رياح شمالية غربية

                                             

                         إعداد صلاح الجميلي

الايام تدور .... مثل الاجواء... تتغير دوما بين أيام صحو وأيام عواصف ....تجري الرياح تحمل معها سحبا ملبدة بالامطار او رياح الهبوب المشبعة بالاتربة..

عندما ينتقل الهواء من منطقة ذات ضغط جوي مرتفع الى منطقة اخرى ذات ضغط جوي منخفض نطلق عليها الريح تستمر بالحركة حتى تضمحل وتأتي ريح اخرى باتجاه مختلف وهكذا دواليك هي السياسة والعلاقات الدولية بين الدول الكبرى والدول الاصغر تؤثر على بعضها البعض وتاتي ردود افعالها بناءا على المصالح الاقتصادية والاطماع بمصادر الطاقة وخصوصا النفط والغاز الذي لعبت شركة نفط العراق (البريطانية) دورا كبيرا فيه.

في حزيران 1921 م غادر فيصل بن حسين ميناء جدة متوجها الى العراق على متن الباخرة (نورث بروك) ووصل البصرة في 23 حزيران 1921 وكان برفقته الى بغداد مجموعة من شخصيات ثورة العشرين منهم (علي البزركان) و(محسن ابو الطبيخ) و (نور الياسري) و(هادي المكوطر) و(علي جوده) وكذلك (يوسف السويدي) و (محمد الصدر) من الذين ذهبوا الى الحجاز حاملين تواقيع ومضبطات عدد كبير من

وجهاء العراق وشيوخهم يدعونه كملك على العراق باعتباره أحد أنجال الشريف حسين. وفي 23 آب 1921 المصادف 18 من ذي الحجة 1339هـ توج الملك فيصل ملكا على العراق باسم (الملك فيصل الاول)

                                      


بدأ الملك فيصل الاول يعمل و يعاونه فريق من الوطنين العراقيين و نخبة من الضباط العراقيبن الذين خدموا في الدولة العثمانية البائدة على إعادة بناء دولة عصرية جديدة بمفهوم مدني علماني يراعي لم الشمل لجميع أطياف المجتمع .

عام 1925 حصلت شركة نفط العراق( IPC ) على امتياز التنقيب عن النفط في شرقي دجلة ولمدة 75 سنة بالتنقيب والاستخراج والتصدير مقابل حصة تعادل 4 شلنات انكليزية عن كل برميل مصدر تدفعها الشركات الى الحكومة العراقية. وبدأ التصدير الفعلي من حقول كركوك عام 1933 وكانت عائدات النفط في تلك الفترة لاتزيد على مليون باون استرليني سنوياً .

الملك فيصل الاول عمل مع النخبة التي معه محاولا استغلال هذه الموارد الشحيحة للحكومة العراقية بتفاني وبصورة مثلى تجلى ذلك من اختيار الشخصيات المناسبة لادارة دوائر الدولة وان كانت وتيرة العمل بطيئة ولكنها تسيرنحوالافضل في بناء البلد ومؤسساته وبنيته التحتية ضمن الموارد المتاحة آنذاك .

واستمر سعيه جاهدا للحصول على استقلال العراق عن التاج البريطاني وإنهاء حالة الانتداب حتى اقرت معاهدة 1930 التي ضمنت الاتفاقية أيضا بعض التسهيلات لبريطانيا في مجال تسهيل مرور القوات البريطانية في أوقات العمليات الحربية والتعاون في المجالات الاقتصادية مالبثت ان جاءت وفاته الغامضة عام 1933 في برن بسويسرا وكان بعمر 50 سنة وقد نشرت صحف المعارضة العراقية أن الوفاة لم تكن طبيعية وشككت في دور بريطانيا في القضاء عليه ودس السم في شرابه أو في الحقن الطبية التي كانت يحقن بها.

             

استلم العرش وريثه الملك غازي الاول الذي لم يكن يضمر ودا لبريطانيا وبدأ يجهر بآرائه علنا ضدها من خلال اذاعة قصر الزهور وبصوته يذيع البيانات ضد بريطانيا ويطالب بإعادة الكويت الى العراق وإزدادت شعبيته بين العراقيين وتأييده الخفي لاول انقلاب عسكري في الوطن العربي قام به الفريق بكر صدقي ضد حكومة ياسين الهاشمي والتي راح ضحية هذا الانقلاب الفريق جعفر العسكري عام 1936 م والاتيان بحكومة

حكمت سليمان لم تدم اكثر من سنة بعد حادثة مقتل الفريق بكر صدقي مع قائد القوة الجوية العقيد الطيارمحمد علي جواد في مطار الموصل 9 آب 1937 م بعدها رجع الباشا نوري السعيد من المنفى الاختياري.

ولعله من المفارقة ان كلا من الفريق جعفر العسكري والفريق بكر صدقي من اصول كردية ومن نفس مدينة عسكر القريبة من كركوك .

شهد عهده صراع بين المدنيين والعسكريين من الذين ينتمون إلى تيارين داخل الوزارة العراقية والحياة السياسية العامة الاول تيار مؤيد للنفوذ البريطاني يسمى بالتيارالليبرالي والثاني تياروطني ينادي بالتحرر من ذلك النفوذ والاستعانة بالمانيا كقوة منافسة حيث كان كل طرف يسعى إلى الهيمنة على مقاليد السياسة في العراق.

وقف الملك غازي إلى جانب التيار المناهض للهيمنة البريطانية وسعت الحكومة العراقية بعهده لكسر احتكارالتسليح البريطاني للجيش العراقي باستثمار توطيد العلاقة مع ايطاليا عام 1937م وشراء 15 طائرة نوع بريدا Breda Ba-65 مقاتلة قاصفة و 5 طائرات قاذفة نوع سافويا وانواع اخرى من الاسلحة للجيش مما دعا بريطانيا والتيار المؤيد لها بالاستعجال للتخلص من الملك الشاب وتسليم العرش الى الوصي عبدالاله بن علي بناءا على وصية شفوية للملك غازي لزوجته الملكة عالية مشكوك بصحتها .

التخلص من الملك غازي الاول كان على درجة من الاهمية لبريطانيا للخلاص من مشكلة قد تظهر في العراق مستقبلا وخصوصا ان هناك في الافق بوادر حرب عالمية ثانية على الابواب مع المانيا ودول المحور وقيام هتلر بانتهاك معاهدة ميونيخ بالاستيلاء على القسم التشيكي من جمهورية تشيكوسلوفاكيا في آذار عام 1939 .

                 

سريعا ما قتل الملك غازي بحادث سيارة غامض في 4 نيسان 1939 بدعوى سقوط عمود الكهرباء على السيارة وتقرير اللجنة الطبية الرسمي يؤكد حصول تهشم للجمجمة من الخلف ولم تصدق الجماهير العراقية الرواية الرسمية وانطلقت اعمال الشغب ضد المصالح البريطانية في بغداد وقام المتظاهرون بالموصل بقتل القنصل البريطاني في المدينة ، http://www.youtube.com/watch?v=rWgoP1fQ4m8

استلم الاميرعبدالاله عرش العراق وصيا على ابن اخته الملك فيصل الثاني الذي كان بعمر 8 سنوات بتأييد من الباشا نوري السعيد وبريطانيا فيما ظلت شبهات مقتل الملك تحوم نحوهم .

اتسع التيارالوطني من العسكريين والمدنيين المناؤين للنفوذ البريطاني وتفاقمت نقمة الجماهير والتيارات الوطنية والقومية التواقة للخروج من الهيمنة البريطانية التي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في البلد من خلال المستشارين البريطانيين على الوزارات والهيمنة الاقتصادية والسياسة العامة الداخلية والخارجية وحدث شرخ كبير في الجيش والبرلمان والاحزاب السياسية مما انعكس على الشارع الناقم أساسا على الحكومة الموالية لبريطانيا وأخذ التصدع يتوسع ليشمل رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الفريق حسين فوزي ومجموعة المربع الذهبي العقداء الاربعة بزعامة صلاح الدين الصباغ وكل من فهمي سعيد وكامل شبيب ومحمود سلمان مما أدى إلى ازمة ثقة وزارية ترتب عليها ازمة دستورية سميت بأزمة شباط 1940 واستقالة حكومة الباشا نوري السعيد.

              

شكلت بعدها حكومة برئاسة رشيد عالي الكيلاني كحل وسط لتشمل نوري السعيد وزيرا للخارجية وتشكيلة متنوعة من كلا التيارين المتخاصمين .

بريطانيا زادت ضغوطها لاقالة حكومة الكيلاني لعدم مسايرتها بصورة عمياء ولاتخاذه سياسة عدم الانحياز المدروس بين دول الحلفاء ودول المحور اثناء الحرب العالمية الثانية.

                  

نوري باشا والوصي عبد الاله والقوى الليبرالية استمروا بتأييد وجهة نظر ضرورة الاعتماد على التحالف مع بريطانيا كدولة عظمى في ذلك الوقت بممارسة ضغوط كان الهدف منها جر العراق وإدخاله الحرب مع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وبصفته وزيرا للخارجية قدم طلبا فاجأ به الحكومة والراي العام بالدعوة لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيطاليا .

رفضت الحكومة الطلب مما عزز ظهور الكيلاني بصف القوى الوطنية ضد القوى الليبرالية محسوبا ضد الهيمنة البريطانية في العراق وبعد توالي الضربات الموجعة التي تلقتها بريطانيا خلال الحرب على يد ألمانيا خصوصا الغارات الجوية المدمرة على العاصمة لندن عام 1941 م تمهيدا لخطة زعيم ألمانيا أدولف هتلر المعلنة باحتلال بريطانيا .

الوصي عبدالاله حاول رسميا اقالة رشيد عالي الكيلاني وفشل في ذلك بسبب تهديد العقداء الاربعة بالانقلاب مما دفع الباشا نوري السعيد الى الاستقالة من منصب وزير الخارجية في الحكومة وقيام التيار الليبرالي الموالي له بالمشاكسة في البرلمان ضد الحكومة مما إستدعى رئيس الوزراء الكيلاني بطلب حل البرلمان واجراء انتخابات نيابية جديدة والوصي يرفض ويختفي عن الانظار.

نيسان 1941 أخذ رشيد عالي الكيلاني زمام المبادرة فشكل حكومة مصغرة مؤقتة أسماها حكومة الإنقاذ الوطني لمعالجة القضايا الضرورية والطارئة حفاظا على وحدة البلاد وأمنها بعد التصدع الذي لحق بها. أصدرت حكومة الإنقاذ بيانا حملت الوصي على العرش الامير عبدالاله مسؤولية الأوضاع المتفاقمة في البلد كما القت عليه باللائمة في إضعاف تسليح الجيش وعزله عن أداءمهامه الوطنية التي عرف بها منذ تأسيسه .

وتم اقالة الامير عبد الاله من وصاية العرش وتنصيب احد اقارب الملك وهو الشريف شرف بدلا عنه والذي تم الموافقة عليه بالاجماع بالرغم من كون الاكثرية النيابية من انصار الوصي عبد الاله ونوري السعيد وذلك بسبب مكانة الشريف شرف ورصانته واحترامه من قبل الجميع.

مهدت بريطانيا للتدخل العسكري لاعادة الوصي ونوري السعيد فقامت بعملية انزال لقواتها في الشعيبة تلا ذلك انزال اخر في الحبانية حيث واجهته القوات العراقية بمحاصرتها ضمن حدود القاعدة الجوية وبهذا كانت الحرب قد اعلنت على بريطانيا من قبل قادة ثورة مايس 1941

بدأت الحرب في 2 مايس وانتهت 31 مايس 1941. أدت الحرب إلى احتلال القوات البريطانية للعراق وعودة الوصي الامير عبد الإله بن علي ونوري السعيد باشا والتيار الليبرالي الى السلطة.

أدى فشل ثورة مايس لعام 1941م، بزعامة رشيد عالي الكيلاني، وما لقيه الضباط من التنكيل والإعدام، إلى ارتفاع درجة السخط بين صفوف الشعب الذي أنعكس على أبنائه في القوات المسلحة.

كما واجه الجيش العراقي تقليص عدد وحداته وتسريح أعداد كبيرة من ضباطه ومراتبه ونقل الضباط الآخرين إلى وحدات نائية أثرت على نتائج أدائه خلال حرب فلسطين 1948 وعلى اثرها بدأت خلايا سرية من الضباط في العمل بين صفوف الجيش ومحاولة التكتل لإنشاء تنظيم سري للضباط الاحرار .

مع ازدياد اهمية النفط كشريان حيوي للطاقة على المستوى العالمي بعد الحرب العالمية الثانية وتسلسل الاحداث تباعا بموازين القوى العالمي وانبلاج معسكرين هما المعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي و المعسكر الرأسمالي الغربي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية بدء نجم الامبراطورية البريطانية بالافول.

خرجت بريطانيا من الحرب منتصرة ولكنها مثقلة بديون كبيرة ولم تستطيع الايفاء بالتزاماتها المالية وتكاليف إدامة وجودها في مستعمراتها ومناطق نفوذها بارجاء المعمورة ورضخت مضطرة لاعطاء الهند استقلالها في آب 1947 والتي كانت جوهرة التاج البريطاني .

مالبث ان قامت حكومة مصدق في ايران بتأميم النفط أيار 1951 وهروب شاه ايران محمد رضا بهلوي الى بغداد ومن ثم الى روما وبالتالي خسرت بريطانيا حصصا كبيرة من النفط الايراني حتى بعد اعادة الشاه والقضاء على حركة مصدق بسبب دخول الشركات النفطية الاميركية في نصيب كعكة النفط الايراني.

استغلت الحكومة العراقية تداعيات تأميم النفط في ايران حيث قامت بالدخول في مفاوضات مع شركات النفط انتهت باتفاق جديد عام 1952 حصلت على تعديل جوهري في الاتفاقية ومن أهم المكاسب التي حققتها أن حصلت على 50% من العوائد, مع الحصول على نسبة 12.5% من النفط الخام المستخرج والذي تقرر أن تقوم الحكومة العراقية بتصفيته والتصرف به كما تشاء.

هذه الخطوة حققت عوائدا كبيرة للعراق آنذاك تم على اثرها تأسيس مجلس الاعمار وخصصت له 70% من العوائد النفطية للقيام بمشاريع كبيرة كان العراق في أمس الحاجة اليها كالسدود والخزانات المائية والطرق والجسور والماء والكهرباء واستصلاح الاراضي مثل مشروع المسيب الكبير.

قام انقلاب عسكري في مصر بتاريخ 23 تموز 1952 أدى الى انهاء النفوذ البريطاني على الحكومة المصرية وشيئا فشيئا تخسر بريطانيا مكانتها وحضورها على المستوى العالمي .

تنبه الساسة العراقيون في العهد الملكي الى اهمية صعود الولايات المتحدة على مسرح الاحداث الدولية وزعامتها للقطب الرأسمالي وبداية الحرب الباردة بين حلفي وارشو والناتو فرحبوا بزيادة التعاون بين العراق والولايات المتحدة بكافة المجالات والتي توجت بدخول العراق في حلف السنتو ( حلف بغداد سابقا ) عام 1955 والذي شكل على اساس محاربة النفوذ السوفيتي والاحزاب الشيوعية في المنطقة بتقديم العون الاقتصادي والعسكري من قبل اميركا لهذه الدول.

لو قرأنا بنود حلف بغداد بروية لوجدنا انها تمثل تحولا سلسا من الحضن البريطاني الى الحضن الاميركي والمستفيد منها هو العراق من خلال شراء معدات عسكرية بريطانية للجيش العراقي تدفع من قبل الجانب الاميركي ناهيك عن قبول المئات من الطلاب العراقيين سنويا ببعثات دراسية مجانية للعراق في اميركا.

بلغ نفوذ بريطانيا ادنى مستوياته بعد عزل الفريق جون غلوب باشا والقيادة البريطانية للجيش الاردني في 1 آذار 1956 والعدوان الثلاثي على مصر في خريف العام 1956 على اثر تاميم قناة السويس ووقف الرئيس الاميركي ايزنهاور الى جانب مصر وهدد الاطراف الثلاثة المعتدية بريطانيا وفرنسا واسرائيل بالانسحاب فورا ، كان هذا العمل قصقصة كبيرة للنفوذ البريطاني في الشرق الاوسط .

لم يرق الامر لبريطانيا من تكرر زيارات الملك فيصل الثاني والوصي وفاضل الجمالي الى الولايات المتحدة الاميركية والتقارب بينهما واستمرار مطالب الباشا نوري السعيد بضم الكويت الى الاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن وكان السفير البريطاني في بغداد يردد في جلساته مع الفعاليات العراقية بضرورة قيام انقلاب عسكري يقصي ثعلب السياسة الباشا نوري السعيد والوصي والابقاء على الملك فيصل الثاني .

لابد من إجراء استباقي للحؤول دون خسارات جديدة من كعكة النفط العراقي المتمثلة في مصالح IPC حتى جاء يوم 14 تموز 1958 حين صحت بغداد على انقلاب عسكري يقوم به الضباط الاحرار ضد النظام الملكي وقتل افراد العائلة المالكة والملك الشاب فيصل الثاني رحمه الله ولكن نوري السعيد استطاع الهرب من بيته على النهر وقضى ليلة في بيت الاستربادي في الكاظمية وهو يتلهف تدخل الجيش البريطاني لافشال الانقلاب كما حدث سابقا في مايس 1941 وقضى نحبه في محلة البتاويين وهو يردد ( سووها بي الانكليز ). ولم تتدخل بريطانيا لحماية النظام الملكي في العراق قط.

وزير خارجية تركيا اقترح أن تتدخل تركيا عسكرياًّ في العراق وبعد مباحثات جرت بين جلال بايار رئيس الجمهورية وعدنان مندريس رئيس الوزراء أعلنا موافقتهما على هذا الاقتراح وأعدت وزارة الدفاع التركية خطة لتنفيذ ذلك واتخذت قراراً بالتدخل دون علم المجلس الوطني التركي الا أن الولايات المتحدة الأمريكية منعت تركيا من تنفيذ هذا القرار كما أعلن شاه إيران الحداد العام لمدة ثمانية أيام على أرواح من قُتل في انقلاب تموز 1958.

ذرا للرماد نزلت قوات من البحرية الاميركية في لبنان بناءا على طلب الرئيس اللبناني كميل شمعون والقوات البريطانية في الاردن ولكن بريطانيا سرعان ماقامت بالاعتراف بالجمهورية العراقية الجديدة بتاريخ 1 آب 1958 أي بعد اسبوعين فقط وتبعتها الولايات المتحدة بيوم 2 اب على ان لايتم المساس بمصالح شركة IPC http://www.youtube.com/watch?v=QS5Z9Zu1H2I

منذ عام 1958 لم يستقر العراق على دستور ثابت ولغاية الاحتلال الاميركي حيث دوما كانت دساتير مؤقتة تكتب على عجل بناءا على مستجدات جديدة من انقلابات .

مجموعة الضباط الاحرار التي استلمت مقاليد السلطة في العراق لم تكن موحدة الاتجاهات والميول مالبث ان استقر الامر على تركز السلطات بيد رئيس الوزراء ووزير الدفاع العميد الركن عبدالكريم قاسم بعد ابعاد العقيد الركن عبدالسلام عارف منفذ الانقلاب الحقيقي كونه قائد اللواء 19 من الفرقة الثالثة الذي سيطر على الاذاعة وقصر الرحاب .

علاقة السفير البريطاني مع الزعيم قاسم وثيقة وغالبا ما كان يطلب من مدير مكتبه العقيد الركن جاسم العزاوي تركه يجتمع مع السفير البريطاني دون حضور افراد آخرون والمصالح البريطانية هي من كانت وراء ابعاد عبدالسلام عارف والتيارات القومية المتحالفة مع جمال عبدالناصر الذي يشكل كابوسا لبريطانيا وبالتالي تقريب الحزب الشيوعي العراقي وماتبع ذلك من فوضى وتناحرات دموية بين القوميين والشيوعيين في الموصل وكركوك.

وكثيرا ماكان السفير البريطاني يتردد على مقر وزارة الدفاع بواسطة الزورق النهري قادما من الجهة المقابلة حيث السفارة البريطانية المطلة على نهر دجلة

http://www.youtube.com/watch?v=4tQdEqED93U

كان الزعيم قاسم عفيف النفس لم يمد يده الى أموال الدولة وأشرف على إكمال تنفيذ مشاريع تنمية عملاقة خطط لها مجلس الاعمار في العهد الملكي واستقطب حب البسطاء من الناس .

كان عبدالكريم قاسم والضباط الاحرار متحمسون بأحلام وردية بالتقدم الاقتصادي بطريق زيادة المدخولات المالية عن طريق تبني الدعوة الى تأسيس منظمة الاوبك للبلدان المصدرة للنفط وانعقاد اول اجتماع لها في بغداد عام 1960.

   

طالب الزعيم عبدالكريم قاسم ان تقوم الشركات بتوسيع التنقيب والاستثمار لان مساحات شاسعة من العراق لم تستثمروبقيت كميات الانتاج محدودة وبالتالي كانت العوائد محدودة ايضا فاصدرت حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم القانون رقم 80 لعام 1961 والذي حرر اكثر من 99% من أراضي العراق من سيطرة IPC وأصبحت تحت تصرف الحكومة العراقية للتنقيب والاستثمار فكان هذا الامر تعدي للخطوط الحمراء الى IPC باعتبار ان لها الحق في استثمار كل اراضي العراق .

بدأ بعدها زخم جهود الاطاحة بالزعيم يكبر شيئا فشيئا وخصوصا بعد مطالبته باعادة الكويت الى العراق وبدءا من اضراب البنزين عام 1961 وعودة تمرد الحركة الكردية بزعامة الملا مصطفى البرزاني وتحالف القوى الناصرية والبعثية ضده والتي نجحت بالانقلاب الجديد على حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم في 8 شباط عام 1963.

 

         الگاردينيا: الأخ صلاح الجميلي...

              

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

759 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع