من أوراق متحف نقابة المحامين {سليمان فيضي} المحامي العراقي الذي أَفشل خطة (لورنس) في إشعال الثورة ضد العثمانيين جنوب (العراق) أثناء الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٦

           

من أوراق متحف نقابة المحامين {سليمان فيضي} المحامي العراقي الذي أَفشل خطة (لورنس) في إشعال الثورة ضد العثمانيين جنوب (العراق) أثناء الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٦

     

   

   

ابتداءً من هو ذلك المحامي؟

إنه: سليمان بن الحاج داوود بن الشيخ سليمان القصاب العوادي الموصلي، من عائلة عربية يتصل نسبها بالشيخ احمد الرفاعي.
ولد (سليمان فيضي) - كما سيعرف بذلك الاسم لاحقاً - سنة 1885 في الموصل.
بدأ تعليمه في كتّاب الحي، فحفظ القرآن الكريم وأخذ شيئاً من اوليات الفقه في مدرسة (جمشيد) الوقفية عن والده الذي كان اماماً في أحد مساجد (الموصل).
دخل المدرسة (الإعدادية الاميرية) ذات الخمسة الصفوف، وكان من زملائه في تلك المدرسة (مولود مخلص) و(داوود الحيدري) وآخرون ممن تسنموا مناصب عليا في الدولة العراقية الجديدة بعد زوال الحكم العثماني.
بعد ذلك انتمى الى المدرسة (الاعدادية العسكرية) في (بغداد)، وفيها سُمي (سليمان فيضي) لتمييزه عن طالب آخر يحمل الاسم نفسه.
وكان من زملائه في المدرسة (الإعدادية العسكرية) (نوري السعيد) و(طه الهاشمي) و(عبد اللطيف نوري) الذين تولوا رئاسة الوزراء بعد قيام الحكم الوطني سنة 1921 وغيرهم من أصحاب المناصب العليا فيه.
وعند اقتراب الامتحانات النهائية في الدراسة الإعدادية العسكرية واستعداد الطلاب لأدائها، وهم على أمل السفر الى (إسطنبول) للالتحاق بـ(الكلية الحربية)، حدث ما لم يكن بالحسبان، فقد حدثت مشادة كلامية بين بعض الطلبة - من بينهم (فيضي) - تطورت الى الضرب، مما أدى صدور حكم من نظارة - وزارة – الحربية في (اسطنبول) بفصلهم والحاقهم بالخدمة العسكرية فوراً، وكانت تسمى(الزجري)، ومدتها ست سنوات متتالية غير قابلة للتخفيف بالبدل النقدي، ولا ينجو من شرها الا بإرادة سنية من السلطان.
وللتخلص من هذا المأزق هداه تفكيره الى السعي الى وساطة الأمير (عبد العزيز الرشيد) أمير حائل في نجد ليتوسط لدى السلطان لإعفائه من الخدمة العسكرية، وإن السبب الذي جعل فيضي يلجأ الى (ابن الرشيد) لا الى غيره من امراء وشيوخ المنطقة، هو علاقة (ابن الرشيد) الوثيقة بالسلطان العثماني، لأنه كان مسانداً له في جميع حروبه ضد (ابن سعود) في نجد و(ابن صباح) في الكويت اللذين ناصبا الدولة العثمانية العداء، ويأملان في الاستقلال عنها بدفعٍ من بريطانية، وكثيراً ما أرسلت الدولة العثمانية جيوشها لمساندة (ابن الرشيد) في تلك المعارك.

            

                 (الأمير عبد العزيز بن رشيد)

وأخبرني شاهد عيان من مدينة (المسيب) أنه رأى في مطلع القرن الماضي العشائر العراقية الملتحقة بالجيش العثماني قد مرت بالمدينة عند رجوعها من تلك المعارك منتصرة، وهي تهزج باللهجة البدوية:
" إشـبـَـلَّـشـَــك يـَـبـِن صُباح بِـبِـن رِشيد "
، أي ما ورطكَ يا ابنَ صَباح في قتال (ابن الرَشيد).
فعزم (سليمان فيضي) على الرحيل الى (نجد) والدخالة عند (ابن الرشيد).
وبعد سفر شاق تمكن من ملاقاة الأمير (ابن الرشيد) الذي كان يتهيأ لملاقاة جيش الأمير (ابن سعود)، الذي لبى طلبه وأبرق للسلطان لإعفائه، فاستجاب السلطان للطلب بعد مدة.
استقر (فيضي) منذ ذلك الحين في (البصرة) بانتظار جواب السلطان على وساطة (ابن الرشيد)، فمارس الترجمة والعمل في المحاكم.
وبعد ان استقر في (البصرة) مارس الصحافة فأصدر جريدة الايقاظ باللغة العربية، فلمع اسمه كصحفي وطني جريء، ومنذ ذلك الوقت أصبح ينتسب الى رجالات (البصرة).

        

افتتح (فيضي) أول مدرسة للتدريس باللغة العربية سنة 1908، بخلاف المدارس الرسمية التي كانت تُدرس فيها المواد باللغة التركية حتى قواعد اللغة العربية.
سافر الى (إسطنبول) سنة 1911 للحصول على شهادة الحقوق، وقد منحت له بعد أن اجتاز الامتحان المطلوب للحصول عليها.

                

(إجازة ممارسة المحاماة التي منحتها وزارة العدلية في إسطنبول لسليمان فيضي سنة 1911)
بعد عودته الى (البصرة) عزم على مقاومة حزب (الاتحاد والترقي) الذي تولى الحكم، وسياسة التتريك العنصرية التي مارسها، وتعاون في ذلك مع (طالب النقيب) الذي كان في خلاف مع رجال الحزب الحاكم، فدعا الى تأسيس فرع لـلحزب (الحر المعتدل)، أول حزب معارض يؤسس في (العراق) وقد ترأسه السيد (طالب النقيب)، وكان (سليمان فيضي) معتمداً له.

    

                      (طالب باشا النقيب)

وبعد تأسيس حزب (الحرية والائتلاف) التركي الذي سعى الى اجتذاب (العرب) وأبناء القوميات غير التركية الأخرى في الدولة العثمانية ودعا الى اللامركزية، أي منح الولايات شيئاً من الاستقلال الإداري (الحكم الذاتي)، عندها تحول فرع الحزب (الحر المعتدل) في (البصرة) الى حزب (الحرية والائتلاف).
وعندما تأسست (الجمعية العمومية الإصلاحية) في بيروت، كان من أهدافها المطالبة بالإدارة اللامركزية في البلاد العربية، تجاوب (طالب النقيب) معها تجاوباً قوياً وألف حزباً جديداً يحمل اسم (الجمعية الإصلاحية في البصرة) سنة 1913.
انتخب (فيضي) نائباً في (مجلس المبعوثان) – النواب - العثماني مرتين، الأولى سنة 1912، والثانية سنة 1913، وكانت له في المجلس مواقف جريئة في الدفاع عن المطالب العربية، تحقق على إثرها استخدام اللغة العربية بدل التركية في المحاكم القضاء والدوائر الحكومية في البلاد العربية.

         

(هوية النائب سليمان فيضي في مجلس المبعوثان العثماني)

ولمواقف (النقيب) و(فيضي) المعادية للاتحاديين، قررا مغادرة (البصرة) عند قيام الحرب العالمية الأولى تفادياً لوقوعهما بأيدي القوات العثمانية.
بعد مغادرة (النقيب الى (الهند) بقي (فيضي) محتجزاً في (البصرة) لا يستطيع مغادرتها بعد ان أودع التوقيف ثلاثة أيام لرفضه التعاون مع القوات البريطانية المحتلة.
وخلال فترة الاحتجاز وافق على المساهمة في اعمال تنفع الاهلين بشرط ان تكون بدون أجور.
وعند اول تأليف للمحاكم في (البصرة) سنة 1919، عين حاكماً(قاضياً) في محكمة بداءة (البصرة) ثم نقل الى محكمة الاستئناف في (بغداد) وهي اعلى محكمة في (العراق) آنذاك.
عندما ألفت (لجنة الانتخابات العراقية) سنة 1920 اختير (فيضي) عضواً فيها، كونه عضواً سابقاً في البرلمان العثماني (مجلس المبعوثان).
بعد اعتلاء الملك (فيصل) العرش سنة 1921 عرض (عبد الرحمن النقيب) على (فيضي) وزارة المعارف فاعتذر من قبولها قائلا انه يفضل الحاكمية (القضاء)، لاعتقاده بأن الوزير يعمل في تلك الأيام بإيحاء من (الإنكليز)، ولحرصه على ان تبقى صفحته نقية صافية بين الناس ووطنيته جلية أمام التاريخ.
بذل (فيضي) جهداً كبيراً سنة 1921لإعادة افتتاح (مدرسة الحقوق) التي تعطلت الدراسة فيها بسبب قيام الحرب العالمية الأولى، وساهم في التدريس فيها وتأليف بعض الكتب المقررة لعدم وجود المناهج باللغة العربية، لان الدراسة في المدرسة كانت باللغة التركية في العهد العثماني والمناهج كانت مشابهة لما هو مقرر في (مدرسة الحقوق السلطانية) في إسطنبول.
ومن بين تلك الكتب التي ألفها (فيضي): الحقوق الدستورية وشرح قانون حكام الصلح لسنة 1914، وكان من طلابه في مدرسة الحقوق (صالح جبر) و(احمد مختار بابان) و(صادق البصام و(سعد صالح) و(نجيب الراوي) و(علي محمود الشيخ علي) وآخرون الذين تولوا بعد ذلك رئاسة الوزراء والوزارة وغيرها من المناصب العليا.

            

في سنة 1919 انتخب عضواً في الهيئة الإدارية للمدرسة الاهلية التي اسستها جمعية (حرس الاستقلال) في (بغداد) لخدمة العلم، ولتكون مقراً سرياً لأعضاء الجمعية، ولما علمت سلطات الاحتلال بنشاط الجمعية في المدرسة، باردت الى اغلاقها، الا ان ذلك لم يحل دون العمل على اعادة افتتاحها، فوافقت سلطة الاحتلال على إعادة افتتاحها بشرط تغيير اسمها، فاتفق الأعضاء على تسمية المدرسة بـ(التفيض) نسبة الى (سليمان فيضي) الذي كان أكثر الأعضاء تحمساً لإعادة افتتاحها، ومساهمته في دعم المدرسة مادياً.
في نهاية 1922 استقال من محكمة الاستئناف وعاد الى (البصرة) بعد أن اعتذر ايضاً من قبول منصب متصرف لواء (المنتفق) - محافظ محافظة (ذي قار) -عندما عرضه عليه (عبد المحسن السعدون) رئيس الوزراء قائلاً: " بصراحة انه لا يستطيع إرضاء الاهلين والحكومة والمفتش الإداري الإنكليزي في آن واحد، اذ لا مندوحة من الاصطدام بإحدى تلك الجهات الثلاث".
عاد (فيضي) الى مارس المحاماة في (البصرة) حتى سنة 1923، حيث أوقف عن العمل بسبب حدوث خلاف بينه وبين أحد الحكـّام.
اختاره الشيخ (خزعل أمير عربستان) سنة 1923مستشاراً له ومعتمداً لإمارته ليكون صلة وصل بينه وبين الملك (فيصل) وبقية حكام المنطقة.

     

            (الشيخ خزعل الكعبي امير عربستان)

استمر في عمله مع الشيخ (خزعل) مدة عاد بعدها إلى (البصرة).
عند ظهور مشكلة (الموصل) ارسلت عصبة الأمم لجنة للتحقيق في الامر، فشجع (فيضي) اهل (الموصل) على تأسيس حزب (الاستقلال الوطني) الذي يستهدف الدفاع عن عروبة (الموصل) والإصرار على البقاء ضمن (العراق) امام اللجنة.
عارض (فيضي) معاهدة سنة 1930 التي عقدها (نوري السعيد) مع (بريطانية) مما أدى الى نفيه مع مجموعة من البصريين الى مدينة (عانة) لمدة أربعة أشهر حتى عودة الملك (فيصل الأول) من رحلته خارج (العراق) الذي أمر بإطلاق سراحهم.
انتخب عضواً في مجلس النواب سنة 1935، واستمر فيه الى حين حل المجلس بعد انقلاب (بكر صدقي) سنة 1936.
بعدها اعتزل (فيضي) السياسة واستقر في (البصرة) نهائياً وانصرف الى المحاماة والاعمال الخيرية والثقافية فيها.
وعلى الرغم من اعتزاله العمل السياسي المباشر، إلا انه لم يقف متفرجاً على الاحداث التي جرت في (العراق) بعد ذلك، فقد أسهم مع بعض الوجهاء والأعيان في الحفاظ على الأرواح والأموال في (البصرة) بعد انفلات الأمن فيها في أحداث مايس 1941.
وفي وثبة كانون سنة 1948، قاد (فيضي) محامي (البصرة) لمعارضة معاهدة (بورتسموث) وقدموا طلباً لرئيس الوزراء ومجلسي الاعيان والنواب لمحاكمة السفاكين الذين اراقوا دماء الأبرياء، والقى خطاباً حماسياً في الحفل التكريمي لشهداء الوثبة الوطنية مهاجماً البريطانيين وسياستهم ومؤامراتهم من اجل السيطرة على (العراق).
اتصف (فيضي) منذ وقت مبكر بكثرة مساهماته في النشاط الاجتماعي تمثّل بتأسيسه وانضمامه الى عضوية عدد كبير من الجمعيات سواءً أكان ذلك في (البصرة) أم في (بغداد) منها:
جمعية بيوت الأمة، لجنة الاسطول، جمعية الهلال الأحمر، الجمعية العلمية الأدبية، جمعية مساعدة العجزة، جمعية مساعدة الأيتـــــــام، جمعية حماية الأطفال، جمعية انقاذ فلسطين، الميتم الإسلامي، وغيرها الكثير.
أصيب (فيضي) سنة 1948 بمرض عضال، انصرف خلاله الى املاء مذكراته على أولاده التي نشرت بعد وافته.
انتقلت روحه الى بارئها في (بغداد) بتاريخ 19/1/1951.
ألف (فيضي) أحد عشر كتاباً مطبوعاً في القانون والرحلات والادب فضلاً عن عشرات البحوث والمقالات والخطب، منشورة في الصحف وفي محاضر (مجلس المبعوثان) العثماني و(مجلس النواب) العراقي، وهناك ثلاثة كتب لم تطبع.
ومن كتبه (التحفة الايقاظية في الرحلة الحجازية) الفها إثر عودته من الحج سنة 1913 و(سر النبوغ) و(ألف كلمة وكلمة) وثلاثة كتب اعتمدت منهجاً في (مدرسة الحقوق) في (بغداد) كما مر بنا سابقاً.
ومن مؤلفاته المهمة (أصول التعبات واحكامها في البصرة)، و(التعبة) نوع من العلاقات الزراعية (المغارسة) تقتصر على (البصرة) دون غيرها من مدن (العراق)، وكتابه الاخر المهم أيضاً (البصرة العظمى) وهو آخر مؤلفاته، يعرض فيه تاريخ (البصرة) منذ أقدم العصور.
وتعد مذكراته التي املاها على ولديه في فترة مرضه، وأُصدرت بعد وفاته من اهم الكتب التي ألفها، فهي لا تقتصر على توثيق حياته، بل هي مرجع مهم لتاريخ (العراق) الحديث، لما حوته من سرد أمين وموثق لأحداثه في مطلع القرن العشرين لغاية سنة 1936، تاريخ اعتزاله، لما فيها من معلومات ثمينة عن الأحزاب والجمعيات والمدارس والصحف، وحالة التعليم لاسيما في أواخر العهد العثماني، ولما حوته من دقة في ذكر تواريخ الاحداث باليوم والشهر والسنة الهجرية والميلادية واحياناً الرومية لاسيما في الأيام الأولى من حياته.
وقد احتوت المذكرات على كبير من الوثائق المهمة، وان القاريء ليملؤه العجب كيف احتفظ بتلك الوثائق على مر السنين، فلم تبق وثيقة أو رسالة او قصاصة او تذكرة أو غيرها الا احتفظ بها وأوردها في سيرته على الرغم من تنقله من شمال (العراق) الى جنوبه، علماً بانها من الوثائق والصور النادرة التي لم ترد في أي مصدر آخر.

لقد كانت وما زالت تلك المذكرات مرجعاً قيماً وسجلاً اصيلاً واميناً، ووصفاً شاملاً لسلسلة الاحداث الجسام التي جرت خلال فترة الصحوة العربية واستقلال (العراق)، وقد اعتمدها المؤرخون والباحثون (العرب) والاجانب في العديد مما نشروه من كتب ودراسات تاريخية وسياسية واجتماعية، اذ قليلا ما يخلو بحث في هذا المجال عن تلك الفترة من الاشارة اليها او الاقتباس منها.
ومما تجدر الإشارة اليه، انه احتفظ بمحاضر جلسات مجلس (المبعوثان العثماني) مصدقةً، وكذلك محاضر لجنة الانتخابات التي ألفت سنة 1920 قبل قيام الحكم الوطني مصدقةً ايضاً، ولا أظن أن أي من زملائه أعضاء اللجنة بل أعضاء مجالس النواب السابقين والحاليين من احتفظ بها، بل فكر في الاحتفاظ بمحاضر جلسات أي من تلك المجالس.
ويلاحظ في المذكرات ايضاً دقته في وصف الأشخاص وملامحهم الذين التقى بهم، لاسيما الامراء وذوي النفوذ كالأمير (ابن الرشيد) والأمير (عبد العزيز آل سعود) والشيخ (خزعل) و(لورنس) وغيرهم.
ويلاحظ ايضاً كسبه ثقة المذكورين آنفاً، ودعوتهم له ليكون في معيتهم، وعدم موافقته على ذلك.
                       خـاتـمة
تعد حياة (سليمان فيضي) صفحة من صفحات الجهاد الوطني في سبيل تحرير (العراق) واستقلاله السياسي ونهضته الاجتماعية. وكان من أبرز المقاومين لطغيان الاتحاديين في زمن الدولة العثمانية والمناوئين للاستعمار الإنكليزي، وعرف بمواقفه الوطنية وخدماته الصحافية والثقافية المبكرة.
وبعد مرور سبعين سنة على وفاة المرحوم (فيضي) وأكثر من قرن على مبتدأ نشاطه العلمي والاجتماعي والسياسي نستطيع تأشير النقاط الأتية:
من المعروف عادةً ان الظروف هي التي تصنع مستقبل الانسان وتقرر مصيره، ولكنها بالنسبة (لفيضي) نرى هو الذي صنع ظروفه ولم تصنعه في كثير من الاحيان:
أ‌. عندما رغب في الانخراط في المدرسة أصر على الدخول المدرسة (الاميرية) رافضاً مواصلة دراسته في مدارس (الأوقاف) خلافاً لرغبة والده الامام في مسجد الامام (إبراهيم) في (الموصل).
ب. عند اكماله المدرسة (الاميرية) أصر كذلك على دخول الإعدادية (العسكرية) في (بغداد)، وقابل اعتراضات ابيه وأهله بعناد واصرار.
ج. عند فصله من الإعدادية (العسكرية) إثر النزاع الذي حصل بين بعض الطلبة، وسوقه الى الخدمة العسكرية العثمانية في (قفقاسية) وغيرها من بلاد الغربة (السفر بر)، لم يستسلم لذلك، وانما اتجه الى صحراء (نجد) ليتوسط لدى أمير (حائل) الأمير (عبد العزيز بن الرشيد).
ولنتصور شاب في مقتبل عمره يمتطي الجمال لأول مرة في حياته، ويقطع وِهاد (نجد) وقفارها في الهجير من منطقة الى أخرى ومن قرية الى أخرى من (عنيزة) الى (بريدة) فـ(حنيظل) وغيرها في رحلة استغرقت ثلاثة أشهر في الصحراء، متتبعاً إثر (ابن الرشيد) الذي كان منشغلاً في الحرب مع (ابن سعود) الى ان وجده في معسكره بعد لأي ونُصب، ليتوسط له لدى السلطان، الذي استجاب لطلبه وأرسل رسالة الى السلطان العثماني طالباً اعفائه من الخدمة العسكرية، وتخصيص راتب له.
د. ذهابه بعد ذلك الى (البصرة) بانتظار جواب السلطان على وساطة (ابن الرشيد) بإعفائه من الخدمة العسكرية، وبقي منتظراً أكثر من ثمانية أشهر الى أن حصل على الجواب الديواني (الرسمي) بالموافقة على اعفائه، إلا انه خلال تلك الأشهر لم يبقَ ساكناً بل اشتغل مترجما ًفي القنصلية الايرانية في (البصرة) لإجادته التركية والمامه بالفارسية، والعمل في دوائر الحكومة والمحاكم.
وهكذا نرى شاباً موصلياً ينجز مثل هذه المنجزات وهو في مقتبل عمره ومتغرباً في غير بلدته دون كلل أو ملل، فهو من ذلك الصنف من الرجال العصاميين الذين لديهم المقدرة على المثابرة للتغلب على العقبات بإصرار كبير لتحقيق اهدافهم النبيلة .وكما جاء في أحد المصادر: ان (فيضي) شخصية غير نمطية فقد تنوعت ادواره ومواقفه لتشمل السياسة والثقافة والناحية الاجتماعية، وكذلك تعددت مواهبه فهي في الكتابة والتأليف والصحافة والشعر والقانون.
إضاءة رقم (1):
ذكرت آنفاً ان (فيضي) قد صنع ظروفه في معظم الأحيان، ولكنا نرى ان هناك ثلاث صدف أو فرص أُتيحت لـ(فيضي) غيرت مجرى حياته، عمل على الاستفادة منها وعدم تفويتها وهي:
1. الخطأ الحاصل في دفتر نفوسه بعد فصله من الإعدادية (العسكرية) كون ولادته مسجلة سنة 1888 بدلاً من 1885، مما يعني تأجيل سوقه الى الخدمة العسكرية لمدة سنتين، فلم يفوتها (فيضي) بل استطاع خلالها توسيط (ابن الرشيد) لإعفائه منها لدى السلطان، وهذا ما حدث فعلاً.
2. تعرفه على الحاج (طه الموصلي) فور وصوله الى (البصرة) في طريقه الى (نجد)، وكان يعرفه من قبل وهو صديق والده، وكان الحاج (طه) مقيماً في البصرة، واشتهر فيها بتجارته الواسعة واخلاقه الحميدة، وذا مركز اجتماعي مرموق فيها، فألح عليه للإقامة عنده، فأعتنى به وأكرم وفادته، مما أدى الى استقراره نهائياً في (البصرة)، وأصبح منذ ذلك الوقت ينتسب الى (البصرة) ويعد من أهم رجالاتها، وبعد سنوات عدة تزوج من كريمة الحاج (طه) سنة 1909.
3. تعرفه على السيد (طالب النقيب) لأول مرة سنة 1908، الا انه كسب ثقة (النقيب) بعد ذلك إثر حادثة سفر الوالي (سليمان نظيف) بعد عزله سنة 1910، عرف (النقيب) خلالها حقيقة اخلاق (فيضي) من امانة ووفاء لأصدقائه على خلاف الاخرين، فحلت منذ تلك الساعة بينهما ثقة تفوق ثقة الاب بابنه.
وقد عملت علاقة (فيضي) بـ(النقيب) على بروزه في ممارسة العمل السياسي والاجتماعي، نظراً لمكانة (النقيب) الاجتماعية والسياسية وعلاقاته الدولية، بعد ان أصبح (فيضي) ساعده الأيمن ومستشاره ومحل ثقته، فجميع الأحزاب والجمعيات التي أُلفت في (البصرة) آنذاك، كان (النقيب) رئيسها و(فيضي) معتمداً لها، وقد سافر معه الى البلدان المجاورة لأغراض سياسية.
وبالمقابل فقد أدى (فيضي) خدمات جلّى للنقيب لما يتمتع من صفات اخلاقية وخبرة قانونية وسياسية، فـ(النقيب) رجل حازم صعب المراس لا يعطِ ثقته لمن هو غير أهل لها.
إضاءة رقم (2):
عندما أُسس متحف (نقابة المحامين العراقيين)، عُمِلَ جدارُ فيه للرواد المبدعين من محامي (العراق،) وكان في مقدمتهم المحامي (سليمان فيضي)، تكريماً لتاريخه الوطني ومواقفه المبدئية، فأُرسلت اجازة المحاماة التي منحتها له وزارة العدلية سنة 1911 الى مركز الأبحاث في (إسطنبول) لترجمتها الى العربية لوضعها في المتحف، مع هويته في (مجلس المبعوثان) الصادرة سنة 1914.
إضاءة رقم (3):
قد يتساءل متسائل" إنك في بحث سابق عن المرحوم (عبد الرحمن خضر) الذي ساهم في اغراق الباخرة البريطانية (فاير فلاي)، ذكرته باسم (المحامي البغدادي)، فَلِمَ ذكرت المرحوم (سليمان فيضي) باسم (المحامي العراقي)؟
والجواب انى لم أجد رجلاً في تاريخ (العراق) الحديث مثَّل (العراق) بكامله كـ(سليمان فيضي)، فعلى الرغم ان (الموصل) أصله ومنبته، فان (البصرة) أصبحت مستقره وميدان نشاطه وعمله، وحتى بعد انتقاله الى (بغداد)، فانه عاد مسرعاً اليها ليستقر فيها ويمارس المحاماة، ولما انتخب نائباً سواءً في العهد العثماني أم الوطني فانه انتخب في الحالتين عن (البصرة).
ويلاحظ انه على الرغم من استقراره في (البصرة) الا ان نشاطه تجاوزها الى (بغداد) و(الموصل)، فقد مثـَّل (الموصل) مراتٍ عدة في مناسبات متنوعة جرت في (بغداد)، فقد كان ضمن وفد (الموصل) في احتفالات تتويج الملك (فيصل الأول) سنة 1921، وفي احتفالات المعهد العلمي في (سوق عكاظ) سنة 1922، في حين كان ضمن وفد (البصرة) في تشييع الملك (غازي) سنة 1939.
وقد سكن في (بغداد) مرتين وفي كلتا المرتين يقفل راجعا الى (البصرة)، وفي آخر قرارٍ له قبل وفاته في (بغداد)، أوصى بدفنه في (الزبير) في (البصرة).
وهكذا كان (فيضي) مواطناً، العراق جميعاً أملُه وموئلُه.
والان لنأتي للطرف الثاني من البحث، (لورنس العرب)، فمن هو؟
هو توماس إدوارد لورنس (1888 – 1935)، ضابط المخابرات البريطاني الذي رافق الجيوش العربيّة خلال الثورة العربيّة الكبرى التي قامت في عام 1916 ضد الأتراك من خلال انخراطه في حياة الثوار العرب، تنفيذاً لخطة بريطانية في الاستيلاء على البلاد العربية الرازحة تحت الحكم العثماني.
ولُقب في وقتها (لورنس العرب).

               

                           (لورنس العرب)

عيَّن (لورنس) في قسم المخابرات السّرية المعروف بالمكتب العربيّ في (القاهرة)، وقام باستغلال علاقته الوطيدة مع (العرب) وأوهمهم بأنّه يريد مساعدتهم في التخلص من النفوذ التركيّ، وبسبب معرفته باللغة العربيّة كانت له مصداقيةٌ عند (العرب) في هذا الشأن.

انتقل (لورنس) إلى (جزيرة العرب)، ولبس الزي العربي وتنقل في البلاد على أنَّه عربيّ من (حلب).
ظلَّ (لورنس) بين (العرب) بجانب الأمير (فيصل) وشهد جميع وقائع الحرب، وكان له دور بارز في استقطاب شيوخ القبائل العربيّة ليحاربوا بجانب الشريف (حسين) ضدّ الأتراك.
بعد انتهاء الثورة عاد إلى (بريطانيا) في سنة 1920م، وبدأ بتأليف كتابه الشهير (أعمدة الحكمة السبعة)، وهو عبارة عن سيرة ذاتية له، بخاصة مرحلة حياته التي قضاها مع البدو، والمعارك التي خاضها إلى جانب (العرب).
والان نأتي الى أصل الموضوع (خطة لورنس):
بعد احتلال الانكليز (البصرة) سنة 1915 توجهوا شمالاً باتجاه (بغداد) مستهدفين الاستيلاء على مدينة (الكوت) الواقعة تحت سيطرة الاتراك، فاحتل الجنرال (طاوزند) مدينة (الكوت) في أيلول 1915، لكن قواته البالغة سبعة عشر ألف جندي وقعت تحت حصار الجيش التركي .

              

                  (الجنرال الإنكليزي طاوزند)

وبعد خمس محاولات فاشلة لفك الحصار عن الجيش الإنكليزي ، قرر وزير الدفاع البريطاني (كتشنر) انه بالإمكان تخفيف الضغط عن (طاوزند) كي يتجنب الاستسلام للجيش التركي عن طريق تقديم رشوة لشراء ذمم قادة الجيش التركي، وإذا فشلت هذه المهمة فيجب تنفيذ مهمة أخرى من خلال شحن الشعور العربي ضد الاتراك بما يخدم المصالح البريطانية من خلال احداث ثورة او تمرد في جنوب (العراق) بالتعاون مع بعض رجال الحركة القومية العربية في (البصرة).
في نيسان 1916 بعد أن اشتد الحصار على الجنرال (طاوزند) وجيشه في (الكوت)، ارسل الانكليز الكولونيل (لورنس) الى (البصرة) بقصد اشعال الثورة في جنوب (العراق)، مستعيناً بالضباط العرب الاسرى وغيرهم ممن كانوا في الجيش العثماني.
فأستدعى (فيضي) الى دائرة الاستخبارات البريطانية وجرى لقاء سري بينهما ، واعلمه بانه جاء الى (البصرة) ليواجهه بصورة خاصة، وانه يعرفه ويعرف نشاطه السياسي في (إسطنبول) و(البصرة) وعلاقاته مع الزعماء (العرب) المشتغلين بالقضية العربية بصورة دقيقة، وكذلك عداءه للاتحاديين.
أفصح (لورنس) بعد ذلك عن غايته من القدوم الى (البصرة) بانها من اجل استقلال العرب وسعادتهم (كذا)، فضلاً عن رقي وتقدم (فيضي) مادياً ومعنوياً إذا وافقه وعاضده فيما يكلف به.
فأبدى (فيضي) ترحيبه بالاستقلال والسعادة، ولكنه استفسر عن ماهية المعاضدة المطلوبة منه؟
فأجاب (لورنس) بأنه شغوف بحب (العرب) وحريص على ما ينفعهم (كذا) والآن الفرصة قد سنحت لخدمة (العرب) لا سيما في (العراق) ليعمل على نيل استقلالها،
وان الشعب البريطاني يكره ان تستعمر بلادهم بلاداً بعيدة عنها، وانها ترغب في ترك البلاد لأهلها، وان الوسيلة الوحيدة لحصول ذلك، هو ان يثور اهل تلك البلاد ضد الاتراك ويحاربوهم فعلاً بجانب الانكليز، وبهذا يكونون مستحقين للاستقلال ببلادهم تماماً، وانه (لورنس) مفوض من حكومته لبذل كل ما يلزم من المال والسلاح وغيرها لإشعال تلك الثورة، وانه بناءً على معرفته بمقدرة (فيضي) ونشاطه الذي تحقق منه من الثقاة، فانه يرجو منه ان يقوم بترتيب الثورة ويعمل على اشعالها وادارتها، وان (لورنس) مخول بجعل البنك تحت أمره، أما السلاح وجميع ما يلزم من وسائل فحاضرة رهن اشارته، مما يؤدي الى استقلال قومه وبلاده.
لم يوافق (فيضي) على القيام باي عمل من هذا النوع، مبدياً مختلف الاعذار،
لكن (لورنس) أصر عليه اصراراً شديداً، مقدماً له مختلف الاغراءات المادية السخية والمعنوية التي تعوضه عن أي خسارة قد تصيبه، وتوفر له من الأموال والجاه ما لم تقدمه له أي فرصة أخرى.
وبالرغم من كل تلك الاغراءات الا ان (فيضي) أصر على موقفه الرافض مبررا أنه ليس باستطاعته عمل أي شيء مما عرضه (لورنس)، واقترح عليه ان يستعين بأشخاص آخرين مثل (طالب النقيب) لما يتمتع به من نفوذ ديني واجتماعي.
الا ان (لورنس) رد عليه بانه لا يقبل له أي عذرٍ ابداً، وان الفرصة متاحة له لخدمة بلاده فليترك هذا الإصرار.
وللتأثير على (فيضي) دعاه الى اصطحابه الى جبهة الحرب في (علي الغربي) لاستكمال محادثاتهم والتكلم معه بما يلزم، لكن (فيضي) رفض الذهاب متذرعاً بانهما لو تكلما أياماً في ذلك لما عدل عن رأيه الرافض.
ويبدو أن (لورنس) قد يأس من استجابة (فيضي) لخطته، فلم يلتقِ به ثانية عند عودته من جهة الحرب، وبعد ان تيقن من استسلام (طاوزند) الوشيك.
وبهذا فشلت مهمة (لورنس) في اشعال الثورة في جنوب (العراق) لعدم استجابة المحامي العراقي (سليمان فيضي) لخطته، وترك (البصرة) في 11/5/1916.
إن عدم استجابة (فيضي) لطلب (لورنس)، جاءت لعدم ثقته بالوعود التي قدمها (لورنس) ومن ثم (الإنكليز) بمنح (العرب) استقلالهم.
وقد أدى ذلك الرفض الى تعميق شكوك الإنكليز تجاهه، مما أدى الى توقيفه ثلاثة أيام، ثم أطلق سراحه بكفالة نقدية قدرها ستة الاف ربية، ثم احتجازه ضمن حدود مدينة (البصرة) و(العشار) حتى سنة 1919 كما مر سابقاً، وتحمل خسارة مادية كبيرة لحقت تجارته من جراء ذلك الاحتجاز التي اربت على ثلاثين الف ربية، وقد صارحه الميجر (ميك) الحاكم السياسي في (البصرة) في ان كل ما اصابه على يد الانكليز سببه خطته السلبية ورفضه التعاون معهم.
ولم يقتصر موقف (فيضي) السلبي من الانكليز على ذلك الموقف الرافض للتعاون معهم فحسب، فانه عندما اختير عضواً في لجنة (الانتخابات العراقية) سنة 1920، لكونه مبعوثاً (نائباً) في مجلس (المبعوثان) العثماني سابقاً، ألقى خطاباً اثار استياء الانكليز والموالين لهم لما تضمنه من مواقف واراء مناقضة لرغبات السلطة المحتلة، ومطالبته بضمانات في الحرية ومنع التزوير، كل ذلك اغاظ المس (بيل) حتى انها شكته لدى وزير العدلية البريطاني في حكومة الاحتلال.

                

                             (المس بيل)

وكانت التقارير البريطانية عنه في غير صالحه من وجهة نظرها، فقد جاء فيها "انه وطني متشدد ومعارض للعناصر المعتدلة" أي التي تمالئهم.
وفي مرة ثالثة اثار غضب المس(بيل) وكالت له التهديد، بعد ذهابه الى (البصرة) وهيج خواطر أهلها بما رواه عن الشعور الوطني في (بغداد) قبيل (ثورة العشرين)، ووصف الاحتفالات الوطنية والدينية وصفاً مبالغاً فيه.
ومعنى هذا كله ان (فيضي) كان من المغضوب عليهم لدى سلطات الاحتلال، فدفع ثمن ذلك الموقف المبدئي باهضاً في قابل الأيام بعد تأسيس الحكم الوطني فلم يستوزر او يتسنم أي منصب عالٍ، لأنه كان كما قال له (عبد المحسن السعدون) "غير مرغوب فيه" عند الإنكليز، لمّا رشحه وزيراً في وزارته وعرض أسماء الوزراء على (المندوب السامي)، كتب ذلك أزاء اسمه.
مع العلم ان معظم رؤساء الوزراء والوزراء الذين تسنموا تلك المناصب، كانوا زملاءه في المدرسة الاميرية او الاعدادية العسكرية او (مجلس المبعوثان) بما فيهم الملك (فيصل الأول) زميله في المجلس كما مر سابقاً، وكذلك الامر مع من كانوا من طلابه في مدرسة الحقوق كـ(صالح جبر) و(احمد مختار بابان) وغيرهم.

المحامي احمد مجيد الحسن - مستشار نقابة المحامين العراقيين
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المصادر
- ان المصدر الرئيس لهذا البحث هو (مذكرات سليمان فيضي)، الطبعة الرابعة سنة 2000، الصادرة عن شركة مطبعة (الاديب البغدادية) المحدودة، وكل ما لم يُذكر مصدره في الهوامش، فهو من هذه المذكرات، علماً بان الطبعة الأولى من المذكرات أُصدرت سنة 1952 في (بغداد) بعد وفاة المؤلف بعنوان (في غمرة النضال)، ونأمل صدور طبعة خامسة فاخرة تليق بالمذكرات وصاحبها لأهميتها.
- د. خولة طالب لفتة، (سليمان فيضي) ودوره السياسي والثقافي والاجتماعي في العراق 1885 – 1951، مطبعة (الاديب البغدادية)، 2003.
- غانم العناز، موقع بيت (الموصل) الالكتروني.
- علاء لازم العيسى، جريدة (الزمان)، 1/8/2018.
- الموقع الالكتروني (ترك برس).

غانم العناز، موقع بيت الموصل الالكتروني.

عبد العزيز بن متعب آل رشيد (1868 – 1906) سادس حكام آل رشيد في امارة حائل في الجزيرة العربية، تولى الحكم من (1897 – 1906).
هو المرحوم والدي مجيد الحاج حمود.
4. طالب باشا النقيب (1871 – 1929): سياسي عراقي، كان أحد أهم المرشحين لعرش العراق، وأول وزير داخلية فيها (1920 – 1921).

5. علاء لازم العيسى، جريدة الزمان، 1/8/2018.
6. د. خولة طالب لفتة، سليمان فيضي، مطبعة الاديب البغدادية، بغداد، 2003، ص103.
7. الشيخ خزعل بن جابر الكعبي (1936 - 1863) حاكم امارة المحمرة في الأحواز(عربستان) في ايران خلال الفترة من - 1897 ) 1925) وآخر امرائها، أسره شاه ايران رضا بهلوي بموافقة الإنكليز سنة 1925 وقضى على امارته، كان أحد المرشحين لعرش العراق سنة 1921.
8. العناز، مصدر سابق.
9. ويكيبيديا.
10. العناز، مصدر سابق.
11. د. خولة طالب، مصدر سابق، ص11.
12. د. خولة طالب، مصدر سابق، ص170.
13. طاوزند : وهو الاسم المعرب لـلجنرال الإنكليزي (شارلز تاونسند) وهو ما كان يسمى به في العراق في القرن الماضي، قاد خلال الحرب العالمية الأولى حملة عسكرية لاحتلال العراق ، أدت إلى هزيمته وحصاره في مدينة الكوت الذي استمر من كانون الاول 1915 إل نيسان1916،بعد إجباره على الاستسلام، واحتجز سجينَ حرب في جزيرة في تركيا قبل أن يطلق سراحه في 1918.
14. معركة حصار الكوت الواقعة جنوب شرقي العاصمة العراقية بغداد، التي سجّل فيها الجيش العثماني ثاني أكبر انتصاراته خلال الحرب العالمية الأولى، وعُدّ حصار الكوت الأطول والأشد خلال الحرب من (7/12/1915 - 26/4/1916).
وانتهى الحصار بعد 149 يومًا بهزيمة الجيش البريطاني بالكامل وقوامه 13 ألف جندي واستسلامه مع جنرالاته للجيش العثماني. بعد فشلهم في رشوة القائد العثماني خليل باشا، فقد عرض القائد الإنجليزي طاوزند على القائد العثماني خليل باشا مليون جنيه، مقابل السماح له ولجيشه بالتوجُّه إلى الهند، ولكن القيادة العثمانيَّة رفضت بشدَّة قائلةً: "لا حاجة لنا للنقود".
15. الموقع الالكتروني ترك برس.
16. د. خولة طالب، مصدر سابق، ص85.
17. مس بل: هي غيرترود بيل 1868 ) - 1926)، باحثة ومستكشفة وعالمة آثار بريطانية عملت في العراق مستشارة للمندوب السامي البريطاني في عقد العشرينيات من القرن العشرين، جاءت إلى العراق في عام 1914، ولعبت دورا بالغ الأهمية في ترتيب أوضاعه وهندسة مستقبله بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ويعرفها العراقيون القدماء بلقب الخاتون.

    

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

593 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع