من تراث الأعظمية مدينة التآخي والمحبة مكتبات الأعظمية: المكتبة العامة ومكتبة الصباح

من تراث الأعظمية مدينة التآخي والمحبة
مكتبات الأعظمية: المكتبة العامة ومكتبة الصباح
من إعداد: أ.د. عبدالمناف شكر النداوي
و

مجلة الگاردينيا


 
مكتبة الاعظمية العامة: (د. عبدالمناف النداوي)

تعد مكتبة الاعظمية العامة احدى المرافق الثقافية البارزة وكان لها دور ثقافي في تاريخ هذه المدينة واسهمت في اشاعة الثقافة العامة، وكانت مكانا ملائما لطلبة المدارس والجامعات اثناء استعداداتهم لاداء الامتحانات، ومكانا مناسبا لهواة القراءة والباحثين، وقد ساعد على ذلك موقعها المطل على شارع الامام الاعظم في مكان غير بعيد عن ساحة عنتر، وهي تقابل تقريبا كلية التربية ابن الهيثم والتي كانت في السابق كلية العلوم التابعة لجامعة بغداد.
المكتبة اسست سنة 1956

 تتبع المكتبة الى محافظة بغداد (الإدارة المحلية، وكانت بنايتها اول الامر تسمى معهد ابو يوسف وبعدها سميت معهد الشريف الرضي، ثم سميت معهد موسى الكاظم، ومن الذين تولوا ادارتها السيد ناصر السعد عام 1974 ، وكان مفتش في وزارة التربية.
 ومن مدرائها ايضاً ابراهيم آوجي وشهرزاد عبود المديرة الحالية هي ميسون كمال جواد وكانت موظفة فيها منذ عام 1974 واصبحت مديرة لها سنة1993
مساحة المكتبة 1430 متر مربعا المشيد منها 734 متر وهي مكونة من طابقين : الطابق العلوي فية مكتبة ومرسم للاطفال مع جرائد ومجلات قديمة ..
يتراوح عدد رواد المكتبة حاليا ما بين 5 -10 اشخاص عدا زيارات المدارس والمكتبة تتبع نظام الاستعارة الداخلية، وفيها استعارة خارجية ايضاً بشروط.
وفي كل عام وفي الثالث والعشرين من تشرين الثاني
يقام فيها اسبوع المكتبات اذ توجه فيه دعوات الى المدارس لحضور هذا النشاط .
عدد الكتب الان تقريبا 5000 كتاب، وهي كتب تاريخية وجغرافية وادبية وفي العلوم الاخرى، وهي اعداد قليلة لان المكتبة تعرضت للسلب والنهب عام 2003 وسكنت بنايتها عشر اسر بصورة تجاوز غير شرعي، لفترة طويلة إلى أن تدخلت الدولة و تم اخلائهم .




مكتبة الصباح في الأعظمية:
اعداد: (د. عبدالمناف النداوي)

       عند ملتقى عدة شوارع في مدينة الاعظمية وتحديدا عند نقطة التقاء شارع عمر بن عبد العزيز وشارع الضباط المؤدي الى راغبة خاتون وشارع سهام المتولي المؤدي الى رأس الحواش وباتجاه الشارع المتجه الى ساحة عنتر، اتخذت مكتبة لبيع الصحف والمجلات والكتب والقرطاسية مكاناً لها وأضحت لقدمها وعراقتها اسما مميزا وعنوان دلالة بارز للدلالة على المنطقة يكفي أن تقول عند مكتبة الصباح للدلالة على منطقتها.
كما يذكر أهالي الأعظمية، والمنطقة بالذات أن مكتبة الصباح كانت مركزا لاستلام الرسائل البريدية والطرود والامانات، وكانت ترد اليها مراسلات من شركات اجنبية ومكاتب عالمية. وبالتالي اصبحت المكتبة تراثا من تراث الاعظمية.
ولاهمية المكتبة سنلقي في هذه الحلقة الضوء على تاريخها. وعلى دورها الثقافي والاعلامي.


تأسيسها:
أسست مكتبة الصباح في البداية عام 1947 في منطقة باب المعظم في المكان الذي يشغله حاليا سياج وزارة الصحة وفي الزاوية التي تمر الى مدينة الطب مقابل قاعة الشعب.  وكانت المكتبة تشغل دكانيين ضمن بناية تعود لمصلحة نقل الركاب وهي البناية كانت مكان لاستراحة العاملين في هذه المصلحة، وقد هدمت هذه البناية عام 1956 واغلقت المكتبة لفترة لعدم توفر المكان البديل. وتم في النهاية فتحها في موقعها الحالي. وتوفي مؤسسها رحمه الله عام 1989 واستلم العمل محله ابنه (سالم) وحسم الورث مع اخوته له لحبه للمكتبة والتي عمل بها منذ صغره .


الأعظمية مدينة التآخي:
قد يعتقد من لايعرف تاريخ المكتبة ان صاحبها من اهالي الاعظمية، وهو امر غير صحيح اطلاقاً،  وهو يؤكد ان الاعظمية ليست مدينة متآخية، وغير مقتصرة على اهلها وهي ليست من مكون واحد، بل انها مدينة عراقية تضم الجميع عاشوا عبر الزمن في اخوة ووئام وفي ارقى العلاقات الانسانية الاجتماعية. فمؤسسها هو المرحوم  (جاسم جوده) من مواليد محافظة ميسان عام 1932 وجاء الى بغداد مع اسرته النازحة للعاصمة وعمره ست سنوات وعمل بائعاً للصحف في صغره وصباه، وكان مؤسس المكتبة لم يجد فرصة للتعليم ولكنه بحكم العمل تعلم القراءة والكتابة، وتعلم اللغة الانكليزية بصورة جيدة.

الوارد اليومي خمس دنانير!!
كانت الكتب والمجلات والصحف رائجة جدا حيث كانت تبيع المكتبة حوالي الف نسخة من الصحف العراقية يومياً، وكان ربحها اليومي ايام زمان يصل الى خمسة دنانير وهو مبلغ كبيرفي وقتها.


      وكان للمكتبة روادها من كبار السياسيين والعسكريين ورجالات الفكر والثقافة ومن بين هؤلاء الرئيسين عبد السلام محمد عارف وشقيقه عبد الرحمن محمد عارف، ورؤساء الوزراء مثل الدكتور عبد الرحمن البزاز، ورشيد عالي الكيلاني، وناجي طالب.

ومن الوزراء الدكتور احسان شيرزاد، والفريق الاول الركن صالح مهدي عماش، والدكتور عبدالرحمن القيسي، والوزير المخضرم عبدالرحمن الحبيب، واسماعيل العارف وعبد العزيز العقيلي ومحمد صديق شنشل وعبد الكريم فرحان وفيصل السامر.  ومن السياسيين والمسؤلين ناظم كزار والدكتور سالم الدملوجي وعمر الدملوجي وحسن العلوي والدكتور علي الوردي والدكتور عبد العزيز الدوري والدكتور يوسف عز الدين والدكتور عناد غزوان والدكتور حسين امين والدكتورعزيز محمود شكري والدكتور كمال السامرائي والفنان جواد سليم وشقيقته نزيهة والفنان فائق حسن والفنان اسماعيل الشيخلي وخالد الرحال وعطا صبري ومن الرياضيين السادة مؤيد البدري وهشام عطا عجاج وفتاح نصيف، ومئات اخرين. من شخصيات البلد على مدى اكثر من ستة عقود.


المكتبة تعاني:
وفي السنوات الاخيرة عانت المكتبة (الصباح) من عدة أمور، فقد اضطرت للإنتقال من مكانها العريق الى موقع آخر قبالتها، وهي مستمرة بعملها رغم تدني مبيعاتها بسبب ضعف الاقبال على الصحف والمجلات الورقية في ظل انتشار الأنترنيت، وتحول الشباب عن قراءة الصحف.
     والمشكلة الأخرى، ولأنها ذات اسم مميز منذ خمسين عاماً،  فقد اتخذ العديد من المكتبات التجارية ذات الإسم تجاوزا وانتهاكاً للقانون، وانتحلت اسمها، برغم أن هذه الاسماء غير رسمية وغير مسجلة في غرفة التجارة والجهات الرسمية، إلا أن لجوء البعض الى انتحال اسم مكتبة عريقة يعتبر تجاوزا وجريمة تستحق العقاب.


 
مكتبة الحاج حمدي الأعظمي نموذج رائع للعمل التطوعي: (من إعداد الگاردينيا)
 تعد مكتبة العلامة البغدادي الحاج حمدي الأعظمي، الذي كان أول من منحه الملك غازي وسام الرافدين، من أهم وأكبر المكتبات الأهلية في بغداد.
وقد أسس الأعظمي مكتبته في عام 1961 وزودها بمجموعة كتبه التي جمعها من شتى أنحاء العالم. وقد أغلقت المكتبة في عام 2003 وأعيد افتتاحها في عام 2008.


تدير المكتبة حالياً الأستاذة إيمان اسماعيل خليل، وقد تحدثت عن تأسيس المكتبة، فقالت:

لقد أسس المكتبة العلامة الحاج حمدي الأعظمي (يرحمه الله) عام 1961. أنشأها على قطعة الأرض التي كان يمتلكها والواقعة في محلة السفينة بالأعظمية، بداية شارع أبو عبيدة، بالقرب من منزله. ووضع فيها جميع كتبه. وكان يتردد عليه في المكتبة رجالات العلم والفضل والأعيان من علماء وأدباء وفضلاء ووزراء ووجهاء يتبادلون مختلف الأحاديث والأبحاث.
وبقي الشيخ الأعظمي طيلة حياته يخدم العلم وينفع الآخرين، حتى توفي عام 1971عن عمر يناهز مئة عام. وقد وضع المكتبة وقفاً ذرياً، لتقوم ذريته على رعاية المكتبة لأجل منفعة الآخرين.
حالياً يوجد في المكتبة ما يزيد على 7000 كتاب. وتشمل كتب العلامة الأعظمي أصنافاً عديدة من كتب التاريخ والأدب والشعر والنقد والفلسفة والاجتماع والجغرافية، بالإضافة إلى الكتب التي تعنى بالعلوم الإسلامية من كتب التفسير والحديث والفقه. وهناك مخطوطات مختلفة أيضاً.
وقد عُرف الأعظمي بولعه بالقراءة وكان لكثرة سفره للبلدان العربية والأجنبية يقتني الكتب من جميع البلدان التي يسافر اليها. لذا تجد في مكتبته كتب مهمة باللغة الفرنسية والتركية والفارسية والإنكليزية، وهي لغات كان يجيدها العلامة الأعظمي.
ليست هناك أية جهة حكومية أو غير حكومية تدعم المكتبة، لكن هناك متبرعين خاصة من وجهاء أهالي الأعظمية. وبعد وفاة الأعظمي صار الناس يدعمون المكتبة بأنواع الكتب المختلفة.
المكتبة مفتوحة للجميع. لكن هناك اهتماما وإقبالا كبيرا من قبل الدارسين والباحثين وطلبة العلم والدراسات العليا في جميع الاختصاصات، خاصة وأن المكتبة تضم كتبا قيمة ونادرة من أمهات الكتب.
ونظراً لأن المكتبة تحتوي على قاعة كبيرة وغرفتين صغيرتين، فقد استغلت المكتبة لتقديم الخدمات الطبية مجاناً لاهالي الاعظمية وعموم المراجعين من ذوي الدخل المحدود مجاناً، بوجود عدد من الأطباء المتطوعين للعمل الخيري وعلى رأسهم الدكتور رياض العضاض.
كما تقام دورات لمحو الأمية ودورات تقوية للطلبة خاصة قبل الامتحانات النهائية. والمحاضرون هم أساتذة متخصصون يقدمون خدماتهم مجاناً ايضاً. كذلك تقول الأستاذة إيمان "نحن ندير المكتبة في دوام يومي ولا نتقاضى أجراً عن خدماتنا". فأنا كنت من بين عدد كبير من النساء والرجال من أهالي المنطقة ممن قاموا بإعادة تأهيل المكتبة في عام 2008 وافتتاحها وإعادة الحياة لها. ولم أكن أعرف شيئاً عن تصنيف وترتيب الكتب وتسلسلها وترقيمها وما إلى ذلك من عمل متخصص. لكن مدير المكتبة السابق علمني لأنني أحببت أن أقدم شيئاً نافعاً للناس. وصرت أهتم بالمكتبة وصارت الكتب كأنها أولادي الصغار وأجد متعة كبيرة في العمل الطوعي.
 وحين سُئلت الأستاذة إيمان فيما إذا كانت هناك خطط لتطوير المكتبة، أجابت : بالطبع. لكن العائق الوحيد هو الدعم المالي. فنحن بحاجة إلى بناء طابق علوي لكي نتمكن من ترتيب الكتب التي ضاقت بها القاعة المخصصة لها، وشراء آلات خياطة لكي نؤهل النساء الأرامل في الاعظمية لتعلم الخياطة، بالإضافة إلى شراء حاسبات لإقامة دورات لتعليم برامج تطور المهارات وتساعد على إيجاد فرص العمل، وقد وعدنا المجلس البلدي في الأعظمية بتقديم المعونة، خاصة وأن المكتبة صنفت من الأماكن التراثية لأنها تحمل طراز البناء البغدادي.


 
التعايش المذهبي والاثني في الاعظمية
إعداد د عبدالمناف النداوي:

 قد يعتقد البعض ان الاعظمية من اسمها هي مدينة مغلقة على اناس من مذهب واحد أو مكون واحد، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح فهي كغيرها مدينة متنوعة ومختلطة والجامع بين الجميع كانت المواطنة والانتماء للعراق.
يشهد التركيب الإجتماعي لمدينة الاعظمية، مركزا وضواحي، تنوعاً مذهبياً واثنياً متعدداً وبعيداً عما شهدته المدينة والكثير من مدن العراق من احداث ما بعد عام 2003 .
ان هذا الموضوع كان حالة خاصة ارتبطت بالظروف التي عاشها البلد عام 2006، ومن ناحية اخرى ولكي نؤكد ماذهبنا اليه ففي مدخل سوق الاعظمية كان يفترش الارض العشرات من الندافين من اهالي الكاظمية البارعين بعملية ندف القطن وصناعة اللحف والمخاد واللحف. كما كان العاملون في مهنة (العتالة) او الذين يسمون (الحمالين) كانوا من سكنة منطقة خلف السدة،  وهم بالأصل من سكنة الجنوب المرتحلون الى العاصمة، وكانوا يعملون لسنوات طويلة بحريّة واخوة.
والى السوق كان تاتي العشرات من بائعات القيمر والروبة من اطراف بغداد دون ان تحدث لاي منهن اية مشكلة.
     وقرب المقبرة الملكية في منطقة هيبة خاتون كان يسكنها ما كان يطلق عليهم بت((الكرادة))، ومن ابرزهم (بيت حميد الجبر) وكان اغلب هؤلاء يزرعون شتلات الخضار على جرف النهر والتي تسمى (الدوّاية)، وكانوا يبيعونها للفلاحين في اطراف بغداد وخارجها وخصوصا القرنابيط واللهانة.  وارتبط سكان هذا الحي الصغير المختلف مذهبيا عن مذهب اهل الاعظمية بعلاقات تزاوج وعلاقات عمل وصداقات حميمة.
ومن بين من نذكر قدوري الحلاق واخوانه ستار وعدنان وغيرهم. وكان شباب هذا الحي الصغير لاعبين مميزين في نادي الاعظمية.
 .وكان كاظم النداف من اهالي الكاظمية حالة خاصة اذ سكن الاعظمية وأحبَّ اهلها واحبوه وبرز اولاده في مجال الرياضة في نادي الاعظمية، وكانوا متميزين في اكثر من لعبة.
وفي داخل احياء الاعظمية القديمة كان يسكنها اناس من كل محافظات العراق ومن دياناته ومذاهبة وعاشوا باخاء ومحبة ولم تسجل اي حالة خلاف ديني او مذهبي، بل تصاهروا وعاشوا باحلى علاقات الجيرة وبامتن علاقات السكن المشترك واروعها.

وفي اسواق الاعظمية كان الكثيرون من اهلي مدينة الكاظمية لهم محلاتهم وزبائنهم. وكان اشهر محل لبيع الاقمشة في رأس الحواش هو محل (خاجي) وهو من اهالي مدينة العمارة وقد سكنوا بجوارنا تقريبا لسنوات طويلة في محلة السفينة.
     واذا ذهبنا ابعد من مركز المدينة فنجد احياء الكسرة والشعب والوزيرية والكريعات والسبع ابكار والصليخ والفحامة والراشدية فكانت كلها احياء تعيش فيها عوائل ذات انتماءات مذهبية مختلفة وفيها ايضا عوائل كثيرة من قوميات اخرى لم يسجل في تاريخها الحديث اي تناحر او صراع او عداوات بسبب الانتماءات اوالتنوع المذهبي
       وكانت علوة الاعظمية التي تقع خلف جامع الامام ابو حنيفة يأتيها الفلاحون والمزارعون من كل المناطق ليبيعوا فيها حاصلاتهم الزراعية ويتسوقوا من سوقها.


 تعليق من مجلة الگاردينيا:
لعل من أشهر سكنة الأعظمية ومن ارتبط اسمهم بالأعظمية، هو (قاسم أبو الگص) ويعرف أهل الأعظمية أن قاسم من أهالي الكاظمية وعاش في الأعظمية سنوات طويلة بود وتآخي وهو ممتن من أهالي الأعظمية الأصلاء لأنهم حموا أولاده وعائلته ومحلاته الشهيرة بمطاعم قاسم أبو الكص في قلب الأعظمية.

المكتبة المركزية بالوزيرية.. ذكريات ايام التلمذة والدراسة الجامعية

 

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

734 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع