ذكريات أمس وقراءة اليوم - خطوة الى الامام و خطوة الى الخلف ..!

                                                  

                             عبدالله عباس

ذكريات أمس وقراءة اليوم - خطوة الى الامام و خطوة الى الخلف ..!

في بداية ستينيات القرن الماضي ‘ حضرتُ عرض فلم اجنبي في سينما ( الرشيد ) في السليمانية ‘ كان عنوان الفلم ( خطوة الى الامام وخطوة الى الوراء ) قصة الفلم تروي احد حكايات الحرب العالمية الثانية بشكل كوميدي مضمونها انه : ( تاتي قوة عسكرية انكليزية وتستقر على حدود احد البلدان الاوربية المحتله من قبل الالمان مهمتها توجه ضربات الى الالمانيين لزعزعت محاولتهم للاستقرار في ذلك البلد بعد ان تستقر القوة الانكليزية في موقعها يبعث قائد القوة احد ضباطه المعتمدين حاملا رسالة الى قائد القوات الالمانية المواجهة لقواته ‘ مقترحا علية الاجتماع معه في منطقة محايده سريا ليطرح علية مقترحا مهما ‘ تصل الرسالة ويتم الاجتماع بين الطرفين يقترح القائد الانكليزي المقترح التالي : نتفق انا وانت انه بين فترة واخرى تتقدم قواتي باتجاه قواتك وانت تنسحب بدون قتال عدد من الكيلومترات ونستقر القوتين في المواقع الجديدة و بعد شهر اكثر او اقل تتقدم قواتك باتجه قواتي وانا انسحب الى موقعي الاول وهكذا نرسل احداثيات هذه التحركات لقياداتنا على اساس حصلت تلك التحركات من خلال المعارك وننتظر ما يحصل نتيجة الحرب .....!!!

وتظهر مشاهد من الفلم وبشكل كوميدي وبسبب الملل الذي يشعربه جنود الانكليز يقومون بالتحرش بالقوات الالمانية بذخيرة حية وعندما يعلم القائد يحاسبهم الى ان يصل الفلم الى نهاية من خلال مشهد القاء القبض على احد الجنود وهو يريد ان يهرب ‘ وعندما يحضرون الجندي الهارب امام القائد ‘ اعتقد للان اتذكر نص قريب من اصل الحوار النهائي للفلم حيث يقول القائد للجندي الهارب مايلي : ليس هناك مبرر لهروبك ‘ من المفروض ان تصبر معنا واذا شعرنا بخطر الحقيقي عندها كنا نتفق جماعيا على اختيار انجح طريقة للهروب ....)
منذ ان بدأت الادارة الامريكية وبتوجيه من رئيسها المستهتر ( ترامب ) بحشد قواتها الشريرة في المنطقة تحت عنوان : الاستعداد للهجوم على ايران وبالمقابل رد اعلامي مبالغ فيه من قبل الايرانيين عن استعدادهم للرد على العدوان الامريكي بحيث يصبح الشر الامريكي في خبر كان وتنعم المنطقة باستقرار تحت راية ايران القويه ...!! تذكرت الفلم المذكور ومضمونه ...!!
مع عدد محدد من المراقبين للاحداث ومنذ بداية ( تجيش الجيوش الطرفين ) في المنطقة بانتظار حدوث اخطر حرب في المنطقة وقبله خلال انعقاد ما سمي بمؤتمر وارشو قلنا : اكثرظن واقعي يقول ان ذلك الحرب وحسب سيناريويات التى ترسمها النفخ الاعلامي للطرفين ‘ لن يحصل
وقلنا حتى في حال الخوف ان يحصل عن طريق الخطأ او بدافع من احد اطراف العملية تجبر القوتين المتقابلتين على الرد يؤدي الى حرق الاخضر واليابس ‘ ولكن في حالة احداث الان ورغم اننا نسمع اكبر تهديد ( ارسال قوات كامل التسليح من امريكا ) و اقوى حالة عصبية من ايران ‘ رغم ذلك لايعني جدية الطرفين على بدء الحرب ..!
ورأينا هذه الحقيقة بالعين وسمعنا من الاعلام أن اطراف الذين كانوا ( يتمنون الانفجار ) نتيجة لاي ضربة جانبية ‘ شاهدوا أن اعلى مصدر رسمي في الادارة الامريكية اكدت ان الاعتدائات التي حصلت ضد حاملات النفط السعودية والاماراتية الحليفين المخلصيين للاهداف الامريكية حصل بتوجه ايراني ونفذه وكلائهم في المنطقة ‘ ولكن رغم ذلك لم يحصل اي رد فعل عملي من قبل القوات الامريكية المتواجده في المنطقة ..!
بالاضافة الى ذلك ‘ أشرنا الى السكوت الغريب للكيان العبري المسخ خلال هذه الاحداث رغم اننا نعرف ان ذلك الكيان قبل ذلك ولاكثر من مرة اشار الى انه اذا استمرت ايران في التوسع في المنطقة فأن الكيان العبري العدواني لاينتظر مبادرة دعم من الادارة الامريكية للرد على ايران
عكس ذلك هذه المرة سمعنا رد فعل ذلك الكيان بشكل غريب تحت عنوان اغرب : ( ان الايرانين اذكا من ان يتوجهون الى اشعال نار الحرب ...! ) وجاء ذلك على لسان الخبير السياسي البروفيسور ( هلليل فريج ) نشرة المركز دراسات ( BESA ) حيث كتب يقول ( ان لايرانين طرقهم الخاصة لمعالجة الازمات وان امكانياتهم في لملمة الازمات لمنع توسع اشعال النار غير اعتيادي وفي مواجهة الازمة الحالية يعرفون كيف يصلون الى الحل دون اشعال النار قابلة لتوسع ) ونحن نؤمن بهذا التقيم لان ايران بلد مبني على اسس تاريخية متواصلة ورغم كل الانعطافات الحاد ه بقيت دولة المؤسسات اسس ركائزها على ذلك العنصر الاهم ادامة وجودة عبر التاريخ
اما ما يخص امريكا ‘ انه حتى القاريء البسيط يشعر الان انها ليست ( ذلك البعبع ) غير قابل للهزيمة ‘ ان المسؤولين عن مصدر القرار الامريكي ( وليس شايلوك تاجر الحرب الغبي ترامب ) يعرفون اين تكمن ضعفهم والازمات التي يعانونها وبعضهم مرتفع الى حد اعلى من الخطورة ويزيد الخطر الاتي من معاناتهم بداء من افغانستان ومرورا بالعراق وسوريا اضافة الى الحرب التجاريه التي يديرها الغبي ترامب مع الصين و المشكلة النووية مع كوريا الشمالية ‘ هذه الحقائق يذكرنا بمقولة الراحل ( ماوتسي تونك ) ان امريكا الان في صميمها نمر من ورق ....!! من الصعب ان تتورط في حرب يعزف له ترامب الغبي .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

809 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع