(( وجئتك من سبأ بنبأ يقين ))

أمير الرشيد

(( وجئتك من سبأ بنبأ يقين ))

يقول رجل امن الحكم الذاتي لصديقه عن بعض الحوادث ومجريات العمل وما يتذكره منها بالشكل الكامل دون زيادة او نقصان ويتحدث الصديق ما ذكره له رجل الامن ولنرمز اليه بالحرف ( ش ) حيث يقول ..( في ظهيرة يوم 22 ايلول اعلن العراق عبر وسائل الاعلام ان طائرات القوة الجوية العراقية قد اغارات على غرة بالقواعد الجوية والمطارات في كافة انحاء يران وعددت اسماء ومناطق تلك الاهداف التي استهدفتها الطائرات العراقية وجاءت تلك الغارات بالتزامن مع اجتياز القوات العراقية لخط الحدود متوغلة بالقوات البرية من المشاة والدبابات نحو المواقع والمدن الايرانية في القاطع الاوسط وباجتياز حذر في القاطع الجنوبي من جبهة القتال واصبحت القوات العراقية داخل العمق الايراني خلال ساعات محدودة ولم تجد امامها لا قوات مشاة ولا قوات مدرعة لتقف بوجه الاجتياح العراقي بل مجاميع من جنود وحراس المخافر الايرانية وهم يلوذون بالهرب والفرار امام القوات العراقية الغازية.. هذا كان في جبهة الحرب هناك وفي الداخل دخلنا في حالةالانذار والتأهب القصوى 100% وعند وقبيل المغرب جاتنا برقية من مرجعنا تفيد ما يلى .." تقر رفع موقف يومي بالاشاعات التي تسرى بين الناس المواطنين على اثر هذه الحالة من الاستنفار من قبل القوات المسلحة والاجهزة الامنية على اختلاف تخصصاتها ورفع نص تلك الاشاعة ومهما كانت بسيطة " ! فقمت باتصال هاتفيا مع بعض الاصدقاء سواء اصدقاء شخصيين او لهم ارتباط بالدائرة ويسمون بالاصدقاء وهم اقل شانا وثقة من " المؤتمنين " فلم احصل على شيى سوف خوف الماطنين باخلاف مستوياتهم الفكرية واعمارهم وشىء غير ذلك وبعد مرور وقتقصير اتصلت ايضا بالهاتف مع المؤتمن " م " واعرفه انه يتجول اوقات العصر في الاسواق ويزور اصدائه ممن لديهم محال او دكاكين في السوق والمنطقة التجارية في المدينة فاجابني انه عاد الى بيته توا وانه سوف ياتي الى الدائرة بعد نصف ساعة ولديه سيارة يتنقل بواسطتها فجاء وجلس عندي وقدمت له سيكارة وانا كذلك وخلال التدخين وكانما خطر شىء في بالي فسالته ماالذي يقوله الناس والمواطن العادي في الشارع وفي السوق اجابني بانهم يخافون من الحر واكثر شىء انهميخشون من استدعاء الجنود المتسرحين الى خدمة الاحتياط اثر هذا الاستنغار يعني الجندي المتسرح يعود ثانية الى الجيش با واى جبهة القتال فقلت له نعم ما تقوله صحيح وان الاباء والامهات قلقون بسبب هذا الاستنفار ولك لا اظن ان الحرب ستسمر لاكثر من اسبوعين او في الاكثر شهرين بسبب تدخل الامم المتحدة والدول الكبرى اضافة الى الدوا الجارة والصديقة وبعدين قلت له وماذا بعد فقال هناك اشاعة وفي الحقيقة انا لا اصدقها ولم ارد ان اشغلكم بها فقلت ما هي تلك الاشاعة اذكرها لي ولا تخشى شيئا فاجابني كلا لا اخشى والمطلوب مني ان اذكر الحقيقة واجبته صح والان قل لي فقال لي ان الاشاعة تقول ان غدا فجرا " يقصد الضياء الاول " من يوم 23 ايلول ستقوم الطائرات للايرانية بالاغارة على هذه المدينة (....) التي الان نحن فيها ! فاجبته ان هناك اهداف كثيرة اخرى اهم من مدينتنا هذه بدرجات كبيرة ثم كيف لشخص من (....) ان يعرف ذلك وحتى الطيار الحربي حسب معلوماتي لا يعرف بنوع مهمته او الهدف و الا في غرفة العمليات ومعها خط طيرانه في الانطلاق والعودة الا ربما هم في ايران تغيرت عندهم المقاييس والاساليب وقلتها مبتسما اشبه بالاستهزاء !ولما غادر قمت باستدعاء الكاتب امليت عليه صيغة الاجابة الى المرجع بما اخبرني ذلك " المؤتمن " واهمها موضوع " الغارة الجوية الايرانية : على مدينتنا او بالاحرى المعسكر التابع للجيش التي تقع متجاورة مع المدينة باتجاه الغرب وخبرت الساعي موصل البرقية بالسارة الى مقر المدرية بان لايسلمها الى ( القلم العام ) في المديرية وانما يسلم المظروف باليد الى ا( السيد المساعد ) لانه يخص موضوع الاشاعة والوقت اصبح قريبا من الموعد ال تاسعة مساء وهكذا صار واتذكر انني نمت في بعد ان تجاوز الوقت الساعة الواحدة ليلا وبلابسي الخارجية واسيقظ من نومي فجاة على صوت " ضجيج ووقع اقدام "ونهضت وقبل ان افتح باب غرفتي انفتح الباب من قبل المنسبين واخبروني ان هناك طائرات مغيرة على المدينة وصعدت الدرجات بسرعة الى سطح المبنى وشاهدت وميض المقاومات الارضية في الغرب حيث المعسكر وبشكل عفوي ناديت متذكرا ماذكرناه عن الاشاعة التي تفيد بحدوث غارة " هل اوصلتم الموقف عن الاشاعات الى المساعد "وجائني الجواب نعم . نعم وماهي الا نصف دقيقة او اكثر او اقل شاهدت طائرتين ايرانيتن فوقنا تطيران بهدوء وبحالة تحليق منخفظ يمكن اقل من 100 مائة متر ! ولم تكن هناك اية رشاشا ت " دوشكا " منصوبة داخل المدينة حيث استدارت تلك الطائرين مرتفعتين في الجو نحو الشرق ! وفي ظهيرة اليوم التالي ذهبت الى المديرية وصدفة شاهدني المدير بالوكالة حيث ان المدير الاصيل كان في اجازة مسافرا الى " لندن ، ولاحظت انه لم يؤشر او يتحدث او يثني على برفعي تلك الاشاعة التي تحققت واصبحت حقيقة خلال ساعات على الرغم ان المنطق والاسباب الموضعية كانت تفيد بعدم صحة تحقيق الاشاعة وان " الوكيل " كان في داخله محرج يبدو لاستخفافه بتلك الاشاعة ولم يرفعها الى المراجع العليا وذوي العلاقة واعتبرها تافهة ولا يمكن ان تحصل بهذه السرعة وفي فجر اليوم الثاني وخلال ساعات معدودة وبخاصة ان البيان العراق اكد على الحاق خسائر بالقوات الجوية وبمدرجات المطارت والقواعد الجوية وعلى الرغم من ان المدير الوكيل وحسب معرفتي انه يتمتع بثقافة عالية وحس امني !

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

202 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع