الهشيم الايراني

                                             

                            سعاد عزيز

الهشيم الايراني

هل إيران قوية مافيه الکفاية؟ هل هي تمتلك کل أسباب القوة التي تجعل منها بحق ندا لأمريکا؟ لابد لنا أن نقر بأن إيران تمتلك قوة عسکرية و تسليحية غير عادية ولکن مقارنة مع دول المنطقة و بلدان العالم الثالث وليس مع القوى الکبرى وخصوصا أمريکا، ثم إن إيران التي تمتلك قوة عسکرية و تسليحية کبيرة لکنها لاتمتلك إقتصادا قويا بل ولا حتى متماسکا بل وحتى آيل للإنهيار، فهو يکاد أن يعتمد على تصدير البترول، ويکفي أن نستشهد بهبوط أسعار البترول وماجرى للأوضاع المعيشية والاقتصادية داخل إيران کي نستشهد به کدليل حي وعملي على مانرمي إليه فکيف بعد العقوبات الامريکية التي تستهدف تصفير تصدير النفط الايراني؟ ثم إننا لو قارننا القدرات العسکرية والتسليحية لإيران وقارناها مع أمريکا، فإننا سنجد الفرق شاسعا من نواح کثيرة جدا، على سبيل المثال لا الحصر أمريکا تقوم بصناعة وإنتاج کافة الاسلحة التي تمتلکها أما إيران فإنها ليست کذلك أبدا.

إيران بعد قرابة 4 عقود من عمر نظامها الحالي، صارت تمتلك جيشا جرارا من الفقراء والجياع بإعتراف المسٶولين الايرانيين أنفسهم، وإن مشاهد من قبيل السکن في المقابر أو المبيت في بيوت من الورق المقوى أو بيع أعضاء الجسد بل وحتى بيع الاطفال الرضع بسعر 30 دولار وتزويج القاصرات بل وحتى بيع البنات، وغيره من الاخبار المأساوية المفجعة، تعطي للمتابع ثمة إنطباع واضح عن إيران کما هي من دون رتوش.
الحديث عن الکابوس الذي صارت تشکله إيران أو بالاحرى النظام السياسي ـ الفکري في إيران للمنطقة، کان ولايزال من إعتماده على الورقة الطائفية واللعب بها لصالح أهدافها ومراميها بل وحتى لخدمة مشروعها الخاص، ولاريب کان بإمکان دول المنطقة"لو أرادت" أن تلعب نفس الورقة مع إيران خصوصا وإن هناك مکون سني کبير في إيران يتوزع بين البلوتش و الاکراد و الترکمان و غيرهم، وهم محرومون من کثير من الامتيازات وطبقا لما يقوله المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فإنهم محرومون من الکثير من الامور و يخضعون لإضطهادين، لکن المشکلة إن دول المنطقة لاتعرف والاحرى لاتريد المتاجرة والمزايدة بالقيم الدينية والطائفية، إذ تحترمها وتقدرها وتعتبرها أسمى من أن يتم إستغلالها لهکذا مأرب، بيد إننا يجب أن نشير الى إن الشعب الايراني برمته بما فيها هذه الاعراق تغلي سخطا ضد النظام وإن أية لحظة مناسبة قد تکون أشبه بالشرارة التي تشعل النار في الهشيم، وقد جاءت الانتفاضة الاخيرة وماتمخض عنها، لتؤکد هذه الحقيقة خصوصا عندما إنتفضت 142، مدينة إيرانية خلال تلك الانتفاضة و طالبت بإسقاط النظام من خلال شعارها الرئيسي"الموت للديکتاتور"، أي المرشد الاعلى للنظام والذي کما هو معروف فإن النظام کله يختصر فيه، وإن على شعوب المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام أن يراهنوا على قضية دعم الشعب الايراني والمقاومة الايرانية قبل أي شئ آخر فالحل في هذا الرهان وحتى إن وزير الخارجية الامريکية قد أقر مٶخرا بهذه الحقيقة وأکد بأن الشعب الايراني هو من سيقوم بالتغيير.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

939 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع