98 فنانة تشكيلية عراقية.. كحلنّ (نظرات النساء) بألوانهن!

         

                   

إيلاف/بغداد: اجتمعت 98 فنانة تشكيلية عراقية في قاعات المعهد الثقافي الفرنسي ببغداد للمشاركة في معرض فني حمل شعارا مميزا هو (نظرات النساء)،لمناسبة يوم المرأة العالمي، جاءت الفنانات وهن يحملن الكثير من الامال والطموحات والالوان والفرح والجمال، فقمنّ بتوزيعها على المكان والحاضرين الذين تلاقت نظراتهم بنظرات الفنانات تلك لتنتج دهشة كان نتاجها ثناء كبيرا واعجابا لافتا، انهمرت مفرداته على الرسومات والمنحوتات والسيراميك والاعمال الخزفية التي كونت مجموعة منتقاة لفنانات عراقيات معاصرات تباينت تجاربهن وخبراتهن، لكنهن كشفن عن بوح كثير وعن جرأة وجدارة، كما اكدن ان هذا العدد يدعو الى العجب والاعجاب، فليس من السهل اجتماع 98 فنانة تشكيلية في صورة ابداعية جمالية معبرة، وهو ينم عن ان التشكيل النسوي له مستقبله، المعرض.. كان بمثابة مهرجان اقيم بالتعاون مع رابطة الفنانات التشكيليات، او كما قالت رئيس الرابطة كان احتجاجا على اوضاع المرأة بشكل خاص وعلى اوضاع العراق بشكل عام.

ومن خلال الاعمال الفنية للفنانات اللواتي احتشدن وهن يرفلن بالجمال في الفضاء الجميل الذي نثرن فيه احلامهن وطموحاتهن، كانت اختياراتنا عفوية لمعرفة ما يجيش في نفوس البعض عن هذه المشاركة.
تقول الفنانة طيبة محمد شكري: بالتأكيد.. انا مسرورة لمشاركتي في معرض مهم يؤكد على حضور الفنانة التشكيلية وابداعها، شاركت بلوحة من التراث العراقي واستخدمت فيها تقنية حديثة وهي تقنية الكمبيوتر والالوان المائية، واحببت التغيير في الفن التشكيلي والمزاوجة ما بين الفن الرقمي والفن التشكيلي.
فيما قالت الفنانة انعام الكبيسي: نحن شاركنا ضمن رابطة الفنانات التشكيليات العراقيات، ومشاركتي باكثر من لوحة، ولكن بسبب عدد المشاركات الكبير ارتأت الرابطة ان تختار لوحة لكل فنانة، لوحتي زيت على قماش، والاسلوب تجريد عبارة عن فتاتين افريقيتين ترقصان، وانا سعيدة بهذه المشاركة لان اهتمام المعهد الثقافي الفرنسي بالمرأة كان اهتماما خاصا فهو يخصص له هذه القاعة للسنة الثالثة على التوالي، واعتقد ان هذه المشاركة مفيدة لنا كون الزوار اغلبهم من المثقفين، نحن نطمح لبيع لوحاتنا ولكن ربما سيكون البيع ضئيلا لان المعرض يقتصر على الزوار العراقيين.

           


اما الفنانة ندى العثمان فقالت: المعرض هو مهرجان سنوي جميل وانا احرص على المشاركة فيه كل عام، ومشاركتي هذه المرة بلوحة من عدة لوحات اختارتها اللجنة المنظمة، ولوحتي بالالوان المائية، واقعية جدا لانها مأخوذة عنه صورة فوتوغرافية لعصفور البنجز الذي صادقني وظل جالسا بالقرب مني لوقت ليس بالقصير فألتقطت له صورة ورسمته اكراما له.
 واضافت: انا فرحان جدا بهذه المشاركة على الرغم من انني كنت مرتبكة قبل الدخول الى القاعة، وانا سعيت الى هذه المشاركة التي انقطعت من اجلها ثلاثة ايام عن العالم لاتمام رسم لوحاتي المشاركات بالمعرض، لانه يهمني ان اشارك في المهرجان الذي اؤمن انه يخدم الفنانات التشكيليات جدا.. جدا.. جدا.

 وقالت الفنانة ابتسام ناجي: هذه هي مشاركتي الاولى في هذا المعرض السنوي، والعمل الذي شاركت فيه استخدمت به اللاقصدية، فلعبت بالالوان وعبرت عنها بما اعيشه في الواقع الذي هو الاحمر / واقع الدم، والاسود / الصراع، وتركت فسحة للامل وهو اللون الاخضر، وهناك الالوان التي تعتمد على برود الاعصاب والهدوء.
 واضافت: هذه المشاركة مهمة لي كي اجد نفسي وانني امشي على طريق الفن الصحيح، وهو يخدم الفنانات جميعا لاسيما اللواتي في بداية المشوار من اجل ان تتميز بعملها.
وقالت الفنانة ضحى الكاتب: لوحتي ليست مرسومة بالفرشاة والزيت، بل ان الواني هي اقماش وفرشاتي هي الابرة والغرزة والخيط، لوحتي معمولة بالكامل من طبقات متعددة وخامات متعددة من القماش عكست بها واقعنا التراثي لما يحمله من غنى نحن في حاجة له في هذه الايام، يجب ان لا نتخلى عن تراثنا، فالتراث يحمل الكثير من افرح، عكست التراث بلوحاتي لانني احب ان اقدم ما هو مفرح وجميل للمتلقي، وان شاء الله يكون حاضرنا جميلا زمفرحا ونبدأ نعكس الحاضر للمتلقي في الزمن المقبل.
واضافت: ها المعرض فرصة جميلة للفنانات، وانا فوجئت حقيقة بأن هناك لجنة فرنسية هي التي تختار اللوحات، كما ان اللجنة اختارت لوحتي لتكون عنوانا لفولدر المعرض، وهذا دليل على ان تراثنا جميل،فالاجانب يميزون هذا، وليس من المعقول ان نترك هذا او نهجره، فلا بد من التركيز على اعادة احياء التراث، وليس بالضرورة ن نحييه كما كان، بل نضيف له لمسات فنية وحداثة ويجب ان نحافظ عليه.
اما الفنانة زبيدة اطيمش فقالت: معرض قيم.. جمع بين فنانات متميزات والوان مميزة تخدم هذا البلد الذي يعيش في وضع مرتبك،بين اوضاع سياسية مختلفة، ونحن نصنع جوهر الجمالية بهذه الالوان، ومشاركتي مع زميلاتي الفنانات لاحياء الذكرى الجميلة بيوم المرأة العالمي، وقد اسعدنا هذا الحضور الغفير من الفنانين والمثقفين، والمعرض جميل يحتوي على ميزة جمالية وابداع بصيغ جميلة.

                 

 


فيما قالت الفنانة دينا القيسي: تحية للنساء في كل مكان، امي، اختي، صديقتي، والمرأة العربية والعالمية، ونشكر السفير الفرنسي الذي اتاح لنا الفرصة للمشاركة في هذا المعرض المتميز، وانا شاركت بلوحتي التي اسميتها (قوة المرأة العراقية) التي هي ما بعد الانفجار، احببت ان اجسد فيها قوة المرأة على الرغم من كل الظروف الصعبة في كل الميادين، فهي نصف المجتمع وهي التي تربي النصف الاخر، فهذا المعرض اتوقع له ان يكون من انجح المعارض كما اتمنى ان تتكرر مثل هذه المشاركات التي تخدمنا بالتأكيد لاسيما ان المعرض الاول اكد تفاعل المرأة العراقية مع الاوربية، وهذا سيخدم الفن العراقي بشكل عام بسبب التلاقح الذي يكون.
 من جانبها قالت الفنانة لامعة الطالباني، رئيسة رابطة الفنانات التشكيليات: تكونت رابطة الفنانات التشكيليات عام 2008 ومنذ تكوينها الى الان تعمل على ابراز دور المرأة الفنانة بشكل خاص ومن خلالها ابراز دور المرأة العراقية، وهذه السنة الثالثة التي نقيم فيها المعرض في المعهد الثقافي الفرنسي لمناسبة يوم المرأة العالمي، وهذا المعرض تظاهرة فنية تجاوبت معها معظم فئات المجتمع من فنانين ومحبي الفن ةالمثقفين ومنظمات المجتمع المدني، انا اعتبر المعرض احتجاجيا وليس احتفاليا فقط، احتجاجا على وضع المرأة وعلى وضع الارامل وعلى وضع نوع السياسة التي تفرز الازمات، وإذن نحن نعتبرها احتفالية بشكل ولكنها احتجاجية بشكل اخر.
واضافت: انا شاركت في المعرض بقطعة نحت تعبر عن المساواة، عبارة عن امرأة تحمل بيدها شيئين يمثلان العدالة.
الى ذلك قال الفنان فهمي القيسي: المعرض يستحق المشاهدة اكثر من مرة وهذا جهد واضح، واي عمل لابد من جهد وراءه، وسواء كان الكلام عن المعرض سلبا او ايجابا فهذا لصالحه، ولصالح الفنانات، وهذه تجربة تشكر المرأة عليها والتي تثبت من خلال هذا المعرض انها حاضرة بقوة، وهذا الحضور الكبير يؤكد ذلك، وانا اعتبر المعرض متنفسا للعراقيين لان الضائقة الحياتية لم تجعلهم يشاهدون مثل هذه الجماليات وهن قد كسرن ما متعارف عليه من ان العملية الابداعية تحتاج الى راحة واستقرار .
اما كريمة البيضاني،مديرة معهد الفنون الجميلة / بنات، فقالت: هذه المهرجان متنوع بجماله، بجمال الفنانات وجمال اعمالهن، والمشاركة بمناسبة عيد المرأة هي انجاز كبير قياسا للظروف وللوضع العام، نجد هناك تنوعا في الاعمال مما جعل المعرض ذا قيمة فنية بالمستوى الذي يليق بالمرأة العراقية، المعرض اغلب اعماله جدارية اختلفت فيها الالوان والاساليب وهناك اعمال نحت بمواد اولية وبرونز، وكذلك اعمال خزف تنوعت بشكلها الطبيعي والتعبيري، ويسعدني ان اشاهد اعمالا لمدرسات في المعهد وطالباته ايضا، وانا ارى انه لا يمكن ان نطلق عليه معرضا بقدر ما يمكن ان نسميه مهرجانا للمرأة العراقية.
 ومسك الختام مع الناقد التشكيلي صلاح عباس الذي قال: يعد هذا المعرض من المعارض المهمة جدا في تاريخ الفن العراقي لاسيما بعد سنة 2003 حيث ان طائفة كبيرة من الفنانات العراقيات من اجيال مختلفة ومدن مختلفة واساليب مختلفة جاءن وشاركن في هذا المعرض الذي يعد المعرض النوعي للفن النسوي العراقي المعاصر، هذه المشاركة في هذا الظرف العصيب تكون فعالة ووظيفتها الوصول الى مغزى الجمال في هذا الزمن القبيح، هذا المعرض بالمعيارية النقدية يعتبر من المعارض المتقدمة وصفحة جديدة في تاريخ الفن التشكيلي المعاصر.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

724 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع