الغذاء وداء الملوك (النقرس)

                                                       

                          د.مازن سلمان حمود

             ماجستير تغذية علاجيه - جامعة لندن


الغذاء وداء الملوك (النقرس)

سمي مرض النقرس بداء الملوك، لأنه كان يصيب الملوك الذين يتناولون اللحوم بكثرة. فاللحوم تحتوي على بروتين عال، وأحد الأحماض الأمينية للبروتين هو البرولين الذي يتحول إلى يوريك أسيد (الحامض البولي) وإلى أملاح اليوريك أسيد وهي اليوريت. وكثرة تكوين اليوريت تؤدي إلى ترسبه في مفاصل الجسم الصغيرة مثل الإصبع الكبيرة للقدم، وفي بعض الأحيان يصيب مفاصل الرسغ والقدم والركبة.


إن المعدل الطبيعي لليوريت في الدم هو بحدود 420 مايكرومول/لتر (7 ملغم/100 سي.سي) عند الرجال، ويكون عند النساء بحدود 355 مايكرومول/ لتر (6 ملغم/ 100 سي.سي).


أسباب الإصابة بمرض النقرس

1- هنالك أسباب وراثية للإصابة بمرض النقرس، حيث نجد 25% من العائلة الواحدة تصاب بالمرض.

2- لا يحدث داء النقرس عند الأولاد دون سن البلوغ، ولا عند النساء قبل سن اليأس.

3- يزداد تركيز اليوريت في الدم بعد تناول أطعمة غنية بالبروتين.

4- اليوريت يمكن أن يتكون داخل الجسم من تحول بعض الأحماض الأمينية إلى يوريت مثل الكلايسين وحامض الاسبارتك والكلوتامين.

5- السمنة: أغلب مرضى داء النقرس الذين يصابون في منتصف العمر يشكون من زيادة الوزن.

6- المشروبات الكحولية: وجد أن نسبة اليوريت في الدم عند الذين يتناولون الكحول مرتفعة قياساً مع الذين لا يتناولون الكحول، لأن الكحول يؤدي إلى زيادة اللكيتين الذي يمنع طرد اليوريت عن طريق الكلى مما يؤدي إلى زيادة نسبة اليوريت في الدم.

7- الصيام (الامتناع التام عن تناول الغذاء): عند الامتناع عن تناول الغذاء لمدة يوم واحد نجد زيادة في نسبة اليوريت في الدم، وإذا استمر الصيام لعدة أيام قد تصل نسبة اليوريت في الدم إلى 10 ملغم/100 سي.سي، لأن الصيام التام عن الغذاء يؤدي إلى تكون الكيتون وهذا يقلل إفراز اليوريت عن طريق الكلى.

وقد حدثت حالات من داء النقرس عند المصابين بالسمنة الذين امتنعوا عن تناول الغذاء لعدة أيام لتنزيل أوزانهم.

8- الفركتوز: إعطاء سكر الفركتوز عن طريق الوريد أو طريق الفم يؤدي إلى زيادة نسبة اليوريت في الدم.

9- الدهون: عند تناول طعام يحتوي على نسبة عالية من الدهون نشاهد زيادة في نسبة اليوريت في الدم وقلة نسبة اليوريك أسيد (الحامض البولي) في الإدرار.

10- داء النقرس الثانوي: يحدث داء النقرس من وجود بعض الأمراض التي تؤدي إلى توقف إفراز اليوريت عن طريق الإدرار مثل هبوط الكلى (خذلان عمل الكلى).

وقد يحدث داء النقرس في بعض الحالات المرضية التي تؤدي إلى زيادة تكون اليوريت مثل سرطان الدم ومرض كثرة الكريات الحمر Polycythemia ويحدث داء النقرس في بعض أمراض الجلد كالصدفية.

وهناك بعض الأدوية التي لها قابلية تقليل إفراز اليوريت عن طريق الكلى مثل

الحبوب المدرة المستعملة لخفض ضغط الدم المرتفع وكذلك حالات الودمة.


علامات الإصابة بداء النقرس

* الإصابة الأولى لداء النقرس تكون عادة في بداية الأربعينات من عمر الإنسان، حيث يحدث فجأة في منتصف الليل ألم مزعج مؤلم على شكل وخز أو طعنات في الإصبع الكبيرة للقدم.

* يمكن أن يصيب داء النقرس مفاصل الرسغ والقدم والركبة أيضاً، ولكن غالباً ما تكون البداية من مفصل الاصبع الكبيرة للقدم، حيث يبدأ المفصل بالتورم ويكون شديد الحساسية ومؤلماً عند أقل حركة للقدم.

* الجلد المبطن للمفصل يكون حساساً وأحمر اللون وشديد اللمعان مع توسيع للأوردة الدموية واحتمال تكون ودمة.

* يصاب الشخص بارتفاع في درجة الحرارة والخمول وفقدان الشهية للطعام وسوء هضم مع تلون في الإدرار.

* عند القيام بفحص الدم مختبرياً نجد زيادة في ترسب كريات الدم مع زيادة في نسبة اليوريت.

* من دون علاج سوف تختفي أعراض المرض بعد عدة أيام، ولكن الجلد فوق المفصل يبدأ بالتقشر والشعور بالحكة الشديدة، وبعدها يشفى المفصل بصورة تامة، وقد تدوم حالة الشفاء من المرض لمدة سنوات، ولكن إذا ما استمرت الزيادة في نسبة اليوريت في الدم ولم تعالج نرى عودة المرض بصورة قوية ولفترات متعددة كثيرة.

* وفي هذه الحالة نشاهد تكوّن عقد صغيرة تدعى Tophi، وهي عبارة عن بلورات صغيرة من صوديوم يوريت تتجمع في غضروف الأذن أو خلف المرفق لليد، وكذلك خلف الكف وفي قاعدة الاصبع الكبيرة للقدم، وهذه العقد البلورية قد تكون بحجم رأس الدبوس أو بحجم كرة الجولف.


مضاعفات داء النقرس

1- مرضى داء النقرس لهم قابلية لتكوين حصاة الكلى، حيث إن تجمع اليوريك أسيد (الحامض البولي) داخل الجهاز البولي يؤدي إلى ترسب حصاة الكلى والتي تؤدي إلى حدوث الألم الكلوي الشديد.

2- زيادة اليوريت في الدم تؤدي إلى حدوث أمراض القلب التاجية، لأن زيادة اليوريت تصاحبها زيادة نسبة الشحوم الثلاثية (ترايكلسيرايد) أو زيادة الناقل الضار للكولسترول VLDL مما يجعل الخطورة متوفرة للإصابة بأمراض القلب التاجية.

3- داء النقرس تصاحبه زيادة في ضغط الدم.

4- داء النقرس المزمن من الأسباب الرئيسية في تدهور فعالية الكلى وإصابة الكلى بالأمراض المزمنة.

5- زيادة اليوريت في الدم وجدت في حالات كثيرة من أمراض الدماغ الوعائية.

العلاج والوقاية

* إعطاء الأدوية التي تؤدي إلى خفض نسبة اليوريت في الدم وهذا يتم عن طريق الطبيب المعالج.

* المباشرة في الحمية الغذائية الخاصة بتنزيل الوزن لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، وننصح بعدم الامتناع التام عن تناول الغذاء (الصيام) كوسيلة لتنزيل الوزن لأنها سوف تسبب زيادة نسبة اليوريت ولكن يجب استعمال طرق الحمية المتوازنة لخفض الوزن الزائد.

* الامتناع عن تناول الكحول.

* تناول قدح من الماء قبل النوم وذلك لمنع تكون حصاة الكلى.

* الفحص المستمر لنسبة الدهون الضارة في الدم.

* الرياضة اليومية ضرورية للوقاية من زيادة نسبة اليوريت، وكذلك للوقاية من مضاعفات داء النقرس ومن أمراض الكلى وأمراض القلب التاجية.

* الامتناع عن تناول الأغذية الغنية بالبروتين الحاوي على نسبة عالية من الأحماض الأمينية البرولين وهي:

1- اللحوم: مثل لحم العجل ولحم الضأن ولحوم الديك الرومي وطائر الدراج والإوز والكبد والكلى والقلب وبنكرياس العجل والحمل.

2- الأسماك: مثل سمك السردين والسمك البحري الصغير (الهف) وسمك الحدوق وسمك الرنكة وبيوض السمك.

3- عصارة اللحم ومرق اللحم المركز وصلصة مرق اللحم.

4- البقول مثل الفاصولياء الناشفة والبازلاء والفطر والسبانخ والقرنبيط (زهرة) ونبات الهليون.

5- الخميرة.

6- وأخيراً، فإن الأغذية التي تساعد على هبوط اليوريت في الدم هي:

التوت وفول الصويا والأحماض الدهنية الموجودة في سمك السلمون والكتان وزيت الزيتون والجوز.

والله المشافي

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

744 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع