بغداد ، البناء العشوائي وتشويه النظر !!!

                                                

                           سيف الدين الألوسي

       

بغداد ، البناء العشوائي وتشويه النظر !!!

في تجوال لي في بعض مناطق بغداد التي اعرفها وبعض ازقتها وشوارعها ،، رأيت العجائب ،،، لنفرض بأن لا اعتراض على صغر المساحة والواجهة ،ولكن ان يكون درج في منتصف الرصيف وبجانبه حمام الضيوف ، فهذا غير مقبول وغير منصف ،، واجهات الكاپون الملونة وبغير تناسق ،، واجهات لبيوت زرق ورق واشكال شبابيك مختلفة وباشكال بدائية مع تشويه كبير للنظر ،، بنايات بارتفاعات غير مدروسة وكتل كونكريتية مغلفة بألوان !! ،،، لا ادري ،كيف ستكون بغداد بعد عشر سنين من الان ،، هل ستكون مثل ضواحي المدن العشوائية في البرازيل او كولومبيا او بنغلاديش !! حتى تلوين المباني يكون جميلا وذات خصوصية لبعض المدن ومثل هافانا في كوبا وأصيلة في المغرب وغيرها ،، ولكن في بغداد خليطا غير متجانس وليس مثل مخلوط چاو چاو العجيب المتجانس !!
كل ما يضيمنا الضيم على وضع مدينتنا التي تربينا وقضينا العمر فيها ،، ارجع الى كتب موسوعة العمارة العراقية للاستاذ الفاضل المعمار محمد رضا الچلبي ، لاتصفح ابداعات مهندسينا الكبار سابقا وخصوصا في جزئيه الثاني والثالث وبالذات الجزء الثالث ولأرى ابداعات المرحوم قحطان عوني وأبتكارات رفعت الجادرجي المختلفة في الزمان والمكان ، وطريقة استعماله للمواد واستفادته من التجارب لتطويرها ،، اعمال المرحوم قحطان عوني ورغم قلتها لذهابه مبكرا ، فأنها اعمالا تسر الناظر والمستفيد ، وكذلك أعمال رفعت المتنوعة الازمان والوظائف والمكان ، فأنها تحف رائعة ومدرسة لوحدها ،،
كذلك نرى ابداعات قحطان المدفعي ورغم ولعه بالكونكريت وابتكاراته ، وتصاميم دور السكن خاصة لعدنان زكي امين رحمه الله ،، ومراعاته الجمال والتنوع المنسجمة مع متطلبات العائلة العراقية ، وخصوصا بساطتها وعفويتها ،،،
وكذلك بعض اعمال الاساتذة هشام منير وناصر الأسدي ورغم اقتباس البعض منها وبتصرف ومن بعض الابنية والمنشآت المشيدة في بعض المدن الأميركية ، وبتأثير واضح !! وخصوصية مهدي الحسني في نوعية تصاميمه ،،
طبعا انا عرجت على بعض الكبار من مهندسينا ومعمارينا ورغم اغناء الموسوعة بأسماء مبدعة أخرى لا يمكن اختصارها في مقالة بسيطة مثل مقالتي هذه ،، ورغم اعجابي الشديد ببعض الاعمال مثل بهو مدينة الناصرية لأنيس عجينة وغيرها من الاعمال الفذة ،، ولا ندري ماذا ستخبأ لنا الاجزاء المتبقية من ابداعات معمارية عراقية اخرى ،، تحية لكل معمارينا المتوفين منهم والاحياء ،، وتحية كبيرة للاستاذ الجلبي على موسوعته الغنية الجميلة والوثيقة التي ستخلد الكثير من الاعمال بعد اندثارها في زمن اللامعقول وخصوصا المساكن التي تم تفليشها ،، ليتم بناء وحدات لا تمت للذوق والجمال بصلة !!!
تحياتي للجميع .

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1095 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع