلب العمل على جمع وتوحيد الصف والمزيد من المبادرات والحراك في اتجاه تغيير ميزان القوى لمصلحة المشروع الوطني الديمقراطي. وان كسر احتكار السلطة والحلقة المفرغة وفتح الباب امام التغيير يقتضي التوجه الى اقامة اوسع ائتلاف مدني ديمقراطي والعمل على بناء كتلة وطنية كبيرة عابرة للطائفية.
وتناول مساعي الحزب لتشكيل تحالف "تقدم" للقوى الديمقراطية المدنية، الذي عقد مؤتمره التأسيسي في بغداد العام الماضي ومؤتمرات محلية في بعض المحافظات، ومواقف اطرافه خلال التفاوض مع حزب الاستقامة الوطني، المدعوم من التيار الصدري، من اجل تشكيل اصطفاف وطني جديد عابر للطائفية. وهو ما تحقق في إطار تحالف "سائرون" الذي اُعلن عنه في اواسط كانون الثاني الماضي بعد الاتفاق على مبادىء برنامجية تؤكد هويته الوطنية المدنية واهدافه في العمل من اجل الخلاص من المحاصصة والطائفية السياسية والفساد وبناء الدولة المدنية على أساس المواطنة والعدالة الاجتماعية. كما اشار الى ان الحزب سيواصل تعزيز التيار الديمقراطي والتعاون التنسيق مع القوى المدنية الديمقراطية الاخرى بأشكال مختلفة، قبل الانتخابات وبعدها.
وعلى صعيد الانتخابات خارج الوطن، دعا السيد سلم الى حث العراقيين على المشاركة الواسعة فيها، مؤكداً اهمية تأمين مراقبة فاعلة للعملية الانتخابية، بالاستفادة من تجارب الانتخابات السابقة،. كما حض على التعريف ببرنامج تحالف "سائرون" الانتخابي وحشد اصطفاف واسع لدعمه باعتباره تحالفاً واعداً يستجيب لتطلع شعبنا الى التغيير، ودعم مرشحي الحزب الشيوعي وحملته الانتخابية، من اجل إحراز تمثيل كبير في البرلمان يشكل رافعة لعملية الإصلاح والتغيير المنشودين
واختتم الاستاذ سلم علي حديثه قائلاً انه اذا ما اعادت هذه الانتخابات الى سدة الحكم نفس الوجوه الكالحة لتواصل النهج التدميري ذاته، وغلق الباب في وجه إمكان التغيير السلمي الديمقراطي للوضع القائم، فان التداعيات الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن ذلك سيتحمل المسؤولية عنها المتنفذون الذين يتحكمون بمراكز السلطة والنفوذ. لأن فقدان الأمل في التغيير سيدفع الجماهير الساخطة، والتي حرمت من أبسط حقوقها طوال 15 عاماً، منذ 2003، الى اللجوء الى اساليب احتجاج أخرى. وآنذاك سيكون ما شهدته "المنطقة الخضراء" من احتجاجات شعبية لاشئ بالمقارنة مع ما ينبىء به السخط المتنامي للجماهير الغاضبة.
بعدها أُعطي المجال للحضور لتقديم مداخلات وتوجيه اسئلة، وجرت الاجابة عليها بالتفصيل. وانتهت الندوة، التي استمرت حوالي ثلاث ساعات، بتقديم الشكر للاستاذ سلم علي على حضوره الى الدنمارك والتفاعل مع الجالية العراقية هناك.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

954 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع