ممارسات بغدادية تراثية ترتبط بالأطفال

                                          

                         سميّة العبيدي

ممارسات بغدادية تراثية ترتبط بالأطفال

اعتاد ( البغادّة ) كما يطلقون على انفسهم عادات تميزوا بها ولا اظنها ترد عند غيرهم بنفس الطريقة أو الاسلوب . 

من ذلك انهم ينذرون لوجه الله تعالى انه ان عاش صبيهم المولود حديثا حتى يحين موعد حلاقته الاولى ( الزيان ) ان يحلقوا شعر رأسه عند مرقد الصحابي الجليل ( سلمان الفارسي ) حلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ يزنون الشعر ويتصدقون بمثل وزنه نقدا للفقراء اما الموسرون فيتصدقون بمثل وزنه ذهبا .
ومن عاداتهم ايضا انهم اذا أخذوا بقطع القماش الى الخيّاطة لتخيطها لهم فاتمت الخياطة عملها وحولت القماش الى ثياب وملابس ارسلتها لهم في ( بقجة ) جميلة ونظيفة وعادة ما تـُرسل هذه الملابس المصنعة بيد ابنة الخياطة الطفلة فان لم تكن لديها طفلة ارسلتها بيد احدى بنات الاقارب او الجيران فاذا استلم الزبائن بضاعتهم ،عقدوا طرف الغطاء المعاد فارغا الى الخياطة على مبلغ صغير من المال هو للطفلة محضا .
وذلك يجرنا الى غطاء آخر وهو ذلك الذي يغطي هدية الفرح أكانت عرسا ام حجا ام ختانا ام انتقال الى دار جديدة ام ولادة . فعادة الناس ان يتهادوا لمثل هذه المناسبات الاجتماعية . وكانت الهدية حتى منتصف العقد الماضي اما - ( كلال سكر ) وهى عبارة عن السكر العادي مصبوبا في قوالب مخروطية جميلة وملفوفة بورق أزرق يثبت بخيوط بيضاء تعقد في قمة المخروط - توضع في سلة او تصف في صينية ثم تغطـّى بغطاء لطيف يعاد عادة مع الصينية او السلة بيد الطفل الذي حملها وقد عقد في طرفها مبلغ صغير من المال هو من حق الطفل مكافأة للعناء الذي بذله في حمل الهدية والغرض هو ادخال الفرح لقلب الطفل ليس الا . واستطرادا للحديث فان بعض الهدايا تكون من عمل ربات البيوت مثل (الشكر لمة - واللقم المحشو باللوز والمنكـّه ب - المستكي - ) واضافة للهدايا الاخرى كأواني الفضة المزخرفة والمنقوشة والتي لم تعد تصنـّع ولا تهدى وكالاطقم الزجاجية المعروفة حتى يومنا هذا فان بعض هدايا الناس آنذاك كانت بعيدة جدا عن المادية فيكفي ان تهدي مثلا (صينية ) قد ملأت شموعا و آسا وفيها ربما بعض الحناء او الحلوى .
ومن العادات المعروفة ايضا ان ربّة الدار اذا ما انصرفت لعمل معجنات العيد (الكليجة ) فانها تصنع لكل بنت من بناتها الصغيرات دمية من العجين ولكل ولد صغيرسيفا وتشوى هذه مع المعجنات وتعطى للاطفال حالما تخرج من الفرن او من التنور .
كما ان للاطفال دورا ً بارزا ًعند استقبال حجاج بيت الله الحرام فهم يتقدمون مواكب استقبال الحاج الذي يكون عادة جدهم او اباهم او احد اعمامهم , يحملون في ايديهم شموعا كبيرة مزينة بالورود الملونة من مكان بدء زفة الحاج الى داره العامرة بالفرح لادائه فريضة الحج ولعودته سالما لاهله وعائلته وذويه .


*****
سميّة العبيدي
بغداد

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

725 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع