شخصيات بغدادية بارزة

                                                      

                     بقلم / أسماء محمد مصطفى

                       

تزخر ذاكرة بغداد الحية بأسماء ثقافية وناشطة بارزة ، لها آثارها الجلية والمؤثرة في ميادين إبداعها ، بعضها غادر الحياة تاركا وراءه ارثاً تنهل منه الأجيال ، وبعضها مازال يواصل عطاءه ، ليظل مناراً يضيء طريق المهتمين بالعلم والثقافة .

ومن الأسماء الماثلة في الذاكرة هذه الباقة من الشخصيات التي نعرض عن كل منها معلومات وجيزة منسوبة الى مصادرها ، أعددنا بعضها بتصرف عن المصادر التي استعنا بها ، وهي تستحق أن نفرد لها صفحات مفصلة سنعمل عليها في المستقبل . كما إننا سنتناول مجموعة أخرى من الشخصيات البغدادية المؤثرة  ونجمع سيرها في موضوع لاحق .

      

محمد بهجة الأثري
قرأنا في سيرته أنه :
باحث في اللغة والتأريخ الأدبي وشاعر . ولد في بغداد ونشأ على التعلم والتقوى ودرب على التجارة والفروسية .  دخل الرشدية العسكرية فلم تقوَ بنيته على التدريس العسكري فأمضى دور النقاهة مداوماً في محكمة الاستئناف يتدرب على الإنشاء التركي ، وترك الوظيفة ليتفرغ للتخصص في العربية وعلومها .  درس على يد العلامة محمود شكري الآلوسي المتوفي في عام 1924 أخذ عنه البحث والتحقيق وطريقة التأليف. مضى في بداية العشرينيات يكتب الفصول الأدبية في الصحف ، واشتبك في صدر شبابه مع الشاعر جميل صدقي الزهاوي والشاعر معروف الرصافي .
تولى رئاسة تحرير مجلة البدائع الأسبوعية وجعلها ميدان جهاده الاجتماعي والأدبي ، وطفق يبحث عن مخلفات السلف في الأدب واللغة.
حقق وشرح طائفة من الكتب نشرت في بغداد والقاهرة ، وألفّ أول كتبه عن أستاذه محمود شكري الآلوسي باسم (أعلام العراق) طبع في سنة 1924 في القاهرة.
مارس التعليم في ثانوية بغداد عشرة أعوام وفي سنة 1936 عهدت اليه مديرية أوقاف بغداد ثم عهد اليه كرسي المفتش الاختصاصي في وزارة المعارف ، وبعد فشل انتفاضة 1941 اعتقل وقضى ثلاث سنوات في السجن وخرج ثم عين عضواً في لجنة التأليف 1947 في وزارة المعارف .
انتخب في أول مجمع علمي عضواً عاملاً ثم عضواً في بعض المجامع العلمية العربية ، ومنذ عام 1951 دعا الى المؤتمرات العربية والعالمية .
من مؤلفاته :
المجمل في تأريخ الأدب العربي 1927 ، مهذب تأريخ مساجد بغداد وآثارها 1927 ، مأساة الشاعر وضاح اليمن 1935، وله ديوانه الشعري الذي طبع في القاهرة.
له أكثر من ثلاثين كتاباً مخطوطاً ومئات الأبحاث المنشورة في أمهات المجلات العلمية ، كتب عنه : أنور الجندي وعدنان الخطيب وعزيز أباظة ، وقد نال من الدول العربية أوسمة كثيرة.
يقول عن نفسه : ( أقدم الناس على نفسي ، لأنّ همومهم هي مايهمني ، أما أمر نفسي فهذا أمر هين ، وكلُّ ماأريد لها هو تمهيد لما أحب أن أوصله الى غيري من الخير والمنافع في هذه الحياة ). (1)

            

انستاس ماري الكرملي
سبق أن نشرنا ، سابقا ، موضوعا مفصلا عن سيرة الكرملي ، تحت عنوان : أنستاس ماري الكرملي .. رحلة حياة حافلة وذكرى خالدة ، يمكن للقارئ الكريم العودة اليه . ونوجز هنا بضع سطور استذكارية :
انستاس ماري الكرملي هو اسم شهرته ، واسمه الحقيقي بطرس جبرائيل يوسف عواد . كاتب ولغوي مدقق شغوف باللغة العربية ، ورجل دين مسيحي كان له محبوه ومريدوه لأخلاقه ومزاياه . ولد في بغداد  من أب لبناني وأم بغدادية ، في الخامس من آب  1866م ، وتوفي في السابع من كانون الثاني 1947م تاركاً مكتبة تعد من أضخم المكتبات الخاصة في العراق ، ضمت نحو عشرين ألف مجلد ، بينها 1335 مجلدا مخطوطا. إهتم الكرملي خلال حياته بموضوعات اللغة والتأريخ والأقوام والملل والنحل والبلدان وغيرها.
أسهم في إنشاء مكتبة السلام , وتعتزم وزارة الثقافة إقامة نصب تذكاري  للكرملي إعتزازاً بدوره الثقافي ومكانته المرموقة , ومن المؤمل أن يكون مكان النصب في دار الكتب والوثائق الوطنية .
ذاع صيته وصيت مجلسه الأسبوعي ـ مجلس الجمعة ـ الذي كانت تحضره أسماء ثقافية كبيرة كمصطفى جواد وعبد الرزاق الحسني ومحمد رضا الشبيبي وروفائيل بطي والملا عبود الكرخي . وعُرف بغزارة نتاجه الفكري والثقافي من كتب ومقالات وبحوث . ترك الكثير من المؤلفات بعضها مازال مخطوطاً ، وتعرض الكثير من مؤلفاته الى الإتلاف سنة 1914 في أثناء نفيه الى الأناضول ، بسبب موقفه من اللغة العربية ، فضاع على الأجيال ارث كان يمكن الاستفادة منه . وعُرفت عنه مراسلاته مع كبار أعلام عصره بشأن القضايا العلمية واللغوية التي إهتم بها ، كأحمد تيمور وأحمد زكي باشا ومحمود شكري الآلوسي .
من مؤلفاته وتراجمه :  
الفوز بالمراد في تأريخ بغداد ـ وقد شحنه ناشره أغلاطا جمة أفسدت الكتاب وشوهته التشويه وطبع في بغداد ، كتاب التعبد ليسوع طفل براغ ، نخبة من كتاب العروج في  درج  الكمال والخروج من درك الضلال ، بالعربية والفرنسية ، خلاصة تأريخ العراق في البصرة ، جمهرة اللغات ، خواطر علمية ، كتاب الجموع ، السحائب ، العجائب ، الرغائب ، الغرائب ، أديان العرب ، حشو اللوزينج ، مختارات المفيد ، متفرقات تأريخية ، الأنباء التأريخية ، اللمع التأريخية والعلمية ،Melanges  ، الغرر النواضر ، النغم الشجي في الرد على الشيخ إبراهيم اليازجي ، الكرد قبل الإسلام ، المجموعة الذهبية ، أرض النهرين (معرب عن الانكليزية تأليف أدون بفن) ، تذكرة الشعراء او شعراء بغداد وكتابها ، نشوء اللغة العربية ونموها واكتمالها ، المساعد ـ معجم لغوي ، مجموعة من الأغاني العامية العراقية ، ديوان التفتاف اوحكايات بغداديات ، أغلاط اللغويين الأقدمين ، رسالة في الكتابة العربية المنقحة ، النقود العربية والإسلامية وعلم النميات ،  خواطر الأخت ماري ليسوع المصلوب ـ ترجمة الكرملي ، أخص فروض الرهبان الثالثيين الكرملين ، الإكليل للهمداني ـ تحقيق الكرملي ، ترجمة حياة الأب مارية يوسف ، خلاصة تأريخ العراق منذ نشوئه الى يومنا هذا ، رسالة في الكتابة العربية المنقحة ، سورة الخيل التي نزلت في بغداد ـ تحقيق الكرملي ، الكلم الأخيرة وهي المحادثات الأخيرة التي فاهت بها القديسة تريزة للطفل يسوع ـ ترجمة الكرملي ، الكوفية والعقال ، لذكرى الملك فيصل الأول : خطاب ، مبادئ أصول الديانة المسيحية لصغار الأولاد ، مرشد الرهبانيين الثالث ، مناظرة لغوية أدبية بين عبد الله البستاني وعبد القادر المغربي وانستاس الكرملي ، نُخب الدخائر في أحوال الجواهر لابن الأكفاني السنجاري ـ تحقيق الكرملي ، نشوء اللعة العربية ونموها واكتهالها .
ومن كتبه المفقودة :
تصحيح أغلاط لسان العرب ، تصحيح تاج العروس ، تصحيح أقرب الموارد وماجاء فيه من المفاسد ، الألفاظ اليونانية في اللغة العربية ، الألفاظ الرومية (اللاتينية) في اللغة العربية ، الألفاظ الدخيلة ( من عبرية وهندية وقبطية وحبشية وتركية ) في العربية ، الألفاظ الفارسية في اللغة العربية ، الألفاظ الآرامية (السريانية والكلدانية ) في العربية ،الألفاظ العربية في اللغة الفرنسية .
ومن الكتب التي كتبت عن الكرملي او حقق فيها آخرون :
الكرملي الخالد ـ  المؤلف جورج جبور ي ، البرهان الجلي على علم الكرملي ـ المؤلف أمين ظاهر خير الله ، المحجة البيضاء في حجة نعت الجموع بفعلاء  ـ  وهو الجزء الثاني من البرهان الجلي ،  أديان العرب وخرافتهم ـ المؤلف الكرملي انستاس ماري ـ تحقيق وليد محمود خالص  ، الرسائل المتبادلة بين أحمد زكي باشا والأب انستاس ماري الكرملي ـ المؤلف رحماني حكمت ، الأب انستاس ماري الكرملي وآراؤه اللغوية ـ  المؤلف إبراهيم  السامرائي ،  سدنة التراث القومي ـ المؤلف روكس بن زائد العزيزي ، رسائل أحمد تيمور الى الأب أنستاس ماري الكرملي ـ المؤلف : كوركيس عواد وميخائيل عواد ، الرسائل المتبادلة بين الكرملي وتيمور ـ المؤلف :  كوركيس عواد ، الأب انستاس ماري الكرملي حياته ومؤلفاته  1866ـ  1947 ، المؤلف كوركيس  عواد ، ذكرى الأب الكرملي الراهب العلامة ـ المؤلف سالم الآلوسي ، الأب انستاس ماري الكرملي ـ المؤلف عامر رشيد السامرائي ،  أنستاس ماري الكرملي ثقافيا وفكريا في تأريخ العراق (1866-1947) ـ المؤلف كريم عبد الحسن فرج سلمان  الغراوي ، مزارات بغداد باللهجة العامية البغدادية والعربية الفصيحة ـ جمع الأب انستاس ماري الكرملي ـ تحقيق د.باسم عبود الياسري ـ مراجعة وتقديم د. طالب البغدادي . (2)

   

علي الوردي
ولد العلامة الدكتور علي حسين محسن الوردي في بغداد ، مدينة الكاظمية عام  1913م . وهو من أسرة  أبي الورد ، نسبة الى تقطير ماء الورد.
ترك الوردي مقاعد الدراسة في عام 1924 ليعمل صانعاً عند عطار وطرد من العمل ، لأنه كان ينشغل بقراءة الكتب و  المجلات ويترك الزبائن ، وبعد ذلك فتح دكاناً صغيراً يديره بنفسه . وفي عام 1931 التحق بالدراسة المسائية في الصف السادس الابتدائي . وكان ذلك  بداية لحياة جديدة.
أكمل دراسته وأصبح معلماً في عام 1932 وبعد إتمامه الدراسة الثانوية حصل على المرتبة الثالثة على العراق فأرسل في بعثة دراسية للجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على شهادة البكالوريوس ومن ثم أرسل في بعثة أخرى الى جامعة تكساس حيث نال شهادة الماجستير في عام 1948 ومن ثم نال شهادة الدكتوراه في عام 1950 . في عام 1943 عين الوردي في وزارة المعارف مدرساً في الاعدادية المركزية في بغداد . كما عين مدرساً لعلم الاجتماع في كلية الآداب ـ  جامعة بغداد عام 1950 . أحيل الى التقاعد بناءً على طلبه ومنحته جامعة بغداد لقب أستاذ متمرس في عام 1970 .
 توفي في تموز 1995 في بغداد عن عمر ناهز الثانية والثمانين .
من مؤلفاته : لمحات اجتماعية من تأريخ العراق الحديث ، مهزلة العقل البشري ، وعاظ السلاطين ، خوارق اللاشعور ، طبيعة المجتمع العراقي ، الأحلام بين العلم و العقيدة ، منطق ابن خلدون ، اسطورة الأدب الرفيع ، شخصية الفرد العراقي  ، أكثر من 150 بحثا مودعاً  في مكتبة قسم علم الاجتماع في كلية الآداب ـ جامعة بغداد. مئات المقالات والمقابلات الصحافية والإذاعية والتلفزيونية .  (3)

       

معروف الرصافي
شاعر بارز ، اسمه الكامل معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري ، ولد في بغداد سنة 1875 م ونشأ فيها ، دخل المدرسة العسكرية الابتدائية فتركها ، وانتقل إلى الدراسة في المدارس الدينية ودرس على أيدي علماء بغداد الأعلام ، إتصل بالشيخ العلامة محمود شكري الآلوسي ولازمهُ أثنتي عشرة سنة ، وتخرج على يديه وكان يرتدي العمامة وزي العلماء وسماهُ شيخهُ الآلوسي (معروف الرصافي) ليكون في الصلاح والشهرة والسمعة الحسنة ، مقابلاً لمعروف الكرخي . وعين معلماً في مدرسة الراشدية التي أنشأها الشيخ عبد الوهاب النائب ، شمال الأعظمية ، ثم نقل مدرساً للأدب العربي في الإعدادية في بغداد ، أيام الوالي نامق باشا الصغير عام 1902م ، وظل فيها إلى إعلان الدستور عام 1908م ، ثم سافر الى اسطنبول فلم يحظ برعاية ، ومن ثم عين مدرساً لمادة اللغة العربية في الكلية الشاهانية ومحرراً لجريدة سبيل الرشاد عام 1909م ، وانتخب عضواً في مجلس المبعوثين عام 1912م ، وأعيد انتخابه عام 1914م ، وعين مدرساً في دار المعلمين في القدس عام 1920م ، وعاد إلى بغداد عام 1921م . ثم سافر الى الإستانة عام 1922م ، وعاد إلى بغداد عام 1923م ، وأصدر فيها جريدة الأمل ، وانتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق ، عام 1923م ، وبعد ذلك عين مفتشاً في مديرية المعارف في بغداد عام 1924م ، ثم عين أستاذاً في اللغة العربية في دار المعلمين العالية عام 1927م .
امتاز أسلوب الرصافي بالرصانة ومتانة اللغة ، وله آثار كثيرة في النثر والشعر واللغة والآداب أشهرها ديوانه " ديوان الرصافي " الذي رتب الى أحد عشر بابا في الكون والدين والاجتماع والفلسفة والوصف والحرب والرثاء والتأريخ وعالم المرأة والمقطوعات الشعرية الجميلة .
توفي سنة 1945م . بني لهُ تمجيداً لذكراه تمثال في الساحة المقابلة لجسر الشهداء عند التقاطع مع شارع الرشيد المشهور قرب سوق السراي والمدرسة المستنصرية الأثرية . (4)
من قصائده :  
قرأتُ وما غير الطبيعة من سِفرِ ، بنى الأرض هل من سامع فأبثَّهُ ، بنى الأرض هل من سامع فأبثَّهُ ، نحن من أرضنا على مُنطاد ، أقوى مَصيفُ القوم والمربعُ ، أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا ، خبرٌ في الارض اوحته السما ، بدت كالشمس يحضنها الغروب ، سكناّ ولم يسكن حراك التبدد ، أيّ مضنى يمدّها باكتئاب ، هي الأخلاقُ تنبتُ كالنبات ، قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ ، أما آن أن يغشى البلاد سعودها ، الى كم أنت تهتف بالنشيدِ ، أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع ، تيقَّظ فما أنت بالخالدِ ، الشعر مفتقر مني لمبتكر ، لقد طوَّحتني في البلادُ مُضاعَا ، قضت المطامع أن نطيل جدالا ، تذكرت في أوطاني الأهلَ والصحبا ، نجيت بالسد بغداداً من الغرق ، فتنت الملائك قبل البشر ، وشامخ الأنف ما ينفك مكتسياً ، معارفُ بغدادَ قد جاءها ، لا تشكُ للناس يوماً عسرة الحال ، شوقي اليك قريب لا ينائيني ، رقت بوصف جمالك الأقوال ، تحرّ إذا صادقتَ مَن رُدُّه مَحض ، نهيتكِ عن هواكِ فما انتهيتِ ، الى كم تصب الدمع عيني وتسكب ، أعرني لساناً أيها الشعر للشكر ، اللؤم داءٌ في النفوس عياء .

  

عبد الرزاق الحسني
ولد في بغداد عام 1903م من أسرة أدبية ، وكان والده يعمل في سوق العطارين , تعلم القراءة والكتابة في جامع الخفافين في بغداد . تعلم اللغة التركية والفرنسية والانكليزية .
انتقل الى النجف في عام 1920م أثناء ثورة العشرين , تولع بالكتابة والنشر منذ أن كان طالبأ في دار المعلمين العالية  , كان يقرأ الصحف والمجلات المحلية والعربية .
عمل مراسلآ لجريدة الإهرام. عمل في جريدة المفيد الادبية بصفة مندوب  . أصدر جريدة الفيحاء في الحلة , وبعد فترة جرى سُحب امتيازها ومصادرة المطبعة , ولعلاقته مع جعفر العسكري أعيدت المطبعة , وطلب من ياسين الهاشمي أن يبحث له عن عمل فعين معاون محاسب في وزارة المالية .
في عام 1941م حدث اصطدام بين الجيشين العراقي والبريطاني في حركة رشيد عالي الكيلاني , وفصل  خمس سنوات من الخدمة .
سجن في معتقل الفاو والعمارة  أربع سنوات ،  كتب خلالها (تأريخ العراق السياسي) بثلاثة أجزاء  ، ونال جائزة المجمع العلمي العراقي لأحسن كتاب عام  1949م .
عمل في مجلس الوزراء العراقي مع نوري السعيد , علي جودت الأيوبي ، توفيق السويدي , مصطفى العمري , نورالدين محمود , جميل المدفعي , أرشد العمري , عبدالوهاب مرجان , أحمد مختار بابان,عبد الكريم قاسم , أحمد حسن البكر .
كتب مذكرات طه الهاشمي , علي جودت الأيوبي ، تحسين العسكري, إبراهيم الراوي.
نشر مقالات في الصحف والمجلات : المرشد , النشء الجديد , البغدادية ، الاعتدال ، البيان , الغري النجفية ، النجم الموصلية ، الهدى العمارية ،  الهلال , المصور , العصور , رسالة الإسلام المصرية ، العرفان , العروبة , المكشوف اللبنانية  .
من مؤلفاته :
العراق قديمأ وحديثأ ، العراق دوري الاحتلال والانتداب ، الثورة العربية الكبرى ، تأريخ الوزارات العراقي ، تأريخ الصحافة العراقية ، الأسرار الخفية في حركة سنة1941 التحررية ، الصابئون  ، اليزيدون ، البهائيون . (5)

   

مصطفى جواد
صاحب قلْ ولا تقلْ ،  ولد  سنة 1914 م في محلة  القشلة في بغداد .  كان والده خياطا في سوق الخياطين المجاور لخان مرجان .
أصاب والده ضعف البصر فنصحه بعض أصدقائه بأن يقتني أملاكا في محافظة ديالى ، فاختار قضاء الخالص الذي كان يسمى قديما (دلتاوة) ، درس في الكتاتيب هناك ثم انتقل الى مدرسة الخالص الابتدائية وكانت تسمى باسم المكتب.
في عام 1917 دخل والده الجيش الانكليزي ، وكان مصطفى جواد آنذاك في الصف الثاني الابتدائي ، توفي والده فلم تتهيأ له فرصة الاستمرار في الدراسة وانصرف الى رعاية البساتين التي خلفها والده له ولأخيه الاكبر كاظم وأخوانه الستة الآخرين . وقد حصل نزاع بين أخيه ووالدته وأخوانه من أجل توزيع الأملاك ، على أثر ذلك قام أخوه الأكبر بإدخاله المدرسة الجغرافية الاهلية في بغداد الكائنة حينذاك قرب سوق الغزل ، وتصرف بحصته من الارث بحجة أنه الوصي عليه .
دخل دار المعلمين وزادت عنده الرغبة في دراسة العربية وكان يميل اليها منذ دراسته الاولى وفي الصف الثاني من دار المعلمين كان ينظم الإنشاد لأستاذه أحمد الراوي الذي كان يدرس العربية ، وكان مصطفى ينظم شعرا مدرسيا ويشترك بالتمثيل المدرسي .
في عام 1924 تخرج في دار المعلمين وعين معلما في مدرسة الناصرية الابتدائية في مدينة الناصرية ، وفي عام 1926 نقل الى البصرة  اثر مشاجرة بينه وبين أحد المعلمين وقضى في البصرة نصف عام نقل بعدها الى الكاظمية في بغداد.
وفي أثناء إقامته في بغداد وبالتحديد في المدرسة المأمونية نشر التأريخ المسمى خطأً (الحوادث الجامعة) المنسوب الى ابن الغوطي وأخذ ينشر في مجلة لغة العرب ، للأب انستاس الكرملي ، وبدأ يعالج النقد وكتب مقالات في مجلة الغرفان اللبنانية ونشر قصائد سياسية في جريدة العراق وشعرا اجتماعيا في جريدة العالم العربي وقصصا في جريدة النهضة البغدادية ، وفي عام 1934 سافر الى باريس وقبل في جامعة السوربون لإعداد الدكتوراه الادبية وعاد للعراق وعين أستاذا في دار المعلمين العالية التي تسمى اليوم كلية التربية ، وفي عام 1942 دعي لتعليم الملك الصغير فيصل على قراءة اللغة الخلدونية ، انتخب عضوا مراسلا للمجمع العلمي العربي في دمشق ثم المجمع العلمي العراقي .
وُصف د. مصطفى جواد بأنه رجل علم وادب وكان يمارس الحياة الاعتيادية مع سائر الناس ، ووصف أيضاً بأنه طريف في القول عميق بمعناه ، ضليع في أمور الادب والعلم ، ذاكرة نادرة عجيبة ، يحل الغموض والمعلقات العلمية والمتاهات اللغوية ، ينظم الموشحات والرباعيات ، فهو قاموس من الادب والتراث ، وله رأي في الشعر الشعبي ماقيل عن نوع من أصول الشعر الشعبي (الادب العامي) كما إنه عملاق في اللغة العربية في الادب العربي وموسوعة في التراث وفي التأريخ . (6)
توفي سنة 1969 عن خمس وستين سنة .
من مؤلفاته :
الحوادث الجامعة ، وهو أول كتاب صدر له  ، وذلك في عام  1932.
سيدات البلاط العباسي ، 1950
المباحث اللغوية في العراق ، 1960
سيرة أبي جعفر النقيب ، 1950
خارطة بغداد قديما وحديثا ، بالاشتراك مع الدكتور أحمد سوسة وأحمد حامد الصراف .
دليل خارطة بغداد ، بالاشتراك مع الدكتور أحمد سوسة .
دليل الجمهورية العراقية لسنة  1960، بالاشتراك مع محمود فهمي درويش وأحمد سوسة .
الأساس في الأدب ، بالاشتراك مع أحمد بهجت الأثري وكمال إبراهيم .
دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم  ،  1968.
قل ولا تقل ، 1969 .
قصة الأمير خلف ، مترجمة عن الفرنسية .
رحلة أبي طالب خان ، الرحالة الهندي المسلم للعراق وأوروبا عام 1799 ، 1970 .
دليل خارطة بغداد المفصل ، بالاشتراك مع الدكتور أحمد سوسة ، مطبعة المجمع العلمي العراقي ، 1958 .
جاوانية القبيلة الكردية المنسية ،  المجمع العلمي العراقي .
رسائل في النحو واللغة ، آخر كتاب طبعه ، 1969 .
مستدرك على المعجمات العربية ،  كتاب مخطوط .
الشعور المنسجم ، ديوان شعر .
الضائع في معجم الأدباء ،  أعادت دار المدى في دمشق نشر الكتاب بتقديم الدكتور عناد غزوان .
كتاب المختصر المحتاج اليه من تأريخ بغداد.

  

جلال الحنفي
الشيخ جلال الحنفي البغدادي اسم علم في تأريخ بغداد ، وهو يمثل ذاكرتها التراثية .
وعن ولادته وجدنا عدم إتفاق على سنة ولادته  حيث جاءت مختلفة في بعض المصادر ، إذ  ذُكر أنه ولد سنة 1912 م  ، او 1914 ، او 1915 .
توفي سنة 2006 .
هو فقيه وعالِم موسوعي وكاتب وصحافي ومؤرخ ولغوي . ولد في بغداد عام 1914م ، وتوفي فيها يوم 5 آذار من عام 2006م . شيخ بغداد وعاشقها .. فقيه ذو لون مميّز ، جمع الى الفقه ، جمع المختص الخبير : علوم الفقه ، والعروض ، وتميز على نحو خاص بالتأريخ المحلي وعلوم المقام العراقي ، حتى امتزج اسمه بهما ، وكما امتزج بجامع الخلفاء ، أقدم جوامع بغداد وأجملها عمارةً ، لعمره الطويل الذي قضاه فيه معلماً وإماماً وخطيباً ، بل حتى حارساً وخادماً ، لفرط عشقه لهذا الجامع التأريخي العريق ،  كعشقه الكبير لبغداد . في سن مبكرة، وتحديداً في عام 1933م ، لقــّبه اللغوي الكبير الأب انستاس ماري الكرملي ، بالشيخ العلاّمة .  وُلد جلال الدين في بغداد ، عام 1914م ، في أسرة عراقية بغدادية ، وتوفى فيها في الخامس من آذار 2006م . عاش مدة قصيرة من طفولته في البصرة ، بحكم عمل والده ، ثم عاد الى بغداد، وتعلم القرآن طفلا ً في كتاتيبها ، ثم أنهى المدرسة الابتدائية فيها عام 1930م ، والتحق بكلية الإمام الأعظم ، التي تغيّر اسمها الى (دار العلوم) ثم أعيدت الى اسمها الأول أخيراً . عمل خطيباً للمرة الاولى  عام 1935م في جامع المرادية ، في الميدان ، أمام وزارة الدفاع ، التحق بعدها بالأزهر الشريف في مصر لمواصلة دراسة العلوم الشرعية ، وعاد من هناك ملتزماً جامع الخلفاء . وفي عام 1966م أوفدته الحكومة العراقية إلى الصين ، لتدريس اللغة العربية في معهد اللغات الأجنبية في شنغهاي، ومكث هناك ثلاثة أعوام ، أتقن خلالها اللغة الصينية ، وكتب مسودات لقاموس (عربي ـ صيني) لم يُسبق إليه ، لكن أتلفته مياه البحر في طريق عودته إلى العراق . مارس تدريس علم التجويد والقراءات في معهد الفنون الموسيقية في بغداد ، لعدّة دورات . أجرى في علم العروض تصميمات كثيرة ، نشرها في كتاب. قدّم برامج دينيّة وثقافية وتأريخية في راديو وتلفزيون بغداد . أثرى الصحف العراقية بعشرات المقالات ذات الطابع الخاص لاسيّما في ما يخص تأريخ بغداد وثقافتها الشعبية والمقام العراقي ، فإذا كان ابن حزم الأندلسي هو أوّل فقيه يكتب عن الحب وأطواره في (طوق الحمامة) فإنّ الشيخ جلال الدين الحنفي ، هو أوّل فقيه يولي المقام العراقي والثقافة الشعبية أعلى درجات الإهتمام حتى صار الإمام الذي يذعن له الجميع فيها . أجرى في علم العروض تصحيحات كثيرة ونشرها في كتاب وأوجد نماذج للعروض فالرجز مثلا هو 8 بحور جعلها الحنفي 50 بحرا واخترع بها أوزاناً جديدة. (7)
من مؤلفاته :
التشريع الإسلامي .. تأريخه وفلسفته عام 1940م ، معاني القرآن عام 1941م ، آيات من سورة النساء عام1951م ، ثلاث سنوات في جوار الميتم الأسلامي عام 1955م ، صحة المجتمع عام 1955م ، الروابط الاجتماعية في الإسلام عام 1956م ، الحديث من وراء المكرفون ـ عام1960م ، المرأة في القرآن الكريم ـ عام 1960م ، الأمثال البغدادية ـ عام 1964م ، المغنون البغداديون والمقام العراقي ـ عام 1964م ، رمضانيات ـ عام 1988م ، شهر رمضان ـ عام 1988م ، مقدمة في الموسيقى العربية ـ عام 1989م ، شخصية الرسول الأعظم قرآنيآ ـ عام 1997م .

       

مير بصري
هو مير شلومو حاي بن شاؤول بن بصلئيل ، المعروف باسم بصري، بن عزرا بن يهوشع بن عوبديا بن اسحق حييم بن موشي بن ابراهيم بن نسيم . ولد في بغداد ، يوم الثلاثاء الموافق التاسع عشر من أيلول عام 1911 في دار العائلة الواقعة في محلة تحت التكية قرب سوق السراي ، تلك الدار التي اشتراها والد جده عزرا يهوشع عوبديا عام 1859 ، وبقي يسكنها حتى انتقل الى الأحياء الجديدة في شمالي بغداد عام 1948 . ينتمي مير بصري الى أسرة يهودية عرفت بادىء الامر باسم آل بصري ثم اشتهرت بعد ذلك باسم عوبديا . وبعدها عادوا الى استخدام تسمية آل بصري في أواخر القرن التاسع عشر.
نشأ مير بصري نشأة علمية ، واسعة الأفق ،  إذ أدخلته عائلته في صيف عام 1915، في كتاب المعلم إبراهيم القصير، في محلة التوراة في بغداد ، ولم يكن يتجاوز الرابعة من عمره . لكنه لم يستمر في الدوام سوى أيام معدودة . وفي خريف ذلك العام دخل مدرسة (التعـاون الاهلية) في بغداد ، لتلقـي دروسـه الابتـدائية.
تعلم في مرحلته الدراسية هذه علوم الطبيعيات والرياضيات والجغرافية ، ومبادىء اللغة العبرية والتوراة . ودرس اللغة العربية على يد جواد محمود الأوقاتي ، الذي زرع فيه حب الادب العربي . بعد إكمال دراسته الابتدائية ، واصل دراسته الثانوية في مدرسة الإتحاد الاسرائيلي (الاليانس) في خريف عام 1922 ، وأخذ يجد فيها ويقضي ساعات طويلة في الدرس والمطالعة ، حتى تخرج فيها عام 1928. وكانت الهيئة التدريسية مؤلفة من مدرسين من ذوي الثقافة الجيدة بحكم تتبعهم الدراسي الطويل ، وإتقانهم اللغات الاجنبية ، وتوافر الكتب المطبوعة بمختلف اللغات . ومنهم الشيخ محمد صالح السهروردي ، ويذكر مير بصري أن أخاه صالح بصري كان يرسل له من مصر بعض الكتب والمجلات ، فاقتبس منها معلومات ووضع كتاباً بعنوان (تأريخ مصر الحديث) نسخه بخط يده وقدّمه الى الشيخ السهروردي ، فاستحسنه وأثنى على جهده في تأليفه.
وقام بتدريسه الشيخ عبد العزيز الشواف ومحمود الوتري والشاعر السوري محمد الفراتي الذي نصح مير بدراسة العروض . واستفاد مير من الأب انستاس ماري الكرملي ، لتضلعه باللغة العربية. ولازم بعد استكمال تعليمه اللغوي الاديب والمحقق مصطفى جواد سنوات عدة ، وتتلمذ في تأريخ العراق على يد المؤرخ عباس العزاوي.
تمتع مير بصري بميزات ومواهب مختلفة ، لم يترك باباً إلا وطرقه ولا موضوعاً إلا وبحثه ، فقد أطلق عنان قلمه لما تجاوز السابعة عشر من عمره ، جامعا بين التأريخ والاقتصاد والادب والشعر، ما جعل منه شخصية ديناميكية في العمل والمسؤولية . كان عطاؤه الفكري ثراً وقدم للمكتبة العربية مؤلفات قيمة تناولت موضوعات تأريخية وأدبية واقتصادية أصبحت مصادر مهمة يغترف منها الباحثون . كان صريحاً في التعبير عن آرائه وأفكاره وتميزت آراؤه بالواقعية والمرونة .
كان خبيراً اقتصادياً ووجهاً من أبرز وجوه الفكر الاقتصادي، اذ أنه ورث التجارة من أجداده منذ صباه فكان خبيراً فيها ، ومارس الكتابة وكتب أبحاثاً ومقالات عدة في المجال الاقتصادي، فضلاً عن كتابة (مباحث في الاقتصاد العراقي) .
تركز كفاح مير بصري على تأكيد ولاء اليهود نحو العراق ، بإظهار مشاعره الوطنية العراقية ، والإصرار على الاثر الثانوي للدين في بناء الهوية الوطنية العراقية المشتركة ....  ويمكن القول أن مير بصري قد عاش ما اصطلح عليه بـ (العصر الذهبي) للطائفة اليهودية في العراق .
أرخ مير بصري ، وأرشف حياة زهاء ألف شخصية عراقية؛  مابين فنان وسياسي وأديب ومؤرخ ودبلوماسي ورجل دين وفقيه وصحافي ، لم يترك شخصية عراقية إلاّ ودونها في كتبه الكثيرة التي ما زالت تحظى باهتمام من قبل العديدين من القراء العراقيين . (8)
توفي في لندن سنة 2005.
من مؤلفاته :
مباحث في الاقتصاد العراقي ، دور الأديب العربي في بناء المجتمع العربي العصري ، أعلام الوطنية والقومية العربية في العراق ، أعلام الكرد ، أعلام الفن العراقي الحديث والمعاصر ، وغيرها من المؤلفات والكتب المترجمة .

   

جواد سليم
نشأ في بغداد وأثر فيها بأعماله النحتية البارزة . هو جواد محمد سليم علي عبد القادر الخالدي الموصلي ، من أسرة فنية إذ كان الحاج سليم وأخوته سعاد ونزار ونزيهة  فنانين تشكيليين .
تتضارب المصادر حول سنة ولادته ، فبعضها يذكر أنه ولد سنة 1921 ، وبعضها في سنة  1919 .  
يعد من أشهر النحاتين في تأريخ العراق الحديث ، ولد في أنقرة لأبوين عراقيين . صنع في طفولته تماثيل من الطين تحاكي لعب الأطفال . أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في بغداد.
نال وهو بعمر 11 عاما الجائزة الفضية في النحت في أول معرض للفنون في بغداد  1931 وأرسل في بعثة لدراسة النحت في باريس عام  1938 - 1939م ، وفي روما عام 1939-1940 وفي لندن للأعوام 1946 ـ 1949، ورأس قسم النحت في معهد الفنون الجميلة في بغداد حتى وفاته .
أجاد اللغات الإنكليزية والإيطالية والفرنسية والتركية فضلا عن إلى لغته العربية ، وأحبّ الموسيقى والشعر والمقام العراقي .
أسس جماعة بغداد للفن الحديث مع الفنانين شاكر حسن آل سعيد ومحمد غني حكمت .  كما إنّه أحد مؤسسي جمعية التشكيليين العراقيين . أسس مدرسة عراقية في الفن الحديث فاز نصبه (السجين السياسي المجهول) بالجائزة الثانية في مسابقة نحت عالمية وكان المشترك الوحيد من الشرق الأوسط وتحتفظ الأمم المتحدة بنموذج مصغر من البرونز لهذا النصب.
في عام 1959 اشترك مع المعماري رفعت الجادرجي والنحات محمد غني حكمت بتحقيق نصب الحرية القائم في ساحة التحرير في بغداد وهو من أهم النصب الفنية في الشرق الأوسط ، ولجسامة المهمة ومشقة تنفيذ هذا العمل الهائل تعرض الى نوبة قلبية شديدة أودت بحياته في 23 كانون الثاني عام 1961م ، وشيع بموكب مهيب ودفن في مقبرة الخيزران في الأعظمية.
صدرت عدة بحوث عنه . أقيم معرض شامل لأعماله في المتحف الوطني للفن الحديث بعد وفاته ببضع سنوات.
من لوحاته :
عائلة بغدادية ـ 1953 ، أطفال يلعبون ـ 1954 ، زخارف هلالية ـ 1955 ، الزفـّة ـ 1956 ، موسيقيون في الشارع ـ 1956 ، بغداديات ـ 1957، كيد النساء ـ 1957 ، بغداديات  ـ 1957 ، كيد النساء ـ 1957 ، امرأة ودلة ـ 1957 ، ليلة الحناء ـ 1957 ، بائع الشتلات ـ 1957 ، امرأة تتزين ـ 1957 ، صبيان يأكلان الرقي ـ 1958 ، الفتاة والبستاني ـ 1958 ، القيلولة ـ 1958  ، الشجرة القتيلة ـ 1958 ، فتاة وحمامة ـ 1958 ، مسجد الكوفة ـ 1958 ، الخيّاطة ـ 1958 ، في محفل الخليفة ـ 1958 . (9)
واجه جواد سليم عقبات وصدمات خلال حياته الفنية  :
( فقد كلفته أمانة بغداد عام 1945 بنحت نافورة ، فصمم الشكل وعرضه على المسؤولين بغية الموافقة على تنفيذه ولكنه شعر بتدخل أحمق في اختصاصه وفرض شكل سمك لاتقره الجماليات فترك العمل بها .
وقبل أن يلتحق بلندن طلب منه رئيس مهندس السكك الحديد أن ينحت تمثالين بالحجم الطبيعي لتزيين محطة قطار بعقوبة  ، فصمم التمثالين بالرغم من معرفته مسبقاً بأنه سوف يتحمل خسارة مادية ولكن العمل توقف ، لأن الدولة عجزت عن دفع الكلف .
والصدمة الأخرى التي أصيب بها جواد حينما تعهد بتزيين صالة سينما الخيام بلوحتين متقابلتين يغلب عليهما الطابع الفارسي ، ولكن أزمة الثقة جاءت بفنان إيطالي مكانه ليرسمها ، ولو عرف صاحب الصالة ماسيحتله جواد من منزلة وأن لوحاته ستبقى أثراً خالدا لأعطى جوادا مالاً بقد ماأعطى ذلك الإيطالي  .
وفي عام 1953 طلب منه المصرف الزراعي أن ينحت ( رليف ) برونزياً ليوضع في واجهة المصرف فكانت المنحوتة الرائعة  الإنسان والارض ، ولكنها رفضت .
وعرضت عليه مصلحة نقل الركاب عام 1955 أن ينحت لها شعاراً جدارياً  في واجهتها فقبل برحابة صدر دون أن يسأل عن أجوره وينتهي العمل بعد جهود عشرة أيام متوالية وإذا المكافأة خمسة عشر ديناراً .
وقد صمم عام 1959 شعار الجمهورية العراقية متأثراً بمسلة  نرام سن  الأكدية التي تعلوها نجمة وخلفها خيوط الشمس المتعرجة ، ولكن الشعار أدخلت عليه تغييرات ، وجواد صامت لم يجزع ينتظر عملاً جباراً يطلق فكره ويديه بعيداً عن إرادة الآخرين ، فكان له ما أراد بتلك السمفونية البرونزية الخالدة التي تمثل صراع الإنسان مع القدر فقد كان مطلق الحرية في صياغتها والتي تعد القمة التي وصل اليها جواد لأنه ارتشفها من منابع الإلهام واستقاها من مصادر الوحي .   (10)

                              

نازك الملائكة
ولدت الشاعرة في بغداد في 23 من شهر آب سنة 1923 وكانت كبرى أخوتها ، وهم أربع بنات وولدان .
أكملت نازك الملائكة الابتدائية ثم المتوسطة ، وتخرجت من الثانوية سنة 1939 ، وكانت منذ صغرها  تحب اللغة العربية ، والإنكليزية ، والتأريخ ، ودروس الموسيقى ، وكانت تجد لذة في دراسة العلوم ، لاسيما علم الفلك ، والوراثة ، والكيمياء ، مما يشير الى وجود بيئة ثقافية رصينة ومتطلبة .
دخلت دار المعلمين العالية ، فرع اللغة العربية ، وتخرجت فيها بـ (ليسانس) الآداب سنة 1944 ، بمرتبة الامتياز وخلال سنوات دراستها أحبت الفلسفة ، حباً شديداً كما تقول ، وكانت دراساتها الكثيرة للنحو العربي ، في أصوله القديمة ، قد عززت عندها وجود تكوين ذهن منطقي ووهبت لها تقبل الفلسفة.
بدأت نظم الشعر وحبه منذ طفولتها . بل إنها لُقبَت في البيت بـ ( الشاعرة) قبل أن تفهم معنى هذه الكلمة ، فقد لاحظوا أنّ لها أذناً حساسة تميز النغم الشعري تمييزاً مبكراً . كما إنها بدأت بنظم الشعر العامي ، قبل عمر سبع سنوات ، وفي سن العاشرة نظمت اول قصيدة فصيحة ، وكانت في قافيتها غلطة نحوية ، فإذا بأبيها يرمي قصيدتها على الأرض ، ويأمرها ، في لهجة جافية مؤنبة : اذهبي أولاً ، وتعلمي قواعد النحو ثم انظمي الشعر ، وأشارت الشاعرة الى أن معلمة النحو في المدرسة لاتميز الفاعل من المفعول ، وسرعان ما أضطر أبوها الى أن يتولى تعليمها قواعد النحو بنفسه حين دخلت مرحلة المتوسطة ، وفي ظرف شهر واحد تفوقت على الطالبات جميعاً ، ونالت أعلى الدرجات .
ويذكر أنّ "الملائكة لقب مكتسب أطلقه عليها الشاعر العراقي عبد الهادي العمري تيمناً بعائلتها التي تشبه الملائكة ،لطيبتها وسموها ما غلب على لقبها الأصلي .
مجاميعها الشعرية ومؤلفاتها :
عاشقة الليل ، سنة 1947, نشر في بغداد ، و هو أول اعمالها التي تم نشرها.
شظايا الرماد ، سنة 1949.
قرارة الموجة ، سنة 1957.
شجرة القمر ، سنة 1968.
ويغير ألوانه البحر ، سنة 1970.
مأساة الحياة وأغنية للإنسان ، سنة 1977.
الصلاة و الثورة ، سنة 1978.
قضايا الشعر الحديث ، سنة 1962.
التجزيئية في المجتمع العربي ، سنة 1974 ، و هي دراسة في علم الاجتماع
سايكولوجية الشعر , سنة1992.
الصومعة و الشرفة الحمراء
كما صدرت لها في القاهرة مجموعة قصصية عنوانها الشمس التي وراء القمة سنة 1997 .
رحلت عن هذا العالم سنة 2007 في القاهرة ، ليفقد العراق واحدة من أبرز مبدعاته اللواتي تركن بصماتهن في ميادين إبداعهن . لكن نازك مازالت حاضرة بتأريخها الشعري وريادتها ومكانتها . (11)

                       

حسين علي محفوظ
ولد شيخ بغداد  العلامة الدكتور حسين علي محفوظ سنة 1929 ، وتوفي سنة 2009 .
تناولته الدراسات والكتابات على إنه مؤرخ ، جغرافي ، لغوي ، فقيه ، أديب ، شاعر ، كتب في الاختصاصات كافة ، والموسوعية فيه ليست عن هوى بل هو منذ صباه رأى آباءه يتسعون في العلوم كافة ، فأتسع وامتد الى كل علم فاكتشف فيه نفسه وأحلامه وأشواقه وغده البعيد ،  حتى قدم لنا (400) اثر بين كتاب ودراسة ومقالة وتحليل وجداول في إحصاء العلوم والآداب فهي خلاصة اجتهاده القائم على علم المقارنة ، وخلاصة تتبعاته الاستقرائية القائمة على حس فطري بالأشياء..
هو حسين بن الشيخ علي بن الشيخ محمد الجواد بن الشيخ موسى بن الشيخ حسين بن الشيخ علي بن الشيخ محمد آل محفوظ ، الوشامي الأسدي ، من بني أسد بن خزيمة ، من مضر ، ويظهر من تكرار كلمة (الشيخ) في سلسلة عموده النسبي أنه ينتمي الى أسرة علمية متجذرة تأريخياً ...
ولد في الكاظمية ، وتعلم فيها وتخرج في دار المعلمين العالية  حاصلاً على (ليسانس آداب)  سنة 1948، ونال دكتوراه الدولة في الآداب الشرقية (الأدب المقارن) في سنة 1952من جامعة طهران .
قال الشعر ، وكانت أول قصيدة أثبتها أبيات في وصف الربيع نظمها في سنة 1939، ونظم الشعر التعليمي في سنة 1941، وشعره مجموع في عدة دواوين ، ولم يتكلف نظمه ، بل لحاجة في نفسه..! وتعود بدايات اشتغاله بالتأليف الى مطلع سنة 1941، وكانت رسائله الأربع القصار في الرضي والمعري والمتنبي وابن زيدون أوائل أعماله الأدبية سنة 1942.
عين مدرسا في دار المعلمين العالية في بغداد سنة 1956 ومفتشاً اختصاصياً للغة العربية في وزارة  المعارف حتى سنة 1959 ثم انتقل الى كلية الآداب وأسس فيها قسم الدراسات الشرقية 1969 ورأسه ،  ودرس العربية وآدابها في الكلية الشرقية في جامعة لينين غراد منذ سنة 1961- 1963 ، وجلس على كرسي الشيخ محمد عباد الطنطاوي ، ولقب هناك بأستاذ المستشرقين ومنح (منشور التقدير) الذي وقعه الأساتذة في قسم اللغة العربية .
انتخب عضوا في اللجنة الأدبية في بعض المجامع العلمية في الشرق سنة 1952، وفي الجمعية الآسيوية الملكية في لندن سنة 1954، ثم انتخب عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1956 ـ وهو رابع عراقي يدخل المجمع ـ  والمجمع العلمي الهندي في عليكرة سنة 1976. مثلّ العراق في عشرات المؤتمرات العالمية والاستشراقية والندوات والمجالس العلمية والحلقات الدراسية والمهرجانات الأدبية في العراق والبلاد العربية منذ سنة 1954.. وتقديرا لإبداعاته نال (وسام الثناء) في الثقافة 1957 و(وسام إقبال الذهبي) 1978 وفاز كتابه (المتنبي وسعدي) بجائزة ( أحسن كتب العام ) سنة 1958، ورشحته جامعة بغداد لعدة جوائز علمية وعالمية ، وهو الأستاذ الأول في كلية اللغات سنة 1993، والأستاذ الأول في جامعة بغداد سنة 1993 والأستاذ المتمرس سنة 1995 ، وهو عضو مجلس الإدارة في مركز البحوث النفسية منذ تأسيسه سنة 1987  ، وقد اشترك  بجميع المؤتمرات والندوات الباراسايكولوجية وله دراسات عديدة  في هذا المجال ، منها :
الفراسة و( رسالة الفراسة ) وابن الخوام البغدادي ، سنة  1992م .
الواعظ الكاشفي جامع العلوم الخمسة في التراث الباراسايكولوجي ، سنة 1995م .
شجرة الباراسايكولوجي في التراث ( تقديم وتعريف ) ، سنة 1996م .
نظرة في التراث الباراسايكولوجي ، سنة 1997م .
من التراث الباراسايكولوجي ( أمثال وخوارق ) ، سنة  1998م .
الباراسايكولوجيا في التراث ، سنة  1999م .
الباراسايكولوجيا علم السيمياء في التراث ، سنة 2000 م .
الشيخ بهاء الدين العاملي من أعلام الباراسايكولوجي الكبار في التراث ، سنة 2001 م .
ويعد العلامة محفوظ ، اول من نظر في موضوع "الباراسايكولوجي في التراث " ومن أهم إسهاماته في هذا  المجال ، توثيقه لمئات المصطلحات الباراسايكولوجية في التراث العربي الإسلامي .
أنجز العديد من الدراسات التراثية في مختلف الموضوعات، ومنها العمارة والفلك والتقويم والطفل والزراعة والصيدلة وعلم الوثائق والخط والأوزان والمكاييل والمرأة والحرب ، ووضع (علم المخطوطات) في سنة 1975 وجمع ضوابطه وقواعده ومصطلحاته وألفّ (مصطلحات المخطوطات) و(مصطلحات المكتبة العربية) ووضع (نظرية التأهيل) في سنة 1981 في تأهيل التراث العربي بأسلوب علمي منهجي وابتكر (دائرة التأهيل) للتطبيق والإيضاح وابتكر (دائرة الأهلة) في سنة 1978 و(دائرة التقويم) في سنة 1979 و(جدول الأدوار والكبائس لستة آلاف سنة هجرية) في سنة 1979 والبحث وأردفها بابتكار (أوائل الشهور الاثني عشر في القرن الخامس عشر) في سنة 1981. له في التحقيق منهج خاص وأسلوب معروف ، إذ استعمل في دراساته وأبحاثه العلمية واللغوية الحساب والإحصاء واعتمد النسب والأرقام .. تتبع المصادر الشرقية للدراسات العربية أحصاها وصنفها وحللها وعرف بها، وإهتم بالتراجم الباقية عن المؤلفات الضائعة ودرس أثر اللغة العربية في اللغات الشرقية وبعض اللغات الأفريقية والأوربية وبينّ أن نسبة الألفاظ العربية في اللغة الاردوية هي (41,95%). وفي اللغة التاجيكية (46,39% ) وفي اللغة التركية (49,70% ) وفي اللغة الفارسية (60,67% ).
ألفّ عدة معاجم ، منها : (معجم الآلات والأدوات) ومعجم (العلامات والرموز) ومعجم (الأضداد) ومعجم (الألوان) وقاموس التراث ، وإهتم بدراسة تأريخ البلدان .
ومن إنجازاته المهمة إضافة كبيسة واحدة في الدور الرابع والثمانين من أدوار الكبائس ، وقد قرر كبس سنة 505  هـ وهي الكبيسة المحفوظية نسبة اليه ، و من نتاجه (التقويم المقارن) ،  (الدلائل الأدبية على قدمية الخط العربي) وله (الوفاق بين المذاهب الإسلامية) بينّ فيه أن دلائل الوفاق في وسائل الخلاف ، وأثبت أن نسبة الخلاف لا تزيد على (6%) من مسائل الخلاف لا من مجموع مسائل الفقه وكتب الرسالة الفلسفية (من أجل الإنسان) سنة 1959.. ومن أعماله أيضا : دراسة إحصاء المسلمين  وسجل الأيام والوقائع والحروب وتقويم حياة النبي وإحصاء أحاديث الأخلاق في السنة واستخراج المقاييس الإنسانية في التراث العربي وفضل اللغة العربية وبراءتها من النقص . (12)

   

حسين أمين
ولد الدكتور حسين أمين عبد المجيد القيسي في محلة الطوب قرب باب المعظم  في بغداد عام 1925. درس المرحلة الابتدائية في المدرسة المأمونيةابتداءً من العام 1931، وتابع دراسته في المتوسطة الغربية ، ثم الثانوية المركزية العام 1941. انخرط في صفوف دار المعلمين الابتدائية القسم العالي العام 1945، ثم في مدرسة تطبيقات دار المعلمين الابتدائية. سافر إلى الإسكندرية في مصر لإكمال دراسته ، وحصل على الليسانس والماجستير والدكتوراه عام 1962 وكان أول عراقي ينال الدكتوراه من جامعة الإسكندرية في التأريخ الإسلامي وأول عربي يحصل على الجائزة التقديرية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. أول نشاط سياسي له وهو في المتوسطة ، حيث قام ومجموعة من الأصدقاء بتوزيع منشور يندد بقتل الملك غازي عام 1939 وقد أحيل على اثرها الى المحكمة العرفية التي حكمت عليهم بالغرامة او السجن . ثاني أكبر نشاط سياسي له هو اختياره ضابطاً للارتباط بين الضباط الأحرار قبل 14 تموز 1958 والرئيس الراحل عبد الناصر بوساطة الليثي عبد الناصر زميله في الدراسة . أسس الجمعية التأريخية العراقية ، وأصبح رئيسا لها منذ بداية السبعينيات من القرن الفائت ، ثم انتخب أول أمين عام لإتحاد المؤرخين العرب . وصف بأنه مؤرخ جيد وباحث ممتاز ووجه تلفزيوني ، اشتهر بين الناس لكثرة ما كان يقدمه من برامج في التأريخ والتراث. عضو في الجمعية التأريخية الدولية ومقرها باريس ، وكانت له صلات وثيقة بالكثير من المؤسسات الثقافية العربية والعالمية . اختارته جامعة مارتن لوثر في ألمانيا العام 1970 ليكون أستاذا زائرا فيها . ألقى محاضرات عامة في جامعات عديدة ، منها جامعات اكسفورد وكمبرج وادنبرة وبرلين وميونيخ وفرانكفورت ومدريد وبراغ وليبزغ . تركزت محاضراته حول التعليم الإسلامي والمؤسسات الجامعية الفائت ، حيث قدم برنامجا ثقافيا تأريخيا باسم ثقافة الأسبوع .  حرص الراحل على إعادة إحياء الجمعية التأريخية العراقية في بغداد بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في التاسع من نيسان 2003، حيث أجريت انتخاباتها وفاز أمين برئاستها.
ألفّ مجموعة كتب ، منها :
المدرسة المستنصرية - بغداد 1960، الإمام الغزالي - بغداد 1963، تأريخ العراق في العصر السلجوقي - بغداد 1965، شط العرب ووضعه التأريخي - بغداد 1981، القدس وعلاقتها ببعض المدن والعواصم الإسلامية - بغداد 1988، زرقاء اليمامة - بغداد 1988. وله كتاب آخر أيضا هو بغداد تأريخ وحضارة .
حقق مقدمة في التصوف السلمي - بغداد 1984، وله المئات من البحوث والمقالات المنشورة في المجلات العربية والعراقية ، فضلا عن مؤلفات مخطوطة .
توفي سنة 2013. (13)

   

 صورة تاريخية تذكارية جميلة أخذت في المكتبة المركزية لجامعة الموصل سنة 1988 .. وتجمع من اليمين الاستاذ محمد زكي اسماعيل مسؤول اعلام الجامعة الاسبق (رحمه الله ) والمؤرخ واللغوي الكبير الاستاذ الدكتور حسين علي محفوظ (رحمه الله ) ، والاستاذ الدكتور محمود الحاج قاسم طبيب الاطفال الموصلي ، والباحث التراثي المعروف أطال الله عمره ومتعه بالعافية والبركة ، والاستاذ عبد الحميد العلوجي ( رحمه الله )

عبد الحميد العلوجي ( او العلوه جي )
باحث موسوعي بغدادي من مواليد الكرخ ـ منطقة الجعيفر سنة 1924 . تخرج في كلية الحقوق ، ولم يعمل في حقل اختصاصه الأكاديمي . ألفّ الكثير من الكتب بلغ أكثر من أربعين كتاباً ، أسس وترأس تحرير مجلة المورد ،  وشغل مناصب عدة كان آخرها مديرا عاما لدار الكتب والوثائق .
مكتبته تلك احتوت كتبا  نفيسة كما أكد في حوار له ،  ومنها : كتاب الساق على الساق لأحمد فارس الشدياق الذي طبع في منتصف القرن التاسع عشر - طبعة باريس - ، والكتاب عبارة عن رحلة قام بها المؤلف وزوجته الى اوربا، والملاحظات التي تراها زوجته يعقب هو عليها وقد عاش الشدياق في زمن السلطان عبدالحميد الثاني .
مكتبته العامرة .. عبّر عنها الكاتب  رباح آل جعفر في عبارة موجزة ودالة : أنت لم تشاهد مكتبة العلوجي .. أنت لا تعرف نصف الدنيا .
توفي سنة 1995.
من مؤلفاته :
رائد الموسيقى العربية ، المرشد الى النتاج الموسيقي ، الفارابي في العراق ، المعجم المساعد للأب انستاس الكرملي ، جمهرة المراجع البغدادية ، آثار حنين ابن اسحق ، المدخل الى الفلكلور العراقي ، النتاج النسوي في العراق ، المواسم الادبية عند العرب ، أيام في المربد ، المربد مواسم ومعطيات ، مؤلفات ابن الجوزي ، تأريخ الطب العراقي ،  المتحف البغدادي ، من تراثنا الشعبي ، حكومات بغداد منذ تأسيسها حتى عصرها الجمهوري ، المثنى بن حارثة الشيباني ، القعقاع بن عمرو التميمي ، الشيخ ضاري قاتل الكولونيل لجمن في خان النقطة ، عطر وحبر . (14)
وسننشر لاحقاً موضوعا موسعاً عن سيرة حياة الباحث عبد الحميد العلوجي وذكرياته وشهادات بحقه .

سالم الآلوسي
ولد في محلة سوق حمادة في بغداد عام 1925 ، وتلقى التعليم في بداية حياته عن طريق (الكتاتيب) وعلى يد الملا الراحل عواد الجبوري وختم القرآن الكريم عنده . قبل في الصف الثاني في مدرسة الكرخ الابتدائية لإجادته القراءة والكتابة بفضل تعلمه في الكتاتيب . ويذكر الآلوسي أن أول كتاب أهدي له خلال مرحلة الدراسة الابتدائية تقديراً لتفوقه  ، كان من معلمه حمدي قدوري الناصري وكان عنوانه : مجاني الأدب ، للأب لويس شيخو ، وهو من الكتب المهمة في الأدب واللغة وما زال يحتفظ به .. نوى دخول كلية الطب او الهندسة ولكن ظروفه المعاشية الصعبة حالت دون ذلك ما دفعه للبحث عن وظيفة . عين في دائرة المتحف العراقي التي كانت في شارع المأمون ضمن (بناية المتحف البغدادي) حالياً ، وكانت تسمى مديرية الآثار القديمة وقد استبدل اسمها العلامة الراحل مصطفى جواد الى مديرية الآثار.  (15)
وحينما تأسس المركز الوطني للوثائق وكان تابعا لجامعة بغداد أصبح أمينا عاما له .
ويعتز الآلوسي بكونه  قد وضع أسس الدراسة الوثائقية العراقية المعاصرة ، لاسيما مع اكتسابه خبرة دولية  من خلال اشتراكه بمؤتمرات لندن وباريس للوثائق سنة 1980 وانتخابه عضوا في لجنة الوثائق غير المنشورة التي تعود الى القرنين الرابع عشر والخامس عشر ومقرها لندن . وحينما ترك الآلوسي عمله في المركز الوطني للوثائق كان عدد فروع المجلس الدولي للوثائق قد وصل إلى 21 فرعا في 21 دولة عربية . كان له دور كبير في إصدار المجلة التراثية العراقية المعروفة : المورد  سنة 1972 . كما سبق له أن عمل سكرتير تحرير المجلة الآثارية العراقية  : سومر  1958-1963 . وكان كذلك سكرتيرتحرير مجلة العراق  الفولكلورية 1966- 1968 .  له مؤلفات عديدة منها : ناجي الأصيل .. سيرة شخصية 1964 ، ذكرى مصطفى جواد 1970 ، الراهب العلامة .. ذكرى الأب انستاس الكرملي  1970 ، موجز دليل آثار الكوفة 1965 ، دليل آثار سامراء 1965 ، انقذوا آثار النوبة 1966 ، مراجعة كتاب مختصر التأريخ لابن الكازروني الذي حققه الدكتور مصطفى جواد 1971  . كما إن له عشرات الدراسات والبحوث المنشورة في مجلات عراقية وعربية وأجنبية . انصرف سنوات طويلة للإهتمام بالوثائق ، والتوثيق ، ونشر الوعي الوثائقي ، وقاد حملة وطنية في هذا الإتجاه وساندته مجموعة من الشباب المحب للوثائق في العراق والذين قدر لبعضهم أن يتبوؤا مراكز مهمة في عالم الوثائق العراقي والعربي . ومما أنجزه في هذا المجال ونشره : دستور المجلس الدولي للأرشيف (الوثائق) (ترجمة عن الإنكليزية) – 1977 ، و دستور المجلس الدولي للأرشيف (الوثائق) (ترجمة عن الإنكليزية) – 1977 ، والفرع الإقليمي العربي للوثائق ، الطبعة الأولى بغداد 1974 والطبعة الثانية بغداد ، 1977 ،  الدبلوماتيك ـ علم دراسة ونقد الوثائق ،  بغداد ، 1974، الدبلوماتيك – علم تحقيق الوثائق ،  ط2 بغداد -1977 ، الأرشيف .. تأريخه .. أصنافه .. إدارته (بالمشاركة) ، بغداد ، 1979 ، معهد الوثائقيين العرب ، (بالإنكليزية) ، بغداد ، 1980 ، منجزات الفرع الإقليمي العربي للوثائق 1975 – 1980، (بالعربية والإنكليزية) ، بغداد ، 1982 ، وتقرير عن منجزات الفرع الإقليمي العربي للوثائق لعام 1977 (باللغتين العربية والإنكليزية) 1982 ، المجمع الوثائقي (بالرونيو) باللغتين العربية والإنكليزية ، بغداد ، 1979 . كما وضع دراسات ومقدمات لكتب ومطبوعات عديدة ، منها : كتاب مختصر التأريخ  ، لظهير الدين بن الكازروني ، تحقيق الدكتور مصطفى جواد ، بغداد ، 1971 ، تأريخ العرب واليهود ، للدكتور أحمد سوسة ، الطبعة الأولى ، بغداد ، 1971،  شرارات ، للدكتورالدكتور موسى الشابندر وزير خارجية العراق 1941 مع ترجمة لشخصية المؤلف ، بغداد ، تأريخ بعقوبة ، للأستاذ أحمد الرجيبي الحسيني  ، الجزء الأول ، بغداد 1972 ، كتاب الميكروفيلم  ، للدكتور السيد سعيد شلبي ، بغداد 1982 ، التوثيق .. تأريخه وأدواته ، للأستاذ عبد المجيد عابدين بغداد 1982،  النظام الأساسي للفرع الاقليمي العربي للمجلس الدولي للوثائق ،  بغداد ،1981، نظام معهد الوثائقيين العرب ،  بغداد 1981، النظام الداخلي للأمانة العامة للفرع الإقليمي العربي للوثائق ، بغداد ،1981 . (16)

             

محمد القبانجي
مطرب شهير وسفير الأغنية العراقية ، ورد في كتابات عنه أنه ولد سنة 1897 في محلة سوق الغزل في بغداد، وتوفى في الثاني من نيسان سنة 1989.
وهو : ( رائد في قراءة المقام العراقي ، مؤلف وملحن موسيقي ولد في بغداد ، تتلمذ بأبيه وبأشهر المغنين والمرتلين ، ورث مهنة القبانة عن أبيه ومنها استمد لقبه ، ثم عمل في تجارة الحبوب فتجارة الأقمشة المستعملة ، ولم تصرفه هذه المهن عن مواهبه في الغناء به وهو فتى ، وتعلم أداء طريق الغناء على يد أستاذه قدوري العيشة ، وطار صيته في عشرينيات القرن الفائت بإضافته أطوارا جديدة في غناء المقام ، ثم ابتكر مقاما جديدا اسماه مقام اللامي ، فسجل باسمه ، وسُجل له أكثر من 300 اسطوانة من قبل شركات محلية وعالمية ، حضر المؤتمر الموسيقي العربي الاول في القاهرة سنة 1932 وفيه بلغ شهرته العربية والعالمية ، أحبه أكثر من جيل وهيمن على مشاعرهم ، وكتبت عنه كتب وبحوث ودراسات عديدة ، وكرمه الملوك والزعماء بأوسمة وجوائز ، قال عن منهجه في الحياة "جبلت على الوفاء ، والتجاوز عن الإساءة ، ومقابلة الجود بأضعاف مايصيبني منه ، ويسوؤني عدم الرضا عن نفسي"  ) . (17)

             

ناظم الغزالي
سفير الأغنية العراقية ، ولد سنة 1921  في منطقة الحيدرخانة يتيما . بزغ نجمه في عقدي الخمسنيات والستينيات من القرن الفائت ، وشكل علامة فارقة في الغناء العراقي وأطرب الناس خارج العراق أيضا ، لاسيما إنه أخرج التراث العراقي وغناه بشكل آسر . وخسر الفن بوفاته سنة 1963 واحدا من أعظم مطربيه .
كانت أمه ضريرة تسكن في غرفة متواضعة جدا مع شقيقتها . وبمنتهى الصعوبة استطاع أن يكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ، في المدرسة المأمونية ، وكان الفقر ملازمًا له ، وزاد الفقر حدة بعد وفاة والدته ، ورعاية خالته له ، وهي التي كانت تتسلم راتبا لا يتجاوز الدينار ونصف الدينار . وبعد تردد طويل التحق بمعهد الفنون الجميلة ـ قسم المسرح ، ليحتضنه فيه فنان العراق الكبير حقي الشبلي نجم المسرح حينذاك ، حين رأى فيه ممثلا واعدا يمتلك القدرة على أن يكون نجما مسرحيا، لكن الظروف المادية القاسية أبعدته عن الالتحاق بالمعهد ، ليعمل مراقبا في مشروع الطحين في أمانة العاصمة. لكنه بقي يقرأ ويستمع الى المقام العراقي والى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد ونجاة علي  فعاد الى المعهد باذلاً قصارى جهده ليحصل على أعلى الدرجات. أما قراءاته فجعلته يمتاز عن زملائه بثقافته ،  تلك الثقافة التي ظهرت عام 1952 حين بدأ ينشر سلسلة من المقالات في مجلة النديم تحت عنوان "أشهر المغنين العرب"، وظهرت أيضا في كتابه "طبقات العازفين والموسيقيين من سنة 1900 ـ 1962"، كما ميزه حفظه السريع وتقليده كل الأصوات والشخصيات ، وجعلته طوال حياته حتى في أحلك الظروف لا يتخلى عن بديهته الحاضرة ونكتته السريعة ، وأناقته الشديدة حتى في الأيام التي كان يعاني فيها الفقر المدقع....
عاد ناظم الغزالي الى معهد الفنون الجميلة لإكمال دراسته ، ليأخذ حقي الشبلي بيده ثانية ويضمه إلى فرقة الزبانية ويشركه في مسرحية مجنون ليلى ، لأمير الشعراء أحمد شوقي في عام 1942، ولحَّن له فيها أول أغنية شدا بها صوته وسمعها جمهور عريض ، أغنية هلا هلا التي دخل بها إلى الإذاعة ، والتي حول على اثرها ناظم إتجاهه، تاركا التمثيل المسرحي ليتفرغ للغناء ، وسط دهشة المحيطين به الذين لم يروا ما يبرر هذا القرار ، لاسيما إن ناظم كان يغني في أدواره المسرحية ، إلا أن وجهة نظرة كانت أنه لكي يثبت وجوده مطربا فإنه لا بد أن يتفرغ تماما للغناء...
وكان زواج الغزالي من سليمة مراد من الزيجات المثيرة للجدل فالبعض قال إن قصة حب ربطت بين الفنانين على الرغم من فارق السن بينهما. أما البعض الآخر فقال إن سليمة مراد تكبر الغزالي ربما بعشر سنوات او أكثر، وإن الغزالي كان بحاجة إلى دفعة معنوية في بداية طريق الشهرة . المعروف أن سليمة مراد باشا ـ هكذا كانت تلقب أيام الباشوية ، إذ أصبحت مغنية الباشوات ـ كانت أستاذة في فن الغناء ، باعتراف النقاد والفنانين جميعاً في ذلك الوقت ، تعلم الغزالي على يدها الكثير من المقامات ، وكانا في كثير من الأحيان يقومان بإحياء حفلات مشتركة ، يؤديان فيها بعض الوصلات الفردية والثنائية . حصل الزواج عام 1953 ، وخلال عشر سنوات تعاونا على حفظ المقامات والأغنيات ، وفي عام 1958 قاما بإحياء حفل غنائي جماهيري كبير، فتح آفاقاً واسعة لهما إلى خارج حدود العراق فكانت بعدها حفلات في لندن وباريس وبيروت.
قبل وفاته سافر الى بيروت وأقام فيها 35 حفلاً ، وسجل العديد من الأغاني للتلفزيون اللبناني ، ثم الى الكويت، وسجل نحو عشرين حفلة بين التلفزيون والحفلات الرسمية . وفي العام نفسه اجتهد وبذل جهدا كبيرا ليتمكن بسرعة من الانتهاء من تصوير دوره في فيلم "مرحبا أيها الحب" مع المطربة نجاح سلام ، وغنى فيه أغنية "يا أم العيون السود".
وعن وفاته ، هناك رواية تقول إنه أفاق في صباح 23 من تشرين الاول ، أكتوبر ، 1963 وطلب قدحاً من الماء الساخن لحلاقة ذقنه ، لكنه سقط مغشياً ، وبعدها فارق الحياة . في الساعة الثالثة ظهرا أو عصرا ، كسرت إذاعة بغداد القاعدة، وقطعت إرسالها لتعلن الخبر الذي امتد تأثيره ليصيب العالم العربي كله بحزن بالغ . كان قطع البث الإذاعي يلازمه دائما إعلان "البيان الأول" لأحد الانقلابات العسكرية، ولم يكن قد مر سوى 7 أشهر على انقلاب  شباط ، لكن هذه المرة اختلف الوضع واستمع من تعلقت آذانهم بجهاز الراديو الى الخبر الذي أحدث انقلابا في نفوسهم ، وأبكاهم طويلا :  "مات ناظم الغزالي". (18)

                 

محمد غني حكمت
نحات ماهر ، ولد في بغداد ، تخرج في معهد الفنون الجميلة ـ النحت سنة 1952، ثم واصل دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في روما فتخرج سنة  1958، وفي مدرسة المداليات الزكا في روما سنة  1959، ودرس صب البرونز في ايطاليا 1961، وهو عضو جمعية الفنانين التشكيليين ، حضر المؤتمر الاول للفنانين العرب في دمشق 1972 ومؤتمر النحت العالمي الثامن في كندا 1976 ومؤتمر النحت العالمي العاشر في امريكا  1990، عمل أستاذا في كلية الفنون الجميلة منذ سنة 1962 . من أعماله النحتية التي بلغت أكثر من 20  نصبا في الساحات والميادين : (علي بابا والأربعون حرامي ) ، من البرونز ـ 1969 ، شهرزاد وشهريار، من البرونز ـ 1973 ، المتنبي ، من البرونز ـ  1978 ، عشتار ، من المرمر ـ 1981، بساط الريح ، من النحاس ـ 1982. كتب عنه كثيرون داخل العراق وخارجه بمختلف اللغات، أسس اول أستوديو خاص للنحت في العراق ، ووضع مفردات مناهج تدريسية لدروس النحت على الخشب في أكاديمية الفنون الجميلة ، وكذلك وضع مفردات مناهج تدريسية لدروس الحجر والميداليات وصب البرونز ، وفي عام 1994 أقام معرضه الشامل . (19)
توفي في عمان سنة  2012.

  

لميعة عباس عمارة
شاعرة محدثة . ولدت لعائلة صابئية مندائية عراقية في بغداد ، في منطقة الكريمات المحصورة بين جسر الأحرار والسفارة البريطانية على ضفة نهر دجلة في جانب الكرخ سنة 1929م  . وجاء لقبها عمارة من مدينة العمارة حيث ولد والدها. أخذت شهادة الثانوية العامة في بغداد ، وحصلت على إجازة دار المعلمين العالية ، وعينت مدرسة في دار المعلمات. وهي ابنة خالة الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد . من قصائدها المعروفة قصيدة أنا عراقية ، في مطلعها لا ، حيث كتبت هذه القصيدة حينما حاول أحد الشعراء مغازلتها في مهرجان المربد الشعري في العراق حيث سألها : أتدخنين.. لا... أتشربين... لا...أترقصين.... لا..ما أنتِ جمع من الـ لا ؟ فقالت أنا عراقية .
عاشت أغلب ايام غربتها في الولايات المتحدة . كانت عضو الهيئة الإدارية لإتحاد الأدباء العراقيين في بغداد  1975 ـ 1963 ،  وعضو الهيئة الإدارية للمجمع السرياني في بغداد . وهي أيضا نائب الممثل الدائم للعراق في منظمة اليونسكو في باريس  1973- 1975 ، مدير الثقافة والفنون / الجامعة التكنولوجية / بغداد وفي عام  1974  منحت درجة فارس من دولة لبنان.
بدأت الشاعرة كتابة الشعر في وقت مبكر من حياتها منذ أن كانت في الثانية عشرة ، وكانت ترسل قصائدها الى الشاعر المهجري ايليا أبو ماضي الذي كان صديقاً لوالدها ، ونشرت لها مجلة السمير أول قصيدة وهي في الرابعة عشر من عمرها وقد عززها ايليا أبو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الأولى من المجلة إذ قال : ( إنّ في العراق مثل هؤلاء الأطفال فعلى أية نهضة شعرية مقبل العراق ) ؟!
كتبت الشعر الفصيح فأجادت فيه كما كتبت الشعر العامي وأجادته كذلك ، أحبت الشاعرة لغتها العربية وتخصصت بها ومارست تدريسها فتعصبت لها أكثر دون أن تتنكر للهجتها الدارجة فوجدت نفسها في الاثنين معاً.
دواوينها الشعرية :
الزاوية الخالية ـ 1960 ، عودة الربيع ـ  1963، أغاني عشتار ـ  1969، يسمونه الحب ـ  1972 ، لو أنبأني العراف ـ  1980 ، البعد الأخير ـ  1988، عراقية (20)

      

نزيهة الدليمي
هي نزيهة  جودت الدليمي، اسم من الأسماء الكبيرة في النشاط النسوي العراقي ورائدة من رائدات النهضة النسوية ، وأول سيدة تتسنم منصب الوزارة في تأريخ العراق الحديث .
ولدت في محلة الباب المعظم في بغداد سنة 1923 ، في عائلة من الطبقة الوسطى . وأكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة والتحقت بمدرسة تطبيقات دار المعلمات ثم بالثانوية المركزية ، وفي السنة الدراسية 1941-1942 قبلت في الكلية الطبية العراقية وتخرجت فيها  سنة 1947 طبيبة وعملت في المستشفيات العراقية من بغداد حتى السليمانية وكانت لها عيادة خاصة في محلة الشواكة في بغداد  ، وعملت مدة مع منظمة الصحة العالمية .
انتمت الى الحزب الشيوعي العراقي سنة 1948 وعملت في خدمة أهدافه  واشتركت بوثبة كانون الثاني 1948 ، لكنها سرعان ما تركت الحزب . وقد تولد لديها حس وطني تقدمي  منذ أن كانت طالبة في  الكلية الطبية ، واشتركت سنة 1945  باجتماع لجمعية نسائية عرفت في حينه باسم  الجمعية النسوية لمكافحة الفاشية والنازية .  في سنة 1959 اختارها الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية وزيرة للبلديات ، وبهذا فهي أول وزيرة ليس في تأريخ العراق بل في الوطن العربي كله  . ولم يكن اختيارها حزبيا بل لكفاءتها  العلمية والمهنية والإدارية ولدورها في خدمة المرأة .
أصيبت بمرض عضال  وتوفيت عن عمر يناهز الـ 84   في التاسع من تشرين الأول سنة 2007 ، ونقل جثمانها الى بغداد ودفنت في مقبرة الشيخ معروف الكرخي . وفي نيسان  سنة 2009 أقرّ  مجلس الوزراء توصية أمانة بغداد بإقامة نصب تذكاري لها في بغداد  . (21)

                        

يوسف عمر
اسمه يوسف عمر داود البياتي ، ولد عام 1918 في منطقة حسن باشا في بغداد . وهو رائد كبير من رواد المقام العراقي ، امتلك طريقه مميزة في الغناء .
تربى في بيئة بغدادية دينية وكانت بداياته في قراءة وترتيل القرآن والمناقب النبوية والإذكار والمقامات العراقية . تربى في وسط بيت مولع بالمقام العراقي وكان منذ طفولته يستمع الى أصوات كبار مطربي المقام أمثال : أحمد الزيدان ورشيد القندرجي ونجم الشيخلي وحسين كردي ومحمد القبانجي وحسن خيوكة والحاج عباس كمبير وقدوري العيشة وآخرين.
زاد إهتمامه بالمقام خلال شبابه ، فتقرب من قراء المقام وهواته والمهتمين بشؤونه اوالعارفين بطرقه وأسراره أمثال إبراهيم الخشالي وجهاد الديو وغالب الخشالي ، وأصبح في ما بعد شديد الولع بالمقامي محمد القبانجي وقام بتقليده من شدة تـأثره بهذا المطرب الكبير ، الى أن تكونت له شخصيته الفنية الخاصة به .
أتهم في عام 1933  بجريمة قتل أحد الأشخاص أدخل على أثرها السجن وحكم بالسجن مدة 15 سنة ، كان خلال تلك الفترة يجأر بالشكوى المرة من أنه زج في السجن ظلماً ، وفي السجن انطلق عنان يوسف عمر وراح يقرأ المقام ليل نهار وكان يطرب معه السجناء حيث كان يرى في المقام خير معبر عن الالم الذي كان في داخله ، وأطلق سراحه عام 1948 بعد انتهاء مدة محكوميته .
وتعرف في ذلك الوقت الى من يوصله لخبير المقامات العراقية في إذاعة بغداد اللاسلكية  المقامي المعروف سلمان موشي ، وقد انبهر الخبير بأداء هذا الهاوي المبتدئ والذي يبتدئ بقراءة مقام من الوزن الثقيل مثل الرست الذي يعد سمفونية المقامات العراقية ، لهذا اعتمد يوسف عمر مطرباً مقاميا في الإذاعة حيث خصصت له حفلات مقامية أسبوعية.
في عام 1956 اشترك يوسف عمر بالفيلم العراقي سعيد أفندي وكان من بطولة الراحلة الكبيرة زينب ويوسف العاني وجعفر السعدي. وكان دوره يصوره في حانة من حانات الباب الشرقي في خمسينيات القرن الفائت ، مع دعبول البلام ، وغنى فيه شيئاً من مقام الصبا.
وفي السنة نفسها افتتح تلفزيون بغداد واعتمد يوسف مطربا مقاميا تلفزيونيا ، وأخذ حصته من الحفلات المقامية وامتدت مساحته الغنائية تدريجياً لتتقلص بالمقابل مساحة غيره من المقاميين لكثرة طلبات المستمعين والمشاهدين مما خلق له جمهرة من المتذمرين.
وفي أوائل السبعينيات اشترك بسهرة تلفزيونية أدى فيها شخصية المقامي المبدع القديم شلتاغ مع الفنان الراحل محمد القيسي مع نخبة من الممثلين.
اعتزل المقام سنة 1985 بعد تدهور حالته الصحية.
 توفي ليلة 14/15 تموز 1986 أثر نوبة قلبية . (22)

                

مائدة نزهت
أول فنانة مطربة تظهر على شاشة التلفزيون عند تأسيسه عام  1956، ومارست الموسيقى وفنون الغناء منذ الثانية عشرة من عمرها ، دخلت الإذاعة عام 1850 ، ولحن لها بدايةً  كل من عباس جميل وسمير بغدادي وعلاء كامل . تزوجت من الباحث والملحن وديع خوندة، تقول في أحاديثها : إنها حفظت القرآن وهي طفلة . حجت بيت الله الحرام واعتزلت الغناء. (23)
وكتب عنها أيضا :
ولدت مائدة جاسم محمد عزاوي في بغداد –  الكرخ عام 1937. حفظت الأجزاء الأولى من القرآن الكريم عند الملاية (الكتاتيب) وهي لما تزل طفلة صغيرة ، ثم دخلت مدرسة الرصافة الابتدائية ، واشتركت للمرة الاولى بأداء الأناشيد المدرسية ، كان ذلك بداية أربعينيات القرن الفائت ، وبسبب القيود الاجتماعية الصارمة حينذاك لم يكن لها بد لممارسة هواياتها في الغناء لكن المتنفس الوحيد الذي كان في متناولها لإظهار حلاوة صوتها وعذوبته هو المناسبات الدينية والقبولات النسائية التي كانت تشترك بها مع نساء منطقتها،  وبسبب النظرة المتخلفة للفن في ذلك الوقت ،  لم تستطع دراسة الفن والموسيقى .         
تقدمت الى اختبار الأصوات في الإذاعة العراقية في مطلع الخمسينيات أمام لجنة من كبار الاختصاصيين في الغناء والمقام العراقي بتشجيع من منير بشير وخزعل مهدي . غنت للفنانة سليمة مراد وزكية جورج فنجحت باقتدار ، وأصبحت مطربة في الإذاعة .
أول من لحن لها هو الملحن ناظم نعيم أغنية تقول كلماتها :
( الروح محتارة والدمع يتجارة,
والكَلب عل محبوب ما تنطفي ناره.
لاجفن عيني غفه ولا لهب كَلبي إنطفه ,
والواشي بيه إشتفه مني إخذ ثاره,
والكَلب عل المحبوب ما تنطفي ناره ) .
لم تنل هذه الأغنية حظها من الانتشار, لكن أغنية ( أصيحن آه التوبة ) التي لحنها أحمد الخليل رفعتها الى مصاف المطربات  ... فتقاطر عليها الملحنون وكتاب الأغاني لما تملكه من صوت رائع ومساحة واسعة .
غنت على مدار مسيرتها الفنية أغنيات كثيرة ، منها : يلي تريدون الهوى ، فد يوم أتمنى ، كلب اليهواك ، كالو حلو ، همي وهم غيري ، البصرة ، حمد يحمود ، كلما امر على الدرب ، ياكاتم الأسرار،  أم الفستان الأحمر ، سنبل الديرة ،  حرام ، سألت عنك ،  جاني من حسن مكتوب ، عيني جيتو تشوفوني ، شلون شلون ، إنت إنت ، قدك المياس , تجونه لو نجيكم ، يم الفستان الأحمر ، شبيدي على اليحجون ، أحبك لا ، حاصودة ، يناري ، يا حافر البير ، همه ثلاثة للمدارس يروحون ، إسألوه لا تسألوني إسألوه , مزعلت منه علي زعلوه ، دور بينا يا عشكَ ، كفاية ما وصل منك ، أحباب كَلبي , وأبوذيات وعتابات وسويحليات, وبستات مثل يابو عباية جاسبي , بمحاسنك وبهاك ، داير مدارج بحر ، ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد، لقد زادني مسراك وجد على وجد ، يانبعة الريحان ـ وهي من التراث العراقي القديم .
وحينما فتحت أبواب التلفزيون العراقي عام 1956 ، وهو أول محطة تلفزيون عربية , كانت مائدة نزهت من أوائل المتقدمين للغناء والظهور من على شاشة التلفزيون . وبعد هذا النجاح الباهر ابتعدت مائدة عن الإذاعة في المدة من  (1955-1957) بسبب مشاكل إدارية ، لكن عادت  بطلب من أحمد الخليل ووديع خندة( سمير بغدادي) الذي تزوجها لاحقاَ بتأريخ 8-3-1958.
مع عودة مائدة الى الإذاعة بدأت مرحلة جديدة وجادة في هندسة مسيرتها الفنية ... امتازت بنتاج أفضل وأكثر إتزاناَ وأحسن تهذيبا وأكثر دقة وانتظاما بفضل تعاون زوجها معها ، لحن لها وديع خوندة ( نسمات بلادي , عطر الفجر) ثم سافرا معا الى روسيا ( الإتحاد السوفياتي حينذاك )  فالتقيا كبار الفنانين الروس ، وقاما بتوزيع جديد للأغاني ، وقامت هي بتسجيل بعض أغانيها على إسطوانات.
أحدثت مائدة انعطافا جديداَ ومهماَ في مسيرة الأغنية العراقية حيث نقلتها من عالمها الحزين الى مزاج الحداثة . امتازت بالدقة والحرص على فنها ... ودأبت على الحضور والإلتزام بمواعيد التمارين اليومية ضمن الدوام المستمر في فرقة التراث الموسيقي العراقي التي أسسها منير بشير أوائل السبعينيات من القرن العشرين . عبرت في غنائها عن روح المدينة وأصرت على تعابيرها البغدادية , وحين قدم لها الملحن طالب القره غولي أغنية (جذاب)، أصرت على غنائها بلكنة بغدادية : (كذاب) ، بالرغم من اعتراض الشاعر والملحن ، فغناها الملحن على عوده المنفرد وأبدع فيها . غنت الهجع ، وأدت المقام بأصوله . غنت مقام الحويزاوي بأسلوب مغاير لما اشتهر به محمد القبانجي حين غنى (لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم وحملوها وسارت بالهوى الإبل ، ياحادي العيس عرج كي أودعهم ، ياحادي العيس في ترحالك الأجل) ، لكن مائدة نزهت غنته بقصيدة حافظ جميل وبأسلوب متميز : (ومن جوى ألم في النفس نخفيه.. وأعظم بلواك من هم تعانيه) .... غنت مائدة نزهت للزعيم عبد الكريم قاسم لمناسبة سلامته من الاعتداء عليه ومحاولة اغتياله في منطقة رأس القرية في شارع الرشيد أغنية ( الحمدلله عل سلامة.. قائدنه ترف أعلامه .. أقوى من رصاص العدوان .. خاب الظالم وأحلامه).
إنّ مقدرة مائدة العالية على تأدية مختلف الألحان وبضمنها المقامات جعلها في مصاف المطربين والفنانين الرائعين الكبار, وكان يمكنها أن تضاعف من إبداعها لو استمرت في الغناء ، لكنها فجأة قررت اعتزال الغناء في النصف الثاني من ثمانينيات القرن العشرين .. وانصرفت الى العبادة ثم حجت وكرست باقي حياتها للعبادة والتقوى . حاولت سحب تسجيلاتها من الإذاعة والتلفزيون لكن محاولاتها باءت بالفشل والرفض . سافرت الى عمان مع ابنتها رولا . (24)

                  

محمد مكية
معمار شهير، ولد في بغداد سنة 1914 ، درس العمارة  في جامعة كامبردج إحدى عشر سنة . صمم بين الستينيات والتسعينيات من القرن الفائت عشرات الجوامع والدواوين والقصور الاميرية ومباني الوزارات والبنوك والمتاحف والجامعات والمكتبات في العراق والدول العربية والإسلامية والأجنبية ، وكانت تصاميمه تفوز دائما عن طريق لجان التحكيم الدولية.
وأبرز ما في أسلوبه الهندسي إنه لم يتأثر بالتقنيات الغربية الحديثة في العمارة ، ولم يكن أسير الخصائص والمفردات العربية التقليدية ، وإنما زاوج بين التوجهين ، وكان من نتيجة ذلك ولادة عمارة عراقية معاصرة وفية لبيئتها . يرى أن حقوق الإنسان والمكان والزمان ، هي العناصر الثلاثة التي تشكل أساس نظريته في التصميم المعماري.
من أقواله : لكل مدينة هويتها ، ولو طُلب مني تصميم جامع في لندن لأعطيته ملامحَ إنكليزية . وفي نظري أن الجغرافيا أكثر صدقا من التأريخ .
من أعماله المعمارية :
جامع الخلفاء ، جامعة الكوفة (1969) وقد حال نظام الحكم السابق دون تنفيذ هذا المشروع الكبير ، بوابة مدينة عيسى في البحرين ، المسجد الكبير في الكويت ، جامع إسلام آباد في باكستان ، جامع قابوس الكبير في عمان ، جامع تكساس في الولايات المتحدة الأميركية ، جامع روما في ايطاليا ، بيت الدكتور فاضل الجمالي رئيس وزراء العراق الأسبق ،  دارة الأميرات في المنصور ، مبنى المستوصف العام في ساحة السباع (1949) ، مبنى بلدية الحلة (1951) ،  فندق ريجنت بالاس في شارع الرشيد (1954) ، مبنى الكلية التكنولوجية في بغداد (1966) ، مكتبة ديوان الأوقاف العامة (1967) ، مبنى مصرف الرافدين في الكوفة (1968) ، مسجد الصديق في الدوحة (1978) ، تصميم الجامعة العربية في تونس (1983) . (25)

   

سليم البصري
هو عبد الكريم البصري ، اختلفت المصادر بشأن محل ولادته فمنها ماذكر أنها في الحلة وأخرى في البصرة ، وأيضا بغداد  ، وهو المرجح .  كما ذكرت مصادر كموقع صوت الكورد الفيلية  أن الراحل سليم البصري من الكورد الفيلية .
ومما يذكر عنه إنه :
ولد في محلة قرب باب الشيخ في رصافة بغداد في عام 1926م وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة العوينه ، تخرج في  كلية الآداب ، قسم اللغة العربية وتخرج في عام 1954م .
يعتقد كثيرون أنه من البصرة ولكن لاعلاقة له بها وبالرغم من حمله لقبها لأن صفاته وأخلاقه مطابقة لأخلاق البصرة ، في الادب والأخلاق وحضور النكتة والبديهية .عشق التمثيل منذ صباه ، واشترك بأول فرقة محلية للتمثيل كان مقرها قرب تمثال الرصافي الحالي  في عام1942 م وكان عضوا فعالا في فرقة الكلية المسرحية .
عمل في البداية موظفا في المصرف الزراعي حتى مطلع السبعينيات حيث قدم طلبا لنقله الى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ،  وتحقق له ذلك وأدى أدوارا درامية وليست كوميدية فقط .
كتب المرحوم سليم البصري حلقات مسلسل تحت موس الحلاق في عام 1961م ولكنه لم يجد فرصة لإظهاره الى الوجود إلا في عام 1964م بالاشتراك مع نخبة من الفنانين الكبار من أمثال  خليل الرفاعي , عبد الجبار عباس , راسم الجميلي , حمودي الحارثي , طعمة التميمي , صادق علي شاهين , سهام السبتي , ابتسام فريد وآخرين ، وأخرجه الفنان عمانؤيل رسام واشتهر هذا المسلسل على المستويين العراقي والعربي.
والبصري كاتب مسرحي ورسام  ، كتب العديد من نصوص الأعمال السينمائية والتلفازية :  العربة والحصان , فايق يتزوج , أوراق الخريف , عمارة 13 , كاسب كار , حب في بغداد ،  6 كراسي , وجهة نظر , الشارع الجديد , الى من يهمه الامر , لعابة الصبر.
أدى دورا متميزا في مسلسل الذئب وعيون المدينة ، ومن ثم النسر وعيون المدينة والأحفاد وعيون المدينة  ، حيث أدى دور غفوري  .
في يوم  8 \ 5 \ 1997 نقل الى مستشفى النعمان على اثر نوبة قلبية وفارق الحياة وكان في موكب جنازته ستة أشخاص فقط منهم أربعة فنانين أحدهم حمودي الحارثي واثنان آخران أحدهما هو  زوج ابنته وأحد الجيران ووري الثرى بعد أن ترك ارثا فنيا كبيرا لايزال يتصدر مكتبة الفن في العراق . (26)

          
 
سليمة مراد
سليمة مراد أو سليمة باشا مطربة عراقية ولدت في محلة طاطران في بغداد أما في عام 1901 كما يشير أغلب المصادر او في عام 1905 في مصادر أخرى .
تعد  قمة من قمم الغناء العراقي منذ أواسط العقد الثاني من القرن المنصرم . وهي أول امرأة تلقب بالباشا. تعرفت على الجوق الموسيقى والجالغي البغدادي ، وعلى مشاهير المطربين والعازفين حيننذاك. كتب لها الشاعر عبد الكريم العلاف أجمل الأغاني منها (خدري الجاي خدري وكَلبك صخر جلمود وعلى شواطىء دجلة مر) وغيرها ، غنت سليمة عدة أغان من ألحان صالح الكويتي وداود الكويتي وسليم زبلي وغيرهم ومن أشهر أغانيها (أيها الساقي اليك المشتكى) و(كَلبك صخر جلمود) و(يا نبعة الريحان) و(الهجر) وغيرها .. وفي عام 1935 استمع لها الاديب زكي مبارك في إحدى الحفلات وأطلق عليها لقب ورقاء العرا ق . وفي سنة 1936 كانت من أوائل المطربات اللواتي دخلن الإذاعة فقدمت العديد من الحفلات الغنائية وكان لها منتدى ادبي في بيتها يحضره كبار الشخصيات من الأدباء والشعراء ورجال السياسة.
حصلت سليمة مراد على لقب (باشا) من رئيس وزراء العهد الملكي نوري السعيد الذي كان معجباً بها ، كما حصلت على إطراء من كوكب الشرق أم كلثوم التي زارت العراق وغنت في ملهى الهلال عام 1935 وسمعتها أم كلثوم تغني (كَلبك صخر جلمود) فتأثرت بها وحفظتها وسجلتها على اسطوانة نادرة.
في 8 كانون الثاني سنة 1952 التقت المطربة سليمة مراد الراحل ناظم الغزالي في بيت إحدى العوائل البغدادية وخلال الحفلة التي غنيا فيها كانت عيناهما تتبادلان النظرات ، ونشأت بينهما حكاية حب مهدت الطريق الى الزواج سنة 1953 بحضور الفنان الكبير محمد القبانجي . وطوال مدة الزواج كانا يتعاونان على حفظ المقامات والأغاني حتى ساعات متأخرة من الليل . وفي سنة 1958 قدما حفلة جماهيرية كبيرة ثم قدما بعد ذلك حفلات للجالية العراقية في باريس ولندن . كانت سليمة مراد تكبر ناظم الغزالي بسنوات وكانت تشكل بالنسبة له الصديقة والمعلمة والزوجة .
تحولت في آخر أيامها الى إدارة الملهى الذي فتحته بالاشتراك مع زوجها ناظم الغزالي الذي غنى العديد من أغانيها القديمة ، لأنها وكما هو معروف قد سبقته في الغناء . وعند وفاة ناظم الغزالي بصورة مفاجئة أُتهمت سليمة مراد بأنها هي التي قتلت زوجها ، لكن الدلائل فندت هذا الإتهام ، وكانت وفاته بداية انتكاسة لها .
توفيت في أحد مستشفيات بغداد في  الأول من كانون الثاني عام 1974 بعد أن تجاوزت السبعين من عمرها . (27)

   


عفيفة أسكندر
ليست من مواليد بغداد ، لكنها كانت طفلة حين قدمت الى بغداد ، ونشأت فيها ، وأثرت فيها بفنها . لقبت بشحروة بغداد وفاتنتها . ، وشكلت جزءا مهما من تأريخ العراق الفني والاجتماعي والأدبي ، ، كان مجلسها الثقافي أحد أهم المجالس الأدبية في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الفائت ، يجمع الشخصيات البارزة ويرتاده ملوك ورؤساء وأدباء ذلك الزمان ، وهي الوحيدة التي غنت القصيدة من مطربات بغداد.
ولدت في سورية سنة 1921 من أب مسيحي عراقي وأم يونانية ، وكانت تجيد العزف على 5 آلات موسيقية ، وشجعت ابنتها منذ الصغر على سماع الموسيقى والغناء والعزف على العود . ثم انتقلت الأسرة من حلب الى أربيل حيث غنت للمرة الاولى على خشبة المسرح حين كانت في الثامنة من العمر عندما حلت محل مغنية غابت عن الحفل وأدت أغنية «زنوبة» وحظيت بإعجاب الجمهور . وحينما تأسست الإذاعة في بغداد قدمت طلبا للعمل فيها لكن الإدارة رفضت ذلك لأنها لاتشغل الأطفال . وكانت أيامذاك قد لمعت أسماء مطربين مشهورين مثل صديقة الملاية وقارئ المقام رشيد القندرجي والمطربة سليمة مراد . وبمرور الأعوام بدأت عفيفة حياتها الفنية وحققت نجاحا كبيرا لجمالها الأخاذ ولموهبتها وثقافتها ونطقها الجيد للقصائد العربية التي كانت تنتقيها بنفسها للغناء.
بدأت عفيفة مشوارها الفني في عام 1935 في الملاهي الراقية والنوادي في بغداد ، وصار كبار الشخصيات يدعونها لحفلاتهم الخاصة . وافتتحت عفيفة في بيتها في منطقة المسبح في بغداد صالونها الذي ارتاده الأدباء والشعراء والفنانون ومنهم الفنان المسرحي حقي الشبلي والشعراء محمد مهدي الجواهري وحسين مردان والكاتب مصطفى جواد ـ كان مستشارها اللغوي ـ  وجعفر الخليلي وفائق السامرائي عضو مجلس الأمة وغيرهم ، وذكرت عفيفة في لقاء معها أن الكاتب والفيلسوف علي الوردي صاحب «مهزلة العقل البشري» من أحب الكتاب العراقيين اليها. وكان أفراد العائلة المالكة يحضرون حفلاتها ، كما إنها غنت في حفل خطوبة الملك فيصل الثاني في عام 1956 وحفل تتويجه في عام 1952. وكانت أول مغنية افتتحت بها برامج التلفزيون العراقي لدى تأسيسه في عام 1956. وقد أحب غناءها فضلا عن الملك والوصي عبد الإله كل من نوري السعيد رئيس وزراء العراق ، وعبد الكريم قاسم قائد ثورة «14 تموز».
لعبت دور البطولة في فيلم «القاهرة بغداد» ، إخراج الفنان المصري أحمد بدرخان وباشتراك مديحة يسري وبشارة واكيم وغيرهم من مشاهير الفنانين المصريين ، كما اشتركت  بفيلم «ليلى في العراق» ، إخراج أحمد كامل مرسي وباشتراك الفنانين جعفر السعدي ونورهان وعبد الله العزاوي. .
توفيت في 21 من تشرين الاول 2012 عن عمر يناهز 91 عاما ، بعد معاناة طويلة مع المرض والعوز ، وقد قضت أيامها الأخيرة  في مستشفى مدينة الطب في بغداد . (28)

              

خليل الرفاعي
قرأنا في سيرته الآتي :
كنية الشهرة : أبو فارس
ولد في منطقة درب الفوك في بغداد سنة 1927م  . أول عمل له على خشبة المسرح عندما قدم مسرحية (وحيدة العراقية) سنة 1945م ، وبعدها قدم مسرحيتي (الطبيب) و (زقزوق).
تميز منذ أربعينيات القرن الفائت ومنذ بواكير التلفزيون بتقديم شخصية (زعتر) على الشاشة الصغيرة ببث حي ومباشر.
قدم برامج تلفزيونية عديدة بمشاركة زملائه جميل الخاصكي ومحمد القيسي وكامل القيسي وإبراهيم الهنداوي معتنياً بالمشاركة في مسرح الطفل وبطلاً للعديد من مسرحيات الفرقة القومية.
اشترك بـ 85 مسرحية ، أبرزها : الخيط والعصفور ، اللي يعيش بالحيلة ، عقدة حمار ، الشريعة ، البيك والسايق ، حفلة سمر من اجل خمسة حزيران ، وغيرها من الأعمال المسرحية.
له 850 مسلسلاً إذاعياً وتلفزيونياً.
أبرز أعماله التلفزيونية هي : تحت موس الحلاق ، ست كراسي ، حامض حلو ، ناس من طرفنا ، المسافر ، الرسالة الصفراء ، أبو البلاوي .
قدم أول أعماله الإذاعية سنة 1956 في مسلسل سلفة زواج ، قدمه مؤلف المسلسل خليل شوقي الذي كان يعمل مثله موظفا في دائرة السكك الحديد.
له أكثر من محطة في السينما عبر اشتراكه بعدد كبير من الأفلام منها : درب الحب ، الجابي ، ليالي بغداد ، أسعد الأيام ، الباحثون ،عمارة 13، زمن الحب .
حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج سنة 2001 عن مجمل أعماله الفنية ، وعلى نحو 12 شهادة تقديرية عن أعمال في التلفزيون والمسرح ، آخر فيلم له هو (زمن الحب) الذي عرض سنة 1991 في سينما المنصور ، وكان كارلو هارتيون مخرجاً ، وصباح عطوان كاتباً.
آخر عمل مسرحي له كان : مواسم الجفاف ، قدم على المسرح الوطني سنة 2005 اشترك معه بالبطولة رائد محسن .
عانى في فترة حياته الأخيرة من مرض الكلى ، ووجهت حينذاك قناة السومرية الفضائية نداءً لعلاجه ، فاستجاب مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق ، وأمر بإحضاره لعلاجه على نفقته الخاصة ، فنقل خصيصاً الى مدينة أربيل شمال العراق لتلقي العلاج هناك على نفقة حكومة إقليم كردستان العراق .
 توفي في أربيل بعد وصوله بمدة قصيرة في 9/10/2006م ، وبذلك فقد الفن العراقي أحد أهم الفنانين العراقيين الذين رسموا البسمة على وجوه كل المشاهدين ومحبي خليل الرفاعي .  ولايعد خليل الرفاعي الفنان المحبوب على صعيد الوسط العراقي فقط بل وعلى صعيد العالم العربي أيضاً. (29)

   

رضا علي
سفير الأغنية العراقية في الخمسينيات . هو رضا علي عبد الرحمن النقاش . (ومن الطريف أن يُذكـَر أن اسمه علي رضا إلا أنه قلبه الى رضا علي )  .
ولد في محلة سوق حمادة  في كرخ بغداد سنة 1929 . أكمل دراسته الاعدادية ، وعين معلماً في مدرسة العوينة ثم مدرسة الجعفرية ثم مدرسة الخلد في الوشاش ، وكان يقوم بتعليم التلاميذ الأناشيد الدينية والوطنية وبعض أغاني المناسبات . درس في معهد الفنون الجميلة ، قسم التمثيل والإخراج المسرحي  .
دخل الإذاعة العراقية وسجل عام 1949 أول اغنية : حيرني حبك  ثم أغنية : ذكريات ، وتعد أغنية سمر سمر التي سجلها في عام 1952 أشهر أغنية له . لقب بسفير الأغنية العراقية ومطرب العراق الاول في الخمسينيات ، بعد الفنان الكبير محمد القبانجي الذي يعد أول من حاز على هذا اللقب .. ومن بعد رضا علي لقب بهذا اللقب ناظم الغزالي في الستينيات ثم سعدون جابر في السبعينيات ثم كاظم الساهر في الثمانينيات .
اعتمد جانب البساطة والسلاسة في أسلوب اللحن مما قربه الى قلوب المستمعين فصار أحد رواد الغناء العراقي .
لعب دور البطولة في فيلم : ارحموني ، الذي أخرجه الراحل حيدر العمر في أوائل الخمسينيات ، واشترك معه بالفيلم الفنان القدير بدري حسون فريد وهيفاء حسين وحكمت القيسي . وقد غنى فيه عدة أغان منها اغنية رمضانية وأغنية ياوليدي يله نام وأوبريت بلاد الرافدين . اشترك بفيلم ( لبنان في الليل ) الاستعراضي  ، من إخراج محمد سلمان . وغنى فيه أغنية : ( اسألو لا تسالوني ) على شاطي البحر ، وقد اشتركت بذلك الفيلم مجموعة من الفنانين العرب مثل رشدي أباظة وصباح ونجاح سلام وآخرين  . اشترك أيضا بفيلم ( يا ليل يا عين ) من اخراج كاري كاربنتيان ، وبتمثيلية تلفزيونية غنى فيها يا فتاة أحلام گلبي . (30)
توفي في السادس من نيسان عام 2005 .

    

ناهدة الرماح
اسمها ناهدة اسماعيل القريشي . ولدت في منطقة الحيدرخانة  في بغداد لعائلة وطنية عام 1938م . جاءت ناهدة الرماح الى المسرح ، وهي شابة متزوجة حديثا ، بعد مدة  قصيرة نسبيا من دخول آزادوهي للمسرح ، في عام 1956 بالتحديد حينما مثلت في فرقة المسرح الحديث مسرحية الرجل الذي تزوج امرأة خرساء ، من إخراج سامي عبد الحميد .
حينما مثلت ناهدة الرماح  في فيلم من المسؤول؟ الذي أنتج عام 1956 ، للمخرج العراقي عبدالجبار ولي العائد من اميركا آنذاك ، كان عمرها خمسة عشر عاما، وبذا تكون اول فتاة عراقية تمثل في السينما .
واصلت حضورها في المسرح والإذاعة ، فقدمت الكثير من المسرحيات والبرامج الإذاعية ، التي تضاعفت كما ونوعا بعد ثورة 1958 . .
قدمت أعمالا مسرحية مع رواد كبار المسرح العراقي أمثال يوسف العاني وسامي عبد الحميد وجعفر السعدي وفاروق فياض . فكانت حقا أدوارا لا تنسى في مسرحيات : الخال فانيا ، القربان ، أنا الضمير المتكلم ، النخلة والجيران ، مسألة شرف ، عقدة حمار ، بغداد الأزل بين الجد والهزل .
وفي التلفاز والإذاعة قدمت الكثير ، ربما كان أشهرها تمثيلية مسألة خاصة في مكتبة عامة .
مثلت في السينما فيلمها الثاني والكبير  : الظامئون،  للمخرج : محمد شكري جميل .
في 10 / 1 / 1976 فقدت بصرها في أثناء تأديتها دورا في مسرحية القربان ، وتعاطف العراقيون مع ممثلتهم المحبوبة .
تعرضت ناهده الرماح للاعتقال من قبل الحرس القومي بعد انقلاب 1963 ، وفصلت من وظيفتها التي كانت تشغلها في أحد البنوك ، لكنها ظلت متعلقة بالمسرح ، الذي سرعان ماعادت اليه بعد إعادة تشكيل فرقة المسرح الفني الحديث ، وأعيد تعيينها بعد عام 1968 موظفة في مصلحة السينما والمسرح بعد أن شملها أيضا قرار إعادة المفصولين السياسيين الى وظائفهم الذي صدر من الدولة حينذاك.
أهم أعمالها في فرقة المسرح الحديث: آني أمك ياشاكر،  الخال فانيا ، مسألة شرف ، النخلة والجيران ، الخرابه ، المفتاح ، القربان ،  الصوت الإنساني  ، وأعمال عديدة أخرى .
وحصلت خلال مسيرتها الفنية في المسرح على عدد من الجوائز لنشاطها الإبداعي في المسرح ، فضلا عن جوائز تقديرية .
هاجرت الى بريطانيا بصحبة جميع أفراد أسرتها بعد تأزم الوضع السياسي في العراق في نهاية السبعينيات ، بعد تنقل وتشتت بين لبنان وسوريا ودول اشتراكية سابقة واوربا .
عادت الرماح للمرة الاولى الى بلدها،  بعد غياب أكثر من 30 عاما، وجرى تكريمها في مهرجان المدى الثقافي .
وقدمت بعد عودتها من المنفى عدداً من الأعمال في المسرح والتلفزيون ، ولعبت دورا رئيسيا في مسرحية صورة وصوت التي أخرجها الفنان القدير سامي قفطان ، وذلك احتفاءً بيوم المسرح العالمي في بغداد، الذي يقترب من تفاصيل معاناتها الصعبة طوال فترة إقامتها في الخارج بسبب المرض .
وقدمت للدراما العراقية مسلسل الباشا للمخرج  فارس طعمة التميمي ، والذي يتحدث عن حياة الزعيم الراحل نوري السعيد . (31)

   

لميعة توفيق
مطربة  ولدت في بغداد في عام 1937 . هي واحدة من مطربات بغداد الشهيرات وكانت تغني باللهجة البغدادية . نشأت في وسط فني يحب الغناء الريفي .
أكملت دراستها الثانوية في مدرسة الكرخ ثم درست في مدرسة الموسيقى في عام 1950  وتخرجت في معهد الفنون الجميلة  في عام 1959 ،  وحينما عرفت بحلاوة صوتها تقدمت الى الاذاعة في عام 1953 وغنت عددا كبيرا من الأغاني .  وحين بدأ بث تلفزيون بغداد  في عام 1956 قدمت العديد من الحفلات التي جعلت صوتها ولونها الغنائي معروفاً ، سافرت الى العديد من البلدان العربية والاوربية في ذلك الوقت لتحيي حفلاتها .
توفيت لميعة توفيق في عام  1992 بسبب مرض عضال ودفنت في مقبرة الكرخ في بغداد.‏ وتركت ارثاً كبيراً من أغانيها المسجلة في إذاعة بغداد.
غنت لميعة أطواراً من الأبوذية والسويحلي والهجع والنايل وهو فن عراقي يتصف بالحنين والعواطف الجياشة ، وأبدعت فيه هذه الفنانة الكبيرة ..
ومن أغانيها الشهيرة :
شفته وبالعجل حبيته والله ، نيشان الخطوبة ، هذا الحلو كاتلني ياعمة ، يلماشية بليل إلهلج ، يمة إهنا يمة ، جينا نشوفكم ، العايل ما إله حوبه ، يا يمه انطيني الدربيل . (32)

مريم نرمة
هي أول وأقدم صحافية عراقية ، اسمها مريم نرمة رفائيل يوسف رومايا ، ولدت في بغداد بتأريخ 3 نيسان 1890 ، ودخلت المدرسة الابتدائية وأنهتها بتفوق وعمرها 12 سنة . أخذت تكتب المقالات الاجتماعية في الصحف بعد الحرب العالمية الاولى من القرن العشرين ومارست التعليم وتزوجت بمنصور كلوزي الموظف في دائرة الكمارك وعمرها 23 سنة ولم تنجب ولدا ، وكانت والدتها قبل زواجها تريد منها أن تتعلم الخياطة والتطريز وأن تكون راهبة . كانت مريم متدينة وتقرأ الكتب الدينية والتأريخية والإنجيل وخطب الإمام علي عليه السلام  وقد أهدت معهدا دينيا كهنوتيا كتبها التي درستها  . بدأت الكتابة في مجلة دار السلام في عام 1921 وبدأت العمل في جريدة المصباح  ونشرة الأحد ، وأصدرت جريدة (فتاة العرب) في عام 1937 التي قدمتها خدمة للمجتمع النسائي ، صدر من هذه الجريدة 25 عددا في ستة اشهر وكان العدد الاول منها عددا ممتازا بـ 16 صفحة وبقية الأعداد بـ 8 صفحات وكان طابع الجريدة اجتماعيا ، كما وُصفت وكتب عنها ،  لغرض الإصلاح والإرشاد للمرأة العراقية فهي اول امرأة طالبت بحقوق المرأة العراقية وكانت تحرص على انتقاد الفتيات من أجل إصلاحهن وكتبت مقالا في مجلة (نشرة الأحد) عنوانه حلم الربيع  وبـ 11 صفحة انتقدت فيه مدرسة الراهبات لارتداء طالباتها الأزياء العصرية ولها مذكرات مخطوطة جاهزة للطبع وكانت في مجلدين كل مجلد في (250) صفحة ، الاول يتضمن مذكراتها العائلية والسياسية والادبية والثاني رأيها بالصحافيين العراقيين . سكنت منطقة الكرادة الشرقية في بغداد ووضعت لوحة على باب دارها كتب عليها فتاة العرب .  كرمتها وزارة الثقافة والإعلام العراقية سنة 1969 لأنها  من رائدات الصحافة النسائية وذلك في اثناء الاحتفال لمناسبة مرور مائة عام على الصحافة العراقية وصدور جريدة زوراء .
كانت مريم نرمة في مقدمة الداعيات الى نهضة المرأة العراقية وتعلمها ، كتبت سنة 1924 مقالا في مجلة (المصباح) البغدادية بعنوان العيشة الزوجية ،  قسمتها الى قسمين - هنية وشقية- وقالت إن العيشة الهنية ترتكز على الحب والطاعة والعفة والصفات المحمودة والأخلاق الحسنة وقالت إن سعادة الزواج تكون بالمحبة وإتحاد الزوجين بقلب واحد ونفس واحدة ، وصاحب الأخلاق الراقية يجب أن يكون معلما حاذقا ومديرا نشيطا لزوجته يجد ويجتهد لإعالة زوجته وأولاده .
وارتأت أن تكون الزوجة تلميذة ذكية فطنة تسمع نصائح زوجها وتنفذ أوامره وتقوم بجميع أعمال منزلها وتربي أولادها خير تربية وتمارس الاقتصاد لتكون زوجة صالحة وأما فاضلة .
ووصفت الشقاء الزوجي وما يلاقيه من القسوة والشراسة والعجرفة  لاسيما لدى العوائل التي قامت على الزواج طمعا بالمهور العالية او شغفا بالجمال الزائل والمحبة الفاسدة ، ولم تبخل في نهاية الامر بنصائحها في الزواج وتكوين الأسرة الصالحة القائمة على الاخلاق والحب والفضيلة .
توفيت مريم نرمة ببغداد في 15/ آب/ 1972 . واسم نرمة مفردة فارسية تعني (لطيفة) . (33)

  

صبيحة الشيخ داود
ولدت في بغداد عام 1914 ، وتوفيت عام 1975 . وهي اول طالبة انتمت الى كلية الحقوق عام 1936 . عينت مفتشة في وزارة المعارف 1940 . عملت تدريسية في دار المعلمات الابتدائية 1950 . عينت بصفة عضو محكمة الأحداث عام  1956، وظلت الى أن اعتزلت الخدمة عام 1970 وانصرفت الى ممارسة المحاماة . كتبت مقالات في الصحف ، ومن ضمنها مجلة ( ليلى) التي تعد اول صحيفة نسوية ، إذ صدر عددها الاول عام 1923 . عملت سكرتيرة جمعية حماية الأطفال التي تشكلت في عام 1945 ، وعضو الهيئة الإدارية لجمعية الهلال الأحمر في عام 1958 . اشتركت بمؤتمرات نسوية عربية وكانت صوتا مسموعا للدفاع عن حقوق المرأة ، فإذا ما ذكرت هدى شعراوي وباحثة البادية ومي زيادة في مصر ذكرت صبيحة الشيخ داود بصفتها زعيمة للحركة النسوية في العراق . من كتبها (تجربتي في قضاء الاحداث ) و ( اول الطريق للنهضة النسوية في العراق ) نشر في بغداد في عام 1958 ، تقول في مقدمة كتابها : - " كان لزاما علي أن أسجل هذه المرحلة لا لشيء غير أنني كنت أعد مسؤولة الى حد كبير بهذا العبء لكوني واحدة ممن ماشين النهضة وممن ساهمن في إرساء قواعدها وأصولها بين أول دفعة من الطالبات واول طليعة من المعلمات في هذه البلاد " .  وتعد أقدم اديبة عراقية معاصرة وهي أول من أقامت صالونا ادبيا أسبوعيا ينتظم فيه أعلام الفكر والادب والسياسة في العراق .
كان عمرها 8 سنوات حينما مثلت دور الخنساء وهي تركب ناقة عربية في مهرجان (سوق عكاظ) 1922 بحضور الملك فيصل فاعترض آنذاك عبد الرحمن الكيلاني رئيس الوزراء قائلا :- سافرة وتخطب على جمل !!
والدها الشيخ داود كان رجل دين مثقف متنور متمدن ، شغل منصب وزير الأوقاف في العراق ، وكان عضوا في البرلمان العراقي ، لعب دورا في مناهضة الاستعمار البريطاني .
والدتها نعيمة سلطان حمودة  شخصية بارزة في المجتمع العراقي ، وهي اول من أسست أول جمعية نسوية في العراق وقادت احتجاجات نسوية ، وقدمت لـ (مس بيل) مذكرة تدين الاعتقال والتهجير القسري لعدد من السياسيين العراقيين ومن ضمنهم والد صبيحة . (34)
كتب عنها أنها اول قاضية في العراق ، إلا أن القاضي  فتحي الجواري  الذي كتب سير رجال القضاء كتب في سفره (سدنة العدالة) أن الراحلة صبيحة الشيخ داود ليست قاضية ، ففي  صفحات ( نساء في القضاء العراقي ) من هذا الكتاب ، قال :  كثيراً ما ردد البعض كتابة او شفاهاً أن المرحومة صبيحة الشيخ أحمد الداود كانت اول من تولى المنصب القضائي في العراق حيث ذكر أنها كانت عضواً في محكمة الأحداث منذ عام 1956 واستمرت في (منصبها القضائي) هذا مدة 14 عاماً وقد سرد الأستاذ خالص عزمي في مقالة الكترونية نشرها في موقع إيلاف الألكتروني بتأريخ 19-3-2006 وقائع نسبها للمرحومة الأستاذة صبيحة الشيخ داود باعتبارها قاضية في تلك المحكمة وفات على الكثيرين أن قانون الأحداث رقم 44 الصادر سنة 1955 شكل في مادته الاولى هيئة التحكيم بشرط أن يكون أعضاؤها من الرجال او النساء او من كليهما يلازمون محكمة الأحداث عند انعقادها ولا تنعقد إلا بحضورهم ويجب أن لا يقل عددهم عن اثنين يعينهم وزير العدلية  ممن لهم إلمام او اختصاص في العلوم الاجتماعية او التربوية او العلوم النفسية الجنائية او العادات المحلية ..
ولهذا لم تكن المرحومة صبيحة الشيخ داود قاضية لأنها كانت أحد أعضاء هيئة التحكيم هذه ولأن محكمة الأحداث لم تكن تتشكل إلا من قاض واحد له وحده بموجب المادة الخامسة عشرة من ذلك القانون حق إصدار القرار .
ويضيف الجواري الى كلامه  : إني لا أريد أن انتقص من قيمة المرحومة صبيحة الشيخ داود حين أصحح ما ذهب اليه البعض من أنها كانت اول من تولى المنصب القضائي فقد كانت لها مكانتها المرموقة بشخصيتها الفذة التي لم يكن المنصب القضائي سيزيدها شيئاً فهي اول فتاة ألقت قصيدة وهي سافرة بحضور الملك فيصل الاول في عام 1922 وكانت في الثانية عشرة من عمرها كما كانت الفتاة الاولى التي التحقت بكلية الحقوق في عام 1936 برعاية زملائها وعميد الكلية الأستاذ منير القاضي حتى تخرجها في عام 1940 لتعمل في وزارة المعارف ثم مفتشة تربوية فمدرسة في دار المعلمات حتى عام 1956 لتعمل في هيئة التحكيم في محكمة الأحداث أربعة عشر عاماً وقد عبر أستاذها المرحوم منير القاضي خير تعبير عن شخصيتها في مقدمته لكتابها أول الطريق إذ كتب  :
" وقد دفعني الى كتابة هذه المقدمة قيام الصلة الوثيقة بيننا صلة أستاذ مخلص مع تلميذة نجيبة  وفية فقد قضيت في تدريسها مع زملائها أربع سنوات في كلية  الحقوق وهي الفتاة الوحيدة بين نحو ألف طالب يحترمونها وتحترمهم ويقدرون نشاطها وسعيها وتقدر ادبهم وحسن سيرهم معها على وجه المساواة والحرمة المتبادلة " ..
ثم يختتم القاضي الجواري حديثه قائلاً : لعل كتابها الثاني (تجربتي في قضاء الأحداث) هو الذي أوحى للبعض أنها عملت قاضية في تلك المحكمة وزاد في هذا الوهم عدم الإطلاع على قانون الأحداث رقم 44 الصادر سنة 1955 ودور هيئة التحكيم في تلك المحاكم . (35)

        

آسيا توفيق وهبي
من رائدات النهضة النسوية في العراق زهاء ربع قرن ، ولدت في بغداد ، عملت على تأسيس الجمعيات الاجتماعية وكانت رئيسة الإتحاد النسائي من 1945- 1958 ،  وجاهدت في توثيق الروابط التعاونية بين الجمعيات النسائية في العراق ، وتوثيق الروابط الثقافية والقومية مع الجمعيات النسائية في البلدان العربية والعالمية، كما سعت الى الظفر بحق المرأة في التملك ، ونادت بإعطاء الطفل للأصلح من الأبوين في حالات الانفصال ، وطالبت بالحقوق السياسية للمرأة ومنح الحقوق الانتخابية لها ، وعملت كذلك على إثارة قضايا شرعية مثل المهور وحوادث الطلاق والشؤون الاجتماعية الأخرى ، ورأست الفرع النسائي لجمعية حماية الأطفال 1945، وهي عضو رئيس مؤسس لجمعية مكافحة العلل الاجتماعية ، وعضو في جمعية الهلال الأحمر. أصدرت مجلة الإتحاد النسائي في سنة 1949 ، وتوقفت بعد أربع سنوات ، مثلت نساء العراق في المؤتمر العالمي للمرأة في (لاهور) سنة 1952 ، وفي مؤتمر مكاتب الإتحادات النسائية العربية في بغداد في السنة نفسها ،  كما اشتركت بمؤتمرات نسائية في بيروت 1955، ودمشق 1957، حصلت على العديد من الأنواط الفضية والذهبية من مؤسسات عربية ودولية ومحلية. (36)

المصادر :

(1) حميد المطبعي ، موسوعة أعلام وعلماء العراق  ،  2011.
(2) أسماء محمد مصطفى ، أنستاس ماري الكرملي .. رحلة حياة حافلة وذكرى خالدة ، مجلة الموروث ، تصدر عن دار الكتب والوثائق الوطنية ، بغداد  ، العدد الثامن والستون ، تشرين الاول 2013 .
(3) مديحة عبد الرحمن  ، علي الوردي الأكثر تميزاً وإثارة للجدل في تأريخ العراق المعاصر ، موقع ذاكرة بغداد ، يصدر عن دار الكتب والوثائق الوطنية ، بغداد ، تأريخ النشر  26-9-2013
(4) معروف الرصافي ، موقع ذاكرة بغداد ، 18 / 12/ 2012 .
(5) محمد صالح ياسين الجبوري ، عبد الرزاق الحسني مؤرخ الأجيال المتعاقبة ، مجلة الموروث ، تصدر عن دار الكتب والوثائق الوطنية ، بغداد ، العدد الثاني والثلاثون ، تشرين الأول  2010.
(6) لمعان عبدالرحمن ، العلامة مصطفى جواد ، موقع ذاكرة بغداد ، 3/3/2013
(7) جلال الحنفي .. شيخ بغداد وذاكرتها التراثية ، موقع ذاكرة بغداد ، 18/12/2012
(8) مازن لطيف علي ، مير بصري .. سيرة وتراث ، صحيفة الحوار المتمدن ، العدد3201 ، 30/11/2010 ، استنادا الى : كتاب : مير بصري.. سيرة وتراث ، المؤلف : فاتن محيي محسن .
(9) الموسوعة الحرة  (ويكيبيديا ) .
(10) ميمون البراك ، جواد سليم ، استنادا الى كتاب : جواد سليم ، المؤلف عباس الصراف ، مجلة الموروث ، العدد التاسع والثلاثون  ، تصدر عن دار الكتب والوثائق الوطنية ، بغداد  ، آيار 2011 .
(11) أسماء محمد مصطفى ، نازك الملائكة اسم له رّنة سحرية في تأريخ القصيدة العربية الحديثة ، مجلة الموروث ، تصدر عن دار الكتب والوثائق الوطنية ، بغداد ، العدد الثالث ، آذار 2008 .
(12) العلامة الأستاذ الدكتور المرحوم حسين علي محفوظ ، أرشيف جامعة بغداد .
(13) حسين أمين ،  جريدة المستقبل ، 24 آذار 2013 .
(14) موجز بقلم كاتبة الموضوع في ضوء معلومات عامة عن العلوجي .
(15) سالم الآلوسي طراز نادر من الباحثين نذر نفسه للمعرفة ، جريدة المدى ، الصفحة الأخيرة ، 28/5/2011.
(16) الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا ) .
(17) حميد المطبعي ، موسوعة أعلام العراق ، 2011.
(18) الموروث ،  ناظم الغزالي .. نهر العراق الخالد ، مجلة الموروث  ، تصدر عن دار الكتب والوثائق الوطنية ، بغداد ، العدد الرابع ، حزيران 2008 .
(19) حميد المطبعي ، موسوعة أعلام العراق ، 2011.
(20) الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا ) .
(21) رفعة عبد الرزاق محمد ، العراق في مثل هذا اليوم  : رحيل نزيهة الدليمي ، بتصرف عن مدونة الدكتور إبراهيم خليل العلاف ، جريدة المدى ، العدد 2913، 9/10/2013 .
(22) يوسف عمر ، مجلة الموروث ، تصدر عن دار الكتب والوثائق الوطنية ، بغداد ، العدد الثالث والستون - آيار  2013.
(23) حميد المطبعي ، موسوعة أعلام العراق ، 2011.
(24) من تراث الراحل الهرمزي ..  مائدة نزهت .. اللحن العراقي الجميل ، 6/11/2013 ، عن كتاب خواطر الأيام الصادر سنة 1985.
(25) محمد مكيّة .. معماري القرن ، شبكة الإعلام العراقي ، صفحة منوعات ، 21/02/2012.
(26) عبد الكريم الحسيني ، شخصيات بغدادية في الذاكرة   9/ الفنان سليم البصري ، مجلة الكَاردينيا ، 17 من كانون الثاني 2013.
(27) الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا ) .
(28) أفراح شوقي ، بغداد تودع فاتنتها واسطورة الغناء الشعبي عفيفة إسكندر ، جريدة الشرق الأوسط ، العدد 12383،  23 من تشرين الاول ، اكتوبر ،  2012 .
(29) صفحة الفنان خليل الرفاعي ، موقع الفنون الجميلة الألكتروني .
(30) حيدر الحيدر ، رضا علي في الذكرى الثامنة لرحيله ، موقع كلكامش ،  7/4/2013.
(31) رائدة السينما العراقية ناهدة الرماح ،  موقع ذاكرة بغداد ، يصدر عن دار الكتب والوثائق الوطنية ، بغداد ، تأريخ النشر  23\12\2012.
(32) المطربة البغدادية لميعة توفيق ، موقع ذاكرة بغداد ، يصدر عن دار الكتب والوثائق الوطنية ، بغداد ، تأريخ النشر :23\12\2012.
(33) مريم نرمة ، نساء حول العراق والعالم ، صفحة فيس بوك 13، من تشرين الاول ، اكتوبر ، 2012.
(34) سمرقند الجابري  ، صبيحة الشيخ داود ، صحيفة الحوار المتمدن ، العدد 3511 ، 9/10/2011.
(35) فتحي الجواري يزيل وهماً عند البعض : المرحومة صبيحة الشيخ داود ليست قاضية ، جريدة التآخي ،24-07-2012
(36) حميد المطبعي ، موسوعة أعلام العراق ، 2011.

   

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

820 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع