لا زلنا في عهدك يا أردشير !!!

                                                

                            جابر الخيراللّه

لا زلنا في عهدك يا أردشير !!!

أردشير أول امبراطور فارسي ( ١٨٠م-٢٤٢م) تلقب بالشاهنشاه، جلالته أول من إمتطى الدين لأجل السياسة والحكم، عهده المشهور والمعروف بإسمه يقول صراحة ( واعلموا أنَّ المْلك والدين أخوان توأمان لا قوام لأحدهما إلاّ بصاحبه. لأن الدين أسُّ المْلك وعماده، ثم صار الملك بعدُ حارسَ الدين. فلا بدَّ للملك من أسِّه. ولا بدَّ للدين من حارسه لأن ما لا حارس له ضائع، وما لا أسَّ له مهدوم).

منهجهم وبكل وضوح، منذ ذلك الحين، مروراً بالحاكمية الآلهية وولاية الفقهاء على الأمة، هو إستدراج الناس لطاعتهم بإسم الدين، وطاعتهم ليست طاعة تعاقدية وقانونية كما في الديمقراطيات الحديثة، بل طاعة تعظيم وتقديس.

سيطول الحديث لو تتبعناه بتفاصيله ولكن خلاصته ان الثقافة الفارسية الساسانية قبل ظهور الاسلام لازالت تنشب اظفارها في إستعباد الناس بإسم الدين، في حين من يطالع ميثاق المدينة الذي كتبه النبي الأعظم محمد صل الله عليه وآله لم يرد فيه ولو على سبيل الأشارة حقوقاً على رعاياهم بإسم الدين.
هذا المنهج الساساني الجذور هو بذرة الوثنية السياسية التي عاشتها الامة الاسلامية بعد رحيل علي بن ابي طالب عليه السلام من هذه الدنيا والى يومنا هذا.
نبي الاسلام العظيم يكتب وثيقة حقوق مدنية غاية في الروعة، وأمير المؤمنين يطلب بيعة علنية من الناس ولا يتعلل بالحق الآلهي في السلطة او الحكم.
لا أكراه في الدين، وأنتم أعلم بشؤون دنياكم، والقرآن حمّال أوجه، تكذب دعاوي الذين يستقوون في الدين لأغراض الحكم والسياسة.
علي بن ابي طالب عليه السلام رفض الإحتكام لكتاب الله في قضية التحكيم يوم صفين، أي إدخال نص إيماني ديني مقدس في شأن سياسي إستدعته خدعة التحكيم التي طلبها عمرو بن العاص.

الوثينية السياسية والوثنية الدينية والوثنية الاجتماعية هي من تحكم سلوك مجتمعاتنا، فالولي الفقيه له ما للنبي صلوات الله عليه إلا الوحي، والقداسة المزعومة للألقاب الدينية والكهونتية وتقليدها في كل شأن سياسي هي وثنية بإمتياز.

مشكلة من يؤمن بمنهج أردشير والحاكمية الآلهية وولاية الفقيه ووصاية رجال الدين لايمكنه أن يعترف بالخصوصية الوطنية للدول والحرية الفردية للناس.
وعليه سيكون كل معارض لفكرهم مهدداً لسلطتهم في الحكم وكأنه يريد أن يفقس بيضة الإسلام التي يدافعون بها عن سلطتهم وتسلطهم.

يجانبون الحق والإنصاف حينما يخوفونكم من الديمقراطية التي يقتلها الأردشيرون من العجم والعرب بفكرهم وبدعواهم إن العلمانية تناقض الايمان والدين.
حقيقة الأمر إن العلمانية ليست ضد الدين، لكنها ضد إستثمار الدين في السياسة والحزبية، بل إنها ليست ضد رجل الدين، بل ضد إستثمار هذا الأخير صفته الدينية في السياسة.

بصمودكم الذي بانت بشائره سيندحر أعداء الحرية والعقل من الذين سوقوا مشاريعهم السياسة والشخصية تحت غطاء الدين والحفاظ على البيضة المقدّسة.
أيها الشعب العراقي العظيم:
( إنَّ لَدَى نسائم الفجر سراًّ تريد البوْح به إليك، فلا تَعُدْ إلى النوم)《جلال الدين الرومي》.

جابر الخيراللّه

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

997 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع