قصة قصيرة بين الحلم والحقيقة

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 30 تموز/يوليو 2018 06:32

كتب بواسطة: اسراء العبيدي

                           اسراء العبيدي

قصة قصيرة بين الحلم والحقيقة

بكت وشكت وركضت الى كهف صغير مظلم وجلست تحدث نفسها هذا ما حدث وما سوف يحدث دوما . وفجأة سمعت هناك صوت يقول كفى آلام ودموع فشعرت بالخوف وصرخت من يكلمني ؟؟ ولكنها لم تجد احد الى أن رأت شيخ عجوز فقالت : من معي ؟ ...

أجابها : لا تخافي أنا هنا لأسمعك فلست بحاجة إلى أن تكلمي نفسك بعد الان... أنا هنا لأسمعك ، قالت له : من أين أبدأ ؟
فقال لها ابدأي من حيث تشائين . لم تستطع سوى القول : اسمي هند وأنا حزينة جدا لأني اشعر اني ضائعة في متاهات الحياة وأنتظر مستقبلي المجهول وأجد احلامي لا تتحقق . سئمت وتعبت وكرهت الحياة . يا الهي ماذا يحدث؟ لماذا اختفيت؟
أين انت؟ يا شيخ أين اختفيت؟
وفجأة ظهرت سفينة امامها وبعدما تحطمت ظهر الشيخ العجوز مجددا . دهشت هند مما رأت بل وصدمت , وشعرت بخوف شديد لأنها لا تعرف ما الذي حدث بالضبط ؟ ولما كل هذا ؟
وفي الحقيقة الحياة عبارة عن علامة تعجب !! تحتاج الى قوة وصبر وما يحدث فيها أشبه بعلامة استفهام ؟؟ تحتاج الى أجوبة . فما حدث لهند يحدث لملايين البشر الذين ولدوا وهم حاملين أحلامهم حتى أصبحت حملا خفيفا على أكتافهم . والحقيقة أغرب من الخيال ولكنها تمثل الواقع المفعم بالوجود البشري . وبدون استنتاج ولكن بالتنبؤ يمكننا اعتماد القول إن الكهف الصغير المظلم الذي ركضت إليه هند هو "الحزن" لان ( الانسان لا يعلم إن الحزن مهما كان فهو صغير جدا كالكهف الصغير المظلم لأنه يجعل من حياة الانسان مظلمة) . وبدلا أن تركض هند إلى الكهف كان يجدر بها أن تتخلص من الحزن . أو تضيء الكهف بالشموع لكي لا يظهر الشيخ العجوز والذي هو "اليأس" , لان هند من شدة كآبتها ظهر الشيخ العجوز "اليأس" والذي قد خدعها بأنه يسمعها . ومن ثم جاءت السفينة والتي تمثل "الأمل" نعم الأمل هو سفينة الحياة يقودنا إلى السعادة , ويجب أن نبحر في شراعه إلى أبعد مدى لكي نحقق أحلامنا ولكي لا يظهر الشيخ العجوز مجددا في حياتنا . مهما كان لنا من أحلام علينا دوما انتظار السفينة "الأمل" بدلا من الركض الى الكهف المظلم "الحزن" والحديث مع نفسنا والقول ما سيحدث سوف يحدث دوما كما فعلت هند.
هنالك حلم لا نستطيع التخلي عنه وهنالك حقيقة إن الحلم يحتاج إلى الأمل والسعي والمثابرة .