محطات في تاريخ شرطة العراق وثيقة شرطوية نادرة من مامور مركز سوق الجديد بالكرخ

             

محطات في تاريخ شرطة العراق وثيقة شرطوية نادرة من مامور مركز سوق الجديد بالكرخ

 

  

عرض و تعليق: د اكرم عبدالرزاق المشهداني

  

وثيقة شرطوية نادرة يتم عرضها لاول مرة، والوثيقة هي عبارة عن  عريضة تتضمن طلب رسمي مقدم من قبل أحد المفوضين  في الشرطة بتاريخ 29-9-1949 معنونة الى السيد/ مدير شرطة لواء بغداد بواسطة معاون شرطة الكرخ،

               

وعليها طابع مالي يحمل صورة الملك فيصل الثاني وسجلت لدى شرطة بغداد برقم وارد 9521 بتاريخ 2/10/1949، يعرض المفوض  خضر محمد حسن وهو مأمور مركز شرطة سوق الجديد في عريضته انه تم تكليفه من قبل السيد مدير شرطة بغداد بتعقيب المجرم الشقي (محمود الجمة) الذي اخذ يعبث بالامن في الكرخ  ويرتكب مختلف الجرائم الخطيرة التي تنطبق عليها المواد (214/ 212/ 261/ 248) من قانون العقوبات البغدادي، (وان آخر جريمة له كانت قيامه بقتل البلام (خليل ابراهيم) وقطع راسه والقاء جثته بالنهر، بعد ان مثَّلَ بالجثة.

               
يقول المفوض خضر:
((وفي ليلة 23/9/1949 في الساعة الرابعة بعد منتصف الليل ذهبت وبصحبتي عدد من أفراد الشرطة وحاصرت دار هذا الشقي وبعد (مقابلة) بيننا وبينه واستعماله النار ضدنا تمكنت من تضييق الخناق عليه وملاحقته من دار الى اخرى حتى قبضنا عليه في الخان المجاورة لداره بعد ان كسر عاموده الفقري وادخل المستشفى والآن لايزال في المستشفى)).
وأضاف المفوض خضر محمد حسن مأمور مركز سوق الجديد في عريضته:
(إن العمل  الذي قمت به كان من واجبي القيام به، وقد رأي سعادة مدير شرطة لواء بغداد تلطيفي واقترح على سعادة مدير الشرطة العام منحي قدماً لمدة ستة أشهر، وانني فخور بهذا التلطيف الذي يزيدني شجاعة. وقد أمر سعادة السيد/ مدير الشرطة العام منحي إكرامية خمسة دنانير. واني استرحم إعادة النظر في الأمر ومنحي قدماً لمدة ستة أشهر ولسيادتكم الأمر).

       

تعليقة معاون شرطة الكرخ:
وقد علق السيد/ معاون شرطة الكرخ على العريضة أعلاه بخط جميل وراقي بالهامش التالي:
((مدير شرطة لواء بغداد: يرجى التفضل باسعاف الطلب مع العرض باننا طلبنا له قدما لمدة ستة اشهر لما قام به من اعمال ممتازة وذلك بكتابنا المرقم 3475 والمؤرخ 24/9/1949.. التوقيع : معاون شرطة الكرخ في 29/9/1949)

  

تعليقة مدير شرطة لواء بغداد:
وقام السيد/ مدير شرطة لواء بغداد برفع الطلب الى السيد/ مدير الشرطة العام بالهامش التالي وبخط جميل افتقدناه هذه الايام:
((تقدم لمقام مدير الشرطة العام :
للتفضل بالاطلاع والامر مع العرض ان مقامكم نسَّبَ منحه اكرامية خمسة دنانير بموجب كتابكم المرقم 26879  والمؤرخ 28/9/1949 فالرجاء التكرم باعادة النظر فيه لان ماقام به المفوض المذكور من بسالة تستوجب التقديرولمقامكم الامر.
مدير شرطة لواء بغداد  1/10/1949))

                        

في الوقت الذي تعرض فيه الوثيقة قصة استبسال مفوض شرطة في ملاحقة وتعقب مجرم قاتل وخطير، وهو ما استحق عليه تقدير معاون المنطقة (منطقة الكرخ) و (مدير شرطة بغداد) الذي اقترح منحه قدماً لمدة ستة اشهر الا ان مدير الشرطة العام جعل المكافاة عبارة عن مبلغ نقدي (خمسة دنانير)

    

ولاشك ان المبلغ كبير جدا في ذلك الوقت ويعادل راتب شهر واحد للمفوض حينها الا ان قيمة (القدم لمدة ستة اشهر) اكبر تاثيرا لدى المفوض لانها تجعله يسبق اقرانه في الترقية، وفي جانب معنوي مهم من حياة وخدمة مفوض شرطة.
مفوض شرطة كان يدير مركزا للشرطة في منطقة من المناطق المهمة والحيوية في العاصمة بغداد انذاك..
احد الاخوة علق ساخرا على الوثيقة الشرطوية هذه: اذا ماعرف احفاد المجرم ان هذا المفوض هو سبب مقتل جدهم فسوف يطالبون بالفصل العشائري اليوم وشر البلية ما يضحك..

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

570 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع