لميعة توفيق .. أحبت شاباً رفضت أمه زواجه منها فغنت لها "هذا الحلو كاتلني يا عمة"

         

صوتٌ قوي النبرات ريفي النكهة مدني الصدى.. حالفها الحظ فاحتفظ لها التلفزيون العراقي بأغنيات مصورة تعد على عدد أصابع اليد، اهتمت بالغناء على خشبة المسارح الليلية أكثر من اهتمامها بالغناء الإذاعي، طبقتها الصوتية عالية جداً وخزينها من الأغاني الإذاعية لا يتجاوز الخمس والثلاثين أغنية بالرغم من رحلتها الطويلة مع الغناء، وهي تجيد الغناء لأطوار الأبوذية والسويحلي والنايل بشكل جيد وجميل، لكنها ظلت حبيسة المسارح، وقد برعت في غناء (الهجع) منذ عام 1953 عندما سمعته في منطقة المشخاب، وهذا النوع من الغناء تشتهر به مناطق الفرات الأوسط من العراق، وهو غناء راقص يعتمد في أغلب الأحيان على آلة موسيقية واحدة هي الطبلة.

من أغانيها المشهورة، "هذا الحلو كاتلني يعمه" و"شفته وبالعجل حبيته والله" والأغنيتان من ألحان الملحن محمد نوشي، ولها أغنية "يا الولد يا ابني" التي ذاع صيتها بسرعة مذهلة في البيوتات العراقية لخصوصيتها المحلية البحتة. ابتعدت المطربة لميعة توفيق عن الغناء في بداية الثمانينيات من القرن المنصرم بعد أن مرت بمرحلة نفسية صعبة. يعود اصل لميعة توفيق الى مدينة العمارة وقد تركت عائلتها مدينة العمارة الى بغداد في  اواخر الثلاثينات ومطلع  الاربعينات وسكنت في منطقة الكرخ (الصالحية) وهي من مواليد 1923 ودرست في ثانوية الكرخ ومن ثم في معهد الموسيقى عام 1950 ومعهد الفنون الجميلة عام 1959. كانت لميعة توفيق هي الاخت الكبرى لثلاث بنات منهم غادة سالم المطربة ايضا واخرى راقصة لم تشتهر كثيرا واقتصر عملها في الملاهي ومن الاخوة اثنان هما سلمان توفيق وغازي توفيق وقد خلط (الدكتور رحيم العكيلي) بين سلمان شقيق لميعة وبين حبيبها في منطقة الصالحية التي كانت تسكنها لميعة مع امها واخوتها واخواتها قبل ان تنتقل الى منطقة العلوية. والدها قد توفي بوقت مبكر قبل رحليها الى بغداد.. كان اخوها سلمان يقلد محمد سلمان الفنان اللبناني المعروف زوج المطربة نجاح سلام وكان يظهر في اماكن بغداد الراقية ببدلته البيضاء وثوبه الاحمر وهو يضع ورده على ياقة الجاكيت ولكن اخوه غازي كان يعمل مساعدا لمشغل ماكنة سينما النجوم في بداية الخمسينات ومن ثم انخرط مع اخته في ادارة الملاهي وهو زوج المطربة اللبنانية دلال شمالي وله منها بنت. وكانت اشهر الملاهي التي تؤدي فيها لميعة توفيق وصلاتها الغنائية وهي تعود ملكيتها اليها هي: ملهى (كروان) و(سميراميس) و(ملهى الطاحونة الحمراء) على طريق شارع معسكر الرشيد وقد تم فتحه في عام 1963 وكانت لميعة توفيق تؤدي فيه الوصلات الغنائية وكذلك المطربة هيفاء حسين ومن المقيمين في الملهى الفنان سبتي طاهر الملحن المعروف (رحمه الله). لقد عاشت لميعة توفيق قصة حب مع شاب وهو جيرانها في منطقة الصالحية (دور السكك) واسمه (سليم) ولكن قصة الحب هذه اخفقت بسبب معارضة الحاجه ام سليم من زواج ابنها من مطربة واصاب لميعة المرض بسبب ذلك ورقدت في مستشفى الراهبات ولقد زارها الحبيب وفي تلك المناسبة قالت من الشعر الشعبي (دم دمعي على خدودي يا جاري - وعلينا كلشي مقدر يا جاري - ظنين ولا تعذبني يا جاري - غريب ولو هجرتني شبيدي يا جاري). دخلت لميعة عالم الغناء عام  1946 واول ما غنت في ملهى كروان ولحن لها ملحنون معروفون مثل (محمد نوشي) و(رضا علي) ودخلت الاذاعة عام 1953 وادت فيها اغانيها التي اشتهرت وهي بالطابع الريفي من طور العمارتلي ودخلت التلفزيون عام 1956 وتعتبر من اوائل المطربات في العراق وقد دعاها المطرب والفنان المصري المعروف محمد فوزي وقد زارت مصر وادت اغاني باللهجة البغدادية الاصيلة واعجبت الحضور لعذابة صوتها وادائها ..

ومن اجمل اغانيها التي اهدتها الى ام حبيبها هي اغنية (هذا الحلو كاتلني يا عمة) من خلال الاذاعة ولها ارشيف عامر من الاغاني العراقية الجميلة (شفته بالعجل حبيته والله, نيشان الخطوبة, جينا انشوفكم, يالماشية بليل الهلج, اهنا يمه اهنا, هذا الحلو كاتلني يا عمة, العايل ما له حوبه, واغاني الهجع والابوذيات والسويحلي). ومن الابيات الجميلة التي كانت ترددها في مطلع اغنياتها كما جرت العادة هذا البيت (اسمر سمارك حلو نكراس بخدودك - سيد صحيح النسب داخل على جدودك). اصيبت لميعة توفيق بمرض عضال وتوفيت في عام 1992 ودفنت في مقبرة الكرخ العامة ولكن تراثها لايزال حاضر ليذكرنا بماض جميل من ايام بغداد.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1032 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع