2-تمارين تَعْبَويّة بقطعات بِمُسْتَوى لواء (مُشاة / مُشاة آلي / مُدَرّعْ) شارَكْتُ في تنفيذها /
تمرين اللواء المُشاة الآلي في التقدم والهجوم السريع
تنويه
أ. معظم القراء الكرام سواء كانوا مدنيين أم عسكريين يستمتعون بقراءة المقالات التي توثق معارك خاض غِمارها الجيش العراقي الباسل ولا يعرفون إن النصر في أي معركة خاضها الجيش العراقي الباسل خلال سنوات عمره المديد ، يعود سبب نجاحه فيها إلى الجهود الجبارة التي كانت تُبْذَلْ من قِبَلْ القيادة العليا للدولة والقادة والآمرين بمختلف المستويات خلال تنفيذ التمارين التعبوية بقطعات بمستوى لواء فما فوق خلال فترة السلم .
ب. هل يعلم القارئ الكريم إن جلالة ملك العراق فيصل الثاني والباشا نوري السعيد قبل سنة 1958 كانا يصران على حضورهم التمارين التعبوية بقطعات بمستوى لواء مُشاة والتي كان الجيش العراقي الباسل ينفذها سنوياً سنة في الصحراء في المنطقة الغربية (إج ثري ) وسنة في المنطقة الجبلية في شمال العراق و بالتناوب بين سنة وأخرى .
الْمُقَدمِة
1. أحد الأسباب الرئيسية بل أجزم إنه السبب الرئيسي الأول لسقوط مدينة الموصل بتأريخ 10 حزيران 2014 بيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو تحول الجيش العراقي إلى شرطة محلية ولم يسعى المشرفين على الجيش في وزارة الدفاع طيلة عشرة سنوات على تنفيذ( تمرين تعبوي واحد بقطعات بمستوى جحفل لواء في أي صفحة من صفحات القتال) مما حَفَّز ذاكرتنا لتوثيق صفحات مُضِيئة من التدريب التعبوي راسِخَةً في الذاكرة ، وهي سلسلة من التمارين التعبوية بقطعات بمستوى جحفل لواء ( مُشاة راجل / مُشاة آلي / مُدَرّعْ ) شارَكْتُ في تنفيذها شخصياً ، الذي كان الجيش العراقي الباسل يَزْخَرُ بتنفيذها سنوياً .
2. نقتبس فقرات من مقال سابق نُشِرَ في موقع الگاردينيا وهو ( تشكيل الفوج الآلي الثامن اللواء المدرع 34 الفرقة الآلية الأولى ) لغرض ربط تسلسل الوقائع بِشَكْلٍ صحيح :
أ. صدر توجيه من وزارة الدفاع في نهاية شهر نيسان 1975 بفك إرتباط السرايا الرابعة من أفواج لواء المُشاة الرابع عشر بكافة الأشخاص والأسلحة والعجلات والتجهيزات ونقلها إلى الفوج الآلي الثامن اللواء المدرع 34 الفرقة الآلية الأولى.
ب. بداية عام 1976 تحرك الفوج إلى منطقة الورار شمال المعسكرالدائم لِلِواء المُشاة الثامن الآلي في مدينة الرمادي وعَسْكَرَ بمحاذاة نهرالفرات .
ج. كانت حركة الفوج إلى الورار فرصة ثمينة لغرض تدريب الفوج على الإستخدام التعبوي لناقلات الأشخاص المدرعة لكون طبوغرافية المنطقة تسمح بالتدريب التعبوي في كافة صفحات القتال.
د. كما كانت الفرصة مؤاتية لإقتران سرايا الفوج مع كتائب الدبابات خلال التدريب التعبوي للصنف المدرع على كافة صفحات القتال.
هـ. نفذت كتيبة دبابات قرطبة إحدى كتائب دبابات اللواء المدرع 34 تمرين تعبوي بالتقدم والهجوم السريع بمستوى جحفل معركة درع سائد وكانت السرية الأولى من الفوج الثامن الآلي التي كُنْتُ آمراً لها متجحفلة مع الكتيبة وقد حدث خلال تنفيذ التمرين خلل من قبل سرايا الدبابات تمت معالجته من قبل سرية المُشاة الآلي المتجحفلة مع الكتيبة وكان حاضراً لمشاهدة التمرين اللواء الركن عدنان عبد الجليل قائد الفيلق الثالث والعميد الركن لطفي الدباغ قائد الفرقة الآلية الأولى فأثنى قائد الفيلق الثالث على عمل سرية المُشاة الآلي و رشحها لتكون قوة عدو لتمرين لواء المُشاة الآلي الأول (تمرين تعبوي بقطعات في صفحة التقدم والهجوم السريع بمستوى لواء مُشاة آلي ) الذي نُفِذَ لاحِقَاً على محور قصر (الإخيضر – النخيب) في تشرين الأول 1976 .
3. معضلة التنقل من الورار إلى الإخيضر
أ. صدرت الأوامر بحركة السرية الأولى من الفوج الآلي الثامن لمع 34 المجهزة بناقلات أشخاص مدرعة ( بي تي آر 60 ) زائداً فصيل الإستطلاع الفوج الآلي الثامن المجهز بمدرعة ( بي آر دي أم 2 ) زائداً رعيل دبابات من ك دب قرطبة لمع 34 محمول على ناقلات دبابات نوع فاون ( قوة العدو المقترحة ) من الورار إلى منطقة التمرين في الإخيضر، لم يكن الطريق الترابي مؤشراً على الخرائط في حينه ويبلغ طول الطريق 200 كليومتراً ولم تكن المسافة طويلة نسبياً لكن عندما يكون الطريق غير معبد وغير ظاهر للعيان ويسير في منطقة صحراوية لا توجد فيها علامات دالة والطريق غير مسلوك من قبل أحد أفراد القوة سابقاً يشكل معضلة لآمر القوة ، إنطلقت القوة في اليوم المحدد من معسكر تدريب الفوج في الورار إلى الطريق العام ( الرمادي – الرطبة) ثم سلكت طريق ( غرب ناظم الورار- غرب بحيرة الحبانية - ناظم المجرة – غرب بحيرة الرزازة – إمام أحمد إبن هاشم - مدينة الرحالية – مدينة شثاثة (عين التمر) – الإخيضر ) الطريق بين شثاثة والإخضر مُعَبَدْ ووصلت القوة إلى الإخيضر بدون حادث .
ب. بعد وصول القوة إلى الإخيضر تم التعسكر بالقرب من معسكر السيطرة العليا والحكمين حسب لوحة الدلالة المثبته على الأرض من قبل السيطرة العلياً ، بعد فترة وجيزة من وقت الوصول إستدعاني ضابط ركن التدريب في مقرالفيلق الثالث العقيد الركن غازي رمضان الضابط المشرف على تنفيذ التمرين وتم إيجازي بإختصار عن الفكرة العامة والفكرة الخاصة للتمرين وحدد وقت للقيام بجولة في صباح اليوم التالي في منطقة التمرين لغرض تحديد أماكن إنفتاح المقاومات المعادية على الأرض.
4. طبوغرافية منطقة التمرين
أ. الخارطة المرفقة لمنطقة ( الإخيضر – النخيب ) هي المنطقة التي جرى فيها تنفيذ التمرين ، طريق (الإخيضر – النخيب - عرعر ) المؤشر على الخارطة لم ينشأ بعد أثناء تنفيذ التمرين.
ب. المنطقة على العموم صحراوية منبسطة تنتشر فيها بعض التلول قليلة الإرتفاع تُكْثَرُ فيها المنخفضات الناتجة عن السيول الجارفة في موسم الأمطار يطلق على تسميتها ( فيضة ) ينمو في المنخفضات نبات الطرفة ويبلغ إرتفاعه أحياناً المترين لا تتوفر فيها مصادر المياه الصالحة للشرب
قامت وزارة الري بحفر عدداً لا بئس به من الأبار الإرتوازية إلا أن مياهها فيها نسبة عالية من الكبريت وغير صالح للشرب ويُسْتَخْدَمْ لغرض سقي حيوانات البدو الرُحَلْ الذين يُكْثَرْ تواجدهم في المنطقة كما قامت الدولة بإنشاء عدد من القرى لغرض توطين البدو الرُحَلْ .
5. إستطلاع محور التقدم وتثبيت أماكن المقاومات المعادية
أ. في صباح اليوم التالي لوصول قوة العدو قمنا بإستطلاع محور التقدم أنا والعقيد الركن غازي رمضان وثبت لي أماكن تواجد قوة العدو على الأرض المقاومة الأولى في الراقم (149 ) وحددها بقوة سرية مُشاة آلي معادية كما موجود بورق التمرين والمقاومة الثانية في (وادي الفاج) وحددها بقوة فوج مُشاة آلي مُعادي بَعدَ ذلك عُدْنا إلى معسكر السيطرة العليا والحكمين .
ب. خلال تواجدنا في مطعم السيطرة العليا لتناول طعام الفطور وجه لي قائد الفرقة الآلية الأولى العميد الركن لطفي الدباغ سؤال ،
قال : هل لدى قوة العدو إمكانية التموين الإداري الذاتي طيلة فترة تنفيذ التمرين التي تستغرق ثلاثة أيام ؟
أجبته نعم ! لأن السرية الآلية لديها عجلة إسقاء ومطبخ سفري وطباخين وأرزاق جافة تكفي لمدة إسبوع وحضيرة تصليح من مفرزة تصليح الفوج ، قال جيد غداً صباحاً تخرج القوة وتنفتح في أماكن تواجد المقاومات ولا تعود إلا بعد إنتهاء التمرين .
ج. بعد الإنتهاء من تناول طعام الفطور أوْعَزْتُ إلى رأس عرفاء السرية بملئ جريكانات الماء لجميع الناقلات وإرسال عجلة الإسقاء لملئها مجدداً كما أوْعَزْتُ إلى مفرزة الحانوت بالذهاب إلى مدينة شثاثة (عين التمر) للتسوق وكان متيسر فيها الرقي والرمان والتمر وبنوعيات ممتازة زائداً الخيار والطماطة والخبز ، كانت الغاية من ذلك إعطاء واقعية للتمرين ، وصدر أمر من مقر الفرقة بإلقاء القبض على أي عجلة أو أشخاص من الطرفين عند مرورهم بأرض الخصم ويُعْتَبَرونَ أسرى حرب.
د. في صباح اليوم التالي تحركت قوة العدو من معسكر السيطرة العليا والحكمين إلى أماكن إنفتاحها التي حددها العقيد الركن غازي رمضان المشرف على تنفيذ التمرين ، قُمْتُ بتوزيع قوة المقاومة الأولى على الأرض في الراقم (149 ) وأوْعَزْتُ بغش عجلات القتال المدرعة بواسطة شُجَيْرات الطرفة التي تُكْثُر في المكان ثم إنتقلت القوة إلى مكان المقاومة الثانية وقمت بتوزيع قوة المقاومة الثانية على الأرض في (وادي الفاج ) الْمُسَمْى على الخريطة ( فيضة الفاج ) وادي واسع جداً منخفض عن
مستوى الأرض بحدود مترين وَتُكْثَرُ فيه التلول الرملية الصغيرة والتي تنمو فيها شجيرات الطرفة بكثرة والتي ساعدت كثيراً على غش وإختفاء عجلات القتال المدرعة .
هـ. قبل الظهر زارني العقيد الركن غازي رمضان المشرف على تنفيذ التمرين وأخبرني بطلب مقر لواء المُشاة الآلي الأول إستطلاع جوي مُسَلْحْ للمنطقة بهدف تصوير المنطقة من الجو بالساعة الثانية بعد الظهر وطلب عدم حركة عجلات القتال المدرعة من أماكن إنفتاحها بهذا الوقت .
و. كما طلب مني إرسال مأمور إلى معسكر السيطرة العليا لإستلام الأعتدة المخصصة لتنفيذ التمرين ، أوْعَزْتُ إلى رأس عرفاء السرية بالذهاب إلى مُعَسْكَرْ السيطرة العليا لإستلام الأعتدة ، عند مرور العجلة التي أقلته قامت مفارز إنضباط اللواء الأول بإلقاء القبض عليه وأعتبرته أسير حرب ، كانت هذه الحادثة قبل البدء بتنفيذ التمرين وأعتبرته عمل غير مبرر
يجب مقابلته بالمثل في الوقت المناسب إتَصَلْتُ بالجهاز االلاسلكي بالمرحوم المقدم الركن نبيل عبد اللطيف ضابط الركن الثالث حركات الفرقة في معسكر السيطرة العليا وأخبرته بالحادث وتم إطلاق صراحه وعاد وبصحبته الأعتدة المخصصة لتنفيذ التمرين .
6. الفكرة العامة والفكرة الخاصة للتمرين
أ. الفكرة العامة :
نَتِيجَةً لفشل المفاوضات على ترسيم الحدود بين الدولتين الشرقية والغربية ولتعنت الدولة الغربية قامت قوات الدولة الغربية بمهاجمة المراكز الحدودية على خط الحدود بين البلدين في منطقة عرعر وإندفعت بسرعة على محور ( عرعر – النخيب – الإخيضر- كربلاء ) بقوة تُقَدَرْ بلواء مُشاة آلي وإحتلت مدينة النخيب الحدودية ثم تقدمت بإتجاه منطقة الإخيضر تمهيداً لإحتلالها إلا أن كتيبة إستطلاع الفرقة الآلية الأولى وبإسناد من القوة الجوية للدولة الشرقية إشتبكت مع قوات العدو وأرغمتها على التوقف في منطقة الراقم ( 149 ) ومنعتها من مواصلة التقدم لحين إكمال تحشد قوات الدولة الشرقية .
ب. الفكرة الخاصة :
أكملت الدولة الشرقية تحشد الفرقة الآلية الأولى في منطقة الرزازة وَكَلَّفتْ اللواء المُشاة الآلي الأول بالتقدم على محور ( الإخيضر – النخيب – عرعر) والقيام بالهجوم السريع لتدمير المقاومات المعادية على هذا المحور أينما وجدت ومطاردة العدو حتى مشارف مدينة النخيب كصفحة أولى تمهيداً للهجوم بباقي قطعات الفرقة على قطعات العدو المحتل لمدينة النخيب وتحريرها منه وتدمير قطعات العدو المتواجدة داخل الأراضي الوطنية للدولة الشرقية كصفحة ثانية.
7. سير تنفيذ التمرين
أ. تُطْلَقْ كلمة رمزية على بدأ التمرين بيوم ( ي ) في الساعات الأولى من يوم ( ي ) يبدأ العمل بإتجاهين متعاكسين ، الإتجاه الأول القطعات التي تُكَلَفُ بالتقدم والهجوم السريع تقوم بعدة إجراءات في منطقة الإجتماع منها ( إكمال نقص الأعتدة – إكمال نقص الوقود لعجلات القتال المدرعة - توزيع أرزاق الطوارئ – فحص الأسلحة - تشبيك الأجهزة اللاسلكية - إقتران الصنوف – تشبيك الخرائط - إستطلاع منطقة الهدف – إصدار الأوامر على مناضد الرمل ) بعد ذلك المباشرة في التقدم .
ب. الإتجاه الثاني قطعات العدو تقوم بإكمال غش وتمويه عجلات القتال المدرعة – غش مواضع الجنود – عدم الحركة خاصة عجلات القتال المدرعة – مراقبة تقدم القطعات المعادية والتَهَيُؤ لفتح النار على العدو – فتح النارعلى قطعات العدو ضمن مديات الأسلحة الخفيفة .
ج. باشر الفوج المكلف بقيادة التقدم الفوج الأول بالحركة وفي أقصى الأمام إنفتح فصيل إستطلاع الفوج بالنسق لتغطية الجبهة الواسعة وحال الإقتراب من موضع المقاومة الأولى في الراقم ( 149 ) فتح العدو النار من الأسلحة الخفيفة وعلى الفور عَبََّر آمر فصيل الإستطلاع تقرير التماس إلى مقر الفوج الذي يتضمن ( متى / ماذا / أين / كم / ماذا أعمل ) مختصر لتقرير التماس ( تماس ، بالساعة 800 ، فتح العدو النار بالإسلحة الخفيفة ، من الراقم 149 ، تُقَدَرْ قوة العدو بسرية مُشاة ، أقوم بالرد والمشاغلة ؟، إنتهى أجب ).
د. يتقدم آمرالفوج إلى الأمام بعجلة قيادة الفوج بالقرب من آمر فصيل الإستطلاع ويستطلع موضع المقاومة المعادية ويقوم بتقدير موقف سريع ويضع خطة لإزاحة المقاومة ويعين مثابة لجماعة الأوامر ويطلب حضور آمري سرايا المُشاة ، فور تكامل وصول آمري سرايا المُشاة إلى المثابة يُصْدِرُآمر الفوج الأوامر للهجوم السريع على مَواضِعْ المقاومة المعادية ويتأكد من فهمهم للخطة بعد ذلك ينطلق آمري السرايا لِلِقاءِ آمري الفصائل وبدورهم يُصْدِرونَ أوامرهم إلى آمري الفصائل لتنفيذ خطة الهجوم السريع على مواضع العدو .
هـ. تضمنت خطة آمر الفوج الأول ما يأتي: السرية الأمامية تقوم بواجب قاعدة النارعلى خط إنفتاح فصيل الإستطلاع لتقديم الإسناد الناري بالرشاشات الثقيلة عيار 14,5 ملم لناقلات الأشخاص المدرعة والسرية الثانية والسرية الثالثة تقوم بواجب الهجوم السريع على مواضع العدو من الجناح الأيسر وفصيل الهاون 82 ملم ينفتح خلف سرية قاعدة النار ويقدم الإسناد الناري برمي حجاب من الدخان لستر حركة ناقلات الأشخاص المدرعة حتى مكان التشكيل ثم يرمي تمركزات نارية على الراقم ( 149 ) بعد إجتياز مكان التشكيل وقبل الوصول إلى خط الصولة بدقيقة واحدة يُرْفَعُ النار على عمق الهدف لمنع العدو من الإنسحاب المنظم .
و. بعد مباشرة فوج المقدمة الفوج الأول بالإنفتاح تمهيداً لشن الهجوم السريع على موضع العدو في الراقم ( 149 ) قوة العدو تباشر بقطع التماس مع العدو والإنسحاب بقفزات تعبوية بحركة دباخية إلى الخلف لحين الوصول إلى موضع القوة الرئيسية ( موضع المقاومة الثانية في وادي الفاج ) والدخول إلى المكان المخصص المُعَدُ سلفاً للقوة من قبل آمر قوة العدو في الموضع الرئيسي .
ز. تمكن فوج المقدمة الفوج الأول من إزاحة مقاومة العدو في الراقم
(149) بنجاح وقام بأعمال إعادة التنظيم على الهدف أهمها تعقيب العدو المنسحب بنيران الرشاشات الثقيلة (14.5) ملم ونيران الهاون (82) ملم وإخلاء الخسائر وسد نقص العتاد من عجلات القدمة ( أ ) والتَهَيُؤ لمباشرة التقدم .
ح. آمر اللواء يكلف الفوج الثاني بقيادة التقدم لغرض إعطاء راحة للفوج الأول ، آمرالفوج الثاني يوعز إلى آمر فصيل الإستطلاع بسرعة الإنفتاح على محور التقدم ، باقي سرايا الفوج تعقب فصيل الإستطلاع حسب سياقات العمل الثابتة للفوج ، يواصل الفوج التقدم بحذر قبل حلول الغسق ، عجلات القتال المدرعة ( بي آر دي آم 2 ) لفصيل الإستطلاع لفوج المقدمة تنحدر بمنخفض (وادي الفاج ) لم يكن آمر فصيل الإستطلاع موفقاً في قيادة الفصيل ، المفروض عند مشاهدة المنخفض يتوقف قليلاً ويستطلع الوادي بمرقب الرشاشة الثقيلة ( 14.5 ) ملم أو بناظوره الشخصي ، تقدم فصيل الإستطلاع مسافة في منخفض (وادي الفاج) تعقبه السرية الأولى فَتَحَ العدو النار بكثافة على فصيل الإستطلاع وأُجبر على التوقف ، آمر فصيل الإستطلاع يُعَبِرْ تقرير التماس إلى آمر الفوج ويقدر قوة العدو بفوج مُشاة آلي مُعَزَزَاً بسرية دبابات ، بدوره آمر الفوج عَبَّر الموقف إلى مقر اللواء لأن قوة العدو خارج إمكانية الفوج .
ط. آمر اللواء العقيد الركن حازم يتقدم إلى الأمام ويصل إلى مكان تواجد آمر الفوج الثاني ( فوج المقدمة ) ويقوم بالإستطلاع ويقوم أيضاً بتقدير الموقف السريع ويضع خطة لإزاحة المقاومة وَيُعَّين مثابة لجماعة الأوامر ، بعد وصول جماعة الأوامر إلى المثابة يشرح آمر اللواء الموقف والخطة التي وضعها لإزاحة المقاومة التي تضمنت الهجوم ليلاً على مواضع العدو.
ي.عجلات القتال المدرعة لقوة العدو كانت مواضعها منتخبة بعناية ومغشوشة بشكل جيد ولم يستطيع فصيل الإستطلاع لفوج المقدمة من
إكتشافها وكانت قوة العدو موفقة في إستدراج فوج المقدمة إلى منخفض ( وادي الفاج ) ومفاجئته بفتح النارعليه بغزارة من مسافة قريبة وكبدته خسائر لا يُسْتَهانُ بها وأربكت الفوج من إتخاذ الإجراءات وفق السياقات الصحيحة وحل الظلام مما زاد الموقف تعقيداً على اللواء .
ك. تضمنت خطة آمر اللواء مايأتي:
أولاً. مهمة فوج المقدمة الفوج الثاني يتخذ موضع قاعدة النار بإنسحابه قليلاً إلى الخلف بالإسْتِفادَةِ من الظلام وتتخذ عجلات القتال المدرعة مواضع رمي تكون نيران أسلحتها مؤثرة على قطعات العدو.
ثانياً. مهمة الفوج الأول والفوج الثالث يقومان بالهجوم على الجناح الأيمن لمواضع العدو.
ثالثاً. مهمة كتيبة الدبابات الأولى تقوم بإستثمار الفوز ومطاردة العدو حتى مدينة النخيب ومنعه من التملص.
رابعاً. مهمة كتيبة مدفعية الميدان الأولى والبطرية الخفيفة تنفيذ الخطة النارية لإسناد وحدات اللواء خلال عملية الهجوم .
ل. إخفاق في التنفيذ
أخفقت وحدات اللواء من تنفيذ الخطة التي وضعها آمراللواء والمُشارُ إليها آنفاً للأسباب الآتية :
أولاً. عدم تمكن الفوجين الأول والثالث من إستطلاع منطقة الهدف خلال ضوء النهار والليلة كانت حالكة الظلام مما تعذرعليهم فيها إستطلاع الهدف وتحديد مكان العدو بدقة.
ثانياً. عدم تدريب جماعة المأوى بما فيه الكفاية في إستخدام مصابيح الدلالة لغرض توجيه الوحدات نحو أهدافها.
ثالثاً. عدم تدريب طواقم عجلات القتال المدرعة على إستخدام الأشعة تحت الحمراء المتيسرة في عجلات القتال المدرعة .
رابعاً. فقدان الوحدات المكلفة بالهجوم بالإتِجاه نحو الهدف بسبب الظلام الحالك وعدم إستخدام الجهاز المتيسر في عجلات الإستطلاع ( الجايرو سكوب ) لعدم التدريب عليه من قبل طوائف فصيل الإستطلاع.
خامساً. شل كافة أجهزة الإتصالات اللاسلكية في عجلات القتال المدرعة والشبكة اللاسلكية للمُشاة عند الترجل من الناقلات من قبل جهة مجهولة تَعَذَرَ معرفتها خلال التنفيذ.
سادساً. إخفاق معاون مدير الإدارة والميرة في مقر اللواء بقيادة القدمة الإدارية التي لم يكن تدريبها بالمستوى المطلوب أدى إلى دخولها في مواضع العدو ووقع كافة الأشخاص والعجلات بالإسر لدى قوة العدو وحُرِمَ جميع منتسبي وحدات اللواء من تناول طعامهم لتلك الليلة .
م. إجراءات السيطرة العليا
لغرض تصويب سير تنفيذ التمرين إتخذت السيطرة العليا المتمثلة بقائد الفرقة الآلية الأولى العميد الركن لطفي الدباغ الإجراءات التالية:
أولاً. إرسال المرحوم المقدم الركن نبيل عبد اللطيف ضابط الركن الثالث حركات الفرقة إلى آمر قوة العدو ولم يبلغني قبل دخوله الموضع الدفاعي لذلك حال الدخول إلى الموضع الدفاعي تم أسره من قبل العدو ولم يطلق سراحه إلا بعد الإتصال لاسلكياً بآمر قوة العدو .
ثانياً. طلب ضابط الركن الثالث حركات الفرقة بناءاً على توجيهات قائد الفرقة إنارة مصابيح عجلات القتال المدرعة ( السكن لايت ) لغرض دلالة الأفواج التي تقوم بالهجوم من خلال مشاهدتها لمصادر الضوء.
ثالثاً. كما طلب رمي صلية عتاد مذنب ببندقية آلية إلى الأعلى في كلا جِناحَيّ قوة العدو لغرض تحديد جبهة قوة العدو لكي يتسنى مشاهدتها من قبل الفوجين المكلفة بالهجوم.
رابعاً. طلب ضابط الركن ( 3 ح ) بأمر من قائد الفرقة أسر آمر اللواء العقيد الركن حازم إذا أمكن ذلك لأنه فاقد الإتجاه ويخور بعجلته مع جماعة ( س ) ولا يعرف أين مكانه مما أفرغ التمرين من مضمونه.
ن. بعد إنارة مصابيح عجلات القتال المدرعة لقوة العدو تمكنت الأفواج القائمة بالهجوم من مشاهدة وتحديد جبهة مواضع العدو وصُحِحَتْ مسارها بعد مرور وقت تجاوز أربعة ساعات عمل ، وعلى ضوء ذلك تم تحديد توقيتات جديد لساعة ( س ) وتنفيذ الخطة النارية.
س. قبل الضياء الأول بقليل شرع الفوجين الأمامية الفوج الأول والفوج الثالث بالصولة على مواضع قوة العدو في (وادي الفاج) من الجناح الأيمن لقوة العدو ومع الضياء الأول تمكنا من إحتلال أهدافهما بصعوبة .
ع. تمكنت قوة العدو من التملص تحت جنح الظلام بحركة دباخية إلى الخلف بإتجاه مدينة النخيب ولم تتكبد خسائر تُذْكَرْ .
ف. مع الضياء الأول بدأت صفحة المطاردة من قبل كتيبة الدبابات الأولى
لقوة العدوة التي كانت مدربة تدريباً جيداً ولم تتمكن كتيبة الدبابات الأولى من التأثير على قوة العدو وتمكنت من الإنسحاب الْمُنَظَمْ بإتجاه القوة الرئيسية المنفتحة شرق مدينة النخيب .
ص. بإنتهاء صفحة المطاردة إنتهى التمرين بعد ان بذل جميع منتسبي اللواء ضباطاً ومراتب جُهوداً كَبْيَّرةً بالرغم من السلبيات التي حدثت خلال تنفيذ التمرين .
8. السلبيات التي برزت خلال تنفيذ التمرين
أ. ضعف تدريب آمري فصائل الإستطلاع لأفواج اللواء وعدم تدريب الطوائف على إستخدام جهاز الملاحة المتيسر في عجلات القتال المدرعة ( بي آر دي آم 2 ).
ب. ضعف مستوى التدريب الليلي لجميع وحدات اللواء وعدم تدريب طوائف الناقلات على إستخدام الأشعة تحت الحمراء المتيسرة في عجلات القتال المدرعة.
ج. ضعف تدريب جماعة المآوى في جميع وحدات اللواء وعدم تمكنها من تأمين الدلالة الكافية في صفحة القتال الليلي .
د. ضعف تدريب القدمة الإدارية لكافة وحدات اللواء وعدم تمكنها من تأمين الأرزاق في الوقت المحدد خلال تنفيذ التمرين .
هـ. شل الشبكة اللاسلكية لكافة عجلات القتال المدرعة لكافة وحدات اللواء وشل الشبكة اللاسلكية للمُشاة والتي تعتبر الشبكة البديلة عند تعطل الأولى .
و. ضعف القيادة والسيطرة في عمل هيئة ركن مقر اللواء وعدم تطبيق سياقات العمل الثابتة بصورة صحيحة والتي تُعْتَبَرُ من أبرز السلبيات التي حدثت أثناء تنفيذ التمرين .
9. في مؤتمر التحليل الذي عُقِدَ في مقر الفرقة لاحقاً إتخذت قيادة الفرقة الآلية الأولى قراراً بإلزام كافة وحدات اللواء الآلي الأول بالتدريب المُكَثَفْ على تلافي السلبيات التي حدثت خلال تنفيذ التمرين والتي ذُكِرَتْ آنفاً وتعميم ذلك على كافة تشكيلات ووحدات الفرقة الأخرى للعمل الجاد والإرتقاء بمستوى التدريب التعبوي .
الْلِوُاء فَوّزْي الْبَرَزَنْجي
17 كانون الثاني 2015
للراغبين الأطلاع على الجزء الأول....
http://www.algardenia.com/terathwatareck/14253-2014-12-28-20-16-24.html
1090 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع