قراءات في صحف عراقية قديمة

                                             

                        ماجد عبد الحميد كاظم

م/ قراءات في صحف عراقية قديمة

منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة بعد الحرب العالمية الاولى فقد شابت العلاقات العراقية الايرانية حالة عدم الاستقرار والخلافات تتعلق بصورة اساسية على الحدود وهي من مخلفات العلاقة بين الدولة العثمانية وأيران ، وضمن هذه الحالة نشرت جريدة صوت الاهالي بعددها 54 الصادر في بغداد صباح يوم الاثنين 21 أيار 1934 الموافق 6 صفر سنة 1353 مقالة افتتاحية بعنوان:


نحن وايران

يعتقد الشعب ان علاقته بالدولة البريطانية لم تسو بعد تسوية مرضية لأن المعاهدة التي عقدت بغير رضائه قامت على اجحافه ووضعه تحت السيطرة الانكليزية ولا بد وان تنتهي هذه العلائق - بقوة الشعب - يوما الى صورة ترفع عنا ما اصابنا من ظلم ولهذا ترغب هذه الامة ان تتفرغ دوما الى هذه المشكلة ذات الشأن الخطير في حياتها ومستقبلها والى ما افسده النفوذ البريطاني في جميع مناحي حياتها منذ الاحتلال حتى آلآن وهذا الشعور الذي يسود ابناء هذا القطر يجعلهم شديدي الرغبة في ان تكون صلاتهم بالجارات قائمة على الوداد والصفاء لتتيح لهم الفرصة لتقوية عناصر البلاد الحيوية فيحلون قضاياهم حلا يوافق ما يتطلعون اليه وما يريدون.

واذا ما قلق الناس آلآن لما اشيع عن الفتور في المناسبات التي بيننا وبين الجارة ايران فان ذلك مبعثه يقين الاهلين بان هذا الفتور يلهيهم الى درجة ما والى فترة من الزمان عن نضالهم في مسائلهم التي تقدم ذكرها.
وقد قيل في هذه الشائعات ان الدولة الايرانية بعد ان اقدمت على قطع المياه عن مندلي وردمها آلآبار التي تروي مزارعها وبساتينها ( مع ان هذا الردم لا تنتفع منه الاراضي الايرانية ولا تتوخى من من ورائه اية مصلحة انتاجية )
تريد اقتطاع قطع من الاراضي العراقية واخذ نصف شط العرب طولا وتطلب اجراء تعديل في حدودها من جهة خانقين بادخال قسم من الاراضي العراقية في حوزتها وهذه هي المشاكل الثلاث التي انبعث الخلاف منها وولدت في جو العلاقات كدرا ليس من فائدة القطرين المتجاورين دوامه بالنسبة الى ما تستوجبه احوال المملكتين. فكما ان في العراق - سيئات داخلية كثير -هي نتيجة تأخر استمر قرونا طوالا وزاد فيها زيادة عظيمة السيطرة الاجنبية في السنين الاخيرة - تحتاج الى اصلاحات جبارة تتوالى بحزم ونشاط فكذلك الحال في ايران اذ لاتزال باقية بعض آثار السنين السود الماضية التي جعلت منها منطقتين تعود لدولتين استعماريتين انكلتره وروسية القيصرية البائدة ، وايران لم تقدر بعد ان تصلح جميع مفاسد العهد الغابر الذي غشى بلادها حينا من الدهر ليس قصيرا وبناء على ما قدمنا نرى من فائة الشعبين العراقي والايراني ان يتوجها آثام الطور القديم وتطهير بلادهما من شوائبه حتى يتوفقا ان يسلكا متضامنين ولهما من القوة الداخلية ما يمكنهما رد كل عادية.
ما الذي تجنيه ايران آلآن من هذه البادرة التي بدرت منها وهذا الذي ترومه لايمكن ان يسلم به الشعب ولن يستطيع العراق ان يترك شط العرب الذي هو عرقه النابض الموصل الى مينائه الوحيد في الخليج الفارسي والامة التي تكره الاستعمار تكرهه من جميع الدول فكيف تعطي مفاتيح بلادها الى غيرها وكيف تتنازل عن اختيار حدوها ومياهها التي تروي منه الالوف من سكانها وبني جلدتها.
ان هذا الحدث الواقع آلآن بيننا والذي نود من الصميم ان يمحى أثره سريعا لانه لا يكبت نهم الاستعمار فهو ينمي النفرة بين شعبين متجاورين وقد لا تستفيد من ورائه الا انكلترا بتوجيه شعور التيار العام الى هذه الناحية ولو الى حين من الوقت.
ان هذا الذي تحاوله ايران في الوقت الحاضر كان منذ عهد الدولة العثمانية الا ان الاتفاقية التي جرت بينهما في سنة 911 بعد ان درست وضع الطرفين لجنة اممية سوت الخلاف وحددت الحدود ورضى المتعاقدان بذلك فجرت الامور على وفاق وكان اولى بحكومة ايران ان لاتثير ما اثارته آلآن وان تقتدي بتركيا التي هي اقوى دولة تجاورنا فمع انها لم تنتزع منطقة الموصل حربا وكانت ضمن الميثاق الوطني الكمالي ولكنها مع ذلك لم تتخذ العراقيل لضمها انما سلكت سبيل حسن الجوار والوداد مع العراقيين فسارت العلائق سيرا طيبا مرضيا وتفرغت الى نهضتها الشاملة التي قدرتها عليها الدول تقديرا كبيرا.
اننا نعيد ما ذكرنا من ان لافائدة لايران من هذا الخلاف لان الذي تتطلبه امور جوهرية للعراق من المستحيل ان يسلم بها ولذلك ان ما ينتظر من الجارة ايران ان تترك ذلك وتوحد جهودها مع الاقطار الشرقية الاخرى لمقاومة الاستعمار الذي يهددها ويضرها كما يضر هذه البلاد.

           ×××××× انتهى الاقتباس×××××

يتبين من هذا الاقتباس ان المشاكل والتوترات بين العراق وايران هي ليست وليدة اليوم وانما هي قائمة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في مطلع القرن العشرين الماضي، استمرارا للحالة الي كانت عليها ايام الدولة العثمانية وكانت هناك توترات ومعاهدات واتفاقيات وبخاصة في موضوع الحدود والمياه وما اشبه اليوم بالبارحة

وتقبلوا تحيات معد قراءات في صحف عراقية قديمة

ماجد عبد الحميد كاظم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

795 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع