اعرف نفسك .. عالج نفسك

                                                 

                               زياد القيسي

اعرف نفسك .. عالج نفسك

في المجتمعات البشرية وعلى مر الزمن, فإن الفوضى في بعض ما تعنيه هي عدم وجود الفرد القائد أو الجماعة القادرة على ضبط عامة الناس, أما معناها على مستوى النفس البشرية فيمكن القول أن ضبط السلوك يمكن أن يكون من خلال إخضاع حياة الفرد لعلاج ذاتي مؤثر للسيطرة عليها إيجابياَ وبأساليب متنوعة تتصف بأداء سريع ناجع وناجح مستهدياَ بقوانين المعرفة العلمية وذلك لتحقيق معالجة مؤثرة لتحقيق الرضا للذات وما لذلك من انعكاسات طيبة في التعامل مع الآخرين.
وبسبب مصاعب الحياة والضغوطات الاجتماعية والمضايقات في العمل فإنه يحدث أحياناَ في حياة أي شخص ومن فترة لأخرى قد تطول أو تقصر نوع من الإهمال الشديد لحاجاته الإنسانية وشئ من العجز أو الانهزام وسيطرة مشاعر الاستياء من أعماله اليومية الروتينية فيقوم بأدائها بشكل يصعب إنجازه أو إن الإنجاز يكون خاليا من المعنى والقيمة وتجده أيضاً وقد تعطلت قدراته البدنية وطاقاته الحيوية وعلاقاته الاجتماعية لأنه يحمل نفسه ما لا طاقة له به, مما يؤدي إلى اختيار نهج غير سليم في التفكير خصوصاً إذا ما لجأ للعيش في العتمة المكسوة بظلمات التفكير السلبي والتي تنتج عنها بعض الإفرازات الهرمونية داخل جسم الإنسان وهي ذات تبعات غير مرضية كونها تسبب المزيد من الفوضى داخل كيان الفرد.
وليس البحث عن قائد للنفس البشرية أصعب من البحث عن من يقود المجتمع في حالته الفوضوية, لأن القيادة هنا وبكل تأكيد هي من نصيب ( الذات ) التي تكون حاضرة دائماً وأبداً, فلا صعوبة في البحث عنها, وكل ما في الأمر أن الجهد ينصب في كيفية تأهيلها وإعادتها إلى منصبها الفخري (أي تأهيل الذات البشرية لقيادة نفسها) وهذا يتطلب أولاً اللجوء إلى الله عز و جل والتوكل عليه دون سواه للاعتراف بوجود مشكلة أو أزمة فهو المعين سبحانه وتعالى على تخطيها وتفويت الفرصة على الشيطان المتربص بكل تأكيد لتعقيدها, ويكون هنا قد اجتاز أولى خطوات الحل, وقد يرافق هذا الاعتراف رغبة في البكاء فلا داعي في تلك اللحظات أن يبخل الإنسان بذرف دموعه للراحة والتهيئة بكل ثقة للخطوة الثانية من سلم تخطي المشكلة وهي التعبير عن ما يجول بالخاطر سواء بالكتابة أو بالحديث مع النفس وإن لم يستطع الإنسان إتقان إحداها فعليه الإسراع بممارسة هوايته المحببة يرافقها التفكير في حيثيات المشكلة لأنه سوف يجد من خلالها المتنفس مع تعزيز الثقة بالنفس بسبب ممارسته لهوايته, وهنا سوف يحدث منعطف مهم في حل الأزمة وهو تولد شعور رائع بتخطيها ( أي الأزمة ) ويكون هذا الشعور ممزوجاً بنشوة التغلب عليها وبحلاوة مذاق ممارسة الهواية الأمر الذي سيجعل منك إنساناً فعالاً ومبدعاً وفي نفس الوقت قائداً لذاتك.
إن نجاحك في تجاوز أزمة ما تعرضت لها وبالكيفية التي أشرنا إليها, سيقويك ويشجعك ويساعدك على تخطي أية أزمة محتملة مستقبلاً فكل شئ في الحياة ينمو ويتطور بالممارسة وتكرار التجربة.
وخلاصة القول, فإن تجاوز الأزمات النفسية ينبغي أن يتم بطريقة علمية منهجية يستخدم فيها الإنسان عقله بما يتوفر لديه من مهارات ومعارف مكتسبة وتجارب سابقة ناجحة لغرض السيطرة على الخوف والقلق والتوتر الذي يصيبه وقت الأزمة وإبدال الحالة غير المتوازنة التي يمر بها الفرد إلى حالة أخرى يتم فيها اعتماد الحل الأكثر ملائمة لظروف ونوع المشكلة... والله ولي التوفيق.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

779 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع