عمليات الجيش العراقي الباسل سنة 1974- 1975 في شمال العراق/ القسم 2

   


عمليات الجيش العراقي الباسل سنة 1974- 1975 في شمال العراق/القسم الثاني

                

  

             

تنويه

أقوم بتوثيق الأحداث التي أشتركت فيها الوحدة العسكرية التي كنت أنتسب اليها الفوج الأول لواء المشاة 14 الفرقة الأولى خلال هذه العمليات.

العمليات العسكرية التي حدثت في قاطع أربيل في أذار 1974


        

أ.فعاليات البيشمركة
أولا. غلق طريق ( أربيل - صلاح الدين - شقلاوه – راوندوز) بوجه القوافل العسكرية في منطقة مضيق صلاح الدين.
ثانيا.محاصرة القطعات العسكرية الماسكة لسلسلة جبل سفين المشرف على مدينة شقلاوه ومنعها من الحركة.
ثالثا.محاصرة فوج المشاة الماسك للكتف الأيسر لمضيق كلي علي بك في سلسلة جبل نواخين ومهاجمة قسم من الربايا والسيطرة عليها إلا أن الفوج صمد في باقي الربايا لفترة طويلة ولم تتمكن البيشمركة من أحتلال كافة ربايا الفوج .
رابعا.غلق مضيق كلي علي بك من جهته الشمالية جهة راوندوز.


سياقات العمل الثابتة للجيش العراقي في المنطقة الشمالية

للتذكير أعدت تدوين سياقات العمل الثابتة للجيش العراقي في المنطقة الشمالية التي ساعدت القطعات المحاصرة على ديمومة الصمود في مواقعها بدون تموين لحين فتح الطرق وهي :

                    


أولا. من سياقات العمل الثابتة في الجيش العراقي الباسل تحتفظ الوحدات الفعالة الماسكة للربايا الجبلية بخزين من مواد الأعاشة الجافة ( الطحين - الرز- الزيت – البقوليات – السكر والشاي – والملح - والمعجون – والبصل – والتمر- الدبس والراشي ) تكفي لفصل الشتاء  كما يحتفظ بخزين من النفط الأبيض لنفس الفترة....

      

كما تجهز الوحدات بوسائل شي الخبز في الربايا ( الصاج ) وتشرك المراتب بدورات على الخبازة في المذاخر الثابتة كما تم أستيراد مخابز آلية حديثة متنقلة وجرى التدريب على كيفية أستخدامها ووزعت الى مقرات التشكيلات والوحدات المنفتحة في مناطق منعزلة.

                          

ثانيا.كان الجيش العراقي الباسل يحتفظ بقياس من أوعية الماء(الجريكانات) بالإضافة الى خزانات الماء لغرض تخزين الماء لتلافي حالات أنقطاع الطرق عند تساقط الثلوج أو في حالة محاصرة الربايا من قبل البيشمركة.

                     


ثالثا.من تشكيلات الجيش العراقي الباسل  في الفيلقين الأول والخامس سرايا النقلية الجبلية ( البغال ) التي تستخدم في المناطق الجبلية لأغراض الأدامة اليومية وقسم منها مخصص لنقل المدفعية الجبلية عيار 75 ملم وأعتدتها ويعيرالجيش لها أهتمام بالغ لقدرتها على التحمل في تسلق الجبال وكان الجيش يستورد البغال من تركيا.

        
 
ب. فعاليات قطعات الجيش العراقي الباسل
أولا. أدامة الفوج الماسك لربايا جبل نواخين بمواد  القتال عن طريق الجو بالمظلات كان  قسم من المظلات تسقط في المناطق المسيطر عليها من قبل البيشمركة بسبب سرعة التيارات الهوائية.

   


ثانيا.فتح الطريق الرئيسي (أربيل - صلاح الدين - شقلاوه - خليفان) بقتال شرس مع البيشمركة.
ثالثا.فك الحصار عن الفوج المحاصر الماسك لربايا جبل نواخين.
رابعا.التقدم لفتح طريق كلي علي بك لكن قطعات الجيش العراقي التي كلفت بهذه المهمة وخاصة وحدات القوات الخاصة ووحدات المغاوير رغم تكرار العملية عدة مرات أخفقت بعملها وأستشهد أعداد كبيرة من خيرة المقاتلين من الضباط والجنود في منطقة الجسر الخامس على طريق مضيق كلي علي بك نتيجة لتمسك البيشمركة وتحصنهم بمنطقة المثلث العارضة الجبلية المسيطرة على الطريق والجسرالخامس خاصة.

  

طبوغرافية مضيق كلي علي بك
أولا. يتكون مضيق كلي علي بك الذي يبلغ طوله  (1.5 – 2) كيلومتر من الكتف الأيمن جبل كورك الذي يبلغ أرتفاعه 2047 متر والكتف الأيسر سلسلة جبل نواخين الذي يبلغ أرتفاعه 1900 متر والعارضة الجبلية التي تسمى بالمثلث من أتجاه الشمال جهة راوندوز.

      

ثانيا. قبل الدخول في المضيق من أتجاه الجنوب تقع مدينة خليفان النهر القادم من وادي ألانه الجهة الجنوبية للمضيق يسير في هذا الوادي الضيق في ثلثه الأول حيث شلال كلي علي بك المشهور وفي ثلثه الأخير من أتجاه الشمال جهة مدينة راوندوز يلتقي النهر القادم من أتجاه الشرق بالنهر القادم من أتجاه الجنوب ويشكل نهر أوسع يسير بأتجاه الغرب ويصبح مسار النهر على شكل حرف كبتل واي باللغة الأنكليزية.
ثالثا. يسيرالطريق عند مدخل المضيق من مدينة خليفان بمحاذاة سفح جبل نواخين ثم يعبر الجسر الاول ليسير بمحاذاة جبل كورك ويعبر الجسر الثاني المجسرعلى قطع في سفح جبل كورك وقبل وصول الشلال بمسافة قصيرة يعبر الطريق الجسر الثالث ليسير بمحاذاة سفح جبل نواخين ويعبر الطريق الجسر الرابع المجسر على مجرى مياه نازل من جبل نواخين ويستمر بمحاذاة جبل نواخين حتى نقطة التقاء النهر القادم من أتجاه الشرق يعبر الطريق الجسر الخامس المجسر على النهر الذي يسير باتجاه الغرب ليسير بمحاذاة سفح المثلث الجبلي حتى المنطقة المفتوحة قبل وادي ديانا.

رابعا. قبل شلال كلي علي بك بمسافة قليلة وبمحاذاة سفح جبل كورك يبدأ طريق هملتون الصخري الذي يصل الى مدينة راوندوز لكن هذا الطريق عرضه لايتجاوز 3 أمتار وعلى يساره وادي عميق جدا يجري فيه النهر وتتجنب السابلة سلوك هذا الطريق لأنه يشكل خطورة على العجلات .

 

خلفية تاريخية عن العمليات العسكرية لأجتياز مضيق كلي علي بك سباق بين
القياصرة الروس والأنكليز لأحتلال العراق
يعتبر مضيق كلي علي بك من أهم وأعقد المضائق الجبلية في العالم عموما وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصا ويعتبر مفتاح بيد القوة العسكرية التي تسيطر عليه لمنع مرور القطعات العسكرية المتقدمة من أتجاه الشمال الشرقي منطقة حاج عمران أو من أتجاه الجنوب الغربي منطقة الموصل – أربيل ونذكر أهم العمليات العسكرية التي حدثت في العصر الحديث في بداية القرن العشرين في مضيق كلي علي بك وهي :

   

أولا. بداية الحرب العالمية الأولى عندما نزلت القوات الأنكليزية في الفاو وخاضت معارك عنيفة مع الجيش العثماني بدأ من البصرة صعودا الى الكوت وسلمان باك وحمرين ومنطقة الفتحة والجرناف عقبت القوات الأنكليزية القوات العثمانية التي أنسحبت بأتجاه  شمال العراق في نهاية 1917 وعند وصولها الى مضيق كلي علي بك تحديدا منطقة الجسر الثالث الجيش العثماني خرب الجسور التي كانت قائمة أنذاك مما سبب أعاقة لتقدم القوات الأنكليزية وأستطاعت التملص هذا ما دفع القوات الأنكليزية الى فتح طريق جديد قبل الوصول الى شلال كلي علي بك في سفح جبل كورك بواسطة الدنميت والذي سميَ بأسم القائد الأنكليزي هملتون .

   

ثانيا. كتاب حركات الجيش الروسي في العراق لمؤلف التاريخ العسكري المشهور العميد الركن شكري محمود نديم قبل نهاية الحرب العالمية الأولى وبعد أنهيار الدولة العثمانية كان القياصرة الروس يحلمون بالوصول الى المياه الدافئة في الخليج العربي بغية الوصول الى دول الشرق/ الهند وما بعدها أعدوا حملة عسكرية كبيرة أجتازت دولة أذربيجان في حينها لم تكن من ضمن الأراضي الأيرانية ووصلت الى الحدود العراقية بتاريخ 7 مايس 1916 عن طريق حاج عمران وأجتازت مضيق برسليني شمال راوندوز وأحتلت راوندوز بتاريخ 13 مايس 1916  وتقدمت بأتجاه كلي علي بك كان تقدمهم في ليلة حالكة الظلام طبيعة منطقة المثلث الجبلية من أتجاه الشمال درجة ميلها سهل ويمكن تسلقها بسهولة لكن لايعرفون أن حظهم العاثر سينتهي بقطع المثلث الجبلي بالغ الخطورة حيث يبلغ عمقه أكثر من 1000 متر حال وصولهم الى منطقة القطع كانوا يسقطون تباعا من الأعلى الى قعر الوادي  وقتل منهم أعداد كبيرة جدا فكان مضيق كلي علي بك قبر جماعي للجيش الروسي ونهاية مؤلمة للحملة .
   

   

عملية فتح طريق كلي علي بك

أولا.أشرنا في الفقرة رابعا من فعاليات قطعات الجيش العراقي الباسل أخفاق قطعات الجيش العراقي بأجتياز منطقة الجسر الخامس على طريق كلي علي بك وتكبدها خسائر كبيرة نتيجة لتمسك البيشمركة بمواضعهم وقتالهم بشراسة مما دعى القيادة العسكرية الميدانية الى التفكير مليا لأيجاد محور بديل يحقق المباغته ليتسنى فتح طريق مضيق كلي علي بك.

  

ثانيا. قررت القيادة العسكرية الميدانية القبول بالمجازفة أفضل من أزهاق المزيد من أرواح شباب العراق عند الجسر الخامس على طريق كلي علي بك / المسلك الوحيد جبل كورك الذي يبلغ أرتفاعه 2047 متر ودرجة الميل من إتجاه الجنوب من مدينة خليفان تبلغ 60 درجة / ودرجة الميل من إتجاه الشمال من مدينة راوندوز تبلغ 45 درجة وعدد الألتواءات عند التسلق من إتجاه مدينة خليفان من قاعدة الجبل الى القمة تبلغ 105 إلتواءات لكن من أتجاه الشمال لايوجد طريق أصلا .
أول عملية عسكرية في منطقة جبلية شاهقة الأرتفاع تستخدم بها الدبابات  وعجلات القتال المدرعة المسرفة على مستوى جيوش العالم قاطبة يقوم بها الجيش العراقي الباسل

   

ثالثا. أتخذ القرار وبدأ التنفيذ بتسلق جحفل معركة متوازن من سرايا دبابات نوع  تي 55 روسية الصنع وعجلات قتال مدرعة مسرفة نوع أم 113 أمريكية الصنع مسلحة برشاشات نوع برواننغ عيار 50% من العقدة من لواء المشاة الآلي الثامن الفرقة المدرعة الثالثة البطلة .
رابعا . بعد تكامل عدد عجلات القتال المدرعة على قمة جبل كورك الفسيحة نسبيا قسم من الدبابات أتخذت مواضعها كقاعدة نار على قمة جبل كورك ووجهت مدافعها بإتجاه العارضة الجبلية المسماة بالمثلث التي يتحصن بها البيشمركة من إتجاه راوندوز وبعد إستطلاع دقيق أخذ وقت طويل تم تحديد المسالك التي ستسلكها القوة أثناء النزول من قمة جبل كورك بإتجاه مدينة راوندوز وتم شرح هذا العمل الى سواقي عجلات القتال بشكل مفصل عدة مرات لأنهم سيتحملون جهد خطير ومسؤولية تاريخية كبيرة .
خامسا. تم تحديد وتهيأة القطعات التي سوف تتقدم على طريق كلي علي بك عبر الجسر الخامس وتندفع نحو المنطقة المفتوحة وادي ديانه حال نجاح القوة النازلة من قمة جبل كورك في تدمير مواضع البيشمركة في منطقة المثلث الجبلية من إتجاه راوندوز .

  

سادسا. بالساعة ( س ) المقررة مع خيوط الضياء الأول لليوم الذي حدد لتنفيذ العملية وعند المباشرة بالحركة والنزول من أعلى قمة جبل كورك وبالرغم من خطورة العملية تفاجأ البيشمركة بالهجوم ولم يكن في حسبان قيادتهم قيام الجيش العراقي بمثل هذا العمل وعندما إقتربت الدبابات وعجلات القتال المدرعة من أسفل قاعدة جبل كورك من إتجاه الشمال جهة راوندوز ترك البيشمركة مواضعهم في منطقة المثلث الجبلية وأنهارت مقاومتهم وبنفس الوقت تقدمت قطعات الجيش العراقي الباسل عبر طريق مضيق كلي علي بك ودام الإتصال مع جحفل المعركة الذي نزل من قمة جبل كورك وطهرت راوندوز وواصلت عملياتها العسكرية في المنطقة وأنتهى أبشع كابوس واجه قطعات الجيش العراقي في عمليات سنة  1974 في شمال العراق .
سابعا. يجب التنويه أن هذا الحدث تم تصويره بالأقمار الصناعية السوفييتية في حينه لم يصدق جنرالات الإتحاد السوفييتي ما شاهدوه عبر صور الأقمار الصناعية العائدة لهم جاء وفد الى العراق يتألف من كبار جنرالات الأتحاد السوفييتي المتخصصين بالصنف المدرع ليشاهدوا على الطبيعة كيف تمت هذه العملية ليتعلموا من خبرة رجال الجيش العراقي الباسل.

          

حركة الفوج الأول لمش 14 من قاطع رانيه الى كركوك
أولا. قبل نهاية شهر شباط 1975 سلم الفوج قاطع مسؤولية سلسلة جبل كورش الى فوج أخر وتحرك الفوج الى كركوك لغرض إعادة التدريب .
ثانيا. حال وصول الفوج الى كركوك عسكر في منطقة على طريق كركوك - الدبس وتم إعداد مناهج تدريب وفي اليوم الثالث بدأ الفوج في التدريب على الأسلحة.
ثالثا. بعد مضي أسبوع في التدريب كلف الفوج بواجب تفتيش قرى جنوب وجنوب غرب جمجمال بإتجاه منطقة سنكاو.

 

تكليفي بقيادة رتل لتنفيذ مهمة لأول مرة
أولا. وصل الفوج الى مدينة جمجمال بعد ظهر يوم 6 أذار1975 قبل المغرب عقد آمر الفوج الرائد الركن خضر الحاج أحمد مؤتمرلإصدار الأوامر لتنفيذ الواجب لتفتيش القرى جنوب وجنوب غرب مدينة جمجمال.
ثانيا. في سياق أصدارالأوامرعند وصول آمر الفوج الى فقرة التنفيذ قال / يقسم الفوج الى رتلين الرتل الأول القسم الأكبر من الفوج بقيادة آمر الفوج لتفتيش المنطقة بين جمجمال وسنكاو والرتل الثاني ويتألف من جحفل السرية الرابعة زائدا سرية مشاة آلي من لواء المشاة الآلي الأول زائدا رعيل هاون ثقيل 4,2 عقدة زائدا حضيرة هندسة ميدان  بقيادة النقيب فوزي جواد هادي آمر السرية الرابعة عندما نطق بأسمي إندهشت وإنتابني خوف شديد لكون لم يمضي على ترقيتي الى رتبة نقيب ثلاثة أشهر ويوجد في الفوج ضباط أقدم مني آمر سرية الإسناد أقدم مني بثلاث دورات في الكلية العسكرية ومساعد آمرالفوج أقدم مني بدورتين في الكلية العسكرية والسياقات العسكرية تنص على تولي الضباط الأقدمين القيادة حسب قدمهم هذا من ناحية ومن ناحية ثانية المنطقة المطلوب تفتيشها لاتتيسر فيها الطرق وطبيعتها شبه جبلية وتقارير الإستخبارات تشير أن الطرق الترابية المؤدية الى القرى المراد تفتيشها مزروعة بالألغام والإتصالات اللاسلكية مع مقر الفوج بالرسائل المجفرة ولايوجد مساعد لآمر الرتل/ ليلتها لم أذق طعم النوم من شدة الخوف لإن مسؤولية قيادة رتل في المنطقة الجبلية ليس سهلا وإحتمالات حدوث إشتباك مع البيشمركة وارد.

 

ثالثا. صباح اليوم التالي قبل المباشرة بالحركة ألقيت محاضرة موجزة على سريتي عن كيفية تفتيش القرى وأوصيتهم بعدم التجاوز على أموال المواطنين وبالحرف الواحد قلت لهم من يمد يده على أبرة أضعها في عينه ومن يمد يده على صابونه أضعها في فمه بعد المحاضرة بدأ الرتل بالتقدم وبعد تفتيش القرية رقم واحد إنتهى الطريق وأمامنا ثلاث قرى أخرى ...

  

إذا تركت عجلات القتال المدرعة في هذا المكان وتنقلنا راجلا سيخسر الرتل ميزة القوة النارية لعجلات القتال المدرعة نوع بي تي أر 60 في حالة حدوث إشتباك وسأفقد السيطرة على الرتل وهذا ليس من مبادئ القيادة الناجحة أعدت قراءة الخريطة جيدا وجدت خطأ في أمر الحركات الصادر الى الفوج كان يوجد طريق يؤدي الى القرى الأخرى .
رابعا. غيرت أتجاه التقدم بالعودة الى نقطة الأنطلاق وخسرت 4 ساعات وقت من ضوء النهار لكن تقدم الرتل أصبح بالإتجاه الصحيح كان الطريق الجديد يسير بمحاذاة الحافة اليسرى لسلسلة تلول ويوجد يسار الطريق وادي عمقه أكثر من 6 متر قطعنا ثلثي المسافة بين نقطة الأنطلاق والقرية رقم 2  حدثت مشكلة / سائق أحدى العجلات العائدة الى رعيل الهاون الثقيل رجل كبير السن ونظره ضعيف عجلته محملة بقنابرمهداد خرجت الإطارات اليسرى للعجلة عن الطريق وعلقت بالهواء وجلست العجلة على الأكسل وأغلق الطريق بوجه الرتل ولاتوجد عجلة إنقاذ مع الرتل إنقسم الرتل الى قسمين / آمر رعيل الهاون جاء منفعل على السائق يعربد عليه قلت له لماذا أنت عصبي قال سيدي هذا الرجل كذا وكذا قلت له العصبية لاتحل المشكلة الحادث حصل ويجب معالجتها بتأني/ أحد آمري فصائل المشاة من سريتي قال سيدي أنا أنقذ العجلة قلت له كيف قال نقوم بأركاب فصيل مشاة على جهة يمين العجلة وأنا أسوق العجلة / نهرته لأن العجلة اذا سقطت بالوادي نعطي معظم الفصيل خسائر/ قسمت القوة الى قسمين قسم مع العجلة والقسم الأكبر واصل التقدم ووصلنا الى القرية رقم 2 وجرى تفتيشها وحل وقت الغروب وكان في القرية مدرسة بناءها حديث أتخذتها مكان لإيواء مقرالقوة هذه الليلة وبينما أنا أكتب رسالة مجفرة لإرسال عجلة إنقاذ جاء آمر الفصيل الذي كلفته بالبقاء لحماية العجلة أدى التحية العسكرية وقال سيدي أنقذت العجلة والقوة وصلت الى هنا قلت له نفذت الذي في رأسك قال نعم سيدي قلت له العجلة بما فيها لاتعادل حياة جندي واحد كيف ترتكب هذه الحماقة لاتكرر مثل هذا العمل مستقبلا .

 

طيبة أبناء الشعب الكردي المسالم
خامسا. قبل حلول الظلام جائني مختار القرية ومعه طعام يكفي لسرية مشاة قلت له ماهذا قال سيدي عشاء لكم قلت له من أين جئت بهذه الكمية قال جمعته من أهالي القرية قلت له نحن معنا طعام قال سيدي الطعام ما يرجع / كان معنا أرزاق معركة وأرزاق جافة أوعزت الى رأس عرفاء السرية بتسليم مختار القرية كمية من أرزاق المعركة أكثر من الطعام الذي قدمه لنا.
سادسا. قبل الضياء الأول من اليوم التالي أوعزت الى آمر سرية المشاة الآليه ان تبقى سريته قاعدة نار في القرية رقم 2 زائدا رعيل الهاون الثقيل و إنطلق القسم الباقي من الرتل راجلا لتفتيش القرى الرقم 3 والرقم 4 التي لا تبعد كثيرا عن القرية رقم 2 وبعد الظهر بساعتين تم إنجاز الواجب وعاد الرتل الراجل الى قاعدة النار في القرية رقم 2 قبل الغروب صدر أمر من مقر الفوج بالإنسحاب الى كركوك .

               


الفوج يتحرك من كركوك الى حرير شمال أربيل
 أولا. خلال عملية تفتيش القرى في جنوب جمجمال من قبل الفوج الأول  جرى إنسحاب مقر لواء المشاة 14 وباقي وحدات اللواء من رانيه وحركتها الى منطقة حرير في قاطع أربيل .
ثانيا. بعد الإنسحاب من جمجمال قضى الفوج ليلته في معسكر كركوك وفي صباح اليوم التالي المصادف 10 أذار 1975 تحرك الى أربيل ثم الى منطقة حرير.
ثالثا. حال الوصول الى منطقة حريرعسكر الفوج في منطقة على سلسلة جبل حرير وإتخذ تدابير الحماية في معسكر ذو نطاق .
رابعا. كلف الفوج الأول لمش 14 بواجب الهجوم المقابل لأستعادة جبل كورك في حالة سقوطه بيد البيشمركة لذا قام آمر الفوج وآمري السرايا بأستطلاع مفصل لجبل كورك  والتعرف على طبيعته المعقدة خاصة طريق التسلق الذي يبلغ 105 إلتواءات من القاعدة الى  القمة وتم وضع الخطة ومناقشتها من قبل آمري السرايا مع آمر الفوج.
خامسا. تم نقل آمر الفوج السابق الرائد الركن خضر الحاج أحمد ونسب بدلا عنه المقدم الركن عبد العال الركابي و قام آمر الفوج الجديد وآمري السرايا بإستطلاع مضيق برسليني وخلال الإستطلاع شاهدنا تقدم القطعات التي كانت تقوم بمسك أكتاف مضيق برسليني .

الموقف السياسي في شهر أذار 1975
أولا. على هامش مؤتمر الدول المصدر للنفط أوبك المنعقد في العاصمة الجزائرية وبوساطة من الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين ظهر على شاشات التلفزة يوم 6 أذار 1975 أول لقاء مصالحة بين نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وشاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي يتوسطهما الرئيس الجزائري الراحل هواري  بومدين.
ثانيا. فور أعلان أتفاقية الجزائر بوسائل الأعلام ساد جو من الفرح بين صفوف القوات المسلحة لإنهم كانوا على يقين أن إيران تقف بقوة وراء تزويد البيشمركة بالسلاح والذخيرة العسكرية.

   
 
     الموقف العسكري بعد أعلان أتفاقية الجزائر
أولا.فور أعلان أتفاقية الجزائر بوسائل الأعلام حدث أنهيار كامل وسريع وغير متوقع في صفوف البيشمركة وتركوا مواقعهم الحصينة وأسلحتهم المتوسطة والثقيلة في أماكنها على الأرض .

  

ثانيا. تقدمت قطعات الجيش العراقي بدون قتال الى مناطق كانت عصي على الجيش منذ الستينات من القرن الماضي هذه المناطق هي ( دربند -  كلاله – جومان -  رايات - حاج عمران )
ثالثا. عسكر مقر لواء المشاة الرابع عشر في منطقة جومان وعسكر الفوج الأول لمش 14 في مصيف رايات ومسكت أحدى سراياه عارضة جبل كردمند الشهير.

مشاهدات في المنطقة التي عسكر بها الفوج
شهادة لله أولا وللتاريخ ثانيا قد لم توثق سابقا أو لم يتطرق لها أحد من ضباط الجيش بسبب الموت الذي غيبهم عن الحياة .

           

أولا. شاهدت في منطقة دربند رتل متجه بإتجاه الحدود الأيرانية مدمر من قبل نسور الجو البواسل يتكون من أعداد كثيرة من مدفعية مقاومة الطائرات مختلفة العيارات ( 23 ملم - 57 ملم – 100 ملم ) ومدفعية ميدان من عيارات ( 152 ملم – 155 ملم ) .
ثانيا. كما شاهدت مواضع بطريات مدفعية في منطقة قصري مع أكداس من ظروف مدفعية الميدان المنتشرة حول مواضع المدافع من عيار152 ملم و155 ملم.
ثالثا. كما شاهدت معسكرين للجيش الأيراني مسيجة بسياج  بي أر سي واحد في منطقة جومان والثاني في منطقة  رايات.
رابعا. كما شاهدت على الطريق في منطقة جومان مدرسة من طابقين أستخدمت كسجن للأسرى من منتسبي الجيش العراقي الباسل أغلقت شبابيك الغرف بالحجر والإسمنت وكان مثبت على جدران الغرف صفائح لغرض وضع حاجيات الأسرى وصفائح أخرى على الأرض لغرض قضاء حاجات الأسرى بنفس الغرف وكان في ممرات المدرسة أكداس من خبز الركاك المتعفن معبأ بأكياس (گواني) وكان بجوار السجن مقبرة تحتوي على رفاة عشرات الأسرى من ضباط وجنود الجيش العراقي الذين نفذ بحقهم حكم الأعدام وقد تم أطلاق سراح بقية الأسرى من قبل الوحدة العسكرية التي سبقتنا بالوصول الى المكان ونقلهم الى وحدات الميدان الطبية لغرض فحصهم.
خامسا. كانت العملة المتداولة في هذه المنطقة هي العملة الإيرانية ولا أثر للعملةالعراقية منذ ستينات القرن الماضي .
سادسا. كما شاهدت لوحات لمواقف باص نقل ركاب إيرانية على الطريق من منطقة كلاله الى حاج عمران بإتجاه الحدود الإيرانية .

 

توجيهات القيادة العليا للدولة الى الوحدات العسكرية في المنطقة
 أولا. حسب توجيهات القيادة العليا للدولة تم صرف مبلغ 50 دينار عن كل قطعة سلاح سلمت الى الوحدات العسكرية حيث إمتلأت ساحة عرضات مقر لمش 14  بعدد تجاوز المئات من مختلف أنواع  الأسلحة .
ثانيا. صدرت توجيهات من القيادة العليا للدولة بإغاثة القرى المنتشرة بالمنطقة بأرزاق جافة ( طحين- رز- زيت – سكر – شاي – بقوليات ) حيث كانت سرايا الفوج تخرج بقوافل من النقلية الجبلية محملة بالمواد آنفا وتسلم الى العوائل في القرى وإستمرت العملية لمدة أسبوع.
ثالثا. كان يرافق القوافل مفارز طبية بأشراف طبيب الفوج  تفحص المرضى ويصرف لهم العلاج اللازم حيث كان نسبة كبيرة منهم مصابين بمرض التدرن الرئوي.
رابعا.صدر توجيه من القيادة العليا للدولة بصرف مبالغ مالية الى العوائل المعدمة إضافة الى مواد الإغاثة .
خامسا. كان الجيش يعامل كافة المتواجدين في القرى معاملة أنسانية بالرغم من المعاملة الغير حسنة التي عامل بها البيشمركة منتسبي الجيش العراقي الباسل خلال فترة القتال التي أستمرت سنة كاملة.

توجيه من وزارة الدفاع في نهاية نيسان سنة 1975
أولا.صدر توجيه من وزارة الدفاع في نهاية شهر نيسان 1975 بفك أرتباط السرايا الرابعة من أفواج لواء المشاة الرابع عشر بكافة الأشخاص والأسلحة والعجلات والتجهيزات ونقلها الى الفوج الآلي الثامن اللواء المدرع 34 الفرقة الأولى المتشكل حديثا.
ثانيا.تنقلت السرايا في بداية شهر أيار 1975 من جومان الى أربيل ثم الموصل بالعجلات ثم التنقل من الموصل الى الديوانية بالقطار.
 
اللواء فوزي البرزنجي
18/ 11 /  2013
 للراغبين الأطلاع على الجزء الأول.. النقر غلى الرابط أدناه:

http://www.algardenia.com/terathwatareck/7196-1974-1975.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1383 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع