قراءات في صحف عراقية قديمة

                                            

                         ماجد عبد الحميد كاظم

م/ قراءات في صحف عراقية قديمة

نشرت جردية الرافدان بعددها 36 الصادر في 10 ربيع الاول 1340 الجمعة 11 تشرين الثاني 1921

-( الميجر يانغ والاقاويل)-

قرأنا في جرائد العاصمة خبر قدوم الميجر يانغ فاختلف الناس في تأويل سبب مجيئه ودارت على الالسنة تخرصات مختلفة واقاويل شتى فمنهم من يقول انه جاء لمهمة سياسية ومنهم من يظن انه جاء لعقد معاهذة بين الحكومتين العراقية والانكليزية وقد اخذنا العجب لما قرأنا في جريدة الفلاح الغراء ان مجيئ الميجر يانغ هو لمجرد عقد معاهدة وللاطلاع على رغائب الشعب فاذا صح ذلك سيطلع على رغائب الامة بواسطة الحكومة العراقية لامباشرة مع الامة وايضا فسيعقد معها المعاهدة ولما كانت هذه الحكومة الحالية لاتمثل الشعب تمثيلا صحيحا لانه لم يصادق عليها المجلس التأسيسي المنوي عقده في القريب العاجل.
ان هذه المعاهدة المنوي – كما يشاع – عقدها لاتعتبر نافذة المفعول وقابلة للتطبيق الا بعد ان يصدق عليها المحلس التاسيسي الذي يراد عقده في القريب العاجل – كما صرح بذلك بعض الرجال – لان هذا الحق اي عقد المعاهدة هو من الحقوق الخاصة بالامة واملنا الوحيد على بحكومتنا انها ستعرض هذه المعاهدة على الامة لتنقدها نقدا صحيحا.
هذه مصر امامنا ولنا فيها عبرة وموعظة حسنة فان كل بعثة تاتي لعقد معاهدة مع الحكومة المصرية تنشر تلك البعثة – قبل كل شيئ – برنامجها او مواد المعاهدة المنوي عقدها فتنتقدها الصحف على السنة الخطباء انتقادا هو في مصلحة المتعاقدين او مصلحة احدهما نترك هذا وذاك وننظر الى الامم آلآخرى وكيفية عقد المعاهدة الدولية في الحكومات الديمقراطية الحرة لتتخذها اساسا للاطلاع على مواد المعاهدة وايضاحها واعلانها للرأي العام كي يرى رأيها فيها.
ان اهم شيئ في في سن المعاهدة هو ان تكون طبق رغائب الطرفين لان المعاهدة المخلة بمصالح احد المتعاقدين لا تلبث قليلا من الزمن حتى تفسخ من قبل المعقود فيها فلهذا يجب على المتعاقدين ان يراعي كل منهما مصلحة صاحبه مراعاة دقيقة لا تترك له مجالا فيما بعد ان يحتج عليه بظلامة.
هذا اذا كان المومى اليه جاء لعقد المعاهدة واما اذا كان مجيئه لمعرفة رغائب كما صرحت به جريدة الفلاح فان مطالب الشعب هي معلومة لدى العموم كما ان جلالة ملك العرب المنقذ الاعظم الملك حسين بن علي قد عقد مع الحلفاء معاهدة هي كانت تؤمن مصلحة العرب لو نفذت بحذافيرها وهي معاهدة – السير سايكس – بيكو.
نحن العراقيون سنظل اصدقاء لحليفة العرب بريطانيا العظمى وسنقوي روابط الصداقة اذا وفت بوعودها التي قطعتها لنا على نفسها.
ان العرب الذين حاربوا في سبيل الاستقلال وحالفو ا بريطانيا لتساعدهم على استحصاله سوف يطلبون المواعيدالتي وعدتها حليفتهم بريطانيا العظمى ، هذا ومن الله التوفيق.

                           انتهى الاقتباس

مع تحيات معد قراءات في صحف عراقية قديمة
ماجد عبد الحميد كاظم

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1162 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع