ثقافة القمامة

                    

                       د.وليد عبد الملك الراوي

قد يعيب علي الكثير من القراء الافاضل بسبب اقراني مفردة الثقافة بالقمامة , هذا الاقران لم ياتي من فراغ بل تعمدت فيه لان من ساتحدث عنهم يمثلون ثقافة ضحلة ذات رؤية وابعاد فكرية .

فكر اقترن بسلوك عبر عنه بقول, تبلور في حديث نطقوا به عبر تصريحاتهم , اؤطر باطار فكري ينطلق من افواه" اشباه المثقفين " هم من جاء بهم الاحتلال اللعين و الصدفة التاريخية السوداء , بذلت جهدي في محاولة لتشخيص هذا الخطاب لعلي استطيع ان افهم كنه , دوافعه كي اضعه في سياقه الصحيح,لكنني في نهاية الامرعجزت وانتابني الفشل.

هذا الفشل ناتج عن عدم تمكني من تاسيس علاقة جدلية بين من نطق بالحديث مع نص الحديث , سياق الحديث , توقيت الحديث وفوق ذلك كله معنى الحديث.

في لقاء تلفزيوني بثته قناة البغدادية صرح وزير "المصالحة الوطنية "الدكتور عامر الخزاعي بان الشعب العراقي " بضعة شعب" وللحقيقة هذا اول مرة يسمع بهذا المصطلح الفكري الاستراتيجي من" بضعة انسان" واعتقد انه يحاول ان يقلد بعض جهابذة علم السياسة في اطلاق مفردات عسى ولعلها تكون مفردات تدون في القواميس السياسية مثلما سبق وان وصف بعض القوى المساهمة في مشاريعه "للمصالحة الوطنية" بالقوى "الناشز" والتي يسعى سيادته لادخالها الى بيت الطاعة ؟ فيما يبدع السامرائي "المتطشر" عضو مجلس النواب عن "الحزب الاسلامي الطائفي " ليصف الشعب العراق "بالبائس والتائه" وقبلهم خرج وكيل وزارة التربية عن "حزب الدعوة الطائفي " الذي كان يقود التربية والتعليم في العراق الجديد , ليصف المدرسين "بالمطايا" كما ذكر الاعلام ان محافظ البصرة المدعو " شلتاغ عبود " حيث قال بأن عاريات باريس اشرف من العراقيين.

في حوار جرى بين العبقري الايرلندي برنارد شو مع كاتب منافس له. قد اعاب هذا الكاتب على برنارد شو لكتابته دوما عن المال في حين هو يكتب عن شيئ كبير عظيم الا هو الشرف, فاجابه برنارد شو" كل منا يكتب عن ما ينقصه". هذا القول يقودني الى القول ,ان هؤلاء الساسة الجهابذه قد نطقوا بكلمات هي في الحقيقة تعبر عما يدور في عقلهم وهي تعبير لشخصيتهم" الكلام صفة المتكلم" , فمنهم من كان "مطيا او كان تائها بائسا او كان نشازا جروه جرا الى بيت الطاعة ليفرضوا عليه الواجبات الشرعية".

ما اروع ما قاله الامام الشافعي " رحمه الله" في وصف امثال هؤلاء.

مرء يعرف في الانام بفعله

وخصائل المرء الكريم كاصله

كم عالم متفضل ,قد سبه

من لايساوي غرزة في نعله

البحر تعلو فوقه جيف الفلا

والدر مطمور باسفل رمله

اياك تجني سكرا من حنضل

فالشيئ يرجع بالمذاق لاصله

هذه التصريحات "الفكرية الامعة" التي لم تاتي من فراغ اطلاقا تتسم بخصائص من اهمها:

1. اقوال وتصريحات تتعمد اهانة الشعب العراقي او بعض شرائحه.

2. تنوع مصادر الولاء والانتمائات لهؤلاء , والغريب في الامر ان خلفيتهم جميعا " اسلامية " .

3. تصريحات ممنهجة تؤدي الى غاية واحدة .

4. لم نسمع او نرى من قام من المسؤولين بالرد او قدم اعتذارا على هذه الاقوال الجوفاء.

وقد قادني البحث الى الدخول في موضوع اخر لعلي اصل به الى نتيجة , هو التمعن قليلا بالقائل , لعلي اصل الى مبتغاي.

حيث وصلت الى ان غالبيتهم جيء بهم من المجاهيل ولم يعرف عنهم شيئ لافي علم التاريخ ولاالجغرافية .

نماذج من اقوالهم لاتنم على ان المتحدثين يعرفون شيئا من تاريخ وواقع الشعب العراقي وثقافته واصالته ودوره في بناء الحضارة الانسانية والاهم هو عدم معرفتهم بالنسيج الاجتماعي والذي عملت الاحزاب التي ينتمون اليها على تمزيقه بكل شكل ووسيلة .

هل اقول انها حديث سفسطه او لغو اوهرطقة او مسامره او ماذا, ولكن اخيرا اعتقدت انها ثقافة خاصة لم يشهدها تاريخ العراق وثقافته مثلها ,انها ثقافة الرذيلة والمجهول متنوعة المصادر , ضحلة متناقضة متلونة , بائسة , مصلحية , الغاية عندها تبرر الوسيلة ومهما كان الثمن.

واخيرا ايقنت انها ثقافة القمامة حيث تشارك القمامة بالنوع والوصف والتكوين ودليلي على ذلك ,ان أقوالهم فاسده , وسخه, قذره , مستهلكة, نجسه لاقيمة لها الا من يعتاش عليها انها القمامة وستكون نهاية هؤلاء الرمي في مكبات القمامة

الدكتور

وليد عبد الملك الراوي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

662 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع