حي(صدّام) .. أم (حي السلام)؟!

أحمد العبداللّه

حي(صدّام)..أم(حي السلام)؟!

أهم ثلاثة سياسيّين عراقيّين في القرن العشرين؛كفاءةً وحنكةً ونزاهةً, هم:

عبد المحسن السعدون(مات منتحرًا), وياسين الهاشمي(مات كمَدًا), ونوري السعيد(مات مغدورًا)!!.ولكن الجحود والإنكار والبهتان كان هو السائد في الخطاب السياسي والإعلامي من قبل الحكومات الجمهورية ما بعد 1958, تجاههم وتجاه غيرهم من رجالات العراق, فيصفهم؛(عملاء,رجعيون, إقطاعيون, أذناب الانكليز,..الخ)!!. أما في(قاموس)سلطة الاحتلالين ما بعد 2003, فهم؛(نواصب, وهابية, أحفاد يزيد , أذناب التُرك,...الخ)!!!.
إن الأمم والشعوب التي تحترم نفسها وتاريخها, تعتزّ بقادتها ورجالها وعلمائها ومفكّريها, وتكرّمهم في حياتهم وبعد رحيلهم وتعتبرهم مشاعل على الطريق. أما عندنا, فكلما أتت فئة أو حزب للسلطة, لعنت التي قبلها, وألصقت بها وبرموزها كل الموبقات. فينعدم التراكم التاريخي, وتتأسس الدولة على جرفٍ هار.
وخلال العقود الستة الأخيرة من تاريخ العراق المعاصر, دخلنا ثلاثة دهاليز مظلمة, كل منها أسوأ من الذي قبله؛
(1). 1958؛الفوضى والدم والسحل.
(2).1991 ؛الانكسارات والجوع والنفاق والتملّق وتفتّت الطبقة الوسطى.
(3). 2003؛(ثالثة الأثافي)..الاحتلال وانهيار تام للدولة والمجتمع وتفشّي الفساد, بسبب تسلّط الحثالات والجهلة والعملاء على مقدرات البلاد.
والحل للخروج من هذا النفق المظلم والدوامة التي ليس لها قرار, يبدأ بكنس هذه الفضلات والأرجاس وتطهير أرض العراق منها. والجيل الحالي الذي تربّى على الانتهازية والأنانية والخنوع وتقديس البشر, لا خير يُرتجى منه. والأمل بجيل جديد ينفض عن نفسه كل تلك الأدران والخبائث, على طريقة(التيه), الذي ابتلى به,الله سبحانه, بني إسرائيل.
والقصة التالية تبيّن الانقلاب السريع للمزاج الشعبي العراقي وتبدّله من النقيض إلى النقيض:
في بداية الاحتلال في 2003, أوقف أحد الأشخاص سيارة أجرة لإيصاله لمسكنه في الحي الذي كان يسمّى بشقق حي صدّام, والذي غيّروا اسمه إلى(حي السلام), والكائن قرب حي العامل في جانب الكرخ من بغداد. فانهال عليه سائق الأجرة تعنيفًا وتوبيخًا عليه وعلى صدّام, ورفض أن يوصله. وبعدها بقليل أوقف سيارة أخرى, وطلب من سائقها أن يأخذه لشقق(حي السلام)!!, فانفجر فيه السائق قائلا؛ألا تستحون..ألا تخجلون؟!, البارحة كنتم له ترقصون وتهتفون, واليوم له تتنكّرون؟!, ما أجحدكم أيها العراقيّون!!. ورفض أن يحمله بسيارته!!.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1099 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع