ناجي طالب القائد الوطني والقومي

                                          

                          د.ضرغام الدباغ

          

         

ناجي طلب في صورة تجمعه بالقائد جمال عبد الناصر والوزير العراقي رجب عبد المجيد

                        

ناجي طالب العنزي وهو ضابط عسكري عراقي وأحد الضباط الاحرار الأساسيين الذين خططوا لثورة 14 تموز التي انهت النظام الملكي وأسست الجمهورية العراقية.

ولادته ولد في محافظة الناصرية / ذي قار عام 1917، وتوفي في 23 مارس 2012 عن عمر يناهز ال 95 عاماً.

ولد في مدينة الناصرية عام 1917 لأسرة ثرية حيث كان والده عضو مجلس أعيان الملكي واحد ملاك الأراضي. وفيها أكمل دراسات الأبتدائية والمتوسطة، ثم التحق بالكلية العسكرية العراقية عام 1937 (الدورة 15) وأوفد بعد ذلك إلى بريطانيا بعدها أوفد مباشرة الى بريطانيا لإكمال دراساته العسكرية في وولج ثم في مديرية المدفعية في لاركهل عام 1946، كما كان الأول في دورته في كلية الأركان العراقية ليكمل دراستها في كلية الأركان البريطانية / كامبرلي في بريطانيا العام 1950 وجاء في التقرير الخاص في هذه الكلية (انه يجيد اللغة الانكليزية قراءة وكتابة ويعبر عن أفكاره بشكل واضح في الصميم وانه ذو تفكير مستقل ويصلح أن يكون ضابط ركن جيد في أي فرع من فروع الخدمة العسكرية). وقد شارك ناجي طالب شارك في الحرب العربية - الصهيونية العام 1949 وابلى فيها بلاء حسنا ، وكان آخر منصب له في خدمته العسكرية، هي آمر لواء مشاة في البصرة، قبيل قيام ثورة 14 / تموز.

ولعل أبرز فقرة في حياة ناجي طالب السياسية هي أنظمامه إلى حركة الضباط الوطنيين (الأحرار) وكان من ألمع قياداتها، واشار الى ان الفقيد كان من اوائل مؤسسي حركة الضباط الاحرار وساهم في التحضير لثورة 14 تموز 1958، وبلغ في الخدمة العسكرية حتى رتبة لواء ركن، ثم اسندت اليه مناصب وزارية عديدة، كما تولى رئاسة الحكومة العراقية لاحقا.

ويتفق مؤيدو ناجي طالب وخصومه، من السياسيين والأصدقاء، بأنه كان اياه مثالا للوطنية العراقية، والقومية العربية، والاخلاص للواجب وقدوة في النزاهة والتواضع والتفاني في العمل. وقد تولى طالب الذي كان من الشخصيات القومية في العراق منصب وزير الشؤون الاجتماعية في اول وزارة بعد الثورة كما شغل منصب وزير الصناعة عام 1963. وترأس الحكومة العراقية من 9 آب 1966 الى 10 ايار 1967 في عهد الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف.

وتشير تقارير خدمة ناجي طالب بأنه : عسكري ذو ثقافة عالية، منضبط، نظيف جدا، عالي الأخلاق، معتدل في آرائه، وهو من عائلة عراقية معروفة في أصولها ووجاهتها العشائرية في محافظة الناصرية، احد أعضاء لرئيس اللجنة العليا لتنظيم الضباط والأحرار، والتي كان يرأسها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم، وكان نائبا آمر فوج في البصرة عند قامت ثورة 14 تموز 1958 واستوزر في حكومة الثورة، لكنه اختلف مع الزعيم عبد الكريم قاسم حول

برنامج الحكومة فقدم استقالته في أوائل شباط 1959 وفي كل العهود وحتى رحيله يكن الجميع لناجي طالب بالاحترام لعدم انجراره بالمغامرات السياسية والعسكرية.

تولى ناجي طالب رئاسة الوزارة في عهد الرئيس عبد الرحمن محمد عارف في 9 آب 1966 ولغاية 10 أيار 1967 وقد واجه مشاكل عديدة معقدة داخلية وخارجية والمعروف عن ناجي طالب الاعتدال في اتخاذ قراراته وهذا ما زاد الوضع سوءا أمام بعض القضايا التي تطلب موقفا صلبا، حتى ان تقارير السفارة البريطانية في بغداد تشير الى ان حكومة ناجي طالب أزمة النفط أولا بين سوريا وشركة نفط العراق مما أدى في النهاية الى إيقاف سوريا لفتح النفط العراق مما أدى في النهاية الى إيقاف سوريا لفتح النفط العراقي عبر أراضيها وبالتالي وقع العراق في أزمة مالية شديدة، وأخيرا توصلت سوريا مع شركة النفط العراق الى اتفاق واخذ النفط بالسريان لكن المشكلة الجديدة بين الحكومة العراقية وشركة النفط حيث طالب ناجي طالب بـ 40 مليون دولار ديون العراق فيما شركة النفط تريد تقسيطها وأخيرا نجح ناجي طالب بحل الأزمة بحكمة.

ومن الملفت للنظر والأنتباه، أن ناجي طالب، أن كافة التقارير البريطانية المتاحة لا تتحدث بشكل إيجابي عن ناجي طالب، رغم مفردات سيرته الباهرة، وهذا مما يشرفه ويزيده فخراً وأعتزازاً، فناجي طالب الذي أوفد بعد تخرجه بفترة قصيرة إلى بريطانيا لإكمال دراساته العسكرية في وولج ثم في مدرسة المدفعية في لاركهل عام 1946، وبأعتبار أنه كان الأول في دورته بكلية الأركان العراقية، أوفد لبريطانيا ليكمل دراستها في كلية الأركان البريطانية / كامبرلي العام 1950. وساعدت هذه الدورات المتعددة في الخارج الضابط الشاب أن يتعرف على ثقافات أجنبية، وأن يتعلم اللغة الإنكليزية ويجديها، إلا أنه لم يصبح أنكليزي الهوى، أو غربي المزاج. لذلك أستحق سخط الإدارات الغربية.

وناجي طالب الذي خدم أبان خدمته العسكرية في وحدات عسكرية ممتازة، وقاد السرية العراقية التي استعرضت في لندن في العرض العسكري الكبير للجيوش المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، كانت شخصية لامعة، وبرغم أنه (ناجي طالب) ينحدر من أسرة رفيعة فوالده من وجهاء مدينة الناصرية وأعيانها، ورغم كثرة احتكاكه مع الإنكليز وتقربه منهم، إلا أن كل ذلك لم تزده إلا وتمسكاً بعراقيته وعروبته، وكيف لا وهو الذي شهد التآمر الدولي على فلسطين وعلى سائر قضايا بلاده وأمته.

وتابع العراقيون الموقف النبيل الشجاع للقائد ناجي طالب خلال إدلاؤه بشهادته بحق الرئيس عبد السلام محمد عارف أمام المحكمة العسكرية العليا الخاصة (محكمة الشعب)، في موقف كريم وشجاع دون أن يتأثر بالظروف السياسية التي كانت تؤثر على المحاكمة وسائر الأحداث السياسية التي كان يشهدها العراق.

وحتى الرمق الأخير، يتمسك ناجي طالب كأي مقاتل عسكري محترف شجاع، بخندقه، ليست هناك قوة مادية قادرة أن تزحزحه من موقفه قيد أنملة، فهذا الشيخ ألتقط راية المقاومة

للأحتلال وحملها عندما أطل على المؤتمر الوطني العراقي، قائداً مهاباً، وهذا ما عهده فيه كل الشعب العراقي، مخلصاً حتى النفس الأخير.

ناجي طالب عراقي عربي، وكل ما فيه رفيع المستوى خال من الشائبة، أحب وطنه وأمته، وأخلص لها، لذلك يحبه الوطن وسيبقى من الأسماء الذهبية ليس في تاريخ العراق فحسب، بل وفي تاريخ الأمة العربية التي أحبها ناجي طالب وأحبته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

975 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع