حرامـي ساذج و ( الكاهن ) صريح

                                                

                           عبدالله عباس

حرامـي ساذج و ( الكاهن ) صريح

في ستينات القرن الماضي ‘ وتحديدا في سينما ( الخيام ) في بغداد ‘ شاهدت الفلم ( السوفيتي – روسيا الحاليه ..! ) مضمون الفلم باختصار هو عرض طرائف لص شاب ‘ حيث ينهي كل عملية سرقة يقوم بها بمواقف ونتائج مضحكة مع شيء قليل من المكسب لعمليته ‘ الى وصوله لاخر عملية سرقة له عندما يسرق سيارة ( فولكا ) روسية ‘ بعد العملية يتفق مع احد الدلالين لبيع السيارة ‘ وعندما يلتقي بالدلال ‘ يشرح له كيفية ( التسليم والتسلم ) و يبلغه بالمكان والزمان وبذلك تكون هذه العملية اخر مشهد من الفلم ..!
هنا ابدع المخرج في تصوير المشهد ‘ حيث يبدأ بظهور الشاب السارق على تله وقريب منه تظهر السيارة المسروقة تحت الشجرة ‘ بعد ذلك يظهر في مشهد اخر : تتوقف السيارة في اسفل التلة و ينزل منها رجل الدين ( القس بملابسه الدينية الرسمية ..! ) ويظهر صعوده سيرا نحو قمةالتله ‘ عندما يقترب ‘ ويراه اللص بهذه الهيبه ‘ يظهر على وجه الخوف حائرا من هذا المشتري الغير متوقع هو لص والمشتري رجل دين بهيبته النورانيه في المظهر ...!
عند اللقاء ‘ القس يصافح اللص ‘ واللص يمد يده بخجل منحنيا راسه امامه ‘ بعد ذلك يقترب القس من السيارة تحت الشجرة و يفتح ابوابه الاماميه لمعاينتها ‘ بعد ذلك يعود الى اللص ويمد يده الى جيبه ليخرج رزمة من الاوراق الماليه ويسلمه الى الشاب ..! وهو يمد يده بخجل مستلما المال ... وهويسلمه مفتاح السيارة ..! يذهب القس باتجاه السيارة ويمد يده لفتح بابها ‘ عندها يتجه الشاب بسرعه نحو ويساله بصوت متوتر :
_ ابونا ‘ صحيح انتم تستقبلون في الكنيسة اي شخص مذنب يريد ان يعترف بذنبه و يريد ان يتوب على يدكم وانتم تدعون له عند القدير ليغفر له ‘‘ هز القس راسه و قال : نعم هذا صحيح ‘ ويظهر ان جوابه شجع الشاب واقترب من القس وقال له :
- ابونا ‘ هذه السيارة بعتها لك ‘ ليس ملكي الحلال ‘ انا سارقها .....!!!
ينقل المخرج الكاميرا على وجه القس وهو يبدو كانه يفكر بعمق ...!! بعد ذلك يقترب من الشاب ويضع يده على كتفه قائلاَ:
_ لاتحزن ياولدي ‘ أنا أيضا سرقت الفلوس الذي اعطيتك من صندوق دعم الايتام الموجود في الكنيسة ....فانا ادعو القدير ان يغفر لي ولك ....!!
وينتهي الفلم بابتعاد الكاميرا عن ( اللصين ) ليظهر في اخر مشهد تلة من بعيد والسيارة المسروقة بينهما .
تذكرت هذا الفلم ‘ ونحن الان نسمع ونرى مشاهد معاكسة ‘ معممين يسرقون ‘ يشترون من السوق السوداء ‘ والرابح من يشترى ويروج للمخدرات لتحطيم الشباب .....

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

813 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع