تحت قناع کورونا

                                                    

                                 سعاد عزيز

تحت قناع کورونا

لم يشعر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالخطر على أمنه وحتى على مصيره إلا بعد إنتفاضة 28 ديسمبر2017 وإنتفاضة 15 نوفمبر2019، خصوصا وإن الانتفاضة الاخيرة قد حملت العديد من الرسائل المرعبة للنظام ولعل أهمها رسالتين صريحتين؛ الاولى، العلاقة المترسخة بين الشعب ومنظمة مجاهدي خلق والتي لم تنفصم عراها على الەغم من حملات النظام المستميتة بهذا الصدد. والرسالة الثانية، عزم وتصميم الشعب الايراني على إسقاط النظام وإلحاقه بنظام الشاه.

لو قمنا بعملية مقارنة دقيقة بين التصريحات التي أطلقها قادة النظام الايراني على أثر إنتفاضة عام 2009 من جهة، وبين التصريحات التي أطلقوها عقب إنتفاضتي 28 ديسمبر2017 و15نوفمبر2019، من جهة أخرى، لرأينا بأن التصريحات الاولى تحدثت عن قوة النظام وإخماده وقمعه لإنتفاضة عام 2009، وإنتهاء الخطر والتهديد، ولکن التصريحات التي جاءت على أثر الإبتفاضتين الاخريين، فإنهما حذرتا وبصورة مستمرة من تبعات وآثار الانتفاضتين وإحتمال إندلاع إنتفاضة أکبر مع ملاحظة التحذيرات الملفتة للنظر من دور ونشاطات مجاهدي خلق ولاسيما سعة إنتشارها بين شريحة الشباب ولاسيما إذا ماعلمنا بأن خامنئي بنفسه قد إعترف بذلك وحذر منه، ومجمل القول أن قادة النظام الايراني إعترفوا وبطرق واساليب مختلفة بأن الخطر والتهديد محدق بالنظام ولم ينته ويجب إلتزام الحذر کل الحذر من جراء ذلك.
اليوم ومع إقتراب الذکرى السنوية الاولى لإنتفاضة 15 نوفمبر2019، فإن المخاوف تتزايد في أوساط النظام الايراني من عودة الشعب الايراني الى إعلان رفضه العملي والفعلي للنظام، ومن هنا فإن المساعي الحثيثة التي تقوم بها قوات الحرس الثوري الايراني المعروفة بولائها المطلق للنظام بتحشيد نفسها تحت ستار وغطاء محاربة كورونا في طهران ومدن إيرانية أخرى لمنع تشكيل احتجاجات اجتماعية. والذي يکشف کذب وخداع هذا التحشيد والاهداف المشبوهة المبيتة من ورائه، إنه وفي الوقت الذي تخطت حالة تفشي كورونا في البلاد منذ فترة طويلة خط الإنذار والخطر، فإن ماقد أعلن عنه محمد رضا يزدي، قائد فيلق محمد رسول الله في طهران، عن خوض قوات الحرس للنظام واجب الأمر بالمعروف بـخصوص "كورونا"، کلام لايثق به الشعب الايراني. وقال يزدي، بحسب الموقع الإلكتروني الحكومي "خانه ملت"، "نواجه اليوم ظروفا خاصة. وبناء على ذلك، فإن قوات الحرس وفيلق محمد رسول الله يقومان بعدة مهام خاصة تهدف إلى منع انتشار كورونا. وقال هذا القائد في الحرس إن محطة الصلاة على النبي لتوزيع الكمامات، وتطهير الأماكن العامة، وتأسيس دار النقاهة، من بين الإجراءات المتخذة. كما أعلن عن تشكيل مجموعة من الشرطة والكادر الطبي وتخصيص معدات طبية من الحرس بهف المصابين بكورونا. وأضاف: "من أجل التعامل مع الأشخاص الغافلين عن احترام البروتوكولات الصحية في الأماكن العامة، قمنا بتشكيل مجموعة من هيئات إنفاذ القانون والطاقم الطبي لإرشادهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا لم يلتفتوا بالتحذيرات والتوصيات فإننا وبسبب السلوكيات شديدة الخطورة والتهديدات على صحة الناس، "نتصدى لهم لكن العمل الإرشادي يمثل أولوية، لذلك نقدم أقنعة مجانية للأشخاص الذين يظهرون في الأماكن العامة بدون قناع."، لکن ومن دون أدنى شك فإن خطة قوات الحرس لتواجد أوسع في المجتمع، بالنظر إلى أن الخبراء يتوقعون احتجاجات واسعة النطاق بالنظر إلى الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في إيران، يمكن أن يكون لها أهداف تتجاوز المساعدة في مواجهة كورونا. هذا مع ملاحظة إن الاستعراض بالقوة والقمع والخنق بحجة تقييد انتشار الوباء أمر سبق أن حذرت منه منظمات ونشطاء حقوق الإنسان.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

710 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع