المتفوقون في محلة الأصمعي الجديد

                                                    

                           اسماعيل مصطفى

المتفوقون في محلة الأصمعي الجديد

استكمالاً للحلقات التي كتبتها في أوقات سابقة والتي تناولت فيها جوانب من تاريخ منطقة الأصمعي الجديد في محافظة البصرة أود أن أشير في هذه الحلقة إلى عدد من المتفوقين في هذه المنطقة والذين حازوا على درجات ومعدلات علمية عالية في المراحل الدراسية المختلفة ومن أبرز هؤلاء:

المهندس المعماري المرحوم "عبد الأمير عبد الحسين عبد الأمير" الذي تمكن من الفوز في المراتب الأولى في جميع المراحل الدراسية وقد توّج ذلك في الامتحانات الوزارية "البكالوريا" للمراحل الدراسية المنتهية الابتدائية والمتوسطة والاعدادية حيث كانت درجاته عالية جداً فعلى سبيل المثال حصل في امتحانات العام الدراسي 1979 - 1980 على درجات 98 و99 و100 في امتحانات المناهج الدراسية لمواد الحيوان والكيمياء والفيزياء وحاز بذلك على المرتبة الأولى في محافظة البصرة وعلى مراتب متقدمة جداً على مستوى العراق في ذلك العام. وكان هذا الطالب من عائلة فقيرة جداً ولكنه تمكن من نيل أفضل الدرجات العلمية من خلال المثابرة والجدية المنقطعة النظير وكانت دفاتره المدرسية تمتاز بالنظافة والترتيب الدقيق الذي يفوق الوصف . وتوفي هذا الشخص قبل عدّة أعوام نتيجة إصابته بعجز في الكلى وقد خسرته البصرة والعراق باعتباره أحد أهم المعماريين المتميزين في مجال عمله.

ومن الطلاب المتفوقين الآخرين الذي حازوا على درجات علمية عالية في منطقة الاصمعي الجديد هو الدكتور "سامي جوري" الذي رأيته يتنزه على درجة هوائية بسيطة قبل أيام قليلة من امتحانات السادس الاعدادي فسألته لماذا لا تستغل وقتك في الدراسة بدلاً من التنزه فأجابني بأنه يحتاج إلى النزهة في ذلك الوقت أكثر من الدراسة لأن عقله قد تشبع بالمواد الدراسية ولابدّ له من الاستراحة قبل أداء الامتحانات وفعلاً تمكن من الحصول على أعلى الدرجات في جميع الدروس وتم قبوله في كلية الطب في نهايات سبعينات القرن الماضي .

وفي استذكار سريع لمتفوقين آخرين أنجبتهم منطقة الأصمعي الجديد يمكن الاشارة إلى كل من الأطباء يحيى ياسين وعلي طه حسّون وستار رشك ونضال زيارة وهيفاء مهودر والمهندسين عباس نايف وسميرة زاهد وعبد العزيز مصطفى وجمال أحمد والمهندس المرحوم إبراهيم طه حسون الذي أعدمه نظام صدام في بدايات ثمانيات القرن الماضي بسبب معارضته لسياساته وجميع هؤلاء الأشخاص تربوا في أسر فقيرة مادياً لكنها تمكنت من خدمة العراق من خلال أبنائها المتميزين الذين شغل بعضهم مراكز متقدمة ومن بينهم الدكتور علي طه حسون الخشالي الذي أصبح مديراً لمستشفى مدينة العمارة بمحافظة ميسان والمهندسة سميرة زاهد التي أصبحت مسؤولة لإحدى أقسام شركة النفط الوطنية في البصرة .

تحية إجلال وإكبار لجميع المتفوقين والمتميزين في العراق والبصرة على وجه الخصوص ومنطقة الأصمعي الجديد على وجه التحديد .

ومن المهم جداً الاشارة هنا إلى ضرورة الاهتمام بالمتميزين الروّاد الأوائل في جميع المجالات ومن المهم أيضاً توفير الأرضيات المناسبة للاقتداء بهؤلاء والاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية لخلق طاقات جديدة لبناء الوطن في كافّة الميادين .

كتبت هذا الموضوع وفاءً للمخلصين من أبناء العراق في كل زمان ومكان .

اسماعيل مصطفى
25/07/2020 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

947 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع