اعتزال أوزيل يثير جدلا حول العنصرية في ألمانيا وميركل تقول إنها تحترم قراره

   

وكالات الأنباء:قرر لاعب وسط المنتخب الألماني لكرة القدم مسعود أوزيل الأحد الاعتزال من اللعب الدولي. وأثار القرار في ألمانيا جدلا حول تنامي مشكلة "العنصرية"، وحول دوافع اللاعب التركي الأصل، الذي كان يشكل مثالا في الاندماج. وقالت المستشارة أنغيلا ميركل إنها تحترم قراره مؤكدة أن الرياضة تساهم في الاندماج.

أثار قرار لاعب وسط المنتخب الألماني لكرة القدم التركي الأصل مسعود أوزيل، اعتزال اللعب دوليا واتهامه منتقديه بـ"العنصرية" جدلا في ألمانيا، في وقت صفقت له تركيا لأنه برأيها سجل "هدفا ضد فيروس الفاشية".

وكانت صفحات صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار قد تضمنت أقسى التعليقات ضد أوزيل، ولم تتوان عن شن حملة ضده منذ أسابيع، وخصوصا منذ لقائه في أيار/مايو الماضي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتقاطه صورة معه، ما اعتُبر بمثابة تأييد لزعيم متسلط ونقص في الولاء لألمانيا، قبيل أسابيع من انطلاق نهائيات كأس العالم.

كما انتقدت الصحيفة استقالته القائمة "على التذمر"ودعم بطل كأس العالم 2014 "طاغية" يسعى إلى فرض "دكتاتورية إسلامية". ولم تتوان "بيلد" عن تجديد انتقاد أداء أوزيل "السيء"والذي ساهم في إقصاء ألمانيا من الدور الأول لمونديال روسيا 2018.

في المقابل، نشر وزير العدل التركي عبد الحميد غول عبر تويتر "أهنئ مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية".

    

وولد أوزيل في ألمانيا لعائلة تركية مقيمة هناك، وتخلى عن جنسيته التركية في2007 من أجل أن يصبح ألمانيا.

وتوترت العلاقات التركية الألمانية منذ محاولة الانقلاب الذي شهدته تركيا في2016 ، وتنديد أنقرة باتهام برلين لها بممارسة حملة قمع ضد معارضي النظام، وذهاب أردوغان إلى حد تشبيه ألمانيا المعاصرة بالنازية.

رسالة أوزيل ورد ميركل

وهاجم أوزيل (29 عاما) الأحد في رسالة من أربع صفحات نشرها على حسابه في تويتر،وسائل إعلام قال إنها أساءت معاملته معتبرا أنه ضحية ممارسة "عنصرية". ووجه الاتهام بشكل خاص لرئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم رينهارد غريندل، النائب السابق عن حزب المحافظين والمنتقد السياسي الشرس للتعددية الثقافية.

وقال أوزيل الذي سجل23 هدفا في 92 مباراة خاضها مع منتخب المانشافت "لن أكون بعد الآن كبش فداء (لغريندل) بسبب عدم كفاءته وعدم قدرته على القيام بعمله بشكل صحيح"، مضيفا "في نظر غريندل ومؤيديه، فأنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر".

في المقابل، لم يعلق أي من زملائه أو مدربه يواكيم لوف على قراره وتصريحاته. لكن الاتحاد الألماني لكرة القدم نفى في بيان صدر الاثنين، ما ساقه ضده أوزيل من اتهامات وجهها إلى رئيس الاتحاد رينهارد غريندل بمعاملته بخلفية عنصرية، مع إعلان اللاعب اعتزاله اللعب دوليا مع "المانشافت".

وجاء في البيان "نحن نرفض فكرة ارتباط الاتحاد الألماني لكرة القدم بالعنصرية". وأضاف " يقف الاتحاد الألماني مع التنوع بما يتعلق بممثليه وموظفيه وأنديته، وأداء ملايين المتطوعين لديه على مستوى القاعدة الشعبية".

لكن المستشارة أنغيلا ميركل قالت إنها تحترم قرار أوزيل مؤكدة أن الرياضة تسهم بقسط مهم في عملية الاندماج. وصرحت الناطقة باسمها أولريكي ديمر أن "المستشارة تكن خالص التقدير لمسعود أوزيل.. إنه لاعب كرة عظيم أعطى الكثير للمنتخب الوطني.. لقد اتخذ الآن قراره وينبغي احترامه".

"ألمانيا تعاني من العنصرية"

ويقر سياسيون وبعض الصحف المنتقدة لخطوة أوزيل بأن ألمانيا تعاني من مشكلة العنصرية وأن القضية ليست عرضية على الإطلاق، لأن اللاعب الألماني التركي الأصل يشكل مثالا للاندماج، ويأتي تركه المنتخب في وقت يشهد صعودا غير مسبوق لليمين المتطرف منذ1945 عن طريق "حزب البديل من أجل ألمانيا".

من جهتها، اعتبرت وزيرة العدل كاتارينا بارلي أن القضية تشكل "ناقوس خطر عندما يشعر لاعب ألماني كبير مثل أوزيل أنه لم يعد ينتمي إلى بلاده بسبب العنصرية".

كما نددت صحيفة "تاغ شبيغل"الصادرة في برلين بـ"الأجواء الشعبوية في البلاد"واعتبرت أن "رحيل مسعود أوزيل هو قطيعة رياضية وسياسية واجتماعية.إن الأمر يتخطى مستقبل المنتخب الألماني".

هذا، وقال رئيس مجلس الجالية التركية في ألمانيا غوكاي صوفو أوغلو إن "تعددية" المنتخب الألماني باتت مهددة بعد أن كانت "مثالاً يحتذى".

ويجاهر أوزيل بكونه مسلما، وهو يتعرض منذ سنتين لحملة يشنها "حزب البديل من أجل ألمانيا". وقد صرحت المسؤولة في الحزب أليس فيدل الاثنين أن أوزيل يشكل "أبرز مثال على فشل اندماج القادمين من العالم التركي الإسلامي".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

996 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع