بيروت تحترق بنار الانفجار

                                                    

                         حيدر زكي عبدالكريم

بيروت تحترق بنار الانفجار

يقول المؤرخ الصيني ، صر تزو منذ القرن الخامس قبل الميلاد : " أذا عرفت العدو وعرفت نفسك ، فليس هناك ما يدعو لأن تخاف نتائج مئة معركة ، وإذا عرفت نفسك ولم تعرف العدو فأنك سوف تقاسي هزيمة مقابل كل انتصار ، وإذا لم تعرف نفسك ولم تعرف العدو ، فأنك لا تعرف شيء وسوف تواجه الهزيمة في كل معركة " . 

حتماً هناك مستفيد من الانفجار الذي حصل في بيروت ، لقد عانت بيروت نتيجة لتدخلات دولية واقليمية ، فلقد سبقت بيروت خصوصا ولبنان عموما باقي الاقطار العربية في المآسي والتي تضررت خلال السنوات الماضية ، وما حدث من تفجير سواء بسبب الاهمال او فعلَّ فاعل ، فالنتيجة هي (كارثة) على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، الأول : تتحمله الطبقة الحاكمة والثاني : يتحمله الشعب اللبناني الشقيق من خلال عدة مضاعفات منها تدهور سعر الليرة اللبنانية وجائحة كورونا وتوقف الاعمال والمشاريع وانخفاض دخل السياحة وازدياد عدد البطالة وهجرة الكفاءات اضافة للمشاكل الامنية
انَّ ما حدث لا يقاس بقوة التفجير ومقدار الكمية المنبعثة من الانفجار – اتجاه قضية مهمة وهي قضية (وطن) يُعانيّ الويلات منذ الحرب الاهلية الاولى العام 1958 والثانية بعد حادثة عين الرمانة في نيسان /ابريل 1975 (حرب الوكالات) للتوزع اعباء القتال على جميع المواطنين اللبنانيين آنذاك .
يمكن القول ، ان لبنان (الجميل بطبيعته الخلابة) وتنوع شعبه كأطياف قوس قزح ، بقعة على الارض لا تستحق كُلَّ هذا التخريب ، وللحفاظ على هذا الجمال من التخريب المقصود وينطبق الكلام على بقية الاقطار العربية المتضررة كالعراق وليبيا وسوريا واليمن – ما تحتاجه اليوم هو (اقتصاد الحرب) ، ليس بالضرورة ان هناك حرب تلوح في الافق ، لكن الحرب فعلاً قائمة على مستوى الازمة الصحية العالمية والصراع مع الارهاب العالمي والتدخلات الاجنبية في اقطارنا الشقيقة وصراعات حدثت ولاتزال تحدث.
هذا كله يدعو الى التفكير بشكل واقعي مختلفاً عن الأُمنية ، فأننا مازلنا نعتقد بأنّ بإمكان لبنان ، أن يبدأ بصدق مع نفسه ، بعبارة ادق (معالجة مشاكل البيت من الداخل) ومن ثم ينطلق نحو الخارج لمواجهة متطلبات الصعّاب الاخرى او المشتركة ان جاز التعبير .
خاصةٍ وان الاقتصاد اللبناني يُصارع الازمة السياسية والصحية ، فتغلبهُ انتاجياً واستهلاكياً ليصبح خاوي الوفاض . كما وان القوى السياسية تلهث وراء الجماهير بدل ان توجهها في زمنْ حالك ومكان ورديّ بلون الانفجار الذي حصل ؟! .

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

433 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع