بل هو بداية الفصل الاهم!

                                 

                       علاء کامل شبيب

واخيرا، تم نقل آخر وجبة من سکان أشرف الى مخيم ليبرتي بعد الضمانات التي قدمتها الحکومة الامريکية للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية على لسان بتي جونز مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى، وبهذا يکون معسکر أشرف و بعد قرابة 27 عاما من تأسيسه سيغادره سکانه ولکن، من دون أن يعني ذلك إسدال الستار على جوهر القضية.

البسمات الصفراء التي قد تعلو بعضا من الوجوه الکالحة في حکومة نوري المالکي الفاشلة بکل المقاييس و الموازين، تحاول أن تعرب عن فرحة بإنتهاء الفصل الاخير من قصة أشرف، ولکن هذه الوجوه التي لديها عقول لاتستطيع التفکير إلا بما يملى عليها من طهران، تتجاهل بأن تأسيس معسکر أشرف انما کان مرحلة ما من مراحل کفاح منظمة مجاهدي خلق من أجل الحرية و التي بدأت منذ عام 1965، و إستمرت بعد طغيان التيار الديني على الثورة الايرانية و إستبدال دکتاتورية التاج بدکتاتورية العمامة، ولکن الملفت للنظر أن التضحيات التي قدمتها المنظمة ضد الدکتاتورية و الاستبداد الديني قد فاقت بکثير ماقدمته في عهد دکتاتورية الشاه.

معسکر أشرف الذي شکل کابوسا مرعبا للنظام الديني، انما کان بسبب أن معظم سکانه هم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الخصم العنيد و اللدود لهذا النظام و الذي لم يتقبل معظـم المشاريع و الطروحات و الحلول الوسط التي قدمها رجال الديني من أجل رضوخ المنظمة کالعديد من القوى و الاحزاب و التيارات السياسية الاخرى، لمبدأ ولاية الفقيه، لکن المنظمة رفضت ذلك بإصرار و تمسکت بالحرية و ظلت تناضل و تکافح من أجله و هي قد قدمت لحد الان أکثر من 120 ألف شهيدا کان أخيرهم و ليس آخرهم ال52 شهيدا الذين قضوا في الهجوم الاخير على معسکر أشرف في الاول من سبتمبر/أيلول الجاري، ولئن تصور النظام بأن ظروف احتلال العراق و الدور القذر الذي لعبه من خلف الستار لتسهيل الاحتلال تماما کما فعل قبله في أفغانستان، سوف تجعل من معسکر أشرف کالتفاحة التي تسقط بين يديه، لکن الذي حدث هو مواجهة ضروس حامية الوطيس لفتت أنظار العالم کله إليها، واستمرت لحد اليوم و ستبقى مستمرة حتى حسم الامر لجانب من الطرفين المتواجهين.

الرسالة التي بعثت بها مساعدة وزير الخارجية الامريکي للسيدة مريم رجوي، وأعطتها بموجبها ضمانات طالبة منها المساعدة في نقل ماتبقي من سکان أشرف لمخيم ليبرتي، مع تعهد بتکفل الامم المتحدة بالمساعدة في الحفاظ على الممتلکات من خلال شرکة محلية للأمن و الحماية و مد يد المساعدة من جانب السفارة الامريکية في بغداد، يؤکد بأن قضية أشرف لم تعد قضية مغلقة او

مشروع تمت تصفيته وانما، هو مشروع نضالي باق ببقاء الاستبداد في طهران وان إلقاء نظرة على المراحل المنصرمة من المواجهة بين منظمة مجاهدي خلق و النظام الايراني، نجد ان لکل مرحلة کان طابعه و نمطه الخاص، مما يثبت بأن المنظمة تتمتع بروح المبادرة و المناورة و بإمکانها أن تکون أقوى من الظروف و الاوضاع و تستمر في مشروع مقاومتها و صمودها لحين إسقاط النظام الايراني، ولهذا فإن الامريکان و بعد أن إرتکبوا في عهد الرئيس الديمقراطي بيل کلينتون الخطأ الفظيع بإدراج منظمة مجاهدي خلق ضمن قائمة الارهاب فإن إدارة الرئيس اوباما"الديمقراطي أيضا" تسعى اليوم للنأي بنفسها بعيدا عن ذلك الخطأ الفادح و تريد أن لاتنخدع المزيد بأکاذيب و أراجيف النظام الايراني.

اولئك المنبطحين أمام نفوذ و دور نظام ولاية الفقيه في بغداد و يشعرون بنشوة من أن آخر فصل من فصول معسکر أشرف قد إنتهى، هم"کالنظام الايراني"يعمهون في غي ليس بعده من غي، وان الذي جرى في أشرف هو مجرد تمهيد لبداية الفصل الاهم الذي سيشهد العالم کله خلاله أفول نجم النظام و سقوطه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

821 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع