فنجان قهوة مع الملحن محسن فرحان .

   


محسن فرحان ... علينا ان نؤمن ان الزمن تغير بموسيقاه واشعاره

  

                                       

                 حوار: رنا خالد

المتابع لألحان محسن فرحان، يجدها بعيدة عن الاقتباس والتطعيم والنقل، لأن موهبته أسعفته على تجديد التلحين بأسلوب مريح للمستمع غير مفتعل، فيه صدق وابتكار، وهما صفتان ميزتا شخصية الفنان محسن فرحان الإنسان والفنان على السواء. 

وقد حرص على توسيع إطار ألحانه بما يبرز العنصر النفسي فيها، وحرص على إثراء ألحانه بفكر مبتكر غير مقيد بالأساليب النمطية الموروثة، كما أنه وظف أدواته الموسيقية الموروثة: اللحن، والإيقاع وحدهما للتوصل إلى أسلوب أكثر صدقا وتعبيرا وحيوية في التلحين، دون اعتماد علي الأدوات الفنية الجديدة.

وقد لاحظتُ، عند سماعي لأغانيه لاسيما تلك التي لحنها الى المطرب قحطان العطار، انه يضع لكل بيت أو مقطع شعري لحنا خاصا به مسايرا لمعانيه، وأجوائه، وهذه خصلة فنية، تحسب لضيفنا المبدع محسن فرحان، حيث أضفى على تلك الاغاني طابع التلهف والترقب المتوتر بتكوينات لحنية وإيقاعية بديعة، مبتعدا عن التلحين النمطي المعروف.. جمله الموسيقية مبسطة، متراصة النغمات، ومتعادلة في مساراتها.
نرتشف قهوتنا اليوم، مع ملحن الاغنية العراقية الرشيقة محسن فرحان.. لكن قبل ان احاوره، أقدم سطورا عنه.. فمن هو محسن فرحان؟
الولادة والنشأة
ولد الملحن محسن فرحان في محافظة واسط مدينة الكوت سنة 1947 وقبل إتمام السنة من عمره انتقل للسكن الى محافظة كربلاء حيث ان والده كان مفوضا في الشرطة، وكان ينتقل من مكان الى اخر حسب ما يتطلب العمل.. كبر وترعرع في كنف عمه، الذي لم ينعم بالذرية، تعلم منه الكثير وكان له فضل كبير عليه.. في عام 1977 سافر الى مصر وأكمل دراسته في معهد الموسيقى واستمر في عطاءه في بلده العراق رغم كل الظروف التي عاشها والتي ارغمته أحيانا على بيع عوده الغالي على نفسه وقت الحاجة ... محسن فرحان أحد اهم اعمدة التلحين في العراق مع كوكبة من الملحنين في فترة السبعينات، منهم محمد جواد اموري، طالب القرغولي، طالب غالي، عبد الحسين السماوي، طارق الشبلي، فاروق هلال، مفيد الناصح، كمال السيد وأخرين
إنجازات الملحن الكبير محسن فرحان
اضافة الى تلحين الأغاني لحن الأوبريتات والقصائد ومنها قصيدة (هل تسمين الذي كان غراما) وهي قصيدة للشاعر الكبير بدر شاكر السياب.. وله إنجازات متميزة منها تأسيسه لجمعية الملحنين والمؤلفين العراقيين مع فنانين عراقيين اخرين، وشغل عضو اللجنة الوطنية للموسيقى ومستشارا في وزارة الثقافة. أصبح رئيسا لهذه الجمعية. أصبح مستشاراً فنياً لاتحاد الموسيقيين العراقيين وله برنامج (عراق ستار) في قناة السومرية لرعاية الاصوات الشابة
** من هو محسن فرحان بعيدا عن الفن؟
ــــ انسان حنون مثل ما يقال (دمعتي بطرف عيني وبس أرمش تطيح) وكل يوم ابكي على الغوالي الذين غادروا حياتي وأولهم زوجتي ...التي تزوجتها بعد قصة حب الكل عرفها لأني كنت مشهورا في كربلاء، كانت الحب الأول والأخير حيث لم اتزوج بعدها... لكن والحمد لله عندي خمس بنات وهن من حولي يعوضوني الوحدة ولا اتحمل بعدهم عني رغم ان لكل واحدة منهن حياتها وعملها الخاص
** العوق الحالي قلل من تواجدك ومواصلة نشاطك؟
ــ ابدا ...تواجدي مستمر بكل مكان وزمان.. وايضا في شبكة الاعلام لعراقية متواجد معهم وعندي الحان جديدة لسعدون جابر وحسين نعمة
** وكيف تقضي يومك بعد الحادث؟
ــ في الليل أحب السهر ومشاهدة الأفلام القديمة التي تحمل قصصا جميلة عفوية رومانسية ولا أحب النوم الافي وقت متأخر.. في الصباح اتناول فطوري متأخرا، وبعدها اتصل بأصدقائي ونلتقي او اخرج لأتواجد في بعض الأنشطة الثقافية
** كيف كانت بداياتك الأولى في عالم التلحين على العود؟
ـــ في المدرسة كانت توجد فرقة موسيقية واشتركت فيها وكنا نقدم قطع موسيقية في سنة 1961 وكنت منشد في الفرقة، لكن بين الحين والحين كنت أتمرن على عزف العود وتدوين (النوتة) ويوم من الأيام غاب عازف الإيقاع عن الحضور لحفل اقيم بالمدرسة وقلت لهم ممكن ان أكون بدل عنه.. قالوا كيف هل تعرف العزف... قلت نعم والحمد لله تم ذلك.. في عام 1972 بدأت شهرتي الحقيقية مع اغنية (غريبة الروح) للفنان حسين نعمة وكلمات الشاعر جبار الغزي (ما بيه اعوفن هلي) و(كوم انثر الهيل) و(حضن المحبة) و(فاركونه) و(خسارة يأزمن) و(بين علي الكبر) أصبحت معروف في الوسط الفني العراقي
** درست في القاهرة في معهد الموسيقى حدثنا عن ذلك؟
ـــ نعم.. واستمرت الدراسة لثلاث سنوات في السبعينات.. دخلت معهد الموسيقى العربية قسم الدراسات الحرة في القاهرة بأشراف عازف القانون (سامي نصير) وخلال هذه الثلاث سنوات كانت لي علاقات جميلة بكبار الملحنين العرب منهم (بليغ حمدي، محمد الموجي، هاني مهنى)
** من المطربين الذين قدمتهم للجمهور؟
ـــ كما قلت حسين نعمه، قحطان العطار, سعدون جابر، وأكثر من لحنت لهم ... المطرب حسين نعمة و(عيني عيني) و(لتصدك اليحجون)و(دمعه وكحل) و(البارحة) والمطرب سعدون جابر و(أه يا زماني) و(يكولون غني بفرح) و(لوغيمت دنياي)و (شكول عليك)و (زمان) و(يافيض) والمطرب قحطان العطار و(يا هوى الهاب)و (تردون) ومنها للمطرب حميد منصور(طير الحمام) و (هلا ياعيني) وللكثر منهم أيضا ,, رضا الخياط, واغاني لصباح السهل، وفؤاد سالم وسعاد عبد الله، وازهار الصباح، وانوار عبد الوهاب ،كريم حسين كلهم لا يمكن نسيان اغنيهم الجميلة لليوم لأنها كانت تلحن على مقامات اصيلة
** رأيك في ألحان اليوم هل هي بالمستوى المطلوب؟
ـــ كل زمان له رجاله كما يقال.. بمعنى اننا يجب ان نؤمن ان الزمن قد تغير وتطور ويجب تقبل الوضع بما هو عليه بالحاضر. الموسيقى والاشعار تتغير بتغير الأشخاص وتبدل أوضاعهم ولكل زمن موسيقاه واشعاره
** لكن يوجد الان على الساحة الغنائية من الأغاني والالحان التي تخلو من مراعاة الذوق العام؟
ــ نعم يوجد وفيها أساء للذوق العام ومنها ما تقلل من شان المرأة تحديدا.. ولكن هناك أغاني للشباب جميلة جدا وانا شخصيا استمتع بها
** الاغنية اليوم لا تبقى في البال ولا يمكن ان تستمر أكثر من شهر؟
ــــ يعود ذلك لسببين الأول الحانها مستعجلة والحن ابداع لا يأتي بسرعة والثاني كتبت بسرعة أي ليس لها جذور.. اضافة الى التقليد لبعض الأغاني وهذا لم يكن موجود قديما
** من هم أفضل الملحنين اليوم؟
ــــ يوجد كثر من الملحنين العراقيين الناجحين منهم نصرت البدر وعلي البدر، علي صابر، ضياء الدين، حسن فالح واخرين
** هل رأيك يطابق رأيي ... ان الكثير من الشباب اخذ الفن مهنة؟
ـــ نعم.. من اجل المال بالدرجة الرئيسية والشهرة أيضا، وفي وقتنا كنا نقدم الحن مجاننا لخدمة الكلمة والأغنية الاصيلة
** رأيك في البرامج التي تسهم في صناعة "النجوم" حاليا؟
ـــ برامج استعراضية، وهي لا تصنع النجم، فالموهبة هي الاساس.
** لكن هناك ناجحين مثل كاظم الساهر؟
ـــ نعم ولكن كاظم الساهر، عمل على تطوير نفسه، وصنع نجوميته بمجهوده الفردي.
فنجان القهوة اليوم كان مختلفا حيث اخذنا الى أيام سلطنة الأنغام العراقية الجميلة لنا حوارات أخرى مع شخصيات ابدعت وما زالت تبدع.

  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1084 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع