لاحَ الفجر... وانهزم الليل* الى المحامى الراحل ناصرعزيز المجدِ في سباته الأبدي...

                                                   

                           حكيم نديم الداوودي

                 

      

لاحَ الفجر... وانهزم الليل*
الى المحامى الراحل ناصرعزيز المجدِ في سباته الأبدي...

هزّةُ وجع/ تذكّرُ معنى نسيَ مغناه الأولون الآيبون/ الغائبون/ طُمِستْ أغانيهم وغابوا/ عبستْ أراجيحُهم/ ومماشيُهم/ وسألوا مع الأسئلة... ِلِمَ جئنا!؟ على تلّة ِ الحُزنِ/ خارتْ قُواي/ وضيّعتُ خُطوي/ وكبتْ عزيمتي/ عرَاها هزالٌ/ وتعثَّرَتُ على تُربِ الطَّريقِ/ فوقَ كومةِ الرَّملِ/ أغرسُ عُرسي/ اُخبِّئُه عن عيونِ العَسسِ/ لعلّ مطراً ناعماً / يجيءُ / يَمرّ فوقه/ ويَمنحُهُ جَذراً وغُصناً / ويَغدو صَفصافة ً/ تتحدّى كلّ نوءٍ وقيظٍ / سلاماً على سَلّةٍ/ من كلماتِ المحبّةِ وسلامٌ على من نسيَ طعم طيبته بين حنايا حلمه الوئيد. الى ناصرَالمجدِ في سباته الأبد... لاحَ الفجر وانهزمَ الليل...

ما اتعسَ رؤية سراب مُكلّل بالألم والاهات ايّ همّ هذا الفضاء المُضّبب يحمل على كاهلهِ نعيَ غريبٍ أضناه صمته لموته المستعجل... يخفي هذا الغريب بين مدياته اللامرئية مشهدَ عابرٍ، تركَ شمائله في قلب محبيه كذرات الرمال حيرة ومثلها استفسار، فكيفَ لمصيبته معارج الروح لا تنذهل؟ رباه... ما هذا الصعق المُميت لقلبٍ آمن معلناً بخفوت خفقته حلول اوان استعارة كتاب الموت والفناء. وجُرح المستعير للأبد لا تندمل... منيةٌ دنت مغاليق تزودها وإنْ عَلتْ أكفّ الضراعة، في ردّ القضاء من دون لُطف اللطيف لا تنفع ... (قُضيَ القضاء، وجفّت الأقلام، وطويت الصُحف)... لِمَ أستعجل (داعي السفر) الرحيلَ مع حلمه الكبير كومضة البرق نحوعالمِ الأزل... انهزمَ الليل ولاحَ الفجرعلى نداءٍ محبطٍ للاماني... رحماك يا مبدعَ اقمار الغربة بضيفكً النقيّ بعدُ في عزعنفوانه...
أيعقل للمرءِ أنْ يجهلَ أوان هذا السفر...
خلاّنه تخبطوا بين رماد خطبهِ الجلل...
فهذا هو ناصر الحق والعون لكل منشدٍ،
لم يخب ظنّ طلب من انشده دون استحياء أووَجل...
يا لهولِ هذا المتاه المستعر... منذ أمدٍ كانَ حلمه يرى روحه مُحلّقة فوقَ موكب المودّع... وكيفَ له أنْ يقضي دونها ساعات يومه ضجراً... كأمنية طيرٍلم يهتدِ وكر راحته... فيا باكيات الاكباد في كركوك وخانقين وأربيل ستوكهولم... على الراحل ناصرالمجدِ، فلتبكي البواكي ... يا الهي ما اتعسَ رؤية هذا السراب الُمكّللِ بالآهات والالم!..

برقية رثاء ومواساة للأستاذين: المفكر والاديب اكرم رشيد، والكاتب احمد رشيد خانقيني لرحيل ابن شقيقهما (المحامى الشاب ناصر عزيز) الذي توفي عن عمر يناهز(45) عاما في مدينة اربيل نتيجة سكتة قلبية مفاجئة، وهو في ذروة عطائه ونشاطه المهني، لهما ولذوي وعائلة المرحوم الصبرالجميل، وللفقيد الجنة والمغفرة ..

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

708 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع